بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين. اللهم انا نسألك رحمتك. فهي خير مما اللهم انا نعوذ بك من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب. اللهم ليس لنا ما فلك الاخرة والاولى. فاحسن اللهم عاقبتنا في الامور كلها. واجرنا من خزي دنيا وعذاب الاخرة. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار نار اللهم من اذانا فاهده الى التوبة والى الصراط المستقيم. واشغله واشغله بخدمة القرآن ونشر سنة سيد الانام. اللهم من تربص بامة محمد صلى الله عليه وسلم سوءا فاجعل اللهم دائرة السوء تدور عليك. اما بعد موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث الثامن والخمسين بعد الثلاث مئة. اللهم ارحم البخاري وسائر علماء المسلمين. اللهم ارحم امة محمد اجمعين. اللهم اهد الظالين. واجعلهم على الهدى والصراط المستقيم. اللهم بلغ رسالاتنا الاسلام لغير المسلمين. واكتب لنا هداية الكثيرين. واجعل لنا لسان صدق في الاخرين. اللهم احفظ واخواننا الذين يساعدوننا في نشر العلم. اللهم احفظ اخانا كرما وارحم اباه الذي توفي قبل ايام اجعل عمل ابيه متقبلا عند ربه واجعل عمله صالحا متقبلا واجعله في حسنات ابيك الى يوم الدين قال الامام البخاري علينا وعليه رحمة الله حدثنا عبدالله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة ان سائلا سأل رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم عن الصلاة في ثوب واحد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او لكلكم ثوبان ان اذا هذا الحديث هو الحديث الثامن والخمسون بعد ثلاث مئة التداول البخاري بقوله حدثنا عبد الله بن يوسف وهو عبد الله ابن يوسف التنيسي ابو محمد الكلاعي المصري. اصله دمشق نبي نزل تلميذ. قال ابن معين اثبت الناس في الموطأ عبد الله ابن مسلم القعنبي وعبدالله ابن يوسف بعده قال البخاري كان من اثبت الشاميين ولذا فان البخاري قد خرج للتنيس ستا وخمسين حديثا وثلاث مئة حديث. قال اخبرنا مالك الامام مالك كما قال ابن معين هو من حجج الله على خلقه. وقال ابو مصعب كان مالك لا يحدث الا وهو على طهارة اجلالا للحديث. لان الحديث الذي ندرسه ونتدارسه هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم فكان الامام مالك يجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ابن المبارك عن الامام مالك ارأيت احدا ارتفع مثل مالك؟ ليس له كثير صلاة ولا قيام الا ان تكون له سريرة ولذا ايها الاخوة الانسان لابد ان تكون له سريرة واعمال صالحة فيما بينه وبين ربه. قال اسماعيل ابن ابي اويس مرض خالف فسألت بعض اهلنا عما قال عند الموت قالوا تشهد ثم قال لله الامر من قبل ومن بعد ولذا نحن نقول في الليل والنهار اللهم ليس لنا ما تمنينا فلك الاخرة والاولى. كل امر بيد الله وكل شيء ايل الى الله سبحانه وتعالى. فاذا كانت للعبد مشيئة او ارادة فان مشيئته هو ارادته لابد من مشيئة الله وارادته حتى تتم مشيئة العبد. عن ابن شهاب هو محمد ابن مسلم ابن ابن عبد الله ابن شهاب ابن عبد الله ابن الحارث ابن زهرة ابن كلاب ابن مرة ابن كعب ابن لؤي ابن طالب القرشي الزهري ابو بكر المدني سكب الشام. قال ايوب ما رأيت اعلم من الزهري وقال مالك كان ابن كان ابن شهاب من اسخى الناس ماله في الناس نظير وقال الليث ابن سعد ما رأيت عالما قط اجمع من