المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحديث السادس والثلاثون عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الله قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه وما ترددت عن شيء انا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن يكره الموت واكره مساءته ولابد له منه رواه البخاري قال الشيخ السعدي رحمه الله في شرحه هذا حديث جليل اشرف حديث في اوصاف الاولياء وفضلهم ومقاماتهم فاخبر ان معاداة اوليائه معاداة له ومحاربة له ومن كان متصديا لعداوة الرب ومحاربة ما لك الملك فهو مخذول ومن تكفل الله بالذب عنه فهو منصور وذلك لكمال موافقة اولياء الله لله في محابه فاحبهم وقام بكفايتهم وكفاهم ما اهمهم ثم ذكر صفة الاولياء الصفة الكاملة وان اولياء الله هم الذين تقربوا الى الله باداء الفرائض اولا من صلاة وصيام وزكاة وحج وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وجهاد وقيام بحقوقه وحقوق عباده الواجبة ثم انتقلوا من هذه الدرجة الى التقرب اليه بالنوافل فان كل جنس من العبادات الواجبة مشروع من جنسه نوافل فيها فضائل عظيمة تكمل الفرائض وتكمل ثوابها فاولياء الله قاموا بالفرائض والنوافل فتولاهم واحبهم وسهل لهم كل طريق يوصلهم الى رضاه ووفقهم وسددهم في جميع حركاتهم فان سمعوا سمعوا بالله وان ابصروا فلله وان بطشوا او مشوا ففي طاعة الله ومع تسديده لهم في حركاتهم جعلهم مجابي الدعوة ان سألوه اعطاهم مصالح دينهم ودنياهم وان استعاذوه من الشرور اعاذهم ومع ذلك لطف بهم في كل احوالهم ولولا انه قضى على عباده بالموت لسلم منه اولياؤه لانهم يكرهونه لمشقته وعظمته والله يكره مساءتهم ولكن لما كان القضاء نافذا كان لا بد لهم منه فبين في هذا الحديث صفة الاولياء وفضائلهم المتنوعة وحصول محبة الله لهم التي هي اعظم ما تنافس فيه المتنافسون وانه معهم وناصرهم ومؤيدهم ومسددهم ومجيب دعواتهم ويدل هذا الحديث على اثبات محبة الله وتفاوتها لاوليائه بحسب مقاماتهم ووصف النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لاولياء الله باداء الفرائض والاكثار من النوافل مطابق لوصف الله لهم بالايمان والتقوى في قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هو هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا لان الايمان يشمل العقائد واعمال القلوب والجوارح والتقوى ترك جميع المحرمات ويدل على اصل عظيم وهو ان الفرائض مقدمة على النوافل واحب الى الله واكثر اجرا وثوابا لقوله وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه وانه عند التزاحم يتعين تقديم الفروض على النوافل