في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له في غاب الغدو والاصال. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة. يخافون يوما فيه القلوب والابصار. ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله. والله يرزق من يشاء بغير بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين مع بداية هذا الفصل الدراسي اه من شهر شوال نستأنف دروس التفسير في القراءة في مقدمات بعض كتب التفسير ثم التعليق على ما تبقى من تفسير الامام ابن جرير الطبري وكنا وقفنا على فصل في شرف علم التفسير من مقدمة الراغب الاصفهاني لكتابه نعم يا شيخ عبدالله. احسن الله اليك. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا. قال الامام الراغب رحمه الله تعالى فصل في شرف علم التفسير اشرف صناعة يتعاطاها الانسان تفسير القرآن وتأويله وذاك ان الصناعات الحقيقية انما تشرف باحد ثلاثة اشياء اما بشرف موضوعاتها وهي المعمول فيها نحو ان يقال الصياغة اشرف من الدباغة لان موضوعها وهو الذهب والفضة اشرف من جلد الميتة الذي هو موضوع الدباغة واما بشرف صورها نحو ان يقال طبع السيوف اشرف من طبع القيود واما بشرف اغراضها وكمالها كصناعة الطب التي غرضها افادة الصحة فانها اشرف من الكناس التي غرضها تنظيف المستراح فاذا ثبت ذلك فصناعة التفسير قد حصل لها الشرف من الجهات الثلاث وهو ان موضوعها المفسر كلام الله تعالى الذي هو ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة وصورة فعله اظهار خفيات ما اودعه منزله من اسراره ليدبروا اياته وليتذكر مع اولو الالباب وغرضه التمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها. والوصول الى السعادة الحقيقية التي لا فناء لها لهذا عظم الله محله بقوله ومن يؤتى ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا قيل هو تفسير القرآن نعم بسم الله الرحمن الرحيم اه كما ذكر المؤلف طبعا في هذا الفصل و كل من جاء بعده اذا تكلم عن فضل علم التفسير فانه ينقل كلام الراغب هذا وهذا التفصيل الذي ذكره رحمه الله تعالى تفصيل مليح لانه بين اوجه الفضل او اوجه الشرف فالموضوع يعني بالنظر الى الموضوع اذا نظرنا الى الصياغة والدباغة وموضوع الصياغة لا شك انه اشرف من موضوع الدباغة هذا بالنظر للموظوع فهما مختلفان اما النوع الثاني لو النظر الى الصورة فطبع السيوف وطبع القيود المادة واحدة لان كلها تعتبر التعامل مع الحديد لكن ذاك صناعة لسيف والاخر صناعة للقيد ولا شك ان صناعة السيف اشرف من صناعة القيد وايضا بالنظر الى الغرظ والمآل او الهدف فاذا نظرنا الى الطب والى الكناسة يعني عمل الطبيب وعمل الكناس يشتركان في نتيجة وهي الصحة فالطبيب او او صناعة الطب غرضها فادت الصحة وايضا اه الكناس غرضها التنظيف المستراح وتنظيف المستراح هو نوع من ماذا؟ من طلب او من الطلب الصحة ومع ذلك نقول ان الغرض الاول هو الطب اشرف من او المعذرة المعمل الاول والطب اشرف من العمل الثاني وهو الكناس وان كانا يتفقان في شيء من المآل فاذا في جميع هذه الانواع الثلاثة نجد ان التفسير يشرف بها جميعا فالموضوع كما هو معلوم هو كتاب الله سبحانه وتعالى اذا نظرنا الى موظوع التفسير وهو كلام الله سبحانه وتعالى فانه قد يشاركه بعظ انواع العلوم في هذا الباب مثل القراءات او التجويد القراءات والتجويد موضوعها كذلك هو كلام الله تعالى لكن يختلف الهدف ففي التفسير الهدف هو بيانها فهم هذه المعاني وبيانها واما في القراءات او في التجويد فهذا غير هذا الغرض غير مراد وانما المراد كيف يقرأ المسلم اذا الغرض المتعلق بالقراءة والتجويد هو كيف يقرأ المسلم والغرض المتعلق بالتفسير هو كيف يفهم المسلم فهما وان اتفقا في الموضوع الا انهما يختلفان في الهدف والغاية طبعا ذكر اه بعظ الامور التي سبق ان عرجنا عليها في التفريق بين فهم المعنى وما يؤول اليه المعنى وهو ذكر هنا وهو يتكلم عن اه كلام الله سبحانه وتعالى قال هو ينبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة وسورة فعله اظهار خفيات ما اودعه منزله من اسراره ليتدبروا اياته وليذكروا اولوا الالباب وهذا اوسع من ماهية التفسير لان ماهية التفسير في بيان المعاني ولسنا نتحدث عن علم الاية او علوم الاية اذا كنا نتكلم عن علوم الاية فعلوم الاية اشمل من علم التفسير لنساء يكون عندنا بيان المعاني وما وراء بيان المعاني من الاستنباطات والاسرار الموجودة في كلام الله سبحانه وتعالى طبعا ذكر في قوله ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا احد الاقوال في معنى ومن يؤتى الحكمة. قيل تفسير القرآن وهذا ايضا يفيدنا في مسألة مهمة جدا وسبق ايضا الاشارة اليها ويا ان من فوائد اختلاف التنوع في التفسير من فوائد اختلاف التنوع في التفسير ان يأخذ المتحدث بالتفسير الذي يوافق غرضه يأخذ المتحدث بالتفسير الذي يوافق غرضه وهذي من فوائد معرفة اختلاف التنوع فالمؤلف هنا ليس في مقام تحقيق وتحرير معنى قوله ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وانما هو في مقام الاستدلال لمسألة عرض له اذا كان في مقام الاستدلال لمسألة عرضت له فانه يصح ان يرد القول الذي يتناسب مع غرضه والا فقوله يؤتوا ومن يؤتوا الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا فيها اقوال متعددة. نعم فصل في بيان الالات التي يحتاج اليها المفسر اختلف الناس في تفسير القرآن هل يجوز لكل ذي علم الخوض فيه فبعض تشدد في ذلك وقال لا يجوز لاحد تفسير شيء من القرآن. وان كان عالما اديبا متسعا في معرفة الادلة والفقه والنحو والاخبار والاثار وانما له ان ينتهي الى ما روي اليه ما روي له عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الذين شهدوا التنزيل من الصحابة رضي الله عنهم او عن الذين اخذوا عنهم من التابعين. واحتج واحتجوا في ذلك بما روي عنه عليه السلام من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. وقوله عليه السلام من فسر القرآن برأيه فاصاب فقد اخطأ. وفي خبر من قال في القرآن برأيه فقد كفر. وبما روي عن ابي بكر رضي الله عنه اي اي سماء تظلني واي ارض تضلني؟ اذا قلت في كتاب الله برأيي وذكر اخرون ان من كان ذا ادب وسيع فموسع له ان يفسره. فالعقلاء الادباء فوضى فظا عفوا شيخي فوضى فظا فوضى فضا في معرفة الاغراض. واحتجوا في ذلك بقوله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبرون واياته وليتذكر اولوا الالباب وذكر بعض المحققين ان المذهبين هما الغلو والتقصير فمن اقتصر على المنقول اليه فقد ترك كثيرا مما يحتاج اليه. ومن اجاز لكل احد الخوض فيه فقد عرضه للتخليط ولم يعتبر حقيقة قوله تعالى ليتدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب والواجب ان يبين اولا ما ينطوي عليه القرآن وما يحتاج اليه المفسر من العلوم فنقول وبالله التوفيق نعم قبل اه هذا الفصل ايضا من الفصول المهمة اللي تعتبر من اصول التفسير ولا اذكر ان احدا سبق الراغب في بيان هذه العلوم التي سماها الالات التي يحتاج اليها المفسر بهذا الترتيب. وان كان مثل يحيى بن سلام وسبق ان اخذنا في مقدمة تفسيره اشار الى اثني عشر علما يلزم المفسر معرفتها لكن ذكر الراغب هذه العلوم وفصل فيها وذكر المذاهب التي اشار اليها في جواز تفسير القرآن يعني هل يجوز لكل ذي علم الخوظ فيه اولى وهذه المسألة مهمة خصوصا في هذا العصر الذي كثر فيه كلام من لا يحسن في كتاب الله سبحانه وتعالى واذا نظرنا الى المذهب الاول الذي ذكره انه لا يجوز لاحد تفسير شيء من القرآن هذا لا يكاد يوجد لو انت اردت ان آآ تمثل له بكتاب او بعالم لا يكاد يوجد والمذهب الثاني هو الموجود ولكن نحتاج في مثل هذا الامر الى ظوابط نحتاج مثل هذا الامر الى ضوابط والراغب سيذكر مجموعة من العلوم لو ان كثيرا ممن يتكلم في التفسير نظرا لهذه العلوم التي يذكرها الراغب فانه سيحجم عن ان يتكلم في التفسير يعني لو انه اراد ان يطبق ما يذكره الراغب في هذا الفصل. فكثير ممن سيتكلم في التفسير سيحجم ولهذا هو ذكر قيد في الاخير ان من لم يحسن هذه الالات فانه يستفيد ممن يحسنها كما سيأتي لكن هذا غير كافي لانه سيكون مجرد ناقل وهو غير محرر في هذا المقام فاذا نحن نحتاج الى ان نضع تأصيلا لهذه المسألة. ونقول ان الكلام في معاني كتاب الله سبحانه وتعالى اما ان يكون علما واما الا يكون ان قال القائل هو ليس بعلم فسيكون من اول الحديث معه قد انقطع لانه اذا اعتبر ان التفسير ليس علما وانه لا لا يقوم على اه اسس واصول فكأنه اذا يقول يجوز لاي احد ان يتكلم فيه لانه ليس هناك اشياء يجب ان نتعلمها لكي نفسر كتاب الله ولا شك ان هذا الكلام باطل يعني هذا الكلام باطل لكن نحن نتدرج معه في المسألة. فان قال انه علم وهذا هو الصحيح فكل علم له اصوله واسسه التي يقوم عليها فلا بد من معرفة هذه الاسس والاصول فاذا اتفقنا انه علم فنتيجة هذا الاتفاق ان نقول كل علم له اسس واصول لنتصور اي علم من العلوم الدينية او الدنيوية حتى العلوم الباطلة والعلوم الفاسدة العلوم المحرمة لها اصول لو جاء من لا يتقن هذه الاصول و تقول على هذه العلوم لبين زيفه اصحاب هذه العلوم ايا كان هذا العلم ايا كان هذا العلم وكما قلت لكم سواء كان من العلوم الصالحة او العلوم الفاسدة اذا كان هذا او كانت هذه هي قاعدة العلوم فالتفسير ليس بمعزل عنها فاذا له اسس واصول لابد من معرفتها فمن اراد ان يتكلم فيها فلابد ان يعرفها لا يكفي ان يكون فقيها او ان يكون عالما باصول الفقه او ان يكون عالما بالعقيدة او ان يكون عالما باللغة هذه العلوم لا تكفي مستقلة لفهم كلام الله سبحانه وتعالى لان هناك اسس لابد من معرفتها لفهم كلام الله سبحانه وتعالى هذه الاسس من اين نستقيها ونستنبطها نستقيها نستنبطها من كتاب الله سبحانه وتعالى من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ثم من طريقة الصحابة والتابعين واتباعهم في التعاطي مع علم التفسير خصوصا في استدراكاتهم على بعضهم لان باب الاستدراك مجال لبيان مسائل اصول التفسير من باب الاستدراك يعني مجال لبيان مسائل اصول التفسير لانه اذا استدرك مفسر على مفسر فانما يستدرك عليه لانه اخطأ في الفهم لانه اخطأ في الفهم وسيأتينا مثال حينما نقرأ في التفسير في سورة العاديات سيأتينا مثال بين ابن عباس وعلي ابن ابي طالب ولعل نقف عند هذا وسنقف عند هذا المثال ونبين كيف ان المسألة ليست مرتبطة بكون هذا عالم بالتفسير وكونه عالم لا يعني انه يقع فيه خطأ بل قد يقع عنده الخطأ وكذلك الطبل رحمه الله تعالى في نفس السورة اين وقع عنده اشكال في التعامل مع ايضا هذا التفسير. فاذا هناك اسس لابد ان نعرفها لكي نتعامل معها بحيث انه اذا اخطأ الواحد منا نقول انت خالفت هذه الاسس وهذه الاصول فعلى سبيل المثال يعني اذكر مثالا الان فقط لهذه الاسس من اهم الاسس التي يجب ان يفهمها طالب علم التفسير ان علم التفسير مبني على المعنى بمعنى اننا حينما نقول فسر قول الله سبحانه وتعالى كذا مرادنا اي بين لنا المعنى. يعني ما معنى قول الله سبحانه وتعالى كذا هل يتصور ان يكون الذين نزل عليهم القرآن يجهلون المعنى ويفقهه من يجيء بعدهم يعني هذا الان احد الاسس العقلية التي يجب ان ينتبه لها طالب علم التفسير كثير ممن يتعاطون علم التفسير الان كثير ما يتعاطون علم التفسير وتعاطيهم طبعا جزئي يأتي الى اية ويتكلم عنها اما باسم انه تربوي او باسم انه يبين اعجاز في الاية او غيره. ويتعاطى مع هذه الاية بمعطيات عنده فيها نقص في العلم وقصور في الفهم ودليل نقص علمه وقصور فهمه انه يكسر اسس التفسير وهو لا يعلم فيأتي الى الاية بمعنى جديد حادث ناقض لقول من تقدمه يعني قول جديد حادث ناقض لقول من تقدمه معنى ذلك ان الامة بقيت على ظلال في فهم هذا هذه الجملة من كتاب الله حتى جاء هذا الرجل فلان ابن فلان وفهم المعنى. يعني هل هذا يقبل عقلا الجواب لا فاذا هذا احد الاسس التي يجب علينا ان ندركها حينما نتكلم في كتاب الله سبحانه وتعالى ان هذا احد الاصول او احد الاسس التي يجب معرفتها طبعا من الاسس ان القرآن نزل بلغة العرب فاي تفسير للمعاني بغير لغة العرب فانه يدل على ان هذا التفسير خطأ ولهذا حينما نرجع مثلا الى ما كتبه ابن سينا في التفسير سنجد انه لم يعتمد لغة العرب في بيان معناه كلام الله سبحانه وتعالى فسر سورة الصمد فسر بعض السور اذا قرأتها تعرف انها لا تمت للغة العرب بصلة فهذا التفسير الذي يذكره نعرف انه خطأ محض لانه لم يجري على اسلوب العربي في خطابها اذا اذا اتفقنا ان هناك اصولا فاذا يجب علينا ان نلتزم بهذه الاصول وان نعرف متى يصح لنا ان نتكلم في المعنى ومتى يجب علينا ان نقف؟ ما الذي يدرك متى يصح ومتى يجب هو الذي يعرف هذه الاسس اما ما وراء المعنى الاستنباط فالامر فيه ايش واسع لما وراء المعنى في الاستنباط الامر في واسع كلامنا الان نحن عن ماذا؟ عن المعاني. فهذه المعاني الان الراغب يرى ان هناك جملة من العلوم يجب ان يتعلمها المتعاطي للتفسير قبل ان يخوض في علم التفسير ولعلنا نتركها للدرس القادم لكي نناقش هذه العلوم اه علما علما باذن الله تعالى