ابن شهاب. ولا اكثر منه علما. وقال الشافعي لولا الزهري ذهب السنن من المدينة. وقال البخاري في التاريخ عن ابن اخي الزهري انه اخذ القرآن في ثمانين ليلة. ومعناه الزهرية حفظ القرآن في ثمانين ليلة. وقال سعد ابن ابراهيم ما ارى احدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع ما جمع الزهري وقال ابو مسعود احمد ابن الفرات الرازي ليس فيهم اجود مسندا من الزهري كان عنده الف حديث وقال ابو بكر بن منجاية رأى عشرة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انا من احفظ اهل زماني واحسنهم سياقا. واحسنهم سياقة لمتون الاخبار. وكان فقيها فاظلا وقال ابو الزناد كنت اطوف انا وابن شهاب ومع ابن شهاب الالواح والصحف قال وكنا يعني كانوا يطلبون العلم سوية ويكتبون ما يسمعونه من المشايخ وابن شهاب كان يحفظ حتى قال ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته. ومن اقواله قل لا تحقروا انفسكم ثلاثة في اسنانكم فان عمر ابن الخطاب كان اذا نزل به الامر المعضل دعا الفتيان واستشارهم ليبتغي حدة عقولهم. وقال الزهري ايضا ما استعدت حديثا قط ولا شككت في حديث الا حديثا واحدة فسألت صاحبي فاذا هو كما حفظت. ولذا قال سفيان ابن عيينة عن عمرو ابن دينار قال ما رأيت انص للحديث من وما رأيت احدا الدينار والدرهم اهون عليه منه ما كانت الدنانير والدراهم عنده الا بمنزلة البعض ومن اقوال الزفر يقول ان للعلم غوائل فمن غوائله ان يترك العالم حتى يذهب علمه ومن غوائله النسيان ومن غوائله الكذب ومن غوائله الكذب فيه وهو اشد غوائده. ومن اقواله النفيسة التي نكثر منها مقولته اذا طال المجلس كان للشيطان فيه في نصيب اي مجلس العلم عن سعيد بن المسيب وهو سعيد بن المسيب بن حزم بن ابي وهب بن ابن عمرو بن عائب بن عن ابن مخزوم القرشي المخزومي رأس علماء التابعين وفاضلهم وفقيههم. قال ابو ليس في التابعيين ليس في التابعين انبل من سعيد ابن المسيب وهو اثبتهم في ابي هريرة وقال محمد ابن حبان كان كان رأس من بالمدينة في دهرك المقدم عليهم في الفتوى. سعيد ابن المسيب ويقال فيه فقيه الفقهاء. وقال قتادة كما رأيت احدا قط اعلم بالحلال والحرام سعيد ابن المسيب. وقال مكحول والزهري كان افقه تابعين وقال سعيد اني كنت لارحل الايام والليالي في طلب الحديث الواحد. وهذي حقيقة مسألة مهمة ينبغي على اي جدة في تحصيل العلم. فسعيد يقول اني كنت لارحل الايام والليالي في طلب الحديث الواحد وعن يحيى ابن سعيد قال كان سعيد ابن المسيب لا يكاد يفتي فتيا ولا يقول شيئا الا قال اللهم سلمني وسلم مني. وجاءه رجل وهو مريض فقال اقعدوني فاقعدوه فجلس فحدثه ثم اضطجع فقال الرجل وددت انك لم تتعنى فقال اني كرهت ان احدثك عن رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وانا مضطجع. هكذا كان سعيد عن ابي هريرة ان سائلا سأل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في ثوب واحد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم او ولكلكم ثوبان طبعا هذا الحديث كما قال الخطابي يقول الخطابي هذا لفظه استخبار ومعناه اخباره عن الحال التي كانوا عليها. من ضيق الثياب. وفي ضمنها الفتوى من طريق الفحوى. اي اذا كان ستر العورة واجبا سيما في الصلاة. وليس لكلكم ثوبان فكيف لم تعلموا جوازها في الثوب الواحد وقد بوظ الخطابي لهذا الحديث من معالم السنن ومن باب جماع ابواب ما يصلى فيه وفي تبويب صحيح مسلم في شرح النووي باب الصلاة في ثوب واحد وصفة لبسه. وفي شرح الزرقاني الزرقاني وهو من الشروح السهلة على كتاب الموطأ وفيها الفوائد يقول استفهام انكاري ابطالي قال الخطابي استخبار ومعناه الاكبار طبعا الخطابي توفي عام ثمان وثمانين وثلاث مئة كل من جاء بعده انتفع منه من الشراح. وكذلك جاء ابن عبد البرو عن الخطاب وكل من جاء منه انتفع منه. قالوا قال الخطابي لفظ الاستخبار ومعناه الاخبار عما هم عليه من قلة الثياب ووقع في ظمنه الفتوى من طريق الفهوى كأنه يقول اذا علمتم ان ستر العورة فارض فرض الصلاة والصلاة لا وليس لكل واحد منكم ثوبان فكيف لم تعلموا ان الصلاة في الثوب الواحد جائزة اي مع مراعاة كسر العورة بهم. وقال الطحاوي معناه لو كانت الصلاة مكروهة في الثوب الواحد لكرهته لمن لا يجد الا ثوبا واحدا. طبعا كلام الصحابة ناقشهم فيه الحافظ بن حجر. اصل الكلام في هذا الحديث اول اصل الكلام ولكلكم لكن قدم استفهام لان له صدر الكلام. حروف الاستفهام لها الصدارة في تقدم على حرف العطف. ومذهب الزمخشري في مثل هذا ان العطف على محذوف بعد الهمزة دل عليه المعطوف. ولا لا تقديم ولا تأخير فالتغيير هنا اكلكم اغنياء ولكلكم ثوبان ومذهب الجمهور اولى كما ابن هشام الانصاري في كتابه النافع مغن لبيب. قال ولي الدين عراقي رحمه الله في طرح التسريب بهذا الحديث على وجوب الصلاة في الثياب. لما دل عليه من ان جواز الاقتصار على ثوب واحد رخصة لضيق الحال. فدل على انه لا يجوز ترك ذلك. والمعتبر في ذلك ان يكون ساترا للعورة بحسب اختلاف العلماء في العورة وذلك ايضا يختلف بالذكورة فيه والانوثة. فعورة النساء ليست واذا ثبت وجوب الستر في الصلاة كان دليلا على انه شرط فيها لان الغالب ان ما وجبت الصلاة كان شرطا فيها. وبهذا قال جمهور اهل العلم خلافا للمالكية. وحكى القاضي ابو بكر ابن العربي رحمه الله في كونه العورة يعني تحدث عن هذا الامر وللمالكية يعني كلام في هذا الباب. الدمامين في جاء به العظيم المصابيح في الجامع قال الاستفهام به للانكار الابطالي اي ليس لكلكم ثوبان وتستر العورة بواجب والصلاة متحتمة. فاذا الصلاة في الثوب الواحد جائزة. حقيقة يعني مما ننتفع به ضيق الحال الذي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على النبي واهل بيته وعلى الصحابة. وان الله سبحانه قادر ان يغدق الدنيا على النبي واله وعلى الصحابة لكن الله سبحانه وتعالى قد لنبيه ولاهل بيته وللصحابة ذلك الحال حتى يكونوا قدوة لنا فيما يمر بنا الان بحمد الله لا يوجد شخص من الاشخاص له ثوب واحد يصلي فيه بل ان الناس بحمد الله تعالى الان لديهم ثياب متعددة يلبسونها ويتنعمون فيها في الحر والبرد ويسترون عوراتهم فالانسان حينما تفوته نعمة من النعم عليها ان لا ينسى هذه النعم. الان غالب الناس بحمد الله تجد ان الملابس لديهم قد بلغت من الكثرة الشيء الكثير. والانسان يحمد الله على نعم الله وعلى نعمة الستر وعلى نعمة الثياب وعلى سائر النعم. ونحن عبيد لله سبحانه وتعالى فما برأ بنا في حياتنا من امور ومن شدائد فعلينا ان لا ننسى بقية النعم التي انعم الله بها علينا. ونحمد الله سبحانه وتعالى على هذه النعم وعلى سائر النعم ونسأل الله ان يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين اجمعين وان ما في