الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله. وخليله وصفوته من خلقه. وامينه على وحيه نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله. وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله اهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فاني اشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء باخوة في الله واخواتي في الله التواصي بالحق والتناصح والتعاون على البر والتقوى في مسجد من مساجد الله التي هي افضل البقاع والبلاد واسأله جل وعلا ان يصلح قلوبنا واعمالنا جميعا وان يجعل هذا اللقاء لقاء مباركا وان يمن علينا بالفقه في دينه والثبات عليه. وان يعيذنا جميعا وسائر المسلمين من مظلات الفتن انه جل وعلا جواد كريم ايها الاخوة في الله عنوان المحاضرة الايمان قول وعمل الايمان هو دين الله وهو الاسلام عند الاطلاق اذا اطلق الايمان فهو الاسلام والاسلام اذا اطلق فهو الايمان يدخل هذا في هذا عند الاطلاق. كما قال عز وجل ان الدين عند الله الاسلام يعني هو الايمان فان المسلم الكامل هو المنقاد لله. الدليل بين يديه القائم بحقه. التارخ لما نهى عنه هذا هو المسلم حقا وهو المؤمن وقال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا يدعو فيه الايمان قال عز وجل ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين فسمي ديننا اسلاما لانه يتضمن الذل بين يدي الله والاستسلام لامره ونهيه. والانقياد لطاعته وترك معصيته ولهذا سمى الله دينه اسلاما وبعث الرسل جميعا بذلك كلهم من اولهم الى اخرهم بعثوا بالاسلام فدين الله والاسلام وتوحيد الله والاخلاص له. والذل بين يديه والانقياد لاوامره وترك نواهيه. عن ايمان تصديق الرهبة ورهبة عن محبة وخضوع ومن لم يخضع لله ولم يصب له وجهه فهو متكبر والله يقول جل وعلا ان لنستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ومن استسلم له ولغيره وقد اشرك به سبحانه وعبد معه سواه فيكون مشركا ظالما وابتعد حدود ربه وظلم نفسه فلا بد من الاسلام لله وحده بالاخلاص له والايمان به وتوحيده وطاعة اوامره وترك نواهيه وعند حدوده وهذا هو الاسلام وهو الايمان وعند اجتماعهما بنص واحد يذكر الايمان بالاعمال الباطلة وهي اعمال القلوب والاسلام بالاعمال الظاهرة وهي اعمال الجوارح كما في حديث جبرائيل عليه الصلاة والسلام للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام لما سأله عن الاسلام والايمان والاحسان اجابه النبي صلى الله عليه وسلم بان الاسلام هو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وهذه كلها من الاعمال الظاهرة المتضمنة الانقياد لله والذل بين يديه وطاعة اوامره سبحانه وتعالى ثم قال لما سأل عن الامام قال انتم من بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتبنى بقدر خيره وشره ما سره الامام بالاعمال الباطنة المتعلقة في القلوب وهذا عند اقترانهما واجتماعهما في نص فالايمان عند ظنه الاسلام وقوله مع الاسلام هو اعمال القلب من الايمان بالله وحده وانه ربنا والهنا ومعبودنا الحق سبحانه وتعالى. وانه الخلاق الرزاق ذو الاسماء الحسنى والصفات وانه مالك الدنيا والاخرة ورزوق العباد والههم الحق وهكذا يدخل في الايمان بكل ما اخبر الله به ورسوله. داخل في الايمان بالله من الايمان باليوم الاخر والجنة والنار والحساب والجزاء وما اخبر الله به عما كان فيما مضى وعما يكون في اخر الزمان كله داخل في الايمان بالله ثم ذكر الاصل الثاني من بالملائكة والايمان بهم داخل في الايمان بالله وهم عبادهم مكرمون. الذين قال فيهم سبحانه وتعالى بل عباد مكرمون لا يسبقونهم بالقول وهم بامر يعملون يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم او لا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون عليهم الصلاة والسلام. وقد خلقهم الله النور خلقت الملائكة من النور وهم عباد لله مكرمون في طاعته. وتنفيذ اوامره منهم الموكلون بالجنة بالنار ومنهم الحافون بالعرش ومنهم حملة العرش ومنهم الموكلون بغير ذلك ومن جملتهم موكلين باعمالنا خيرها وشرها. ويلحقهم الحفظة الذين قال فيهم سبحانه وان عليكم لحافظين كراما كافرين يعلمون ما تفعلون الايمان بهم حق وهم عباد الله وهم من خواص عباده عليهم الصلاة والسلام هكذا الكتب والاصل الثالث من كتب الله المنزلة على انبيائه ورسله. بل انزل عليهم كتبا فيها شرعه وحقه كالتوراة والانجيل والزبور والقرآن وهو افضلها. القرآن افضلها وهكذا الذين اصبحوا ما انزل على الانبياء كلها داخلة في الكتب التي يجب الايمان بها وان الله انزل كتبا على انبيائه ورسله يبين فيها حقه ويدعو فيها عبادة الى طاعته واتباع شريعته وهكذا الرسل الاصل الرابع الايمان بالرسل وان الله ارسل رسلا الى الناس يدعونه الى توحيده والاخلاص له ويأمرون بطاعته وينهون عن معصيته ويوضحون لهم شرائعه وما امر به وما نهى عنه عليهم الصلاة والسلام كما قال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت قال تعالى قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون واولهم يوحى ارسله الله الى اهل الارض بعد ما وقع فيها الشرك ارسله او ارسله الله اليه يدعوه الى توحيد الله وانهاه عن عبادة ما سواه ثم متتابعت الرسل يهود وصالح وابراهيم ولوط وشعيب ومن بعدهم من الرسل والانبياء الى ان ختمهم الله بمحمد عليه الصلاة والسلام وهو خاتم الانبياء وافضلهم وامامهم عليهم الصلاة والسلام جميعا ومن جملتهما ادم فانه نبي ورسول قد اوحي اليه لشرائع استقام عليها وذريته حتى وقع الشرك قوم نوح والراء والخامس الايمان باليوم الاخر وكلها داخلة في الايمان بالله ولكن الله بينها لرسوله صلى الله عليه وسلم ولعباده ليعلموها بالتفصيل الايمان باليوم الاخر هو الايمان بيوم القيامة وما فيه من الاهوال والحساب والجزاء بالبعث بعد الموت سمي يوم الاخر لان بعد الدنيا واليوم الاخر هو يوم القيامة وليس بعده ايام بل يوم مستمر اهل الجنة في الجنة واهل النار في النار مثل بعد ذلك ليالي ونهار بل ونهار دائم. وانتهى امر الليل والنهار بقيام القيامة والناس يوم القيامة في نهار دائم واهل النار في ظلمة دائمة واهل الجنة في نور دائم واليوم الاخر يوم عظيم يوم الاهوال يوم الشدائد يوم الحساب والجزاء يوم انقطع فيه يعطى فيه الناس صحفهم اما بايمانهم وهم السعداء واما بشمائلهم ومن وراء ظهورهم وهم الاشقياء وبعدها الموقف العظيم يوم القيامة والحساب والحساب توزيع الصحف بين اهلها ونصب موازين ووزن اعمال العباد بعد هذا كله ينقسم الناس الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير هؤلاء الجنة بايمانهم الصادق واعمالهم الصالحة بفضل ربهم ورحمته جل وعلا وهم الى الجنة وهؤلاء بعدله سبحانه فيهم بسبب اعمالهم الخبيثة الى النار قل بالله من ذلك والركن السادس الايمان بالقدر خيره وشره فالله علم احوال العباد وعلم ارزاقهم واجالهم واعمالهم خيرها وشرها. وسبق وسبق في علمه ذلك وكتب ذلك عنده والمغيب يا رسول الله اذا كانت اعمالنا قد سبق علم الله بها وكتبها فمن العمل؟ قال عملوا كل ميسر لما خلق له اما اهل السعادة فييسروا لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فيسر لعمل اهل الشقاوة. ثم كذا الله سبحانه فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل وسانا وكذباء بالحسنى فسنيسره للعسرى. وما يغني عنه ما له الا تردى. وكل ميسر لما خلق له فهذه اركان الايمان الستة المتعلقة بالقلوب والايمان له اصول هذه ستة الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره وهو يطلق على جميع ما شرعه الله لعباده وعلى ترك ما حرمه الله عليهم وهو الدين كله هو الاسلام كله ودل على هذا ايات كثيرات من كتاب الله عز وجل دلت على ان الايمان قول وعمل قول واللسان وعمل القلب والجوارح وانه يطلق على اعمال القلوب وعلى اعمال الجوارح التي منها اللسان ومنها بقية الجوارح من السمع والبصر واليد والقدم قال الله جل وعلا ليس البر ان تولدوه من قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبي واكل مال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين ومن السبيل والسائر في الرقاب اقام الصلاة واتى الزكاة ونورونا بعهدهم اذا عاهدوا والصابع البأساء والضراء وحين البأس اولئك صدقوا واولئك هم المتقون. فجعل هذا كله ايمان وكله تقوى وكله صدق فعلم بذلك ان جميع اعمال العباد التي امرهم الله بها وهكذا ترك ما حرم الله عليهم كله داخل في الايمان وذكر في اول الاية اصول الايمان الخمسة ولكن البر ومن امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنميم هذه اصولهما الخمسة وسادسها الايمان بالقدر قد جاءت به نصوص اخرى من الكتاب العزيز والسنة المطهرة بينه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه مع جبرائيل عليه الصلاة والسلام. ومن ذلك قوله جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر وقوله سبحانه ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسهم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير والايمان بالقدر كما تقدم هو الرسول السادس ثم قال واتى ما لا يحبه ذوي القربى واليتامى والمساكين ومن السبيل والسائلين الاية. هذا فيه العمل والصدقة. على القربى رهيب وعلى غيرهم وعلى السائلين كله من الايمان وهكذا صدق في الرقاب عتق الرقاب ابتغاء وجه الله كله داخل في الايمان هكذا اقام الصلاة وايتاء الزكاة من الايمان وهكذا الوفاء بالعهود من الايمان وهكذا الصبر في البأساء والضراء. يعني في الشدة والرخاء. وحين البأس يعني حين الحرب. كل ذلك الايمان وقال عز وجل قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هو اللغوي معرضون والذين هم للزكاة واعظون. والذين بنفودهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فانه غير المظلومين. فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون. والذين هم على صلواتهم يحافظون. اولئك هم الوارثون الفردوس هم فيها خالدون. فجعل هذه الاعمال كلها من الايمان. وكلها من اوصاف اهل الايمان الخشوع في الصلاة والاعراض عن اللغو واداء الزكاة وحفظ الفروج واداء الامانة والمحافظة على الصلوات كل ذلك داخل في الايمان وهكذا قوله جل وعلا انما المؤمنون الذين ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم. فجعل هذه الصفات وهذه الاعمال كلها من الايمان هو وجل القلوب عند ذكر الله وزيادة الايمان عند تلاوة اياته والتوكل على الله كله من الايمان وهكذا اقام الصلاة والانفاق في وجوه الخير كله من الايمان وهكذا قوله سبحانه والمؤمنين والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر من الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله. اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم. فجعل كل اهذا كله من الايمان كونه اولياء فيما بينهم يتحابون في الله وينصح بعضهم بعضا ويحب كل واحد لاخيه خيرا هذا كله من الايمان ولهذا قال بعضهم اولياء بعض والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يعني يتحابون في الله ويتناصحون ولا وكان بعضهم يغتاب بعضهم بعضا لا يغتب بعضهم بعضا. ولا يخونه ولا يخشه في المعاملة. ولا يكذب عليه ولا يظلمه في نفسه ولا في ماله ولا في عرضه. هذا مقتضى الايمان. وهذا موجب الايمان فالمؤمن ما يظلم اخاه ولا اخته في الله. ولا يتعدى عليه ولا عليها لا بغيبة ولا نميمة ولا ظلم في نفس ولا في في مال ولا في الارض ولا بشهادة زور ولا يدري هذا مما يضر اخاه بالله واخته بالله. هكذا المؤمنة ونية اخيها لله ليس لها ان تخون اخاها في الله ولا ان تغش اخاها في الله ولا اختها بالله ولا ولا ان تظلم اخاها بالله ولا ان تظلم اختها في الله ما في نفس ولا في مال ولا في ارض والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ثم قال يأمر بالمعروف وينهون عن المنكر هكذا صفاتهم المؤمنون والمؤمنات من صفاتهم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا عمل عظيم ومن افضل اعمال الايمان وهو يكون بالقلب بكراهة المنكر وبغضه ويكون باللسان بانكاكه باللسان ويكون بجوارحه. اساءة المنكر وكل هذا من الايمان وهكذا اقاموا الصلاة وايتاء الزكاة. كله من الايمان وطاعة الله ورسوله. كلهم من الايمان ولهذا قال اولئك سيرحمهم الله يعني بايمانهم لله وقيامهم بحقه سبحانه وتعالى الله يقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ثم قال ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله فقد ظل ظلما بعيدا فلابد من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خير من شر قال عز وجل فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا والنور الذي انزله الله وشرعه الذي انزله النبي صلى الله عليه وسلم والنور ما شراه الله لعباده من توحيده وطاعة اوامره وترك نواهيه وانظر المنزلة على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وبهذا اتضح ان الايمان قول وعمل ويزيد بالطاعة وينظر في المعصية هذا قول اهل السنة والجماعة واهل الحق من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم باحسان يقولون الايمان قول وعمل قول بقلب وهو تصديق القلب وايمانه قول باللسان وتصديق اللسان ونطقه وعمل القلب بمحبة الله وخوفه ورجائه والاخلاص له وترك ما حرم من الكبر والخيلاء والحسد وغير ذلك من اعمال القلوب وعمل بجوارح لنقاب الصلاة واداء الزكاة والجهاد في سبيل الله واداء الحج والصوم وغير ذلك ويجزى بالطاعات كل ما زاد عمل العبد من صلاة وصوم وصدقات وجهاد وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وتسبيح وتهليل وانواع الذكر كل ما زاد هذا الامر لدى الايمان وكل ما نقص فنقص الايمان فالمعاصي تلبس الايمان وتوعظ الايمان والطاعة تزيد الايمان وتقويه وقد انقسم الناس في ذلك اقساما قوم غلوا في الايمان وزادوا وقالوا انه لا يزيد ولا ينقص وانه يزول مرة ويبقى مرة خواري جزيرة وعندهم ان الايمان شيء واحد قول وعمل لكن لا يزيد ولا ينقص ومتى عصى عنده الانسان متى عصى كفر وزال ايمانه بالكلية واستحق الخلود في النار نعوذ بالله من ذلك وهذا منكر وباطل ودفع اخرون فقال ولما مجرد قول وبعضهم قالوا مجرد معرفة واخرون قالوا مجرد التصديق واخر من قبل القول والتصديق ولم يظهر العمل في الايمان وكل ذلك خطأ. وغلط والصواب الذي عليه اهل السنة والجماعة وهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واتباعهم باحسان انه قوم وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح. ولهم عبارات اخرى وهو يقول وهي انهم يقولون اعتقاد بالجنان بالقلب. ونطق باللسان وعمل بالاركان. والمعنى واحد واعتقاد القلب ايمانه وتصديقه وعمله ولغ اللسان تكلم اللسان بما شرع الله من الكلام الاذان الاقامة لا اله الا الله والتسبيح والتهليل والامر بالمعروف باللسان كل هذا ايمان بالقول وعمل الجوارح من الصلاة وغيرها مما يؤدي الانسان ببدنه فالايمان الشرعي قول وعمل والقلب واللسان وعمل القلب والجوارح. وهو اعتقاد القلب ونطق اللسان وعمل الجوارح يزيد بالطاعة وينكر في المعصية من وحد الله وامن به سبحانه وتعالى هو موعود بالجنة والنجاة من النار وان كان له ذنوب وسيئات لكن تاب منها واغلى منها كمل ايمانه وفر مع المتقين المؤمنين الموعودين بالجنة والكرامة من اول وهلة كما قال تعالى ان المتقين في جنات وعيون. ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم وعد الله بالقلوب الى جنات تجري من تحتها انهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم. هذا جزاء المتقي والمؤمنين. الذين استقاموا على دين الله وادوا حقه وتركوا معصية اما من قصر في ذلك بترك بعض الواجبات او فعل بعض المعاصي فهذا يكون ناقص الايمان وضعيف الايمان وهو تحت مشيئة الله من مات على ذلك. كما قال تعالى ان الله لا يغفر اشرك به. ويغفر ما دون لمن يشاء. فاذا كان موحدا لله يعبده وحده ليس بمشرك. ويؤمن بكل ما اخبر الله به ورسوله من الايمان انه فوق الستة ويؤمن بكل ما اخبر الله به ورسوله ولكنه قد وقع عنه بعض السيئات فهذا يكون ناقص الايمان وضعيف الايمان وتحت مشيئة الله من مات على ذلك كالزاني والسارق وشارب الخمر والعاق لوالديه او قاطع رحمه واكل الرب مجاهد الزور والظالم للناس في نفس او ماله في عرض واشباههم هؤلاء بايمانهم ضعيف وايمانهم ناقص واذا ماتوا على هذه الحال فليسوا كفارا عند اهل السنة والجماعة وليسوا المخلدين في النار كما تقول الخوارج لا وتحت مشيئة الله ان شاء سبحانه غفر لهم وعفا عنهم وان شاء ادخلهم النار بهذه المعاصي التي ماتوا عليها وبعد ما يطهرون في النار ويمضي عليهم ما حكم الله عليهم به يخرجهم الله من النار امام اهله قال نهر الحياة وينبتون فيه كما تنبت الحبة في حامل السيل. فاذا تم خلقهم وادخلهم الله الجنة هما منهم واحسان سبحانه وتعالى وقد تواترت بذلك الاحاديث الصحيحة والاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان كثيرا من الناس يدخل النار بمعاصيهم ثم يخرجون منها بفضل الله جل وعلا لانهم ماتوا على التوحيد والايمان لله ورسوله لم يشركوا بالله شيئا فلهذا يخرجهم الله من النار رحمة منه واحسانا جل وعلا بعضهم بشفاعة الشفعاء بشفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبشفاعة الملائكة والمؤمنين والافراط يشفعون فيمن دخل النار من المؤمنين الذين ضعف ايمانهم بالمعاصي فيخرجهم الله من النار رحمة منه جل وعلا اذا مضت المدة التي كتب الله عليهم بكثا فيها في النار ويبقى في النار قوم لم تشبتهم الشفاعة فيخرجهم الله برحمته سبحانه وتعالى فضلا منه جل وعلا من اهل التوحيد الذين ماتوا على بعض السيئات والمعاصي ولا يبقى في النار الا الكفار يخلدون فيها ابدا كما قال تعالى في حقك كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ولا بحقهم يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولا هم عذاب مقيم عظام اما الوصاة فلا يخلدون. وان كان بعضهم قد طول مدته. ويسمى خلودا كما قال في حق القاتل والزاني المشرك ويخلو فيه مهان لقوله تعالى ولن يبادرون مع الله الها اخر ولا يقتلون نفس الذي حرم الله الا بالحق ولا جنون. ثم قالوا من يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلو فيه مهانا وجعل عذابهم خلودا لكن الخلود غير خلود للكفار وخلو المشرك خلود لا ينتهي نعوذ بالله. بل هو ابد الاباء وخلود العاصي له امد ينتهي اليك كالزاني والقاتل الذي لم يستحل الزنا ولم يستحل القتل. هؤلاء لهم ابد ينتهون اليه فيخرجهم الله بعد ذلك لكن من استحل الزنا او الخمر او العقول صار مع الكافرين اعوذ بالله. اذا استحله وفعله على انه حلال لا صار في جبهة الكافرين اعوذ بالله فعلينا ايها الاخوة في الله والاخوات بالله ان نحقق ايماننا بالاستقامة على دين الله والمحافظة على حقه والبعد عن معاصيه وهذا هو طريق الجنة والسلامة. وطريق الفوز بالسعادة من اول واحد ومن مات على فعل ما اوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليه والتوبة مما قصر فيه من مات على هذا دخل الجنة من اول واحدة وسلم من النار وصار الى منازله العالية في دار النعيم فجديرهم بكل عاقل للرجال والنساء ان يعظم امر الله ونهيه. وان يسارع الى ماضيه وان يحقق ايمانه بتقوى الله وطاعته والحذر من معصيته حتى لا يكون مع المجرمين الظالمين واختلف العلماء في امر الصلاة الذين في امر الصلاة التي لم يتركها اذا كان يتركها يحذر لوجوبها. من تركها تساهلا وتكاسلا هل هل هو كالزاني والسارق؟ لا يخلد في النار ابد الاباد. وما يكون كافرا؟ ام هو كالمشرك الذي عبد مع الله غيره واه واستحل ما حرم على قولين اهل العلم من اهل العلم من قال انه كالزناة لا يخلدون في النار بل يعذبون فيها ما شاء الله ثم يخرجهم الله منها اذا انه لم يجحدوا وجوبها ولكن تركوها او تركوا بعضها تكاسلا وقال اخر من العلم ان ترك الصلاة وانما يجحد وجوبها كفر اكبر. يوجب الخلود في النار نعوذ بالله من ذلك وهذا هو الاصح والارجح وهو المعروف عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله ابن رضي الله عنه وتابع جميل لم يكن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون شيئا من الاعمال تركه كفر الا الصلاة عن الصحابة انهم يرون ترك الصلاة كفر يعني مخرجا من الملة والدنيا الحجة في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقوله عليه الصلاة والسلام بين الرجل بين الرجل والكفر ترك الصلاة ومن جاء في هذا المعنى من الاحاديث الدالة على كفر تارك الصلاة كفر الاكبر فالصلاة امرها عظيم وهي عوض الاسلام وهي ليست كغيرها من الاعمال ومن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها اضيع وارجح قول العلماء ان ابن تركها يعتبر كافرا شبرا اكبر مرتدا عن الاسلام. وانما يجحد وجوبها للاحاديث الواردة في ذلك كما ولقوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الصلاة يوما قال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها ان يكون له نور ولا برهان. ولا نجاة وحشرة يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون خلف نسأل الله العافية خرجه الامام احمد باسناد صحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما وهذا يدل على كفره بمجرد الترك وان يحشر مع مع فرعون وهامان وقارون وبين خلف. وهؤلاء من صناديد الكفرة وكبار الكفرة نعوذ بالله قال بعض اهل العلم انه يحشر معهم مما ضيع الصلاة ويحشر مع هؤلاء. لانه اذا ضيعها من اجل الرئاسة اشبه فرعون يحشر معه يوم القيامة او الى النار نعوذ بالله من ذلك. وان ضيعها باسباب الوزارة والوظيفة شابه فرعون ويحشر معه الى النار هو بيعرف ويضيعها باسباب المال والشهوات شابه قارون الذي اعطاه الله المال الكثير فتكبر وبغى استكبروا عن اتباع موسى عليه الصلاة والسلام فصار الى النار نعوذ بالله من ذلك. فمن ضيع الصلاة من اجل المال شابه قارون ويحشر معه الى النار يوم القيامة ومن ضيعها باسباب البيع والشراء والتجارة اشبه ابي بن خلف اهل مكة قتل يوم احد فيشر معه يوم القيامة نعوذ بالله من ذلك فالواجب الحذر والواجب المحافظة على الصلوات في اوقاتها يجب على الرجل والمرأة يجب على كل مسلم ومسلمة العناية بالصلاة والمحافظة عليها في اوقاتها هي عمود الاسلام. ويعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها ضيع دين نعوذ بالله من ذلك الواجب العناية بها من جهة الطهارة ومن جهة بقية شرائطها ومن جهة ادائها في الوقت ومن جهة الخشوع فيها ومن جهة بالمواظبة عليها وعدم تركها بالكلية. بل يواظب عليها ويحفظها دائما. كما قال عز وجل حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى قال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين وقال واكب الصلاة ان الصلاة تنهى عن المنكر وهكذا يجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يكمل ايمانه ويكمل اسلامه بترك المعاصي كلها. والحذر منها كلها فانت يا اخي على خطر لا تدري متى يهجم الاجل عليك صباحا او مساء ولا تدري ماذا بقي من حياتك ايام او شهور او وسنوا ماذا فيه؟ فالواجب الالتزام بطاعة الله والحذر من محارم الله لا لا يجب عليك الاجر وانت على غرة. ولانك المعاصي ما يسبب بعدك عن الله سببوا قسوة قلبك ويسبب استمرارك في البعد عن الله وعن طاعته سبحانه وتعالى فالواجب يدار بالتوبة من سائر المعاصي والواجب ثم اوجب الله عليه وترك ما حرم الله عليك بصدق واخلاص الله عز وجل وهكذا يكون الايمان كاملا الايمان بهذه الامور. يخوض ايمانه بطاعة الله ورسوله قام على دين الله والله جل وعلا المسؤول ان يوفقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يمنحنا دين الفقه في ديننا والثبات عليه وان يرزقنا الاستقامة على الايمان قولا وعملا وعقيدة وان يمنح يمنحنا المحافظة عليه حتى نؤدي ما اوجب الله علينا وندع ما حرم الله علينا عن اخلاص وصدق وان يعيذنا من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا كما نسأله سبحانه ان ينصر دينه ويعلي كلمته وان يوفق ولاة امره لما لكل ما في رضاه ولكل ما فيه صلاح العباد والبلان وان يصلح لهم البطانة ويعينهم على كل خير كما نسأله عز ان يوفق جميع المسلمين في كل مكان وان يصلح احوالهم ويفقههم في الدين ويولي عليهم خيارهم وان يصلح قادة في كل مكان ويعينه على تحكيم شريعة الله والتحاكم اليها والثبات عليها انه سميع قريب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان