المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الفصل الخامس والثلاثون ان الصدق والامانة في المعاملات سبب لحصول الرزق وبركته. قال تعالى ومن يتق الله يجعل له ومخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. ترتب على التقوى التي اساسها الصدق واداء الامانة في المعاملة. التيسير والخروج من كل ما اضاق على الناس وفتح ابواب الرزق. وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا. فان صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما. وفي السنن مرفوعة يقول الله انا ثالث الشريكين ما لم كن احدهما صاحبا فان خان احدهما صاحبه خرجت من بينهما. وانما كان الصدق والبيان واداء الامانة في جميع المعاملات سببا للبر بركة وتيسير ابواب الرزق لامرين مهمين. احدهما وعد الله ووعد رسوله. والله لا يخلف الميعاد ان من سلك الطرق التي امر وبها وتجنب ما نهى عنه. بارك الله له في سعيه ورزقه من حيث لا يحتسب. وفتح له من خزائن جوده وكرمه ما لا يناله الناس وجدهم وحذقهم وهذا امر رباني وجزاء الهي مشاهد معلوم بالتجربة. والثاني ان من عامل الناس وعرفوا منه الصدق والنصح اطمئنوا اليه وركنوا الى معاملته ورغبوا في الاخذ منه واعطائه. لان قلوبهم اليه مطمئنة ونفوسهم الى امانته منقادة واثقة وحاز الاعتبار والشرف اللذين عليهما اسست المعاملات النزيهة الطيبة. وبذلك مشت اسبابه مع الناس. وكذلك عقد الشركات بين الشركاء اذا بنيت على الصدق والامانة افادت اهلها خيرا كثيرا فانه من كان الله معه ايده بعونه وتوفيقه وتسديده وكانت حركاته مقرونة بالنجاح. وهذا مع اتفاق الشريكين على مصالحهما واجتماع رأيهما. وحصول التشاور الذي هو مدار الاعمال مع ما يقترن بذلك من التعاون البدني والسعي المشترك من المنافع ودفع ما يخشى ضرره. كل هذه الامور اسباب ومفاتيح بحصول الرزق وبركته ونمائه. وضد ذلك اذا بنيت المعاملات والشركات على الكذب وعدم النصح وحصول الغش والخيانة. فان الله ينزل بركته ويحل المحق بدل ذلك. وتتأخر المعاملة وتنحط بالخيانة والكذب. وهذا كله مشاهد مجرب