بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد قال باب ما جاء في ذمة الله وذمة رسوله وقول الله تعالى واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. ان الله يعلم ما تفعلون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين باب ما جاء في ذمة الله وذمة رسوله معناه ذمة الله اي كفالة الله سبحانه وتعالى وكفالة رسوله صلى الله عليه وسلم فمن قال هاتين الكلمتين فان هذا معناهما نعم فقال الشيخ عبد الرحمن ابن حسن رحمه الله في كتابه فتح المجيد شرح كتاب التوحيد وقول الله تعالى واوفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون قال العماد ابن كثير رحمه الله وهذا مما يأمر الله تعالى به وهو الوفاء بالعهود والمواثيق والمحافظة على الايمان المؤكدة ولهذا قال ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها هذا معنى قوله ولا تنقظ الايمان بعد توكيدها ان معناه من جعل ذمة الله وذمة رسوله تأكيدا لكلامه فانه بذلك يكون قد جعل الله تفيلا لمن له الحق لان الله جل وعلا يتولى ظمان ذلك نعم ولهذا قال ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها ولا تعارض بين هذا وبين قوله ولا تجعلوا الله عرظة لايمانكم وبين قوله ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم واحفظوا ايمانكم اي لا تتركوها بلا تكفير وقوله تعالى واحفظوا ايمانكم اي لا تتركوها بلا تكفير لان اليمين يوجب الكفارة فاذا قال هذه الكلمة فان الله فانه جعل الله كفيلا عليه ومن كان في كفالة الله فان الله سيأخذ لحقه من خصمه نعم ولا تعارض بين هذا وبين قوله ولا تجعلوا الله عرظة لايمانكم وبين قوله ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم واحفظوا ايمانكم اي لا تتركوها بلا تكفير وبين قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين اني والله ان شاء الله لا احلف على يمين فارى غيرها خيرا منها الا اتيت الذي هو خير منها وتحللتها. وفي رواية وكفرت عن يميني لا تعارض بين هذا كله وبين الاية المذكورة ها هنا وهي قوله ولا تنقض الايمان بعد توكيدها لان هذه الايمان المراد بها الداخلة في العهود والمواثيق لا الايمان الواردة على حث او منع ولهذا قال مجاهد في الاية يعني الحلف اي حلف الجاهلية ويؤيده ما رواه الامام احمد عن جبير ابن مطعم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حلف في الاسلام وايما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام الا شدة وكذا رواه مسلم ومعناه ان الاسلام لا يحتاج معه الى الحلف الذي كان اهل الجاهلية يفعلونه فان في التمسك بالاسلام حماية وكفاية عما كانوا فيه نعم وقوله تعالى ان الله يعلم ما تفعلون. تهديد ووعيد لمن نقض الايمان بعد توكيدها نعم من نقض الايمان بعد توكيدها فان الله جل وعلا ينتقم منه ان الله يعلم ما تفعلون اذا نقظتم ايمانكم فلن يترككم الى عقوبة نعم قال المصنف رحمه الله وعن بريدة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امر اميرا على جيش او سرية اوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا امر امير على جيش او سرية سرية دون الجيش كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امر اميرا على جيش او سرية اوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا نعم اوصاه لنفسه بتقوى الله واوصاه بالمسلمين خيرا الذين معه لان هذا من ذمة الله سبحانه وتعالى التي حلف بها عند ولايته لهذا لهذه المسؤولية نعم اوصعه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا فقال اغزوا بسم الله نعم قاتلوا من كفر بالله قاتلوا من كفر بالله وهذا ما اوجبه الله على المسلمين ان يقاتلوا الكفار ليدخلوا في الاسلام او يستراح من شرهم الجهاد لم يشرع لاجل الولايات وانما شرع لاجل نصرة هذا الدين الجهاد ليس المقصود تحصيل الولايات وانما هو نصرة هذا الدين ونشر هذا الدين لينجو من اراد الله سعادته به من النار. نعم اغزوا ولا تغلوا ولا تغلوا الغلول والاخذ من الغنيمة قبل قسمتها لا يجوز هذا للغزاة لا يجوز هذا للغزاة بل الغنيمة تحفظ حتى توزع على المجاهدين هذي امانة على المجاهدين تحملوها فلابد ان يفو بها وايضا الغزو ليس هو لاجل الغنيمة وانما الغزو لاعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى قد قال الله جل وعلا وما كان لنبينا ان يغل ومن يغلل يأتي بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون وقد جاء في سبب نزول الاية ان المسلمين غنموا شمله غنم شملة من الكفار ففقدوها وقالوا لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذها لان الرسول له حق في الغنيمة الرسول صلى الله عليه وسلم برأه الله من ذلك وسماه غلولا وما كان لنبينا ان يغل ومن ولى يأتي بما غل به ومن يغلل يأتي بما غل به يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون والغلول وهو الاخذ من الغنيمة قبل قسمتها على الغانمين هذا فيه وعيد شديد برأ الله نبيه صلى الله عليه وسلم منه ولا تغدروا ولا تغدروا باليمين التي اعطيتموها المقابل من الكفار فاذا اعطيتم اليمين الواجب الوفاء اذا حلفتم للكفار وان كانوا كفارا الواجب الوفاء باليمين ولا تغدر اليمين من اجل طمع الدنيا ولا تمثلوا ولا تمثلوا يعني بالقتل لا يجوز التمثيل بالقتيل بان تقطع اطرافه ولو كان كافرا لان الجثة لها حرمة يحافظ عليها وان كان كافرا جثة الميت حافظوا عليها وان كان القتيل كافرا نعم ولا تقتلوا وليدا واذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم الى ثلاث خصال او خلال رعيتهن ما اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعوهم الى الاسلام فان اجابوك فاقبل منهم ثم ادعهم الى التحول من دارهم الى دار المهاجرين واخبرهم انهم ان فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فان ابوا ان يتحولوا منها فاخبرهم انهم يكونون كاعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله تعالى ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء الا ان يجاهدوا مع المسلمين نعم الغنيمة انما هي على الجهاد الذي يجاهد مع المسلمين له نصيب منها والذي لم يجاهد وان كان مسلما ليس له حظ من الغنيمة انما هي حق للمجاهدين فقط تشجيعا لهم على الجهاد في سبيل الله نعم فانهم ابوا فاسألهم الجزية فانهم اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم الامر الثاني مما يجب اتخاذه مع الكفار قبل قتالهم ان يدفعوا الجزية وهي مقدار من من المال يدفعونه للمسلمين لاقرارهم على ما هم عليه وتكون الجزية فانهم ابوا فاستعن بالله وقاتلهم هذه الخصال الثلاث اذا استنفدها معهم ولم يقبلوا فانه يستعين بالله على قتالهم ويقاتلهم والنصر وعد الله به المؤمنين على الكفار اذا ابوا ان يدفعوا الجزية نعم واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة اصحابك فانكم ان تغفروا ذممكم وذمة اصحابكم اهون من ان تغفروا ذمة الله وذمة نبيه نعم لا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه صلى الله عليه وسلم ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة اصحابك الغزاة فان قبلوا ذلك والا اقاتلهم. نعم واذا حاصرت اهل حصن فارادوك ان تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم ولكن انزلهم على حكمك فانك لا تدري اتصيب فيهم حكم الله ام لا؟ رواه مسلم اذا طلب الكفار ان ينزلهم على حكم الله فانه لا يستجيب لهم لانه لا يدري ايصيب حكم الله فيهم ام لا؟ ولكن يجعل لهم آآ حكمه وحكم اه اصحابه نعم وبالله تعالى التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين