المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الخامس والخمسون والثلاثمائة الحديث الخامس عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ونزلت ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليل الى الاية رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابن مسعود من حلف على يمين صبر سميت بذلك لانه يصبر نفسه على الاثم ومن لازم ذلك ان يصبرها على العذاب مع انه لا صبر على عقوبة الله تعالى وفسر هذه اليمين بقوله يقتطع بها مال امرئ مسلم اي اما ينكر الحق الذي في ذمته لغيره ويحلف على ذلك او يدعي دعوة كاذبة ويحلف على ذلك وقوله هو فيها فاجر اي كاذب لقي الله وهو عليه غضبان وهذا ابلغ من قوله غضب الله عليه اي ان الله تعالى يغضب عليه ولا يزال غضبان عليه حتى يلقاه وما ظنك بعبد لقي الله وهو عليه غضبان فانه لابد ان يوقع به العقوبة الشديدة بسبب اثمه العظيم فانه جمع في هذا مفاسد كثيرة منها انه مخادعة لله تعالى ومنها انه ظلم للخلق ومنها انه اكل للمال بالباطل ومنها انه خديعة لخصمه فان الخديعة سلوك الطرق الخفية للتوصل الى المقاصد الفاسدة ومنها ان هذا نفاق فان النفاق هو اظهار الانسان خلاف ما يبطنه ومنها انه استبدال للشر بالخير ولهذا قال ونزلت ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا الى الاية فالدنيا كلها ثمن قليل فكيف بالقليل منها واذا تأملت احوال الناس اليوم رأيت اكثرهم لا يبالي بمثل هذا والله المستعان