بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم انا نعوذ بك من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب اللهم ليس لنا ما تمنينا فلك الاخرة والاولى فاحسن عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم من اراد بنا سوءا او تربص بنا الدوائر فلا تفرحه يا ربنا بذلك واهده الى العمل الصالح والى الاستقامة والى الدين المتين اما بعد موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله وشرح الحديث الحادي والخمسين بعد الثلاث مئة واسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يجزي هؤلاء الائمة واخوانهم من علمائنا خير ما جزى عالما عن علمه اللهم اسبق عليهم شآبيب الرحمات واوجب لهم بذلك جزيل المغفرات وعلو الدرجات والحقنا بهم على احسن ما تكون عليه الوفاة والممات يا رب العالمين نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يثبتنا بالقول الثابت. اللهم انا نسألك الثبات الى الممات. اللهم توفنا وانت راض عنا غير غضبان اللهم توفنا وانت راض عنا غير غضبان. اللهم من علينا بالصحة والغفران اللهم انا نعوذ بوجهك العظيم من الانتكاس بعد الهدى اللهم انا نعوذ بوجهك العظيم من الضلال بعد الهدى ومن العمى بعد البصيرة ومن الحور بعد الكور يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا وقد اجمع العلماء على وجوب ستر العورة للصلاة وان المكلف لو صلى الصلاة وهو كاشف عن عورته وقادر على سترها فصلاته غير صحيحة قال ومن صلى منسحبا ومن صلى ملتحفا اللهم انجي المستضعفين من المؤمنين. اللهم عليك بالكفرة الفجرة ومن والاهم يا ارحم الراحمين اللهم من ولي من امور المسلمين شيئا فرفق بهم فارفق فارفق به يا ارحم الراحمين الامام البخاري في صحيحه وقد اعتدنا ان نقرأ الحديث ثم نبدأ بالشرح على ما اشار به علينا اخونا الاخ مصطفى جزاه الله خيرا قال الامام البخاري باب وجوب الصلاة في الثياب وقول الله تعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد ومن صلى منسحفا في ثوب واحد ويذكر عن سلامة ابن الاكوع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يزره ولو بشوكة وفي اسناده نظر ومن صلى في الثوب الذي يجامع فيه ما لم يرى فيه اذى وامر النبي صلى الله عليه وسلم ان لا يطوف بالبيت عريانا حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا يزيد ابن ابراهيم عن محمد عن ام عطية قالت امرنا ان نخرج الحيض يوم العيدين وذوات الخدور فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزل الحيض عن مصلاهن قالت امرأة يا رسول الله احدانا ليس لها جلباب قال لتلبسها صاحبتها من جلبابها وقال عبد الله ابن رجاء حدثنا عمران قال حدثنا محمد ابن سيرين قال حدثتنا ام عطية قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اذا بوب الامام البخاري باب وجوب الصلاة في الثياب وهكذا في اشارة الى ان ستر العورة شرط من شروط الصلاة. قال وقول الله تعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد طبعا ذكروا ذكر بيهدة في السنن الكبرى ان المقصود خذوا زينتكم اي الثياب هو المفروض اللباس والزينة واسفل الطبري في تفسيره لابن عباس وسعيد ابن جبير ايضا انه المقصود بذلك الثياب ونقل ابن حزم الاتفاق على ان المراد ستر العورة خذوا زينتكم عند كل مسجد وقال ابن كثير في هذه الاية في تفسيره قال وما ورد في معناها من السنة يستحب التجمل عند الصلاة ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد والصيد لانه من الزينة والسواك لانه من تمام ذلك ومن افضل الثياب البياض. ثم ساق الاثار على ذلك ثم ساق اثارا ثم قال وروى الطبراني بسند صحيح عن قتادة عن محمد ابن سيرين ان تميم الداعية اشترى رداء فكان يصلي فيه فيما يتعلق بتفسير الاية فقد ذكر الواحد في تفسيره البسيط قال الكلبي والزينة ما وارى العورة عند كل مسجد الصلاة او طواف طبعا هذه اثر يعني هذه الاثر المكسور من اللي هو تفسير الباء تفسير الكلبي في هذا ان المقصود به الصلاة يعني ليس فقط المسجد فقط يعني كل صلاة يجب على الانسان ان يستر عورته وهذا حقيقة من اعجاز القرآن يعني هذا الامر يسهل الامر الواجب العورة عند الصلاة يشمل الامر يفسر العورة عند دخول المساجد يشمل الامر عند الصلاة يشمل ايضا الامر الندوي ان الانسان يتطيب ويلبس افضل الثياب واجمل الثياب بالذهاب الى المسجد ثم قال الواحد في تفسيره بعده هل قال وقال يعني قال اصحابه يقصد الفقهاء وهذه الاية دليل على وجوب ستر العورة للصلاة والطواف بالبيت قال والطواف صلاة ونحن نقول ايها الاخوة بان الستر هو التغطية يقول سترت الشيء اذا قظيته والعور والعورة اصلها من العور وهو النقص ولذلك لما يقال في كتب الفقه تطلب العورة اي تغطيتها والمراد بالعورة في اطلاق العلماء علينا وعليهم رحمة الله القبل والدبر وما امر بستره وادلة فستر العورة في الكتاب والسنة كثيرا وهي شرط من شروط صحة الصلاة وهذا الشرط امر الله به في كتابه وكذلك في هدي النبي صلى الله عليه وسلم واجمعت الامة على انه لا بد منه كما نقل ابن حزم الاجماع على وجوبه اخذا من هذه الاية ودليل وجوبه في الصلاة قوله تعالى يا بني ادم خذوا في نفسكم عند كل مسجد ووجه الدلالة من الاية الكريمة ان الله امر المكلف ان يأخذ الزينة عند كل مسجد. والمراد بقوله عند كل مسجد اي عند كل صلاة اه فيكون قوله خذوا امرا والامر للوجوب حتى يدل الدليل على صرفه ولا صارف له ابدا وكذلك امره عليه الصلاة والسلام العورة وهديه صلوات الله وسلامه عليه فيها كثير جدا وسيأتينا اذا لا يصلي احدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء وايضا حينما قال احفظ عورتك الا من زوجك او ما ملكت يمينك النصوص في هذا كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد. ومن صلى ملتحفا في ثوب واحد. طبعا هذا يعني الامام البخاري اشار اليه اشارة وان الانسان اذا صلى في ثوب واحد سافرا عورته فصلاته صحيحة قال ويذكر عن ثلاثة ابن الاسوأ طبعا سلمة ابن الاكوح هو احد الصحابة الاجلة احد الصحابة الادلة ولا هو مكانة عظيمة وكبيرة وهو صاحب شجاعة وصاحب فضل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يزره ولو بشوكة اي يشده اي يشد ازاره ويجمع بين طرفيه ويجمع بين طرفيه لئلا تبدو عورته يلا تبلغ عورته قال البخاري في اسناده نظر طبعا هذا اخرجه ابو داوود والنسائي وفي سننه موسى ابن محمد وفي التاريخ الكبير للبخاري قال في احاديثه في حديثه مناشير قال ومن صلى في الثوب الذي يجامع فيه ما لم يرى فيه اذى ابو داوود والنسائي وصححه ابن حبان وابن حزيمة من طريق معاوية بن ابي سفيان انه سأل اخته ام حبيبة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامع فيه؟ قالت نعم اذا لم ير فيه اذى قال البخاري وامر النبي صلى الله عليه وسلم ان لا يطوف بالبيت عريان ان لا يطوف بالبيت عريان وهذا الخبر سيأتينا باذن الله تعالى برقم ثمان وستين وثلاث مئة وتسعة وستين وثلاث مئة من حديث ابي بكر الصديق ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان ينادي في الحج لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان والصلاة التي هي لمن يعني الطواف بمنزلة الصلاة والصلاة اولى والصلاة هي اولى نعم فقال هنا قال البخاري حدثنا موسى ابن اسماعيل وهو من قال التبوذكي المتوفى عام ثلاث وعشرين ومئتين قال حدثنا يزيد وهو يزيد ابن ابراهيم السفتري ابو سعيد البصري قال وكيع ثقة ثقة توفي عام احدى وستين ومئة وقيل ثلاث وستين ومئة عن محمد وهو محمد ابن سيرين عن ام عطية وهي نسيبة بنت كعب. قالت امرنا ان نخرج الحيض يوم العيدين. وذوات الخدور اي طواهر فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم ويعتزل الحيض عن مصلاهن قالت امرأة طبعا هذه المرأة هي ام عطية شنت بذلك عن نفسها قالت امرأة يا رسول الله احدانا ليس لها جلباب قال لتلبسها صاحبتها. طبعا هذا محل الترجمة اشار به الى وجوب الستر في الصلاة ولو بالاعارة لان الاعارة شرعت لامر مندوب وهو الخروج لصلاة العيد فلا ان تشرع لواجب اولى. قاعدة تلبسها صاحبتها من جلبابها وقال عبدالله بن رجاء طبعا عبد الله بن رجاء احد شيوخ البخاري وهذا لا نجعله معلقا انما نجعله موصولا لان الذي عزا لشيخه بطالة فكذب فيه عنعنة يعتبر المعازف لا تشغل ابن حزم المخالف فما ذكره البخاري عن شي فهيم بصيغة قال فهو موصول وعبدالله بن رجاء اللي هو ابن عمر الغدامي البصري قال ابو حاتم كان ثقة رضا طبعا تسعة عشر ومائتين قال حدثنا عمران وهو عمران ابن داور العمي ابو العوام القطان البصري وثقه العجلي وعفان قال ابن المدينة كان يرى رأي الخوارج ولم يكن داعية وقال يزيد ابن زريع كان حروريا وكان يرى السيف على اهل القبلة قال ابو داوود افتى في ايام ابراهيم ابن عبد الله ابن حسن بفتوى شديدة فيها سفك دماء طبعا هو يقصد هنا ابو داوود انه قد استفتاه هذا الرجل اللي هو من اهل البيت في الخروج على ابي جعفر المنصور وكان اخوه محمد المعروف بالنفس ذكية قد ظهر على الناس في المدينة وابراهيم ذهب الى البصرة فبايعه اهلها ولكن ابا جعفر المنصور قد جئت الجيوش وقضى على هاتين الدعوتين فنسأل الله ان يرحمنا وان يرحم امة محمد اجمعين. اذا عمران ابن داور العمي يثنى بابي العوام القطان البصري وهو من ثوار اتباع التابعين توفي بين ستين ومئة وبين سبعين ومئة وقد علق له البخاري هنا وابو داوود روى له الترمذي والنسائي وابن ماجة. قال عنه الحافظ ابن حجر صدوق يهم ورمي برأي الخوارج اما عند الكاشف فقال ضعفه النسائي ومشاه احمد وغيره طبعا قال في الكاشف وقد اورده في الميزان قال عمران القطان او العوام ابن داور العمي الامام المحدث. هكذا قال الامام المحدث ابو العوام عمران طالب تداور لعمي البصري القطان حدث عن الحسن ومحمد ابن سيرين وبكر ابن عبد الله وقتادة وابي جمرة الضبع وجماعة شوف هنا لما يختار من الشيوخ في الاجل حتى يتبين لنا قيمة هذا المترجم روى عنه ابو عاصم وعبدالرحمن بن مهدي وابو داوود الطيارة وعمرو بن عاصم وعبدالله بن رجاء الغداني واخر ايضا هنا اتى كبير اعيان التلاميذ قال يزيد ابن زريع كان عمران القطان حروريا يرى السيف. وقال احمد ابن حنبل ارجو ان يكون صالح الحديث. وقال ابن فعليه يكتب حديثك وقال النسائي ضعيف الحديث وقال ابو داوود ظعيف افتى في ايام خروج ابراهيم ابن عبد الله ابن حسن بفتوى شديدة فيها سفك الدماء وروى عنه عفان ووثقه وقال ابن معين ليس بشيء كان يرى الخروج ولم يكن داعية وقد ذكره يحيى بن سعيد القطان يوما فاحسن الثناء عليه وذكر انه كان بينه وبينه شركة طبعا مات في حدود الستين ومئة رحمه الله وقد فضج له اصحاب السنن الاربعة وقال البخاري اذا هنا قال البخاري وقال عبد الله بن رجاء حدثنا عمران قال حدثنا محمد ابن سيرين شف قال حدثتنا ام عطية قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بهذا طبعا فوائد هذا التأليف تصريح محمد ابن سيرين بتحديث ام عطية لهم فبطل ما تخيله بعضه من ان محمدا انما سمعه من اخته حفصة عن ام عطية قال ابن حجر وقد رويناه موصولا في الطبراني في بطنه في مطبوعة الطبراني رقم مئة وواحد طبعا لا يظن حتى لو سمعه حتى لو سمعه بواسطة لا يظر ولا يحتاج لمحمد لمحمد ابن سيرين ان يصرح بالسماء لكن الامام البخاري يعني كان عظيما في هذه الباب في مسألة السماء واتباع السماء اذا انتهى هذا الصبر وفيه اهمية فيه اهمية جسر العورة وهي شرط من شروط صحة الصلاة واهل الحديث حينما تكلموا في عمران لخطورة امر الدماء في الدين. لخطورة امر الدماء في الدين والانسان يعني يجعل شعاره ودثاره في هذه الحياة ان يحذر من الاعتداء الاعتداء على النفس المحرمة امر خطير وجريمة القتل اذا نظرت كيف خاطب الله عز وجل عباده بتعظيم النفس المحرمة وكيف جاءت النصوص في القرآن تربي ذلك الوازع الديني العظيم وتزكي جذوته في النفوس علمت انها اصدق عبارة واصدق كلمة واتم بيان يكون في التوجيه في الوعظ كما قال تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما اي مؤمن يقرأ هذه الاية ويتأمل هذا الكلام من الله سبحانه وتعالى يتعظ ومن يقتل مؤمنا متعمدا. ومن صيغ من صيغ العموم اي ولو كان اغنى الناس في الارض واشرف الناس واعلى الناس ولا في المؤمن نكرة ايوا لو كان افقر خلق الله. ومن يقتل مؤمنا ولم يفرط الله بين الناس لا باحسابهم ولا بانسابهم ولا بصورهم ولا باشكالهم ولا بمراتبهم ولا بوظائفهم وعبر بالايمان الذي هو حرمة من حرمات الله عز وجل ويجب ان تستقى حرمات الله سبحانه وتعالى متعمدة اي قاتل للجريمة وطالبا الهاق نفس بدون حق فجزاؤه ليس له جزاء الا هذا الجزاء وانظر كيف جاء التعبير بالجزاء. لانه عندما تأتي كلمة جزاء فالنفوس دائما تطمئن فلما تأتي العقوبة في سياق تطبيع يكون هذا مثل الصدمة فجزاؤه جهنم اي ما له جزاء الا هذا وهذا فيمن استحل قتل المؤمن ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ولا يخلد في النار الا من استحل فالمستحل وقع في اعظم الاوامر وعندما يكون من الخالدين ابدا لكن لو انه لم يستحل وتعمد القتل فهو الى مشيئة الله. ان شاء الله عذبه وان شاء غفر له. كما دلت على ذلك النصوص وهو مذهب اهل السنة جماعة في مرتكبي الكبائر فجزاؤه جهنم وليس هذا فحسب بل خالدا فيها. تصور مؤمنا كلما ذكر النار صار فزع منها. وكلما مر عليه اسم النار فزع وخاف وذلك الانسان عليه ان يتفكر دائما الاشياء التي قد ابكت عيون الصالحين. واسهرت عفونهم في جوف الليل. تتجافى ذنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا خوفا من جهنم خوفا من النار فاذا بالله عز وجل يأتي بهذا جزاء في القتل هذه جهنم التي وصف الله اغلالها وعذابها وشدتها وبلاءها وكربها اذا على الانسان ايها الاخوة ان يخاف وان يتفكر وان يتدبر قال تعالى فجزاؤه جهنم خالدا فيها. وليس الجزاء انه خالد فيها فقط بل وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما الغضب. ربنا يقول ومن يحلل ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى واذا ولعنه ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا. اللهم انا نعوذ بك من غضبك يا ارحم الراحمين. وجنبنا اللهم يا ارحم الراحمين واجعلنا اللهم ممن احياها قل امنا وارزقنا اذا اذا اصابت اللعنة قلبا ختم عليه والعياذ بالله الا ان يتداركه الله برحمته وغضب الله عليه ولعنه واعد له له عذابا عظيمة قف عند قوله واعد وقف عند قوله عذابا نكرة وعظيمة والعظيم من الله عظيم النفس المؤمنة التي تقرأ هذه الاية ماذا يحدث لها ثم يخاطب الله عباده في هذه الجريمة افرادا وجماعات شبابا وشيبا ذكورا واناثا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق بل هذه من الوصايا العشر التي جاءت في الاية الحادية والخمسين في سورة الانعام. فهو اسلوب عظيم من اساليب الزجر. يقول الله تعالى ولا تقتلوا. ما قال لا تقتلوا فما خاطب خطاب الفرد بل خاض بخطاب الجماعة حتى يشمل جميع طبقات المجتمع كلها ويشمل الصغير والكبير وان تعلم ان العزيز والذليل في حكم الله سواء. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق العبد حينما يتذكر كلمة حرمة يعرف انها من اعظم الاشياء والحرمة لها حرمة قال سبحانه ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وهو خير له في دينه ودنياه واخرته وكون الله عز وجل يحرم القتل ويجعل القتل لشيء محرم وله حرمة تنفر النفس بمجرد ما تقرأ هذا الشيء وتحس ان بينها وبينه حواجز تنبئ عليها امور الدين ومقاصد الشريعة فيأتي الانسان يتقي الله ويخاف من الله جل وعلا ولذلك فان ربنا يقول ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما واسلوب النهي يتضمن التحريم لا تقتلوا انفسكم. ما قال لا تذبحوا وانما قال لا تقتلوا لان القتلى عم من الذبح لان الذبح يكون من الاضجياء ولكن القتل يكون على اية صورة سواء قتل قائما او قتل قاعدا او قتل مضجعا بستين او برمي او غيره كله يسمى قتلى ولا تقتلوا انفسكم وما ابلغه من تعبير بقوله انفسكم جعل الله المؤمن مع المؤمن كالنفس الواحدة فمن قتل مؤمنا فكأنما قتل المؤمنين اجمعين. من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا اذا هذا الاسلوب الرباني بالنهي عن هذه الجريمة التي تتعلق بالاعتداء على النفس من شأنه انه اذا قرأه الانسان متأملا متدبرا اقتنع بالحكم وحصل عنده وراء هذه القناعة ما نريده من النفرة مما حرمه الله وتأمل هذه الخطابات جاءت تشريعا ووصفا وبيان عاقبة فهذه الثلاثة اسس ما اكتملت في خطاب ولا توجيه الا كان له الاثر العظيم في النفوس حينما تستجيب هذه النفوس لامر الله تعالى. وتنتهي هذه النفوس عما نهى الله عنه فجاء الحكم بالتحريم ولا تقتله فانه نهي يقتظي التحريم وجاء الخطاب يوصف النفس المقتولة ولا تقتلوا النفس التي حرم الله ولا تقتلوا انفسكم وهذا يجعل عند الانسان تعظيما لهذه النفس المحرمة ثم بيان العاقبة فانت حينما تنتهي وحينما تنهى عن ذلك اعلم انك تستجيب لامر الله تعالى وانك تحث عباد الله الى الاستجابة. فيا عباد الله احذروا النفوس واحذروا القتل وكونوا ممن من الله عليهم بان يعملون لا حياء النفوس واعفاف النفوس واصلاح النفوس فاعظم عمل نقوم به هذه الايام وفيما مضى وفيما يأتي ان الانسان يسعى لاحياء النفوس ومن اعظم الاحياء حينما تحييها بكتاب الله تعالى وحينما تحييها بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يعصم دماءنا. امين. اسأل والله العظيم ان يحفظنا وان يحفظ امة محمد اجمعين. اللهم احفظ عبادك المؤمنين. اللهم احفظ عبادك المؤمنين. اللهم