وانتم تعلمون ان الخشية مزيج من الحب والهيبة والتعظيم والرجاء ولذا فان هذه الهيبة هيبة جلال وتبجيل وتعظيم فكل شيء اذا خفته فررت منه الا الله قال تعالى ففروا الى الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم انا نعوذ بك من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب اللهم ليس لنا ما تمنينا فلك الاخرة والاولى فاحسن عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اما بعد موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث الثاء الخمسين بعد ثلاث ايام واسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجزي هؤلاء الائمة واخوانهم من علمائنا خير ما جزى الله عالما عن علمه اللهم اسبغ عليهم شئبير الرحمات واوجب لهم بذلك جزيل المغفرات وعلو الدرجات والحقنا بهم على احسن ما تكون عليه الوفاة والممات انك على كل شيء قدير وبالاجابة جدير نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يثبتنا بالقول الثابت اللهم انا نسألك الثبات الى الممات اللهم توفنا وانت راض عنا غير غضبان اللهم توفنا وانت راض عنا غير غضبان. اللهم من علينا بالصحة والغفران اللهم انا نعوذ بوجهك العظيم من الانتكاسة بعد الهدى اللهم انا نعوذ بوجهك العظيم من الضلال بعد الهدى ومن العمى بعد البصيرة ومن الحور بعد الكور يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا. يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين اللهم عليك بالكفرة الفجرة ومن والاهم. اللهم عليك بالكفرة الفجرة ومن والاهم اللهم عليك بالكفرة الفجرة ومن والاهم. اللهم من ولي من امور المسلمين شيئا فرفق بهم فارفق به يا ارحم الراحمين وهذا هو الحديث الثاني من احاديث كتاب الصلاة في هذا الكتاب العظيم قال الامام البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن صالح ابن كيسان عن عروة ابن الزبير عن عائشة ام المؤمنين قالت فرض فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسفر فاقرت صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر اذا قال البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف وهو عبد الله بن يوسف التنيسي ابو محمد الكلاعي المصري اصله دمشقي نزلت النيس قال ابن معين اثبت الناس في الموطأ عبد الله ابن مسلمة القعنبي وعبدالله ابن يوسف التنيسي بعده ولذا قال البخاري كان من اثبت الشاميين علينا وعليهم الرحمة اجمعين قال اخبرنا طبعا عبد الله بن يوسف التميمي تركي عام عشرة ومئتين قال اخبرنا ما لك وهو الامام الكبير ما لك ابن انس وهذا الخبر من الاخبار كتاب الموطأ وهو كتاب عظيم حري بطالب العلم ان يعنى به غاية العناية وتوفي الامام مالك عام تسع وسبعين ومئة عن صالح ابن تيسان وهو ثقة من الثقات وهو مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز توفي عام اثنتين واربعين ومئة عن عروة ابن الزبير وعروة هو من اهل الضبط والاتقان هو من اهل التقدم في الفنون والعلوم وهو صاحب فضل عظيم عن عائشة ام المؤمنين وهي امامة من ائمة المسلمين لها الفضل والتقدم في العلوم الشرعية جميعها قالت فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر والسهر فوقف صلاة السفر وزيد في صلاة الحضر الحنفية علينا وعليهم رحمة الله كفلوا بظاهر هذا الحديث وبنوا عليه ان القصر في السفر عزيمة لا واما الجمهور قد اجابوا عن ذلك بقولهم يعني ليس عليكم يعني بقوله تعالى فليس عليكم حجة ان تقصروا من الصلاة لان نفي الجناح لا يدل على