المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الرابع والسبعون والثلاثمائة الحديث السادس عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال دخلت انا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بيت ميمونة فاوتي بضب محنوذ فاهوى اليه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة اخبروا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بما يريد ان يأكل فقلت تأكله هو ضب فرفع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يده فقلت احرام هو يا رسول الله قال لا ولكنه لم يكن بارض قومي فاجدني اعافه قال خالد فاجتررته فاكلته ورسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ينظر رواه البخاري ومسلم المحنود المشوي بالرضف وهي الحجارة المحماة قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث ابن عباس دخلت انا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بيت ميمونة لانها خالة لابن عباس وخالد فهما ابن الخالة وقوله فاوتي بضب محنوذ اي فوق الطعام الذي قدم اليه والمحنود كما ذكره المؤلف هو المشوي بالرضف وهي الحجارة المحماة وكانوا يستعملونه لجميع اللحوم ويرونه الذ من الطبخ واسرع هضما ولان القدور قليلة عندهم وقوله فاهوى اليه رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اي لظنه انه كسائر اللحوم المعتادة فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة الى اخره اي اخبروه بحقيقته لان لا يغتر فيلومكم على ذلك ولم يكن عندهم شك في حله لانهم طبخوه وقدموه له ولو كان عندهم شك لسألوا عنه قبل طبخه ولكن قالوا ذلك لاجل اعلامه فقط وقوله فقلت تأكله هو ضب فرفع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يده فلما كان تركه يوهم تحريمه قال فقلت احرام هو يا رسول الله قال لا ولكنه ليس بارض قومي اي انه ليس بارض تهامة وكذلك في البلاد الحارة والى الان لا يوجد بها وقوله فاجدني اعافه اي طبعا لا شرعا لانه لم يعتده ولانه فيه بعض الشبه من بعض الخبائث فلهذا يكرهه بعض الناس وليس كغيره من الحيوانات التي يأكلها من اعتادها ومن لم يعتدها قال خالد بن الوليد فاجتررته فاكلته ورسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ينظر فيه حل الضب من قوله عليه السلام واقراره وفيه حسن خلقه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانه لم يعب طعاما قط لا لرداءته ولا لسوء صنعته ولا لغير ذلك بل ان رغبه اكل منه والا تركه واما من يعيب الطعام فيقول هو ردي هو مالح هو كذا هو كذا فانه لم يتبع هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا كفران لنعمة الله تعالى فتجده يعيب طعاما لو حصل لكثير من الناس لعده من اكبر النعم عليه وفيه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما انه بعث لمصلحة الدين فكذلك بعث لمصلحة الدنيا فيأمر بما يصلح الدين والدنيا ونهى عما يفسدهما ففي هذا الحديث انه ينبغي للانسان الا يكره نفسه على اكل ما لا يشتهي ولو كان طيبا فانه بذلك يعسر هضمه ويضر ببدنه وفيه انه لا بأس ان يأكل ما يشتهي ولو كان غيره يكرهه اذا كانت الكراهية طبيعية لا شرعية