او وضع عنه اي حط الدين الذي عليه كله او بعضه اظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه اي كان ممن يظلهم الله سبحانه وتعالى اه في ظله يوم لا ظل الا ظله انه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الترجمة في الباب التاسع والثلاثين عقدها مصنف الحافظ البيهقي رحمه الله في كراهية البخل والشح وما في بذل المال والسماحة فيه وحسن المعاملة من الخير والثواب فهذه الترجمة هي في الحث على سماحة النفس والبذل والكرم والسخاء والجود والبعد عما يضاد ذلك ومن ذلك ما بدأ به رحمه الله بقوله في كراهية البخل والشح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا وبعد فيقول الحافظ ابو بكر البيهقي رحمه الله تعالى في كتابه الاربعون الصغرى الباب التاسع والثلاثون في كراهية البخل والشح وما في بذل المال والسماحة فيه وحسن المعاملة مع الناس من الخير والثواب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وقد ذكر في الفرق بين البخل والشح ان الشح صفة النفس ويا عمنا البخل فاذا وجد الشح في النفس والله يقول ومن يوقس شح نفسه يوجد البخل الذي هو العطاء المالي باليد ولعل مما يوضح ذلك ما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اياكم والشح فانما هلك من كان قبلكم بالشح امرهم بالبخل تبخلوا وامرهم بالقطيعة فقطعوا وامرهم بالفجور ففجروا الشح ما يقوم بالنفس من عدم الرغبة في الخير والاحسان والسخاء ولهذا كما تقدم في الاية الله يقول ومن يوق شح نفسه وبهذا يعلم ان اليد بالعطاء او عدمه تابعة للنفس فاذا كانت النفس سخية فاليد تكون ندية بالعطاء واذا كانت النفس آآ شحيحة فان اليد تكون بخيلة بالعطاء فاليد تابعة للنفس فلا يحسن الجود من اليد الا اذا وجد السخاء في النفس وكانت النفس سخية راغبة في البذل والخير. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام اياكم والشح. واخبر انه قد اهلك من كان قبلنا واثمر فيهم اه البخل والقطيعة والفجور وضروب من الاثام نعم احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال حدثنا ابو بكر ابن اسحاق قال حدثنا ابو المثنى محمد بن عيسى ابن السكن قال حدثنا القعنابي قال حدثنا داوود ابن قيس عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة. واتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم قال المصنف رواه مسلم في الصحيح عن القعنبي اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة قوله عليه الصلاة والسلام اتقوا الظلم اي احذروه واجتنبوه سواء الظلم الذي هو الشرك ان الظلم ان الشرك لظلم عظيم او في حقوق العباد فيه انفسهم او اموالهم او اعراضهم اتقوا الظلم اي لا تظالموا لا يظلم بعضكم بعضا فان الظلم ظلمات يوم القيامة ويوم القيامة لا يكون هناك نور الا لمن انار الله قلبه بالايمان والطاعة ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور والناس يكونون في يوم القيامة في ظلمة وفيها تقسم الانوار على قدر الايمان الطاعة لله سبحانه وتعالى الحديث فيه التحذير من الظلم وفيه عقوبة الظالم وان الظلم ظلمات يوم القيامة وقوله اتقوا الشح اي احذروه واجتنبوه فانه موجب للهلاك وسائق الى الظلم وعليه فان النبي صلى الله عليه وسلم لما حذر في اول حديث من الظلم حذر في تمامه من الشح الذي هو موجب للظلم وقائد اليه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على ان سفكوا دماء واستحلوا محارمهم وهذا ظلم عظيم سفك الدماء استحلال المحارم هذا من اشنع الظلم والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان سبب هذا الظلم الشح فالشح امره ليس بالهين عندما تكون النفس شحيحة فان ما فيها من شح يحمل على البغي على الظلم على الكذب على انتهاك حقوق الاخرين على اخذ الاموال بغير حق على الدعاوى الزائفة على امور كثيرة جدا يقود اليها وقد قال الله سبحانه وتعالى ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون فافادت هذه الاية ان من لم يوق شح نفسه لا فلاح له وان الفلاح انما هو لمن وقاه الله عز وجل من شح نفسه احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وحدثنا الامام ابو الطيب سهل بن محمد بن سليمان قال حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب قال محدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا ابي وشعيب ابن الليث قال اخبرنا الليث ابن سعد عن ابن الهاد عن سهيل ابن ابي صالح عن صفوان ابن ابي يزيد عن القعقاع ابن لجلاج عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجتمع غبار الشح والايمان في قلب عبد ابدا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد ابدا ولا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد هذا لفظ الحديث واوله في فضل الجهاد في سبيل الله لاعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى واخره في موضوع الترجمة وهو السلامة من الشح قال ولا يجتمع الشح والايمان في قلب عبد ابدا والمقصود بالايمان اي الايمان القوي وعليه فان الشح اذا وجد في القلب فهذا دليل على ضعف الايمان ونقصه لان الايمان القوي لا يجتمع معه الشح فاذا وجد الشح فهذا امارة نقص الايمان وضعف الايمان واسناد الحديث فيه القعقاع مجهول لكن الحديث جاء من طريق اخرى صحيحة وله شواهد يتقوى بها فهو حديث ثابت احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وروى صدقة ابن موسى عن مالك ابن دينار عن عبد الله ابن غالب عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خصلتان لا يجتمعان في المؤمن. البخل وسوء الخلق قال مصنف اخبرناه ابو محمد عبدالله بن يوسف قال اخبرنا ابو سعيد بن الاعرابي قال حدثنا ابو داوود وابراهيم ابن فهد قال حدثنا مسلم ابن ابراهيم قال حدثنا صدقة فذكره قال وروي ايضا عن جعفر بن سليمان عن ما لك بن دينار ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خصلتان لا يجتمعان في المؤمن البخل وسوء الخلق خصلتان اي خلتان وصفتان لا يجتمعان في المؤمن اي قوي الايمان كامل الايمان فان وجدتا او وجدت احدى هاتين الصفتين في القلب فان ذلك امارة ضعف الايمان لان الايمان يحمل على السخاء ويحمل على الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة فان وجد في المرء البخل وسوء الخلق فهذا امارة نقص ايمانه وضعف دينه احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عمرو محمد بن عبدالله الاديب قال حدثنا ابو بكر الاسماعيلي قال اخبرني الحسن ابن سفيان قال حدثنا عباس ابن الوليد الدمشقي قال حدثنا علي ابن عياش قال حدثنا ابو غسان قال حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله عبدا سمحا اذا باع سمحا اذا اشترى سمحا اذا اقتضى ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رحم الله عبدا سمحا اذا باع سمحا اذا اشترى سمحا اذا اقتضى صدر هذا الحديث بدعوة مباركة ميمونة من النبي عليه الصلاة والسلام لمن كان متصفا بالسماحة في بيعه وشرائه واقتضائه سمحا اذا باع اي مساهلا غير مضايق بل نفسه سخية وطيبة ببيعه وتعامله حسن تبايعه وسمحا اذا اشترى سواء كان بائعا او مشتريا يتعامل السماحة وسمحا اذا اقتضى اي طلب قظاء حقه فالحديث فيه حث على المسامحة في المعاملة وترك المشاحة والشدة لا الاخلاق السيئة وهذه الصفة السماحة في البيع والشراء والاقتضاء ينبغي ان يعتني بها المسلم ليفوز بهذه الدعوة دعوة النبي عليه الصلاة والسلام ينبغي ان يمرن نفسه على هذه السماحة ليفوز بهذه الدعوة المباركة فيكون نال دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له بالرحمة. قال رحم الله عبدا واذكر قديما ان احد طلاب العلم جمع رسالة سماها قريبة من هذا العنوان كيف تفوز بدعاء غير البشر وانت ذا القرن الرابع عشر وجمع الاحاديث التي فيها اه او التي هي مصدرة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله امرأ صلى قبل العصر اربعا رحم الله عبدا سمحا الى اخره نضر الله امرأ سمع مقالته جمع احاديث كثيرة في هذا الباب وجمعها لطيف ونافع للغاية كما لا يخفى احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وحدثنا السيد ابو الحسن العلوي قال اخبرنا محمد ابن عمر ابن جميل الازدي قال حدثنا يحيى بن جعفر ابن الزبريقان قال حدثنا عبدالوهاب بن عطاء قال حدثنا اسرائيل بن يونس عن زيد بن عطاء بن السائب عن محمد بن المنكدر فذكره غير انه قال غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهل اذا باع سهلا اذا اشترى سهلا اذا اقتضى. قال المصنف رواه البخاري عن علي بن عياش ثم ذكر رحمه الله تعالى هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال غفر الله لرجل كان قبلكم كان سهلا اذا باع سهلا اذا اشترى سهلا اذا اقتضى وهو بمعنى الذي قبله وفيه حث من النبي صلى الله عليه وسلم لامتي على التأسي بذلك الرجل لعل الله سبحانه وتعالى يغفر لهم كما غفر له لسماحته وسهولته ليونته ورفقه ولطفه في بيعه وشرائه اقتضائه احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى وروينا عن عبد الله بن عمرو الاودي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحرم على النار كل هين لين قريب سهل قال المصنف اخبرنا ابو بكر محمد بن احمد بن عبدالله بن محمد بن منصور النوقاني بها قال اخبرنا ابو حاتم محمد ابن حبان البستي قال حدثنا احمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام ابن عروة عن موسى ابن عقبة عن عبدالله رضي الله عنه فذكره ثم اورد رحمه الله حديث ابن مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يحرم على النار كل هينا لينا قريب سهل وهذا حث على الاتصاف بهذه الصفات الاربع العظيمة وانها من موجبات النجاة من النار والهين من الهون وهو السكينة واللطف والوقار واللين ضده العسر وضد اللين الخشونة فالهين اللين الذي تأتي اخلاقه على اللطف والسماحة والرفق تودد ونحو ذلك من المعاني اللطيفة وقوله قريب اي من الناس فهو حسن المعشر حبيبنا نفوسهم احبوه لاخلاقه ولطفه وجمال تعامله فهو لحسن اخلاقه يألف ويؤلف و قوله سهل اي سهل الخلق كريم الشمائل وظده الصعب الذي في اخلاقه قسوة وشدة والله جل وعلا يقول ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبد الله الحافظ وابو نصر محمد بن علي بن محمد الفقيه الشيرازي قال حدثنا ابو عبد الله محمد ابن يعقوب قال حدثنا يحيى ابن محمد ابن يحيى قال حدثنا احمد ابن يونس قال حدثنا زهير قال حدثنا منصور بن المعتمر عند ربعية من حراش ان حذيفة رضي الله عنه حدثهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلقت الملائكة رح ممن كان قبلكم فقالوا عملت من الخير شيئا؟ قال لا. قالوا تذكر. قال كنت اداين الناس تآمروا فتيان ان ينذروا المعسر ويتجاوزوا عن الموسر قال فقال الله عز وجل تجوزوا عنه قال المصنف رواه البخاري ومسلم في الصحيح في الصحيحين عن احمد بن يونس ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن حذيفة بخبر رجل ذكر النبي صلى الله عليه وسلم انه تلقت الملائكة روحه اي عند قبضه وهم ممن كان قبلنا فقالوا عملت من الخير شيئا قال لا قالوا تذكر قال كنت اداين الناس امر فتياني ان ينظروا المعسر ويتجاوز عن الموسر فقال الله عز وجل تجاوزوا عنه فهذا الحديث فيه فضل انظار المعسرين والرفق والسماحة مع الناس والتجاوز عنهم وان من تجاوز عن الناس وعفا عنهم تجاوز الله عنه وعفا عنه هذا رجل كان موسرا اي غنيا ذا مال ويخالط الناس يعاملهم بالبيع والشراء لكن كانت طريقته سمحة فالفقراء الذين لا يتيسر لهم القضاء والسداد يتسامح معهم في الاقتضاء والاستيفاء ويقبل منهم ولو القليل ويتجاوز عنهم ويسامحهم و من كان موسرا ايضا يتجاوز عنه. فمعاملته سمحة مع الناس فقال الله عز وجل تجاوزوا عن عبدي وجاء في بعض الروايات للحديث ان الله قال نحن احق بذلك منه تتجاوز الله سبحانه وتعالى عنه هذا في فضل السماحة السهولة والرفق تجاوز الناس والعفو وانظار المعسرين ونحو ذلك من المعاني العظيمة احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى واخبرنا ابو عبد الله محمد بن الفضل ابن نظيف في مكة قال حدثنا القاضي ابو طاهر بن شريك ابن الفضل ابن اسحاق الكوفي قال حدثنا احمد بن عبدالله بن يونس قال حدثنا زائدة عن عبدالملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن ابي اليسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انظر معسرا او وضع عنه اظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله قال وبصق ابو اليسر رضي الله عنه في صحيفته وقال لغريمه اذهب فهي لك وذكر انه كان معسرا قال ورواه عبادة ابن الوليد عن ابي اليسر ومن ذلك الوجه اخرجه مسلم في الصحيح ثم ختم رحمه الله تعالى بهذا الحديث عن ابي اليسر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انظر معسرا او وظع عنه اظله الله في ظله يوم لا ظل الا ظله انظر مؤسر معسرا اي امهله فنظرة الى ميسرة امهله لكان المديون فقيرا لا يستطيع السداد وجاء وقت السداد يصبر عليه وهذا الحديث يدل على ان حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله لا يدل على الحصر في ذلك العدد ولا على ان غيرهم لا يحصل له ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم قال في هذا الحديث ان من انظر معسرا او وضعا اظله الله وهو ليس من السبعة ومثله ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم من نفس عن غريمه او محى عنه كان في ظل العرش يوم القيامة ثم ان حديث ابن اليسر رضي الله عنه وارضاه له قصة اه اوردها الامام مسلم رحمه الله بكتابه الصحيح واشار اليها المصنف قال في تمامه وبصق ابو اليسر في صحيفته وقال لغنيمة اذهب فهي لك وذكر انه كان معسرا وشر ان الامام مسلم اورده في في الصحيح وقصة ابي اليسر بتمامها كما جاءت في صحيح مسلم قال عن عبادة ابن الوليد ابن عبادة ابن الصامت قال خرجت انا وابي نطلب العلم في هذا الحي من الانصار قبل ان يهلكوا فكان اول من لقينا ابا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف وعلى ابي اليسر برج ومعاثر وعلى غلامه بردة ومعاثر فقال له ابي يعم اني ارى في وجهك سفعة من غضب قال اجل كان لي على فلان ابن فلان الحرامي مال فاتيت اهله فسلمت فقلت ثم هو؟ قالوا لا فخرج علي ابن له جفر فقلت له اين ابوك قال سمع صوتك فدخل اريكة امي فقمت اخرج الي فقد علمت اين انت؟ فخرج فقلت ما حملك على ان اختبأت مني قال انا والله احدثك ثم لا اكذبك خشيت والله ان احدثك فاكذبك وان اعذك فاخلفك وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت والله معسرا قال قلت الله قال الله استحلفهم بالله قلت الله قال الله قلت الله قال الله حلف ثلاث مرات قال فاتى بصحيفته فمحاها بيده فقال ان وجدت قضاء فاقضني والا انت في حل فاشهد بصر عيني هاتين ووضع اصبعيه على عينيه سمع اذني هاتين ووعاه قلبي هذا واشار الى مناطق قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من انظر معسرا او وظعا اظله الله في ظله فقلت له انا يا عم لو انك اخذت بردة غلامك واعطيته مع فريك واخذت معافري واعطيته بردتك فكانت عليك حلة وعليه حلة فمسح رأسي وقال اللهم بارك فيه يا ابن اخي بصر عيني هاتين وسمع اذني هاتين ووعاه قلبي هذا واشار الى مناطق قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول اطعموهم مما تأكلون والبسهم مما تلبسون وكان ان اعطيته من متاع الدنيا اهون علي من ان يأخذ من حسناتي يوم القيامة الى اخر الحديث هذا ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يصلح لنا شأننا كله