العزيمة وايضا يتدلل الحديث صدقة تصدق الله بها عليكم اقبلوا صدقته فالراجح ما ذهب اليه جمهور اهل العلم على انها رخصة وليس عزيمة مع العلم ان ظاهر الحديث يدل ان كون السفر ركعتين كان بناء على الاصل وليس قصرا لها لكن هذه الاية ظاهرة في انها رخصة فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة وهذا يدل على ان الاصل فيها العدد الزائد ولكن الظاهر انه لا تعارض بين هذا الخبر الذي ترويه ام المؤمنين عائشة وبين الاية الكريمة فانما شرعت هكذا ثم جاء في الزيادة لان الصلاة قرة عيون الموحدين وفيها من الفوائد والعوائد ولذلك مما فيها ينبغي على الانسان ان يستشعر عند وقوفه للصلاة الاخلاص لانه يقف بين يدي الله لاداء حقه والرغبة بما عنده والرهبة من عذابه والتقرب اليه وامتثال اوامره في كل صلاة واللات في الصلاة نفسها تمر على الانسان امور الاخلاص من اولها الى اخرها من تكبيرها الى تسليمها ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك الامر مهم ايضا حينما يقف الانسان في الصلاة عليه ان يستشعر منة الله عليه وبعض الناس يحمل الاخرين منة حينما يقف في الصلاة ويصلي يجد الانسان ذلك من الوقوف بين يدي الله في الصف ثم تسوية الصف ثم اقباله على الله ثم النية والتشوير ليعلموا ان الله كبير وانه اكبر كل كبير ثم يستحضر الانسان الاخلاص في دعاء الاستفتاح وكذلك في الاستعاذة وحسن الريال بالله سبحانه وتعالى حينما يقرأ الفاتحة حينما بحمد الله ثم بذكر رحمة الله ثم بذكر يوم الدين ففي رحمة الله يعمل الانسان لاستجلاب الرحمة والرجاء وفي ذكر يوم الدين يستحضر الانسان الخوف من الله وفي قولهما اياك نعبد ايضا يعني الانسان يحقق الاخلاص في ذلك وايضا في التحيات حينما يقول الانسان التحيات لله فهي لله لا لغيره وكذلك بالسلام حينما يسلم على نفسه وعلى المؤمنين وايضا على الانسان ان يحظر قلبه وان يفرغ ان يفرغ قلبه لله وان يستفرغ جهده في الاقبال على الله وتدبر كلامه وفهم ما يقوله من اذكار فاذا حصل حضور القلب اندفع سرحان النفس وخشعت الجوارح بخشوع القلب وحضوره وحضور القلب ايها الاخوة مطلب مهم في اداء كل عباية من العبادات لكننا نذكر هذا في الصلاة لان الصلاة تتكرر. ومع الاخلاص وحضور القلب يستشعر الانسان المتابعة والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لم وهذا من الصبر على الطاعة كما قال تعالى والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم فيستشعر المرء في صلاته انه يتابع النبي صلى الله عليه وسلم في كل امر من الامور وفي وهذا يجلب محبة محبة النبي في القلب ويعظمها ومحبة النبي من محبة الله فاذا ازداد في قلبك حب النبي صلى الله عليه وسلم زاد في قلبك حب الله بان الله هو الذي من عليه وهو الذي زكاه وايضا الانسان يستشعر بالصلاة الجواب حينما يسأل ماذا اجبتم المرسلين ويستشعر الانسان ان المرسلين سيسألون وان الرعية ستسأل فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسألن المرسلين ايظا من الامور المهمة الحرص على الاحسان في الصلاة وذلك يكون بكمال المراقبة للملك الديان سبحانه وتعالى فالله رقيب علينا مهيمن هسيب وربنا قال ان الله كان عليكم رقيبا. فعلى المرء ان يراقب ربه في الصلاة. في حركاتها في اقواله في الاخلاص بالمتابعة والانسان اذا راق وربه في الصلاة كان حريا ان يراقبه خارج الصلاة وحينما يقرأ الانسان القراءة يستشعر ان الله يستمع اليه ما اذن الله لشيء ما اذن النبي يتغنى بالقرآن ومعناه ما استمع الله لشيء استماعه لنبيه يتغنى بالقرآن فاعل القارئ في صلاته وفي خارج الصلاة ان يستشعر استماع الله له ليسعى بتلاوته ان يتلو القرآن حق تلاوته وليفعل قارئ ان يكون صالحا حتى تقبل عبادته فانما يتقبل الله من المتقين وزارة لا يتحصن للعبد هذا فقد بلغ مقام الاحسان ومشهد الاحسان اصل اعمال القلوب كلها فانه يوجب الحياء والاجلال والتعظيم والخشية والمحبة والانابة والتوكل والخضوع لله سبحانه والذل له وايضا هذه المشاعر وهذه الملاحظات وهذه المجاهدة تقطع الوساوس وتقطع حديث النفس فيجمع الانسان قلبه ويجمع همه على الله فاذا تحقق للعبد هذا كان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ثم تفتح للعبد ابواب الخير وتكون هذه الصلاة سبيل فلاحه في الدنيا والاخرة كما ينادي لها المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح ولذلك حظ العبد من القرب من الله على قدر حظه من مقام الاحسان وبحسبه تتفاوت الصلاة حتى يعظم اجرها للانسان حينما يكون لله مراقب. مراقبون ومن الامور المهمة في الصلاة ايها الاخوة ان يستشعر الانسان رجاءه لربه لا سيما رجاؤه فيما يكرره في الصلاة حينما يقول الرحمن الرحيم فالمسلم يرجو رحمة الله في الدنيا والاخرة واذا استشعر الرحمة طلب المحبة من الله والى استشعر الانسان الرجاء في طلب الرحمة والمحبة والعفو فهذه عبادات قلبية تزيد الحسنات. وترفع الدرجات وبها تدفع الكربات وما اكثر الكربات التي تمر على المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وايضا هذه المشاعر وهذه النيات وهذه المراقبات والمجاهدات تجعل المصلي في لذة ما بعدها لذة طريقة ان يكون رجاء عبادة لا رجاء تمن بلا عمل واذا استحضر الانسان رجاء ربه فان هذا الرجاء تحضره الهيبة والرجاء مع الهيبة من انواع الخوف فالخوف وحده الهروب من المخوف والهيبة خوف مع علم وتعظيم فاذا كان خوفا مع علم بعظمته من تقف بين يديه صار الخوف خشية ويقول انا اصلي وانا اصلي لا يا اخي الكريم استشعر ان الله قد وفقك للصلاة وان الله قد وفقك قد اسبقك لهذا الدين العظيم وان الله بحوله وقوته قد جعلك تقف بالصلاة وهذه نعمة وربنا يقول وما بكم من نعمة فمن الله ونعمة الصلاة اعظم النعم بعد التوحيد وتأمل في قوله تعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين فيا عباد الله الله هو الذي يمن على عباده بان جعلهم مسلمين مصلين وتأمل في دعاء سيد الحنفاء ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وتأمل دعاءه حينما قال ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي حتى تدرك انك حينما تذكر ابراهيم في الصلاة الابراهيمية تذكره لاسباب هذه قد عرفت بابها فاذا كان العبد في هذا الشعور عالما ان وقوفه بين يدي الله نعمة ومنة من الله دفع هذا عنه الغرور والعجب والاعتداد بالعمل ثم الزمه ذلك التواضع لربه واذا تواضع العبد لربه تواضع مع الناس ومن هذا نزلت السبب في بدء القرار الحمد لله رب العالمين وايضا تكرار هذه السورة في كل ركعة في كل ركعة انت تكرر هذه السورة. فيا عباد الله تشعر نعمة الله عليكم واستشعروا رحمته بهذه الصلاة وكل صلاة تأتون لتصلوها فاحرصوا ان تصنعوها صناعة اخوان تجدوا فيها لا ان الانسان حينما يصلي يأتي ليتخلص منها فقط بل يجعلها الانسان راحة له اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين والحقنا بالصالحين غير هدايا ولا نادمين ولا مفتونين ولا مبدلين يا ذا الجلال والاكرام سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه