المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي قدمت لغد واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. يأمر تعالى عباده المؤمنين بما يوجبه الايمان ويقتضيه. من لزوم تقواه سرا وعلانية في جميع الاحوال. وان يراعوا ما امرهم الله به من اوامره وحدوده وينظر مالهم وما عليهم وماذا حصلوا عليه من الاعمال التي تنفعهم او تضرهم في يوم القيامة فانهم اذا جعلوا الاخرة نصب اهل اعينهم وقبلة قلوبهم واهتموا بالمقام لها. اجتهدوا في كثرة الاعمال الموصلة اليها. وتصفيتها من القواطع والعوائق التي توقفهم عن او تعوقهم او تصرفهم. واذا علموا ايضا ان الله خبير بما يعملون. لا تخفى عليه اعمالهم ولا تضيع لديه ولا يهملها. اوجب لهم الجد والاجتهاد. وهذه الاية الكريمة اصل في محاسبة العبد نفسه. وانه ينبغي له ان يتفقدها. فان رأى زللا تداركه بالاقلاع والتوبة النصوح والاعراض عن الاسباب الموصلة اليه. وان رأى نفسه مقصرا في امر من اوامر الله. بذل جهده واستعان بربه في تكميله وتتميمه واتقانه. ويقايس بين منن الله عليه واحسانه. وبين تقصيره. فان ذلك يوجب له الحياء بلا محالة كونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون والحرمان كل الحرمان. ان يغفل العبد عن هذا الامر. ويشابه قوما نسوا الله وغفلوا عن ذكره والقيام بحقه. واقبلوا وعلى حظوظ انفسهم وشهواتها فلم ينجحوا ولم يحصلوا على طائل. بل انساهم الله مصالح انفسهم. واغفلهم عن منافعها وفوائدها فصار امرهم فرطا. فرجعوا بخسارة الدارين. وغبنوا غبنا لا يمكنهم تداركه. ولا يجبر كسره. لانهم هم الفاسقون الذين خرجوا عن طاعة ربهم واوضعوا في معاصيه فهل يستوي من حافظ على تقوى الله ونظر لما قدم لغزو فاستحقت جنات النعيم والعيش السليم. مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. ومن غفل عن ذكر الله نسي حقوقه فشقي في الدنيا واستحق العذاب في الاخرة. فالاولون هم الفائزون والاخرون هم الخاسرون ان هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الانسان نضربها يتفكرون ولما بين لعباده ما بين وامرهم ونهاهم في كتابه العزيز. كان هذا موجبا لان يبادروا الى ما دعاهم اليه وحثهم عليه. ولو كانوا في القسوة والصلابة من قلوب كالجبال الرواسي فان هذا القرآن لو انزله على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله اي لكمال تأثيره في القلوب فان مواعظ القرآن الكريم اعظم المواعظ على الاطلاق. واوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها. وهي من اسهل شيء على النفوس وايسرها على الابدان خالية من التكلف لا تناقض فيها ولا اختلاف ولا صعوبة فيها ولا اعتساف تصلح لكل زمان ومكان وتليق لكل احد. ثم اخبر تعالى انه يضرب للناس الامثال. ويوضح لعباده في كتابه الحلال والحرام. لاجل ان يتفكر في اياته ويتدبروها. فان التفكر فيها يفتح للعبد خزائن العلم. ويبين له طرق الخير والشر. ويحثه على مكارم الاخلاق يا محاسن الشيم ويزجره عن مساوئ الاخلاق فلا انفع للعبد من التفكر في القرآن والتدبر لمعانيه لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هذه الايات الكريمات اشتملت على كثير من اسماء الله الحسنى واوصافه العلى. عظيمة الشأن وبديعة البرهان فاخبر انه الله المألوه المعبود. الذي لا اله الا هو وذلك لكماله العظيم. واحسانه الشامل وتدبيره العام. وكل اله سواه فانه باطل لا يستحق من العبادة مثقال ذرة لانه فقير عاجز ناقص لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا ثم وصف نفسه عموم العلم الشامل لما غاب عن الخلق وما يشاهدونه. وبعموم رحمته التي وسعت كل شيء. ووصلت الى كل حي لا اله هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار متكبر سبحان الله عما يشركون. ثم كرر ذكر عموم الهيته وانفراده بها وانه المالك لجميع الممالك. فالعالم العلوي والسفلي واهله الجميع مماليك لله. فقراء مدبرون. القدوس السلام اي المقدس السالم من كل عيب وافة ونقص. المعظم الممجد لان القدوس يدل على التنزيه عن كل نقص. والتعظيم لله في في اوصافه وجلاله المؤمن اي المصدق لرسله وانبيائه بما جاءوا به بالايات البينات والبراهين القاطعات والحجج العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع. بل قد قهر كل شيء وخضع له كل شيء. الجبار الذي قهر جميع العباد العن له سائر الخلق الذي يجبر الكسير ويغني الفقير. المتكبر الذي له الكبرياء والعظمة. المتنزه عن جميع العيوب الظلم والجور. سبحان الله عما يشركون. وهذا تنزيه عام عن كل ما وصفه به من اشرك به عانده السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. والله الخالق لجميع البارئ للمبروءات المصور للمصورات وهذه الاسماء متعلقة بالخلق والتدبير والتقدير وان ذلك كله قد ان فرض الله به لم يشاركه فيه مشارك له الاسماء الحسنى اي له الاسماء الكثيرة جدا التي لا يحصيها ولا يعلمها احد الا الله هو ومع ذلك فكلها حسنى. اي صفات كمال بل تدل على اكمل الصفات واعظمها لا نقص في شيء منها بوجه من الوجوه. ومن حسن ان الله يحبها ويحب من يحبها ويحب من عباده ان يدعوه ويسألوه بها. ومن كماله وان له الاسماء الحسنى والصفات العلى ان جميع من في السماوات والارض مفتقرون اليه على الدوام. يسبحون بحمده ويسألونه حوائجهم. فيعطيه من فضله وكرمه ما رحمته وحكمته. وهو العزيز الحكيم. الذي لا يريد شيئا الا ويكون ولا يكون شيئا الا لحكمة ومصلحة