وان الهمه هذا هو التوفيق وسبب الالهام او سبب الفظل او سبب الاعانة امور تسبق من العبد اما في قلبه واما في قوله واما في عمله فان خذله الله وتركه اجل من ان يقارن باسم قبيح حتى ان بعض السلف كان يقول قاتل الله الظالم يقول هذا من عدم توقير الله ليش لان اسم الله قرن مع اسم الظالم. بس مجرد اقتراب الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وعليه وعلى اله وصحبه. ومن سار على نهجه واختفى اثره الى يوم الدين وبعد. فهذا هو المجلس الثامن والثلاثون مجالس قراءتها الكتاب بدائع الفوائد للعلامة شيخ الاسلام ابي عبدالله ابن القيم الجوزي المجاهد وكنا قد وقفنا على قوله فصل ليس للعبد شيء انفع من صدقه ربه. في جميع اموره مع صدق العزيمة وهذا الفصل مهم جدا من حيث العمل. فان اكثر ما يؤخر الناس عن ربهم تبارك وتعالى وعن منازل السائرين وعن الوصول الى درجات عليين هو عدم الصدق يظن الناس ان المراد بالصدق هو الصدق مع الناس اعظم انواع الصدق الصدق مع الله عز وجل وهو ان لا يكون الانسان غاشا لنفسه وان يكون الانسان صادقا مع نفسه في تعامله مع ربه فلا يفتر ولا يكسل ولا يتضرر بكلام الناس ولا يزيد كلام الناس شيئا. لان تعامله مع الله جل وعلا. فنسمع الى هذا الكلام من هذا الامام العلامة الطبيب فنسأل الله ان ينفعنا واياكم بما نسمع القراءة مع اخينا حمود الغريفي تفضل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اللهم اغفر لنا لوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين يا رب العالمين. قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد فصل ليس للعبد شيء انفع من صدقه من صدقه ربه في جميع اموره مع صدق العزيمة فيصدقه في عزمه وفي فعله. قال تعالى فاذا فعزم الامر ولو صدقوا الله لكان خيرا لهم. فسعادته في صدق العزيمة وصدق الفعل. فصدق العزيمة جمعها وجزمها فعدم التردد فيها بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوم فاذا صدقت عزيمته بقي عليه صدق الفعل وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه. والا يتخلف عنه شيء من ظاهره وباطنه. فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الارادة والهمة والصدق الفعلي يمنعه من الكسل والفتور ومن صدق الله في جميع اموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره. وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الاخلاص وصدق التوكل الناس من صح اخلاصه وتوكله. هذا النوع من الصدق هو الذي بلغ به الصديقون ما بلغوا من المراتب العلية الصدق مع الله عز وجل وهو ان الانسان كما قال المصنف رحمه الله يجمع بين الصدق بالعمل والصدق في العزيمة ودافعوا صدق العزيمة صحة العلم سلامة العلم ودافعوا الصدق مع الرب تبارك وتعالى علمه بالزوال. تيقنه بالافول ادراكه ان ما غير الله لا يبقى وانما كان لله يبقى فيصدق مع الله عز وجل كيف يكون الانسان صادق العزيمة صور ابن القيم هذه المسألة بجمع العزيمة وجزمها جمع العزيمة بترك الشوارد والشوائب فلا تلتفت اليها وجزمها بترك التردد فاذا جمعت عزيمتك فصارت عزيمتك في اليوم والليل منصب الى ان تكون عبدا لله كيف تحصل رظا الله هذا جمع العزيمة وجزمها عدم التردد في هذه العزيمة وفعل ما امرت به اولا باول فمتى ما كنت صادقا في عزيمتك لم يبقى عليك الا صدق العمل صدق الفعل وصدق الفعل ايجاد الامر او ايجاد المأمور به اولا باول وهذا يكون باستفراغ الوسع وبذل الطاقة بحسب الامكان وكثير من الناس يتخلفون عن صدق الفعل لانهم يتكلفون ما لا يطيقون بيفتروا او يتحملون ما لا يطيقون فينشغلون يعطبون او ينشغلون بما لم يؤمروا به فلا يستطيعون القيام بالمأمور به مصداق الثاني قوله تعالى فنسوا حظا مما ذكروا به فاغرينا بينهم العداوة. انشغلوا بشيء كان سببا للنسيان نتج عنه العداوة والبغضاء فلم يستطيعوا ان يكونوا اخوة متألفين متحابين كما امرهم الله تعالى وخلاصة هذا الباب كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لذاك الاعرابي الذي جاء وبايع النبي صلى الله عليه وسلم واسلم لكنه كان صادقا كان صادقا مع ربه فلما غنموا اعطاه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من لعاية الدنيا فقال اي نبي الله ما هاجرت ولا قاتلت على هذا وانما هاجرت وبايعتك واتيت ليقاتل لاصاب منها هنا فيخرج منها هنا وهموت في سبيل الله غير مدبرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لئن صدق ليصدقنهما فجاءت المعركة فاصيب بسهم منها هنا فخرج منها هنا. هذا هو حقيقة الصدق مع الله عز وجل لا يتراوغ تراوغ الثعالب وانما يعمل عمل الشجعان الصادقين العاملين وآآ هناك امران يصبان في صدق العبد مع ربه يقوي الصدق مع الله الاول صحة الاخلاص والثاني صدق التوكل. فصحة الاخلاص وصدق التوكل نبعان صافيان يمدان صدق العبد مع ربه فاذا لم تجد في نفسك صدقا مع الله بفعل الاوامر وترك النواهي فارجع وراجع نفسك في الموارد تجد الموارد فيه شوائب اما في مورد الاخلاص شوائب واما في مورد التوكل شوائب فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا الصدق معه وان يمدنا بالاخلاص والتوكل. نعم احسنت. قال رحمه الله تعالى رب ذو ارادة. امر عبدا ذا ارادة. فان وفقه اراد من نفسه ان يعينه ويلهمه فعلا كما امر به وان خذله خلاه وارادته ونفسه. وهو من هذه الحيثية لا يختار الا ما تهواه نفسه وطبعه. فهو من حيث هو انسان لا يريد الا ذلك. ولذلك ذمه الله في كتابه من هذه الحيثية. ولم يمدحه الا بامر زائد على تلك الحثية حيثية وهو كونه مسلما ومؤمنا وصابرا ومحسنا وشكورا وتقيا وبرا ونحو ذلك. وهذا امر زائد على مجرد كونه انسانا وارادته صالحة. لكن لا يكفي مجرد صلاحيتها ان لم تؤيد بقدر زائد على ذلك. وهو كما انه لا يكفي في الرؤيا مجرد صلاحية العين للادراك ان لم يحصل سبب اخر من النور المنفصل عنها. هذه جليلة في متعلقة بالقدر لو قال لك قائل ما معنى التوفيق فتقول التوفيق معناه ان يوفق الله عز وجل العبد فيعمل ان يوفق الله العبد فيريد ما يريده الله. فيعمل بما امره الله هذه حقيقة التوفيق ولهذا قال النبي الكريم وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه اغني واهل السنة والجماعة يقولون ان العبد له ارادة. الرب له ارادة لكن ان وفق الله عز وجل العبد في ارادة المرادات الشرعية هذا هو التوفيق فان اعانه هذا هو التوفيق فسبب ذلك راجع الى خلل قلبي فان رأيت انسانا عياذا بالله حار بعد الكور فاعلم ان ذلك بسبب قلبي. او بقول لسانية فان البلاء موكول بالمنطق او بعدم فعل الاوامر وترك فعل الاوامر سبب للخذلان ولهذا قال موسى عليه السلام لقومه ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم طيب اذا ما فعلتم الامر ولا ترتدوا على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين ترتب على عدم فعل الامر بالخسارة الخذلان سببه راجع للعبد لا يظن ظان ان الله جل وعلا انما مدح فلان لكونه ماء وطين. لا لو كان المدح متعلقا بالماء والطين لكان الناس في ذلك على حد سواء وهذا المعنى جاء في القرآن ولقد كرمنا بني ادم اي من حيث كونه ماء وطينا جاء التكريم للعموم لكن التكريم الخاص وتسميته رسولا نبيا مؤمنا صديقا شهيدا تقيا برا شكورا محسنا صابرا هنا جاء المدح على هذه الاوصاف فالمدح من الله للعبد ليس لطينيتي ولا لنسبه ولا لحسبه ولا لماله ولا لجماله وانما لما اتصف به من اوصاف الكمال المأمور به شرعا كون الانسان يريد الكمال فعليه ان يوافق ارادة الله في شرعه تريد ان تكون على كمال في ارادتك فاجعل مراداتك فاجعل مراداتك شرعية احب ما شرعه الله واطمع فيما شرعه الله واطلب ما شرعه الله واحذر ما ذمه الله ونهى عنه. اجتنب ما نهى الله عز وجل عنه اياك ثم اياك ومجاورة ذلك ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا واشد تثبيتا فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم الاتصاف بالاوصاف المحمودة التي يحبها الله عز وجل فالانسان كما قال ابن القيم في مثله البديع مثل العين العين حتى تكون باصرة لابد من امر خارجي عنه للابصار. وهو النور كلما كان النور مناسبا كلما كانت الرؤية انسب وافظل كلما ظعفت ظعف النور ظعفت الرؤيا وكلما ازداد النور كلما ظعفت البصيرة او البصر او ذهبت فالانسان بحاجة الى ما يلائمه للاتصاف بهذه الاوصاف ما الذي يلائمك في هذه الاوصاف؟ ما شرعه الله من الاحسان والبر والتقى نعم قال رحمه الله تعالى من اعظم الظلم والجهل ان تطلب التعظيم ان تطلب التعظيم والتوقير لك من الناس وقلبك ومن تعظيم الله وتوقيره فانك توقر المخلوق وتجله وتجله ان يراك في حال لا توقر الله ان يراك عليها قال تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا اي لا تعاملونه معاملة من توقرونه والتوقير العظمة منه قول تعالى وتوقروه قال الحسن ما لكم الا تعرفون لله حقا ولا تشكرونه. قال مجاهد لا تبالون عظمة ربكم فقال ابن زيد لا لا ترون لله طاعة. فقال ابن عباس رضي الله عنهما لا تعرفون حق حق عظمته. لا تعرفوا في سقط في العبارة. لا تعرفونه حق عظمته نعم وهذه الاقوال ترجع الى معنى واحد وهو انهم لو عظموا الله وعرفوا حق عظمته وحدوه واطاعوه وشكروه فطاعته سبحانه واجتناب معاصيه والحياء منه بحسب وقاره في القلب. ولهذا قال بعض السلف ليعظموا الله في قلب احدكم ان يذكره عندما عندما يستحي من ذكره فيقرن اسمه به. كما تقول قبح الله الكلب والخنزير والنتن ونحو ذلك فهذا من عقار الله. ومن وقاره الا تعدل به شيئا من خلقه. لا في اللفظ بحيث تقول والله وحياتك ما لي الا الله انت وما شاء الله وشئت ولا في الحب والتعظيم والاجلال ولا في الطاعة فتطيع المخلوق في امره ونهيه كما تطيع الله بل اعظم كما علي اكثر الظلمة والفجرة ولا في الخوف والرجاء ويجعله اهون الناظرين اليه ولا يستهين بحقه ويقول هو مبني على المسامحة ولا يجعله على الفضلة ويقدم حق المخلوق عليه ولا يكون الله ورسوله في الدين وناحية فالناس في ناحية وحد فيكون في الحد والشرق الذي فيه الناس دون الحد والشق الذي الله ورسوله. ولا يعطي المخلوق في مخاطبته قلبه ولبه ويعطي الله في خدمته بدنه ولسانه دون قلبه وروحه. لا حول. ولا يجعل مرادا نفسه مقدما على مراد ربه فهذا كله من عدم وقار الله في القلب. ومن كان كذلك فان الله لا يلقي له في قلوب الناس وقارا ولا بل يسرق وقاره وهيبته من قلوبهم. وان وقروه مخافة شره فذاك وقار وقار بغظ لا وقار حب وتعظيم ومن وقار الله ان يستحي من اطلاعه على سره وضميره فيرى فيه ما يكره. ومنه قارئ يستحي منه في الخلوة اعظم مما يستحي من اكابر من اكابر الناس. والمقصود ان من لا يوقر من لا يوقر الله وكلامه وما اتاه من العلم والحكمة كيف يطلب للناس توقيره وتعظيمه. نعم هذه الفائدة العظيمة ان الانسان يجب عليه ان يجعل الله سبحانه وتعالى اعظم شيء يوقره اعظم من توقيره لوالديه اعظم من توقيره لامرائه ورؤسائه فيرجوه سبحانه وتعالى اعظم من كل شيء ويخافه اعظم من كل شيء ويجله اعظم من كل شيء وذلك لانه سبحانه له من المحامد ما يستحق به ذلك على وجه الكمال المطلق فكل من ترجوه او تخافه او تحبه فان رجاءك وحبك وخوفك منه متعلق بسبب او سببين او ثلاث بالكثير واذا تأملت تجد ان هذه الاسباب هي اسباب ليست الا ذاك اما عندما تتأمل في عطايا الله جل وعلا او منعه سبحانه او جماله سبحانه تجد ان عطاياه لا تحصى مهما عددت وان اليم عقابه لا يقارن باي شيء مخوف في الدنيا وان كماله وما له من المحامد وجماله وجلاله لا يقارن باي محبوب في الدنيا ولذلك ينبغي ان يكون الله جل وعلا في قلب العبد اعظم شيء يوقره ونوح عليه السلام ونوح عليه السلام قال لقومه ما لكم لا ترجون لله بقارا يعني انتم يا معشر المشركين تجلون رؤساءكم فتطيعونهم فلما لا تطيعون الله وهو اعظم من رؤسائكم انتم تجلون وتوقرون ابائكم وامهاتكم لانهم اسباب لما انتم فيه من الخيرات فلما لا ترجون لله وقارا وهو مسدي الخيرات هذا امر عظيم وقول بعض السلف ليعظم وقار الله في قلب احدكم فلا يقرن اسم الله باسم قبيح ابدا وهذا امر عظيم المثال الذي ذكره لا اريد ان انطقه مرة اخرى. لكن هذا للتفهيم للتعليم ان تجعل الله عز وجل في لسانك فكان ينبغي ان تفصل وتفرق في اللفظ وكان بعض السلف من تعظيمهم لله جل وعلا لا يحلفون بالله على امر دنيوي مهما عظم لو قيل لاحدهم احلف بالله ان هذه الارض لك والا راحت عليك ما كان يحزن جيش يقول الله اعظم من ان احلف به لاجل دعاة الدنيا وهذا داخل تحت عموم قوله صلى الله عليه وسلم لا تسألوا بوجه الله الا الجنة لان وجهه باق سبحانه وتعالى فكيف يسأل الباقي الدائم ما هو زائل ومن وقاره سبحانه وتعالى الا تقرن بين هو وبين عباده بما يفيد العطف المطلق وهذا من من باب من باب واسع كبير امثلته غير محصورة فلا تقل ما شاء الله وشاء فلان. قل ما شاء الله ثم شاء فلان ولا تقل لولا الله وفلان هلكت. تقول لولا الله ثم فلان ولا تقل التجأت الى الله واليك لا تقول التجأت الى الله ثم اليك وهكذا في الحب والتعظيم والاجلال وهكذا في الطاعة. وهكذا في الخوف وهكذا في المسامحة تقول سامحتك لله ما تقول سامحتك لله وللقرابة بس تجعل لله هذا كله باب الكمالات باب تعظيم باب كمال الايمان وابليس قد دخل على من بعضنا نسأل الله ان يعيذنا واياكم من فصار يهون من حقوق الله في قلب الناس بحجة المسامحة يقول الله يسامح في حقه الله غفور رحيم الله كريم هذه الاخبار المجزئة عن سياقاتها تذهب شيئا من وقار الله في قلب العبد لكن لو قارنتها نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم لو قارنتها واني لغفار لمن تاب اختلف الامر فلنحذر من الاستهانة بحقوق الله تحت باب ايش حقوقه مبني على المسامحة احذر من هذا كثير ولنحذر ايظا من قظية اخرى. وهي ان بعظ الناس يجعل للناس حسابا ولا يجعل لله حسابا هذا معناه ما عمل توقير لله جل وعلا. ما عرف توقير الله تبارك وتعالى توقير الله تبارك وتعالى ان تخافه وتراقبه اعظم مما تراقب رجلين كبيرين من قومك يعني مرة رأيت رجل جاي في ثياب النوم الى المسجد فاخذت على جنب قلت له انت تذهب في ثياب النوم الى بيت فلان وهو كبيرهم كبير قومهم قال لا قلت يا اخي الله يقول يا بني ادم ما قال استر عورتك قال خذوا زينتكم عند كل مسجد زينتكم طلب الكمال منا وهو الغني جل في علاه حقيقة نحن بحاجة الى ان نرسخ توقير الله في قلوبنا بل كان المنبغى ان العبد لا يرفع رأسه حياء من الله لا يرفع رأسه عبودية لله فقال له تترة ونعمه متتابعة لا تحصى ومن يدفع عن العباد من النقم لا يعلمه الا هو جل في علاه فينبغي الحياء منه استحوا من الله حق الحياء يستحى من الله في الخلوة اعظم من استحياء العبد في الجلوة استحى من الله في حال الافراد اعظم من الاستحياء الذي يكون من الجماعات نعم احسن الله قال رحمه الله تعالى القرآن والعلم وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة من الحق صلاة جمع صلة وهي العطايا. نعم صلات من الحق وتنبيهات وروادع وزواجر واردة اليك والشيب زاجر ورادع وموقد قائم بك. فلا ما ورد اليك وعظك ولا ما قام بك ولا ما قام بك نصحك. ومع هذا التوقير والتعظيم من غيرك فانت كمصاب لم تؤثر لم تؤثر فيه مصيبته وعظا وانزجارا. وهو يطلب وهو يطلب من غير اتعظ وانزجر بالنظر الى مصابه. فالضرب لم يؤثر فيه زجرا وهو يريد الانزجار ممن نظر الى ضربه. من سمع من سمع المثلات والعقوبات والايات في حق غيره ليس كمن رأى عيانا في غيره. فكيف بمن وجدها في نفسه؟ سنريهم اتنا في الافاق وفي انفسهم. فايات في الافاق مسموعة معلومة. واياته في النفس مشهودة مرئية. فعياذا بالله من الخذلان قال تعالى ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم. وقال لو اننا نزلنا اليهم ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا. ما كانوا ليؤمنوا الا ان شاء الله والعاقل المؤيد مؤيد التوفيق يعتبر بدون يعتبر بدون هذا ويتمم ويقول بفضائل اخلاقه واعماله. فكل الاحسن انك تحط نقطة بعد كلمة بدونها والعاقل المؤيد بالتوفيق يعتبر بدون هذا. ثم كلام مستأنف ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير قال بعض السلف النذير الشيب وقال بعضهم وجاءكم النذير اي محمد صلى الله عليه وسلم بكلامه وقال بعضهم وجاءكم النذير اي موت اترابكم واقرانكم واصحابكم ويتمم نقايص خلقته بفضائل اخلاقه واعماله. نعم. احسنت. والعاقل المؤيد بالتوفيق بدون هذا ويتمم نقائص خلقته بفضائل اخلاقه واعماله. فكلما امتحيا نعم فكلما ارتحي من المحو يعني كلما زال معناها امتحى يعني زال فكلما امتحي من جثمان فيه اثر زاد في ايمانه اثر فكلما ابتحي من جثمانه اثر زاد في ايمانه اثر. وكلما نقص من نقص من قوى بدنه زاد في قوة ايمانه ويقينه ورغبته في الله والدار الاخرة. وان لم يكن هكذا فالموت خير له. لانه يقف به على حد معين من الان من الفساد بخلاف العيوب والنقائص مع طول العمر. فانها زيادة في المه وهمه وغمه وحسرته. وانما حسن طول العمر ونفع يحصل التذكر والاستدراك واغتنام الفرص والتوبة النصوح. كما قال تعالى اوالمعمركم ما تذكروا فيه ما تذكر فمن لم يورثه التعمير وطول البقاء اصلاح معايبه وتدارك فارطه واغتنام بقية انفاسه فيعمل على حياة قلبه وحصول النعيم المقيم. والا فلا خير له في حياته. فان العبد على جناح سفر اما الى الجنة واما الى النار فاذا طال عمره وحسن عمله كان طول سفره زيادة له في حصول النعيم واللذة. الله اكبر. فانه كلما طال السفر كلما طال السفر سفر اليها كلما طال السفر فانه كلما طال السفر اليها كانت السبابة صبابة كله اغضب واذا طال عمره وساء عمله كان طول سفره زيادة في المه وعذابه وعذابه ونزولا له الى اسفل. فالمسافر فان صاعد واما نازل. وفي الحديث المرفوع خيركم من طال عمره وحسن عمله. وشركم من طال عمره وقبح عمله فالطالب الصادق في طلبه كلما خرب شيء من ذاته جعله عمارة لقلبه لقلبه وروحه. فكلما نقص شيء من دنياه جعله زيادة في اخرته. وكلما منع شيئا من لذات دنياه لدنياه جعله زيادة في لذات اخرته. وكلما ما له هم او حزن او غم جعله في افراح اخرته. فنقصان بدنه ودنياه ولذته وجاهه ورئاسته ان زاد في حصول ذلك وتوفيره عليه في معاده كان رحمة به وخيرا له. والا كان حرمانا وعقوبة على ذنوب ظاهرة او باطنة او ترك واجب ظاهر او باطن. فان حرمان خير الدنيا والاخرة مرتب على هذه الاربع وبالله التوفيق يعني هذا الكلام فائدة متممة للفائدة الاولى وهي ان توقير الله جل وعلا انما يكون بالانتباه للصلات من الحق جل في علاه القرآن والعلم كلام الرسول صلى الله عليه وسلم هذا كله تنبيهات وروادع وزواجر فان لم يتعظ الانسان بالقرآن ولا بالسنة ولا بالعلم يجد الزواجر والروادع والتنبيهات من نفسه واول ذلك ورود العلل والامراض وثانيه الشيب وثالثها النقص في الاموال والانفس والثمرات ورابعها البلايا والفتن فان لم ينتفع بهذا كله فبأي شيء ينتفع باي شيء ينزجر من لم يتعظ بالقرآن ولا بكلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا مجالس العلم ولا بالعلل والامراض ولا بالشيب ولا بنقص الاموال والانفس لا اله الا الله ما اقسى قلوب بعض الناس في مقبرة ويضحك في المقبرة ويظحك متى سيتعظ بالله هذا المقام الذي كان فيه لا يرى عثمان الا باكيا كيف يتجسر هذا الرجل ويضحك سبحان الله العظيم يدفع عن نفسه غبرة القبر ولا ينسى انه غدا مقبور وينسى انه غدا مقبور امثال هؤلاء ونسأل الله ان لا نكون منهم ممن لا يتعظون لا بالايات المتلوة ولا بالاحاديث النبوية ولا بالمجالس العلم ولا يتعظون بالموارد هؤلاء موتهم خير لهم لان بقائهم شر ووبال عليه قد خلت من قبلهم المثلات. يسمعون عن هلاك فرعون ويتفرعنون يقرأون ان قوم عاد صنعوا مصانع للخلود وما خلدوا وهم يظنون الخلود يتلون ايات قوم صالح وكيف كانوا في بساتينهم وفي جبالهم وبيوتهم فارهين وهلكه وما بقوا ثم هم راك يركنون الى الدنيا. فلا حول ولا قوة الا بالله ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة لو الله نزل الملائكة بدال ما يؤمنون ويطيعونهم ويقولون خل نسوي عليهم تجارب ليش هذولا ما ياكلون ولا يشربون وكلمهم الموتى هان بنشوف شلون صار حي ما يتعظون فيه وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاءوا وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقول سحاب مركوب. يرجعون الامور الى الطبيعة. ما يتعظون يرون الحروب يرون الدمار يرون فيضانات البراكين الزلازل الحرائق لا يتعظ فسبحان الله اولم نعمركم فالدور عليكم وان لم يكن للموت دور لكنه اقرب نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم العمل الحسن والعمرة المبارك بعض الناس يقول الله يطول بعمرك وما يدري المسكين انه طالت العمر قد يكون وبال على الانسان انما يقال بارك الله في عمرك او اطال الله عمرك على الطاعة وهذا هو معنى خيركم من طال عمره وحسن عمله قالت ام حبيبة كما في صحيح مسلم البخاري يا رسول الله ادعوا الله لابي ابي سفيان واخي معاوية ان يطول الله عمرهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد سألت الله اجالا مضروبة ما يمكن الزيادة في العمر لكل اجل كتاب اذا جاهجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. لقد سألت الله اجالا مضروبة ولذلك قالت ام سليم يا رسول الله هذا انيس غويلمك. خويدمك ادع الله له. قال اللهم بارك له في عمره قد يكون عمر الانسان قصير لكن عمله مبارك قد يكون الانسان عمره طويل. تنظر ماذا عمل لا تجد له اي اثر فنسأل الله ان يجعل لنا ولكم اثارا صالحة سنكتب ما قدموا واثارهم نعم قال رحمه الله تعالى فائدة الناس منذ خلقوا لم يزالوا مسافرين وليس هم حق عن رحالهم الا في الجنة والعاقل يعلم ان السفر مبني على المشقة وركوب الاخطاء. ومن المحال عادة ان يطلب فيه نعيم ولذة راحت انما ذاك بعد انتهاء السفر. ومن المعلوم ان كل وطأة ان كل وطأة قدم او كل كل ان من الات السفر غير واقفة ولا المكلف واقف فقد ثبت انه مسافر على الحال التي يجب ان يكون المسافر عليها من تهيئة الزاد الموصل. واذا نزل او نام او استراح فعلى قدم الاستعداد للسير. يعني الفايدة اللطيفة اننا كلنا مسافر شئنا ام ابيت. انت قاعد نايم ماشي انت مسافر نحن حينما نسافر لابد ان ندرك ان هذا السفر لا نهاية له الا ان تضع قدمك في الجنة. نسأل الله ان نكون منهم او يقع قدمك في النار عياذا بالله هذه النهاية نهاية وجودك الناس اذا مات فلان يقول مثواه الاخير كذبوا والله ما هو مسبحه الاخير؟ مثواه الاخير ليس في القبر ولا في الطين ولا في البحر ولا في حريق مثواه الاخير اما في الجنة واما في النار فعلى العاقل ان يأخذ معه زادا ليصل الى مرضاة الله عز وجل وان يتجنب مساخط الله حتى لا يضع قدمه في النار نعم قال رحمه الله تعالى عند العارفين ان الاشتغال بالمشاهدة عن البر عن البر عن البر في السير وقوفا. وقوف لانه بزم المشادة لو كان صاحب عمل ظاهر او باطن او ازدياد من معرفة وايمان. وايمان فصل كان اولى به لطيفة انسانية تحشر على صورة عملها ومعرفتها وهمتها وارادتها. والبدن يحشر على صورة عمله الحسن او القبيح واذا انتقلت من هذه اذا انت قلت من هذه الدار شاهدت حقيقة ذلك. وعلى قدر قرب قلبك من الله تبعد من الانس بالناس مساكنتهم على قدر صيانتك لسرك وارادتك يكون حفظه. وملاك ذلك صحة التوحيد. ثم صحة العلم بالطريق. ثم صحة ثم صحة قال ثم صحة العمل والحذر كل الحذر من قصد الناس لك واقبالهم عليك وان يعثروا على موضع غرضك فانها الافة العظمى احسنت نكمل بعد الاذان ان شاء الله قوله ان العارفين منهم من يشتغل بالمشاهدة عن البر في السير فهذا وقوف عندهم ما معنى هذا الكلام معنى هذا الكلام تمثله في صورة ملك امر ببناء شيء ما. فانت تنظر ان كل شيء يسير بامر الملك. كل واحد هو يعمل ما امره به الملك فانت تتفرج وترى ان الملك يأمر وان العبيد يمتثلون. هذه الحالة ان الانسان ينظر الى الكون في علم انه وما من سكنة ولا حركة الا بامر الله يكتفي بهذه المشاهدة هذا وقوف ما هو الواجب؟ الواجب ان تبادر في حال المشاهدة ما انت مأمور به فتمتثله في كل لحظة في كل ان في كل وقت تستيقظ ان الامر للكون هو الله يسير بامره يقف بامره يصيفوا العالم بامره. يشتت العالم بامره ان شاء مات العالم لا تكتفي بمجرد المشاهدة العلمية عليك بالعمل ماذا امرك الله ان تفعل فامتثل نعم قال رحمه الله تعالى كل ذي لب يعلم انه لا طريق للشيطان عليه الا من ثلاث جهات التزيد والاسراف فيزيد على قدر الحاجة فتصير فضلة وهي حظ الشيطان ومدخله الى القلب. وطريق الاحترام من هنا وطريق احترازي منه الاحتراز من اعطاء النفس تمام مطلوبها من غذاء او نوم او لذة او راحة متى اغلقت هذا الباب حصل الامان من دخول العدو منه؟ الثانية الغفلة فان الذاكر في في حسن الذكر في حسن في حسن الذكر. فمتى غفل فتح باب فتح باب الحصن. فولجه العدو فيعصر فيعصر عليه. او يصعب اخراجه الثالثة تكلف ما لا يعنيه من جميع الاشياء. هذه الابواب الثلاث يجمعها كلمة الغلف او التغلف فالشيطان يدخل على الانسان اما من باب التزيد في الاكل زد في الشرب زد في الكلام زدت في الجاه زدت في المال زدت في المنصب زدت في كذا زدت في كذا فيزيد ويزيد حتى ينشغل بالفضل بالفضلة عن الامور الواجبة عليه الباب الثاني الغفلة فان اعظم ما يلج منه الشيطان على الانسان باب الغفلة. الا ترى ان صاحب البيت اذا غفل عن الباب دخل منه اللص واذا غفل عن غلاق النافذة دخل الغبار كذلك الشيطان الباب الثالث ان يتكلف الانسان ما لا يعنيه او ما هو خارج عن وسعه وطاقته فيعطب فيدخل منه الشيطان فيؤزه ازا. نسأل الله السلامة لنا ولكم. نعم تكتفي؟ صح. طيب نكتفي بهذا القدر؟ نسأل الله ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح الملتقى الاحد القادم لاكمال هذا الكتاب المبارك. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. احد عنده سؤال