التوحيد الباب الخامس والثلاثين وهو باب ما جاء في الرياء والمراد بالرياء الناس بالعمل الصالح ليكون ذلك سببا لمدء المدح والثناء عليه او احسان الظن به قال رحمه الله تعالى باب ما جاء في الرياء قول الله تعالى قل لي انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد الاية يعني قوله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا عن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا يعني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه مع من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه رواه مسلم هذه الاية قوله تعالى قل انما انا بشر مثلكم فيها اثبات ان النبي صلى الله عليه وسلم بشر من البشر مثلنا من حيث البشرية الا ان الله عز وجل اصطفاه بالنبوة والوحي واصلاحه وصلاحه فهو افضل خلق الله افضلهم كرامة عند الله وافضلهم عملا وصلاحا واما من حيث البشرية فهو بشر. يوحى اليه يوحي الله اليه بالوحي يوحى الي انما الهكم يعني يوحى الي ان اخبركم ان الله ان ما الهكم الذي تعبدونه معبودكم اله واحد لا يجوز تعدد الالهة والاله هو كل من صرفت اليه العبادة فهو اله او اله لكن الاله الحق المعبود الحق هو الله وحده ثم قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه يعني يخشى البعث ويخشى ويرجو الثواب ويرجو الجزاء الحسن عند الله يرجو لقاء ربه ويعلم انه ملاق ربه يرجو اللقاء فانه الواجب عليه اخلاص العمل لله من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا المؤمن الصادق الذي يصدق انه سيلاقي الله يوم القيامة ان الله يبعثه الواجب عليه ان يعمل عملا صالحا والعمل الصالح قال العلماء هو السالم من الرياء المقيد بالسنة هو ما وافق السنة ووافق الشريعة هذا هو العمل الصالح وقوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا اثبات التوحيد انه لا يصح العمل الا اذا توفر فيه هذان الشرطان الاول ان يكون العمل صالحا وهو الموافق للسنة والثاني ان يكون خالصا وهو الذي لا شرك فيه لا في بصرف العبادة ولا في الرياء قال النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد غير مقبول كما في الصحيحين غير مقبول هو عمل غير صالح الذي على خلاف السنة وكذلك الذي خالطه شرك غير مقبول قال الله تبارك وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيم. هذا هو الدين القيم الخالص لله الموافق للسنة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبهذه الاية بيان ان ان من اخل بصلاح العمل او اخل باخلاص العبادة لله فانه لا يحصل له الجزاء الموعود عليه وهو دخول الجنة ويبينه الحديث بعده ان الله تعالى يقول انا اغنى الشركاء عن الشرك الله غني ان يشرك معه في العمل بل يجب اخلاصه وحده بالعمل والطاعة فمن عمل عملا من العبادات وجعل مع الله فيه شريكا فان الله غني عن الشرك ويترك هذا العمل ويترك تركته وشركه العامل وعمله لا يقبل منهم بانه لم يرجو لقاء الله لم يحقق ذلك. قال لتركته وشركه خذله تركه واهمله ونسيه نسيان نسيان اهمال نسيان اهمال وشركه اي العمل الذي اشرك به انه لا يقبله لان الله تعالى ما يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه قال وعن ابي سعيد مرفوعا اي من قول النبي صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قالوا بلى يا رسول الله قال الشرك الخفي يقوم الرجل فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل اليه. رواه احمد هذا اخوف من فتنة المسيح الدجال فتنة المسيح الدجال اعظم فتنة تمر على الناس. نسأل الله العافية والسلامة واخوف منه الرياء والشرك الخفي لانه خفي عن عن الناس اعمال قلوب يقوم الانسان يزين الصلاة يزين القراءة يزين العمل امام الناس لاجل ان يمدحوه ولاجل ان يزن في اعينهم فهذا خفي الاعمال القلبية خفية لكنه لا يخفى على الله ان الله لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا اله الا هو العزيز الحكيم يعلم الخفايا خفايا الصدور وهو عليم بذات الصدور عز وجل. ما فيها اذا الانسان يحرص اقالة الشرك الخفي ثم فسره النبي صلى الله عليه وسلم قال يقوم الرجل فيصلي يعني لله فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل اليه يزين الصلاة من من اجل نظر الناس والا هو اصلا صلى لله لكن زينها لاجل الناس ان يمدحوه هذا شرك خفي نعوذ بالله يبطل العمل اذا استمر معه صاحبه ها فانه يبطل هذه الصلاة. اما اذا كان يعرظ له ويجاهد نفسه ويخلص ويتخوف من الله فهذه مجاهدة لا يبطل العمل ان الله تعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين الانسان اذا كان يجاهد نفسه في الاخلاص والعمل الصالح لله ان الله يقبل منه ويهديه ويتحول من مرحلة المجاهدة الى مرحلة الاحسان يصبح مطمئن النفس ساكنة على الاخلاص يا مرحبا جاهدها جاهدها حتى اطمأنت وسكنت نسأل الله تعالى ان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل ان يعيذنا من الرياء انه جواد كريم والله اعلم صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد على اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته