المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله ستة وثلاثون. ومن جواب اهل العلم والايمان ثلاثة وسبعون وخمسمائة. السلف متفقون على ان القرآن هو المهيمن المؤتمن الشاهد على اما بين يديه من الكتب فهو اعلى منها درجة فانه قرر ما فيها من الخير عن الله وعن اليوم الاخر. وزاد ذلك بيانا وتفصيلا. وبين الادلة والبراهين على ذلك وقرر نبوة الانبياء كلهم ورسالة المرسلين. وقرر الشرائع الكلية التي بعثت بها الرسل كلهم. وجادل مكذبين بالكتب والرسل بانواع الحجج والبراهين. وبين عقوبات الله لهم ونصره لاهل الكتب المتبعين لها. وبينما حرف منها وبدل ما فعله اهل الكتاب في الكتب المتقدمة. وبين ايضا ما كتموه مما امر الله ببيانه. وكما جاءت به النبوات باحسن الشرائع والمناهج التي نزل بها القرآن ان فصارت له الهيمنة على ما قبله من الكتب من وجوه متعددة. فهو شاهد بصدقها وشاهد بكذب ما حرف منها. وهو حاكم باقرار بما اقره الله ونسخ ما نسخه فهو شاهد في الخبريات حاكم في الامريات. وكذلك معنى الشهادة والحكم يتضمن اثبات ما اثبته الله من من صدق ومحكم وابطال ما ابطله من كذب ومنسوخ. ثم انه معجز في نفسه لا يقدر الخلائق ان يأتوا بمثله. ففيه دعوة الرسول وهداية الرسول وبرهانه على صدقه ونبوته وفيه ما جاء به الرسول. وفيه ايضا من ضرب الامثال وبيان الايات على تفصيل ما جاء به الرسول. ما لو جمع اليه علوم جميع العلماء لم يكن عندهم الا بعض ما جاء به القرآن. ومن تأمل ما تكلم به الاولون والاخرون من اصناف العلماء. في اصناف العلوم والفنون لم يجد عندهم الا بعض ما جاء به القرآن. ولهذا لم تحتج الامة مع رسولها وكتابها الى نبي اخر. ولا كتاب اخر. فضلا عن ان تحتاج الى شيء لا يستقل بنفسه غيره. سواء كان من علوم النقل او علوم العقل. ولله الحمد اربعة وسبعون وخمسمائة. كلام الله تفاضل وصفاته تتفاضل وعلى هذا تدل النصوص الكثيرة خمسة وسبعون وخمسمئة انما كانت قل هو الله احد تعدل ثلث القرآن لان معاني القرآن ثلاثة توحيد وقصص واحكام. وهذه السورة صفة الرحمن فيها التوحيد وحده ستة وسبعون وخمسمائة ومما ينبغي ان يعلم ان فضل القراءة والذكر والدعاء والصلاة وغير ذلك يختلف باختلاف حال الرجل. فالقراءة بتدبر افضل من القراءة الى تدبر والصلاة بخشوع وحضور قلب افضل من الصلاة بدون ذلك