وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الاولى منهما قولوا ومن بالله وما انزل الينا. الاية التي في البقرة وفي الاخرة منها امنا اما بالله واشهد بانا مسلمون. وفي رواية في الاخرة بالله بالاية التي في ال عمران. قل يا يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم. رواهما مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر قل يا ايها الكافرون. وقل هو الله هو احد رواه مسلم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال ربقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا كان يقرأ وكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر قل يا ايها الكافرون. وقل هو الله احد. رواه الترمذي وقال حديث حسن وبالله التوفيق وصلى الله الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بالهدى اما بعد. هذه الاحاديث الثلاثة التي ذكرها الامام النووي رحمه الله في كتابه الصالحين وفيما يتعلق القراءة في ركعتي الفجر تقدم ان ركعتي الفجر سنة مؤكدة سفرا وحضرا وان السنة للرجل والمرأة الاتيان باهل السنة ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر في السفر والحرم وكان يقرأ فيهما كما في الحديث عن ابي هريرة ابن عمر يقرأ فيه من قول يا ايها الكافرون قل هو الله احد في الركعتين في الاولى قل يا ايها الكافرون وفي الثانية قل هو الله الذي بعد الفاتحة وهاتان السورتان يقال لهما سورة الاخلاص لان في اولى البراءة من جميع ما يعبده المشركون من دون الله وانه ايضا ليسوا بعابد لله لان شركهم يحبط اعمالهم ولهذا قال فيها جل وعلا ولا انتم عابدون ما اعبد لانهم مشركون وعمله هذا هو عبد الله فلا عبادة لهم لان الشرك يحبطها قال ولا انا عابد ما عبدت تبرع لمن عبادتهم التي يعبدونها الاصنام والاوثان وانما يعبد الله وحده ففيها البراءة من الشرك وبيان الله سبحانه هو مستحق العبادة ولهذا قال لكم دينكم ولي دين لكم دينكم الكفر والضلال وليديني وهو عبادة الله وحده والاخلاص له. والبراءة من عبادة ما سواه سبحانه وتعالى. وهكذا السورة الثانية قل هو الله احد فيها ايضا سورة الاخلاص تعني ثلث القرآن وهي محظة لتوحيد الله والاخلاص له وبيان صفاته سبحانه وتعالى قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قال انه قال انها تعدل ثلث القرآن لان القرآن امر ونهي وخبر وعشاء والخبر الازمان خبر عن الله وعن اسمائه وصفاته وخبر عن الدار الاخرة والجنة والنار وغير ذلك وقل هو الله احد قل هو الله احد الخبر عن الله وعن صفاته واسمائه فكانت تعرف جزء القرآن لانها كلها في بيان توحيد الله وصفاته جل وعلا ومن حديث ابن عباس انه ربما قرأ فيهما بايتين البقرة وال عمران وهما ايضا ايتان في الاخلاص الاولى قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب الاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبي لا نفرق بين احد منهم ونحن وهم مسلمون هذه اية البقرة في الركعة الاولى بعد الفاتحة وفي الثانية بعد الفاتحة ال عمران قل يا اهل قل يا اهل كتابك تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم هي كلمة عجل بيننا الا نعبد الا الله ويعرف به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا من دون الله. فان تولوا يعني عن الحق وعن توحيد الله فقولوا اشهدوا باننا مسلمون هاتن الايتان ايضا كلاهما كلتاهما تتعلق بالاخلاص لله والايمان به وتوحيده والبراءة من عبادة سبحانه وتعالى هذا هو سنة ان تقرأ هاتان الايتان في سنة الفجر او هاتان السورتان واذا قرأها تارة كذا وتارة كذا هذا هو السنة حتى يجمع بين السنة يقرأ فيهما بالايتين يقرأ بسورتين حتى يعمل بالنصوص كلها وثبت ايضا انه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بسورتين في سنة المغرب وفي صلاة الطواف ركعتي الطواف الطواف قل يا ايها الكافرون قل هو الله احد وقرأ بهما في سنة المغرب وان قراءة غير ذلك فلا بأس. لو قرأ الفجر سنة الفجر او في سنة المغرب او في سنة الطواف وغير ذلك لا بأس. لكن السنة ان يتحرم فعله النبي وان يقرأ مثل قراءته عليه الصلاة والسلام وفق الله الجميع