بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه في كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد بباب ما جاء في كثرة الحلف قال رحمه الله وفي الصحيح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا ادري اذكر بعد قرنه مرتين او ثلاثة ثم ان بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يوفون ويظهر فيهم السمن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذا فيه انه كلما تأخر الوقت فان الناس يتغيرون وتخف الامانة فيأتي اناس يشهدون ولا يستشهد يعني يشهدون دون ان تطلب منهم الشهادة وينذرون ولا يوفون والنذر قال الله جل وعلا في وصف عباده المؤمنين يوفون بالنذر ووصفهم بانهم يوفون بالنذر في حين ان هناك قوما اخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وينذرون ولا يوفون ينذرون ولا يوفون يعني خفت الامانة عندهم خف الدين حتى انهم ينذرون والنذر اذا صدر يجب الوفاء به اذا كان نذر بر يجب الوفاء به لانه تعهد من العبد بينه وبين ربه بان يفعل الخير وهذه علامة خير فيهم انهم يوفون بالنذر على العكس من الذين يأتون في اخر الزمان فانهم ينظرون ولا يوفون ولا يوفون بنذرهم وهذا نقص في ايمانهم نقص في دينهم لا شك انه كل ما تأخر الزمان تغيرت الاهوال ونقص الدين الى ان تقوم الساعة والناس في نقص في دينهم الا من رحم الله سبحانه وتعالى فبقي على الدين الارض لا تخلو من هؤلاء لكنهم يقلون في اخر الزمان قال الشارح شيخ عبدالرحمن ابن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد طرح كتاب التوحيد قوله في الصحيح اي صحيح مسلم واخرجه ابو داوود والترمذي ورواه البخاري بلفظ خيركم قوله صلى الله عليه وسلم خير امتي قرني لفضيلة اهل ذلك القرن في العلم والايمان والاعمال الصالحة التي يتنافس فيها المتنافسون ويتفاضل فيها العاملون فغلب الخير فيها وكثر اهله وقل الشر فيها واهله واعتز فيها الاسلام والايمان وكثر في فيها العلم والعلماء نعم خير القرون هو القرن الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وكان اهله باعلى الدرجات من الايمان والاحسان وفعل الخير والابتعاد عن الشر لانهم تربوا على النبي صلى الله عليه وسلم وتتلمذ عليه فلما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم تأخر الزمان تغير الحال كل ما بعدوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم تغيروا الحال ونقص الايمان فيهم الا من شاء الله سبحانه وتعالى لان الارض لا تخلو من اهل الخير لكنهم يقلون ويكثرون نعم ثم الذين يلونهم فضلوا على من بعدهم لظهور الاسلام فيهم وكثرة الداعي اليه والراغب فيه والقائم به نعم خير القرون القرن الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ثم بعد قرن الرسول يتناقص الخير لا يعدم لكنه يتناقص وكل قرن انقص من الذي قبله حتى تقوم الساعة وكل ما تأخر الزمان يقل للخير ويكثر الشر الا ان الخير لا يعدم بل يكون له بقية وله اناس يوصفون به لتقوم الحجة على الخلق نعم ثم الذين يلونهم فضلوا على من بعدهم لظهور الاسلام فيهم. وكثرة الداعي اليه والراغب فيه والقائم به وما ظهر فيه من البدع انكر واستعظم وازيل كبدعة الخوارج والقدرية والرافضة فهذه البدع وان كانت قد ظهرت فاهلها في غاية الذل والمقت والهوان والقتل فيمن عاند منهم ولم يتب نعم فلا شك ان كل ما تقدم الزمان يعني كل ما كان في الزمان الاول فهو خير من الزمان الذي يأتي بعده وذلك لكثرة اهل الخير في الزمان الاول وقلتهم في الزمان الذي بعده قوله فلا ادري اذكر بعد قرنه مرتين او ثلاث هذا شك من راوي الحديث عمران ابن حصين رضي الله عنه والمشهور في الروايات ان القرون المفضلة ثلاثة الثالث دون الاولين في الفضل اي نعم كل ما تأخر الزمان فانه ينقص الفضل لقلة اهله وكثرة من يعارظونه ويأخذون بالاراء الجديدة التي لا اصل لها ولا دليل عليها وهناك دعاة للظلال يكفرون كل ما تأخر الزمان يكثر دعاة الضلال ويقل دعاة الخير لكنهم لا يعدمون والحمد لله نعم والمشهور في الروايات ان القرون المفضلة ثلاثة. الثالث دون الاولين في الفضل لكثرة ظهور البدع فيه لكن العلماء متوافرون والاسلام فيه ظاهر والجهاد فيه قائم ثم ذكر ما وقع بعد القرون الثلاثة من الجفاء في الدين وكثرة الاهواء فقال ثم ان بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون يعني القرن الثالث يظهر فيهم المخالفات من ذلك انهم يشهدون دون دون ان تطلب منهم الشهادة دل على انهم لا يبالون بالشهادة لغلبة الجهل فيهم ولقلة الدين ايضا نعم فقال صلى الله عليه وسلم ثم ان بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون لاستخفافهم بامر الشهادة وعدم تحريهم للصدق وذلك لقلة دينهم وضعف اسلامهم اي نعم لقلة دينهم وظعف اسلامهم فهم يشهدون دون ان تطلب منهم الشهادة فدل على قلة الدين فيهم لان الدين يحجز اصحابه من المخالفات الشرعية ومنها انهم ان الشاهد لا يشهد حتى تطلب منه الشهادة ويكون صادقا فيها كونه يشهد دون ان تطلب منه الشهادة هذا دليل على انه لا يبالي بشأن الشهادة ويتهاون بها لقلة الدين. نعم. قوله صلى الله عليه وسلم ويخونون ولا يؤتمنون وهذه المصيبة الكبرى انهم يخونون بالامانة ولا يؤتمنون لقلة دينهم قوله صلى الله عليه وسلم ويخونون ولا يؤتمنون يدل على ان الخيانة قد غلبت على كثير منهم او اكثرهم يخونون ظد الذين يؤتمنون يخونون ولا يؤتمنون كل ما تأخر الزمان ظهرت هذه الظاهرة السيئة يخونون ولا يؤتمنون نعم. وقوله صلى الله عليه وسلم وينذرون ولا يوفون نعم وهذا خلاف الذين يوفون بالنذر فاذا نذر فانه يوفي بنذره اذا كان نذر تبرر ونذر طاعة يوفوا بنذره قال الله جل وعلا يوفون بالنذر يقفون اذا نذر النذر يجب الوفاء به اذا كان نذر طاعة ولا يجوز تهاون به لانه تعهد من العبد بان يعمل الخير يعمل البر لرغبته في ذلك نعم قوله صلى الله عليه وسلم وينذرون ولا يوفون اي لا يؤدون ما وجب عليهم فظهور هذه الاعمال الذميمة يدل على ضعف اسلامهم وعدم ايمانهم في المتأخرين هذه الصفات بالمتأخرين يأتي قوم ينذرون ولا يوفون ويخونون ولا يؤتمنون ويظهر فيهم السمن هذه صفاتهم ظهور السمن فيهم دليل على قلة الخوف في قلوبهم خوف من الله في قلوبهم الذي يخاف من الله يظهر عليه اثر الخوف فلا يسمن في جسمه بل يكون نحيفا لخوفه من الله سبحانه وتعالى نعم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين