عن عمرو بن حبيب رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خاب عبد وخسر لم يجعل الله في قلبه رحمة للبشر حسنه الالباني هذا نوع من انواع القلوب ما في رحمة للبشر تحذير من هذه الحال ومن هذا النوع ذكره عليه الصلاة والسلام تحذيرا وحكم على صاحبه بالخيبة خاب والخيبة الحرم والخيبة الحرمان والخسران خاب يخيب ويخوض خيبة يعني حرم ومنع ولم ينل طلبته ويقال خاب سعيه وخاب امله وخسر فهو خائب وخيبه الله يعني حرمه وخيبه الله دعاء عليه بالخسران ومن امثال العرب جعل الله سعي فلان في خيام ابن هياب وبياب ابن بياب يعني جعل الله سعيها في خسارة يعني ان يرد كيده في نحره ولا يستطيع ان يمسه بسوء او يوقع شرا بهذا الذي يدعو عليه وهذا في النهاية والتهذيب اللغة ولسان العرب وتاج العروس والمعجب الوسيط. الخسران الضلال والهلاك خسر خسرانا وخسارة ويقال الخسارة والخيسرة الضلال والهلاك قال تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر هلك عقوبة شر نقص كلها ذكرت في معاني الكلمة في سورة العصر كما في تفسير القرطبي فاذا قوله خاب يحمل معنى الخسران والتلف والهلاك والضلال والنقص والفساد من هو؟ من هو هذا الذي لم يجعل الله في قلبه رحمة للبشر وقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت جاء اعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم فقال تقبلون الصبيان يقبلون الصبيان فما نقبلهم عندنا لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اواملك لك ان نزع الله رحمة من قلبك قال الحافظ اواملك استفهام انكار ومعناه النفي لا املك لك. يعني اذا نزع الله رحمة من قلبك انا لا املك لك شيئا ما املك اعمل لك شي يعني اذا نزع الله الرحمة من قلبك لا اقدر فتح الباري قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فيه دليل على ان الله تعالى قد انزل في قلب الانسان الرحمة. يعني هذا هو الاصل ان الله جعل قلوب العباد تتراحم ترحم وان العبد في قلبه رحمة يرحم بها غيره فاذا استمر على هذا رحمه الله شرح رياض الصالحين وقد روى البخاري ومسلم عن ابي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول جعل الله الرحمة مائة جزء هذه رحمة مخلوقة غير رحمة الله الصفة لان الصفة صفات الله غير مخلوقة لكن في رحمة خلقها الله في السماء عند انزل واحدة الى مئة جزء واحد انزلها في الارض تتراحم بها الناس وامسك تسعة وتسعين عنده قال جعل الله الرحمة مائة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين جزءا وانزل في الارض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية ان تصيبه وقد روى مسلم عن سلمان رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان الله خلق يوم خلق السموات والارض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والارض. كل رحمة من عظمها تملأ ما بين السماء والارض فجعل منها في الارض رحمة واحدة فقط فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض فاذا كان يوم القيامة اكملها بهذه الرحمة قال الحافظ فاذا كان يوم القيامة في اشارة الى ان الرحمة التي في الدنيا بين الخلق تكون فيهم يوم القيامة يتراحمون بها ايضا هذي قال بعض العلماء انها التي يتغافرون بها يوم القيامة التبعات بينهم وهذا معنى يعني لطيف انه هل يتغافرون لبعضهم في الاخرة طبعا الرحمة هذي تجعل المؤمنين يشفعون لاخوانهم الذين دخلوا النار من اهل الايمان لكن عندهم معاصي وكبائر فيقولون ربنا كانوا معنا في الدنيا فيناشدون ربهم يناشدون آآ والنبي صلى الله عليه وسلم تبينت الرحمة في قلبه في مناسبات كثيرة كما حصل لما بكى على ابن ابنته وهو في الموت وقال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وانما يرحم الله من عباده الرحماء الذي لا يرحم الخلق لا يرحمه الله انما يرحم الله من عباده رحماء. وقال عليه الصلاة والسلام من لا يرحم لا يرحم ومن اسوأ الناس عند الله الذين يعذبون الناس في الدنيا الان نسمع عن وسائل التعذيب وما يحصل من بعض غلاظ الاكباد وغلاظ القلوب في التعذيب تعذيب هذا هؤلاء الذين يعذبون الاخرين انواع تتفنن يعني ابليس آآ اعانهم بافكار في التعذيب تعذيب بالات واجهزة وكهرباء وسياط وسكاكين واسنة ولين وضرب وطرخ وعصر يعني كل ما يخطر ببالك من أنواع التعذيب قال عليه الصلاة والسلام ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا وقال عليه الصلاة والسلام صنفان من اهل النار لم ارهما قوم معهم سياط كاذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات الحديث رواه مسلم وروى البخاري ومسلم انه عليه الصلاة والسلام قال عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت حبستها فدخلت فيها النار لا هي اطعمتها ولسقتها اذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض خشاش الارض هوامها وحشراتها البخاري في الادب المفرد عنون عليه باب رحمة البهائم في المقابل بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي فنزل البئر فملأ خفه ثم امسكه بفيه فسق الكلب فشكر الله له فغفر له هذا رجل يعني اولا احس باحساس هذه البهيمة ثم نزل مخاطرا لان النزول في البئر في خطر وخرج مخاطرا لانه وضع ملأ الخف ماء ووضعه فيه وجعل يتسلق يعني فيه عمل ما هو يعني ليس ليس شيء اي شيء عمل في غاية السهولة. لا في معاناة بوب البخاري باب رحمة الناس والبهائم والله سبحانه وتعالى شكر له ذلك وايضا المومسة غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث قال كاد يقتله العطش فنزعت خفها فاوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك رواه البخاري ومسلم فمن جعل الله في قلبه الرحمة للخلق كان اهلا لرحمة الله ومن نزع ذلك منه فقد خاب وخسر لا يرحم ولا يوفق للرحمة وينبغي للانسان ان يكون رحيما وان يعود قلبه على ذلك والرحمة المذكورة في الحديث تدل على عظم ما خلقه الله سبحانه وتعالى. يعني هذه رحمة واحدة كل من عنده رحمة في الارض يرحم بها يعني الام على الولد من من البهائم من الانس والجن والبهائم الدواب والطير كلهم بهذه الرحمة يرحم بعضهم بعضا نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعلنا من عباده الرحماء وان يرحمنا برحمته انه هو الرحمن الرحيم طل الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين