باب في التفكر في عظيم مخلوقات الله تعالى وفناء الدنيا واهوال الاخرة وسائر امورهما وتقصير النفس وتهذيبها وحملها على الاستقامة قال الله تعالى وقال تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما اخلقت هذا باطلا سبحانك. وقال تعالى افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت. والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت فذكر انما انت مذكر. وقال تعالى افلم يسيروا في الارض فينظروا. الاية والايات في الباب كثيرة ومن الاحاديث الحديث السابق والكيس من دان نفسه باب في المبادرة الى الخيرات وحث من توجه لخير على الاقبال عليه بالجد من غير تردد قال الله تعالى فاستبقوا الخيرات. وقال تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة ارضها السماوات والارض اعدت للمتقين. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا رواه مسلم عن ابي سروعة عقبة ابن الحارث رضي الله عنه قال صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة العصر فسلم ثم قام مسرعا فتخطى رقابا الناس الى بعض حجر نسائه. ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم فرأى انهم قد عجبوا من سرعته. قال ذكرت شيئا من تبر عندنا فكرهت ان يحبسني. فامرت بقسمته رواه البخاري. وفي رواية له كنت خلفت في البيت تبرا من الصدقة فكرهت ان ابيته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهدى اما بعد هذه الايات الكريمات والحديث الشريف والايات الاخرى بما يتعلق المسارعة الى الخيرات ومسابقة الى الطاعات كلها تدل على ينبغي للمؤمن ان يفكر في ايات الله ومخلوقاته في هذه الارض ويفكر ويتدبر ايضا فيما شرع له. وما امره الله به ويتفكر في الاخرة وما يكون فيها من الاهوال والعجائب الصراط والميزان وتوزيع الكتب وانقسام الناس الى فريقهم فريق في الجنة وفريقهم في السعير حتى يعد العدة من تفكر بايات الله ومخلوقاته وعظيم شرعه وما اعد لاولياءه وما عد لاعدائه وما يكون في الاخرة من الاهوال ونظر في مخلوقات الله بعين الاعتبار عرف الامر العظيم والعجب العجيب وكان هذا من اسباب خضوعه لله واستقامته على امر الله وتعظيمه لله والوقوف عند حدود الله ومسابقة الى الطاعات والمسارعة اليك اغتنام لفرصة واغتنام للحياة يقول الله جل وعلا قل انما واحدة ان تقوموا قل يا محمد الناس انما ان تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتذاكرون يعني امركم بالتفكر انظروا تأكد في هذه الارض ارساها الله بالاوتاد بسطها لك تبني عليها تحرص عليها تسير عليها لو اهتزت هلكت انت لو اهتزت بك سقط البناء وسقط كل شيء واختلت الامور لكن الله ثبتها وارساها بالاوتاد. واذا وجدت هزة في اي بقعة من البقع اختلت الامور. وهلك الكثير من الناس ثم هذه الاشياء والانهار التي في الارض والمعادن والنبات وانواع الخيرات التي خلقها له في الارض. اذا انزل الله المطر انبتت من كل شيء واذا زرعتها انبتت من كل شيء تذكر في هذه الايات والعبر والنعم وهذي السماء فوقك تأمل الله جعلها سقفا لك. فيها نجومها شمسها وقمرها ايات وعبر كذلك ما في الارض من انهار وبحار ومخلوقات متعددة فيها عبرة. ومن ذلك الابل والبقر والغنم بقية الحيوانات افلا ينظرون كيف خلقت؟ هذه الابل عظيمة خلقها الله في اجسام جيدة وسخرها لك تركبها وتنيخها وتقودها ولو سلطت عليك لاهلكتك لكن الله جللها لك ويهاج البعير ابعدت عنه وابعد عنه الناس. لخطره والله ذل لك هذه الابل تركبها وتحمل عليها وتقودها يقودها الصغير والكبير فضلا من الله هذه الجبال نصبت ثبت الله بها الارض وجعل فيها ما جعل من المعادن والغيران والمصالح والاشجار وغير ذلك والارض سطحها وبسطها لك فيها بيتك بها حرثك بها اموالك فضلا من الله جل وعلا فالواجب ان تنظر لهذه الاشياء هذه المخلوقات من ابل ومن غنم ومن بقر ومن حيوانات اخرى ومن جبال ومن ارض مشروعة وانهار كلها ايات وعظم وهذه السماء فوقك فيها اياتها ونجومها وشملها وقمرها وهكذا قوله جل وعلا ان في خلق السفر واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب لاولي العقول الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق الاسلام ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار يتفكر ويقول سبحانك ما خلقت هذا الباطل ليس بعبث قال تعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذلك ظنوا لكفروا فويل اذا كفروا من النار بل خلقها لحكمة عظيمة وانت مخلوق لحكمة لتعبد ربك والحيوانات المأكولة طعاما لك والاخرى امتحان ابتلاء هل تكف عنها هل تفعل شيئا معها مما يغضب الله؟ انت مبتلى ونبلغ بالشر والخير فتنة وبلغناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون ولنبلونكم حتى نجاهد بهم الصابرين ونبلوا اخبارهم والله شرع لك المسابقة خيرات قد احرص على من استعن بالله ولا تجزن قال شيسوا من دان نفسه الحازم مدارسها وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه فهو يتمنى على الله الاماني قال سبحانه سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنت عرضها كعرض السفر اعدت للذين امنوا به ورسله قال تعالى وسارعوا الى مخرج من ربكم وجنة عرضها اعدت للمتقين قال تعالى فاستبقوا خيرات فانت مأمور بالمشارعة على الخيرات والمسابقة اليها قال جل وعلا والذي يأتون ما اتوا وقلوبهم اجله انه الى ربه راجعون اولئك يشافون وهم لها سابقون بحديث انه صلى الله عليه وسلم صلى العصر ذات يوم ثم قام مسرعا. اتعجب الناس من ذلك تفرج عليهم وقال ان اني تركت في بيتي شيئا من ذهب من الصدقة فكرهت ان ابيته. اخاف ان ينساه فحرص ان ينفقه قبل الليل من الفعل المسارعة اذا كان الانسان اعد شيء للصدقة او زكاة او اشياء من الكفارات هي رسالة يحرص لا يتساهل ربما ينساها فليحرص على ايصال الحق الى الكفارة لمستحقيها الزكاة الى مسحاقها الصدقة الى مستحقها لا يقول يمدي ما دام ذاكر يبادر يبادر حتى لا بينسى وفيه التعجب الى الخير وعجلت موسى رضي الله عليه الصلاة وعجلت واليك ربي لترضى في المسابقة للخيرات من شأن اهل الايمان من شأن الرسل واتباعهم وفق الله