في بيوت نبي الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له في غاب الغدو والاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون يوما تقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله احسن ما ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين. نبتدئ درس اليوم بفصل في بيان حكمة الله تعالى في جعله بعض الايات متشابها من كتاب جامع التفاسير من مقدمته للراغب الاصفهاني. تفضل شيخ عبد الله الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا قال الامام الراغب في مقدمة تفسيره فصل في بيان حكمة الله تعالى في جعله بعض الايات متشابها سئل بعض العابدين فقيل له ما بال القرآن جعل بعضه محكما وبعضه متشابها ان التشابه لا يكون التشابه الكلي لا يكون في المعاني بمعنى انه لا يوجد كلمة في القرآن يمكن لقائل ان يقول انه لا يعلم احد معناها هذا لا يتصور ولا يوجد وهلا جعله كله على نمط المحكم حتى كان يكفي الانسان مؤونة النظر الذي قلما سلم متعاطيه من زلة وهذه مسألة نسأل عنها في الاحكام ايضا فنقول الا بينها كلها حتى يستغني عن جهد الرأي الذي لا يؤمن خطؤه بل سئل عنها في اصل التكليف فيقال هلا خولنا الله انعامه بلا مشقة ولا مؤونة حتى كان عطاؤه اهنأ منال فقال الجواب عن جميع ذلك واحد وهو ان الله تعالى خص الانسان بالفكر والتمييز وشرفه بهما حتى قال تعالى فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا وجعله بذلك خليفة في الارض فقال للملائكة اني جاعلك في الارض خليفة. وقال تعالى ليستخنفنهم هم في الارض. وقال تعالى ويستخلفكم في الارض الاية. وقال تعالى واستعمركم فيها. وكفاه شرفا بما اعطاه من هذه المنزلة انه قد يصير لاجلها شريفا موصوفا بالعلم والحلم والحكمة وكثير من الصفات التي هي من صفاته تعالى. وان لم تكن على حدها وحقيقتها ولما خصه الله تعالى بهذه الفضيلة اعني بالفكر والروية اعطاه كل ما اعطاه من المعارف قاصرة عن درجة الكمال ليكمله الانسان بفكرته لان تتعطل ففائدتها اه والا كان والا كان موجدا لما لا فائدة فيه وذلك شنيع ينزه عنه الباري سبحانه. وعلى ذلك احوال كل ما اوجده لنا من المأكولات والمشروبات لانه اوجد لنا قصور الاغذية ثم هدانا بما خولنا من التمييز الى تركيبها وتناول ما ما يحتاج اليه على الوجه الذي يحتاج وفي الوقت الذي يحتاجه فاذا ثبت ذلك فتأويل كتاب الله تعالى واحكام شرائعه وسائر معانيه قسمان جلي وخفي. فالجلي ما اما بالحاسة واما ببديهة العقل. والخفي ما يتوصل اليه بواسطة احد هذين. فسبحان الذي شرف الانسان بهذه المنزلة السنية لتكون ذريعة له الى ادراك الحياة الابدية وتحسين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كما قال تعالى فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين اه هذه المسألة مرتبطة بقضية القدر المؤلف رحمه الله تعالى يقول فصل في بيان حكمة الله تعالى في جعل بعض الايات متشابها ونحن نعلم ان كون بعض الايات متشابهة معناه انها لا تدرك الا بفكر وروية فكأنه يقول السائل لماذا لم تكن جميع الايات محكمة معلومة لا يحتاج فيها لا يحتاج فيها الى بيان احد وانما تكون بينة بنفسها فوجود بعض الايات المتشابهة هذا فيه تنبيه على امر مهم وهو تفضيل بعض العلماء على بعض فضلا عن تفضيل العلماء على العامة لان ادراك جميع القرآن بسورة واحدة للجميع هذا غير متحقق حتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى عند من نزل عليهم الخطاب رضي الله تعالى عنهم فادراكهم متفاوت فمنهم الراسخ في العلم ومنهم من هو دون ذلك فاذا وجود المتشابه اه في القرآن له حكم عديدة وقد ذكر العلماء اه مجموعة من هذه الحكم ومما ذكروه ان وجود متشابه فيه ابتلاء للعباد وجود متشابه فيه ابتلاء للعباد ولهذا قد يزيغ في المتشابه بعض العباد بسبب اصولهم التي بنوا عليها اعتقادهم والاية التي هي محط البحث الذي سبق ان ذكرها الراغب الاصفهاني مبينة عن ذلك لان الله سبحانه وتعالى قال اه فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. اذا صار المتشابه صار متشابه اه طريقا لبعض اهل الزيغ والفتنة لكي يضلوا العباد به. فاذا هذه فتنة وامتحان من الله فاذا هذه قضية مرتبطة بقدر الله سبحانه وتعالى وبعض من تعرض عليه مثل هذه المسألة يستغرب كون الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده بهذا النوع من البلاء ودائما نذكر في هذا المقام حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال فان حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال وما يحصل من فتنة منه للعباد وابتلاء الله سبحانه وتعالى عباده بهذا المخلوق وما يحصل منه هي من اعظم الفتن فاذا كان الله سبحانه وتعالى قد قدر هذا في عبد من عباده حتى ان الناس يظنونه انه رب العالمين لما يرون من بعض الخصائص التي تخرج على يديه مما يسره الله سبحانه وتعالى قدرا له فيهلك من هلك ابتلاء وامتحانا فاذا عندنا قاعدة كلية وهي ان هذه الحياة الدنيا قائمة على الابتلاء والامتحان بانواع متعددة من الابتلاءات والامتحانات ومن الابتلاء والامتحان بكلام الله سبحانه وتعالى الذي يقع فيه التشابه. وكما سبق في تقريرنا السابق في الدرس الماضي ولكن يقع التشابه كما قلنا اما في الغيبيات واما في كيفيات هذه الغيبيات واما في بعض الحكم من بعض الامور التي يذكرها الله سبحانه وتعالى لان بعض الحكم قد يصل اليها العباد بعقولهم ويدركونها ولكن هناك امور ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه قد لا يوصل الى حكمها ولم يطالب العبد ايضا بان يبحث عن حكمها الولوغ فيها والبحث هو نوع من الدخول في المتشابه الذي نهى الله سبحانه وتعالى عن تأويله. فاذا المتشابه الكلي حقيقته لا تقع في المعاني وانما تقع فيما بعد المعاني فهذه قضية كلية او القضية الكلية الاولى القضية الكلية الثانية في هذا الموضوع وهي ان يوجد التشابه النسبي ان يوجد التشابه النسبي وايضا هذا نوع يزيغ فيه بعض ايضا من فسدت اراؤه واعتقاداته كما ذكرنا سابقا من ضلال الخوارج باخذهم بعض نصوص الكتاب وتطبيقها وتحكيمها على المسلمين. فكفروا المسلمين بسبب سوء فهمهم وعدم ادراكهم لصحة المعاني فوقع عنده ما وقع فهذا يعتبر متشابه نسبي. جهله هؤلاء الخوارج ولكن ادركه علماء الصحابة وبينوه للناس فاذا قد يخفى على بعض ويعلمه بعض وهذا في باب المعاني وهو كما قلنا باب المعاني قد يدخله التشابه النسبي لكن لا يدخله التشابه الكلي في ان يقال يوجد في القرآن ما لا يعلم معناه هذا لا يوجد كما قلنا البتة. وسبق ايضا تقرير مسألة الحروف المقطعة وانها خارجة عن هذا الحد لانها حروف وليست كلمات فتخرج عن هذا وايضا هي ليست حروف معاني فتخرج عن ان يكون لها دلالة بذاتها فاذا خرجت ايضا هذه الاحرف عن مدار البحث الذي سبق ان ذكرناه وبناء على ذلك فما ذكره الراغب هو احد فوائد وقوع المتشابه او احد الحكم من وقوع المتشابه. يعني منها تمييز الراسخين في العلم عن غيرهم. ومنها ابتلاء العباد بهذا المتشابه. فيضل فريق ويهتدي فريق وهذا كما قلنا تحت قاعدة القدر آآ القاعدة الكلية في هذا الباب مهمة جدا وهي ان نعرف اننا اه تحت بابين باب ماذا اراد الله بنا ويدخل فيه ما ذكره المؤلف وباب ماذا اراد الله منا ماذا اراد الله بنا؟ هذا باب القدر. وماذا اراد الله منا؟ هذا باب الشرع ومشكلة الكثير من العباد كثير من عبادي يقصرون في باب ماذا اراد الله منا ويقعون في في محاولة واجتهاد لمعرفة ماذا اراد الله بنا فيقع الضلال بسبب هذا ولهذا لو رأيت ضلال كثير من العباد الذين دخلوا في هذا الباب تجد ان عندهم تقصيرا كثيرا في العبادة تقزيرا كثيرا في العبادة وتجد انهم يجتهدون في ادراك قضايا العقل حتى يصلون الى حد الافتراضات التي لا تكاد توجد وتعلمون ما يسمى بمثل طفرة النظام وغيرها فالمقصود يعني المقصود من هذا ان نعلم اننا مطالبون بان نعرف ماذا اراد الله منا وان نعرف بالقدر الذي اراده الله بماذا اراد الله بنا ومنها هذا الامر يعني منها موضوع المتشابه هو يدخل في هذا الباب فنعرف منه القدر الذي اراده الله سبحانه وتعالى. طبعا اشار المؤلف اشارة آآ وجيزة الى مسألة ايضا مهمة مرتبطة بالاعتقاد في قوله وكفاه شرفا اي الانسان او العالم بما اعطاه من هذه المنزلة انه قد يصير لاجلها شريفا موصوفا بالعلم والحلم والحكمة لاحظ العلم والحلم والحكمة قال وكثير من الصفات التي هي من صفاته تعالى وان لم تكن على حدها وحقيقتها يعني كانه الان يريد ان يقول ان من تفضيل الله لبعض الناس بالعلم بالمتشابه بالعلم بالمتشابه هو انه يجعله عليما وحكيما. يعني كل انسان ذا علم وذا حكمة ولكن هنا نلاحظ انه ربطها بصفات الله سبحانه وتعالى. وهذه مسألة طرقها الفلاسفة وايضا طرقها الصوفية والمسألة عندهم بما يسمى او يسميه بعضهم بالتخلق بصفات الله سبحانه وتعالى. وهذه ذكرها الغزالي في كتابه في اسماء الا الحسنى كتابه في الاسماء الحسنى ذكر موضوع التخلق. ولهذا يذكر هو بعد كل صفة ما يكون للعبد من هذه الصفة لكن الصواب كما اشار الى ذلك بعض العلماء ان يقال التعبد التعبد وليس التخلق ولما قال التعبد لله بهذه آآ الصفات فمعنى ذلك ان اتعبد الله بالحلم الذي هو صفة من صفاته سبحانه وتعالى واتعبد الله بالعلم الذي وصفته من صفاته واتعبد الله بالحكمة التي هي صفة من صفاته. فالقدر المشترك الذي اشار اليه الراغب هو الذي اوقع الاشكال عند بعض من عبر مثل هذه العبارة. فعبارة التخلق ليست افضل من عبارات التعبد التي جاءت في القرآن. يعني من لفظة التعبد جاءت في القرآن فهي اولى بالذكر من لفظة التخلق لعلنا نقف عند هذا وان شاء الله اه سنكمل باذن الله في الفصل القادم ببداية فصل في شرف علم التفسير وما سيأتي بعد ذلك اغلبه مرتبط بالتفسير ارتباطا مباشرا يعني ببعض الفصول ثم سيرجع الى موضوع اه اعجاز القرآن ولعلنا ان شاء الله اذا وصلنا اليه اه نتوسع قليلا في اه هذا الموضوع لكثرة الحديث عنه سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك