لا لمجرد القراءة ومع ذلك القراءة فيها فضل عظيم كل حرف بحسنة والحسنة بعشر امثالها لكن اذا كان مع ذلك اعتني بالعمل كان خيرا الى خير وفضلا الى فضل وفق الله وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم يزل قائما حتى هممت قيل ما هممت؟ قال هممت ان اجلس وادعاه. متفق عليه. وعن حذيفة رضي الله عنه نقال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المئة ثم مضى قلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها. ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح ال عمران فقرأها يقرأ مترسلا اذا مر باية فيها تسبيح سبح واذا مر بسؤال سأله واذا مر تعود ثم ركع فجعل يقول سبحان ربي العظيم. فكان ركوعه نحوا من قيامه. ثم قال الله لمن حمده ربنا لك الحمد ثم قام طويلا قريبا مما ركع ثم سجد فقال سبحان ربي الاعلى فكان سجوده قريبا من قيامه. رواه مسلم. وعن جابر رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الصلاة افضل؟ قالت طول القنوط. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسولنا وعلى اله واصحابه. اما بعد هذه الى هذه الثلاثة كل ما تعلق قيام الليل تقدم في ذلك ايات واحاديث كلها دالة على فضل قيام الليل وقيام الليل سنة مؤكدة وهو من فعل عباد الله الصالحين ومن اخلاق عباد الرحمن وهو خلق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام سيد ولد ادم وافضل الخلق كان يقوم الليل ويتهجد عملا بقوله سبحانه من الليل فتهجد به نافلة الذكر عسى ان يبكي ربك مقاما محمودا وعملا بقوله سبحانه يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا كان من صفة عباد الرحمن التهجد بالليل قال تعالى والذين يبيتون ربهم سجدا وقياما ومن صفاتهم الخضوع لله والعناية بالعمل الصالح ولهذا ذكر الله له صفات كثيرة ومن صفات المتقين قوله سبحانه كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسهار هم يستغفرون وكان صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل احدى عشرة ركعة في الغالب وربما صلى ثلاث عشرة يسلم لكل ثنتين ويطل القراءة والركوع والسجود قال رضي الله عنها كان سجوده قدرا ما يقرأه حذفه خمسين اية وفي حديث ابن مسعود انه قال معه ذات ليلة فاطال قيام حتى هم ابن مسعود ان يجلس من طول القيام وذكر حذيفة انه قام بليلة فقرأها في ركعة من البقرة والنساء وال عمران يقف عند كل آية تسبيح يشبه كلها فيها دعاء يدعو كن في اياتها تعود يتعود هذا هو السنة الاطالة التيسير اذا تيسر للانسان وعنده قدرة يتهجد ويطيل في قيامه والركوع وسجوده والمشروع ان يكون ركوعه وسجوده وجلوسه بين السجدتين واعتزال بعد الركوع قريبا من القيام يعني متقاربة تكون الصلاة معتدلة متقاربة قال البراء ابن علي رضي الله عنه طبقت الصلاة مع محمد صلى الله عليه وسلم فرأيت قيامه فركعته فاتي الله بعد الركوع سجدته فجسده بين التسليم بين السجدتين قريبا من السماء معناه انه اذا اطال القراءة طول الركوع والسجود واذا خفف القراءة خفف الركوع والسجود فصلاته متقاربة ومعتدلة والانسان يعمل ما يستطيع لا يشق على نفسه المهم انه يصلي من الليل ما تيسر ويطيل حسب طاقته وحسب راحته في قراءته وركوعه وسجوده حديث جابر يقول النبي صلى الله عليه وسلم افضل القيام يعني طول القيام فهو الصلاة طول القيام يعني كونه يطيل في قيامه وقراءته وتدبره والمقصود من القراءة تدبر وتعقل والفهم والعمل ولهذا قال جل وعلا كتاب انزلناه اليك مباركا ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب ويقول جل وعلا هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا انما هو اله واحد وليذكر وليتذكر اولوا الالباب وليتذكر اولوا الالباب وانزل للذكرى والبلاغ والبيان والحث والتحرير والترغيب والترهيب