هل تنتظروهن الى فقرا منسيا او غنى مطيا او مرضا مفسدا او هرم مفندا او موته مجهزا او الدجال فالدجال شر غائب ينتظر لانه يدعو الى الفجور والشر والكرب والكفر او الساعة والساعة ادهى وامر يعني بادر بالاعمال لا تنتظر سارع سابق كما قال الله تعالى سابقوا من ربكم قال وجل وعلا فاستبقوا الخيرات. قال تعالى وسارعوا الى خير من ربكم عن الزبير بن عديم قال اتينا انس ابن مالك رضي الله عنه فشكونا اليهما من الحجاج فقال اصبروا فانه لا يأتي زمان الا والذي بعده شر منه. حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه عليه وسلم رواه البخاري. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بادروا سبعا هل تنتظرون الا فقرا منسيا؟ او غنا مطغيا؟ او مرضا مفسدا او هرما مفندا او موتا مجهزا اب الدجال فشر غائب ينتظر او الساعة فالساعة وادهى وامر. رواه الترمذي وقال حديث حسن وعنه رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لاعطين هذه الراية رجلا حبوا الله ورسوله يفتح الله على يديه. قال عمر رضي الله عنه ما احببت الامارة الا يومئذ تساورت لها رجاء ادعى لها. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ابن ابي طالب. رضي الله عنه فاعطاه اياها وقال امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك. فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ يا رسول الله على ماذا اقاتل الناس؟ قال قاتلهم حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم واموالهم الا بحقها. وحسابهم على رواه مسلم ابن الله التوفيق. بسم الله الرحمن الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد الى هذه الثلاثة كالتي قبلها فيها الحث على المسابقة والخيرات والمسارعة الى الطاعات والحرص على الثبات على الحق فان غربة الاسلام كل ما تأخر الزمان زاده شدة ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم لا يأتي عام الا والذي بعده شر منه حتى تقوى ربكم زاد بعضهم لا اقول عام خير من عام اخصو من عام ولا امير خير من امير ولكن ذهاب علمائكم وخياركم هل معنى كل ما تأخر الزمان اشتدت الغربة بقلة العلماء وقلة الاخيار وكثرة الاشرار فينبغي المؤمن ان يجتهد في زمانه يحرص على الخير وعلى صحبة الاخيار وليحذر التساهل ومتابعة الاشرار ان كل ما تأخر الزمان كثر اهل الشر وقل اهل الخير بسبب قلة العلم وقلة الفقه في الدين قد تكون الغربة في بعض الاماكن اشد كما جرى في الحديث الاول وكما جرى في العشر الاخير في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في هذه الجزيرة لما قام الدعاة الى الله شفاء من معه ظهر الاسلام وظهرت الدعوة الى الله وان كان غريبا في اماكن اخرى فكل مكان تظهر فيه الدعوة ويكثر به اهل العلم والخير لتسير منه الغربة وكل مكان تقل فيه الدعوة ويقل فيه العلماء تشتد فيه الغربة غالب الانصار اليوم وغالب الدنيا اليوم في غربة شديدة لقلة العلم واهله وكثرة الشر والفساد والحديث الثاني يقول صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال سبعا المؤمن يسابق اينما كان في اي جهة يسابق لا ينتظر قد يهجم الاجل تكون المعوقات ولهذا قال بادروا بالاعمال الحديث السابق بادروا بالاعمال فتنا كغطاء الليل المظلم. يصبح الرجل فيها مسلما ومسلم كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا بهذه الرواية بادروا بالاعمال سبعا هل تنظرون الا فقرا منسيا او من المطيع او مرض مفسدا تمشي تيقوت او هرب مفلتا اختمعه عقله وهو يضعف او موتا مجهزا وليس بعد مواسع عمل او الدجال فالدجال شر غايب كثر يخرج الى اخر الزمان يدعو الى الكفر بالله والضلال يدعو الى انه رب العالمين وفتنته عظيمة ولها شرع الله الاستعاذة به من فسنة الله في كل صلاة في اخر الصلاة يدعي انه نبي ثم يدعون انه رب العالمين. قلت هو معه فتن وخوارق على الناس ويعم الارض ثم يتوجه الى الشام فينزل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ومعه المسلمون في الارض فيقاتلون فيقتلونه وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم بادروا بالاعمال سبعا هل تنتظر الا في قوم فقير يبادر غني يبادر لا يقول الفقير بصورة حتى اغتني ولا يقول الغريب يصلح حتى كذا وكذا لا كله يبادر كل واحد يحاسب نفسه ويبادر بالاعمال الصالحات كذلك حديث ابي هريرة بن سعد النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم قال له اعطاني رأي غدا رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله الخير من اليهود ومن يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله هذه منقبة عظيمة لا يعطها الراية. حتى تشوفه عمر قال ما احببت البقرة الا يومئذ لما فيها من الشهادة ان من اخذها يحبه الله ورسوله ويحب الله. شهادة على التعيين كل مؤمن يحب الله ورسوله فالمؤمن يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لكن هنا يشهد لها النبي بالتعيين ان هذا الرجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله مزية عظيمة فلما اصبحوا غدوا للنبي صلى الله عليه وسلم كل واحد يعطاه فقال اين علي ابن ابي طالب فقيل وهو يشتكي عينيه فدعي اليه فجاء فبصق في عينيه ودعا له فبرأ عافاه الله في الحال ثم اعطاه الراية وقال انفث على نسرك فانفث على نسرك. يعني سر على مهلك حتى تنزل بشهادتهم فبادر علي رضي الله عنه ومشى الى جهة اهل اليهود وقال لهم ادعوا الى الاسلام واخبرهم ما يجب عليه من حق الله تعالى فيه. فوالله لا يهديك رجلا واحدا خير لك من امر نعم. واحد يهتدي خير من ما في الارض من ناقة حمراء والمعنى خير من الدنيا وما عليها حديث اخر يقول صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل اجر فاعله فان دل على خير من دعا الى الاسلام ثم هداه الله ليديه يكون له مثل اجره على الدعوة الى الله والترغيب في ذلك وان الداعي الى الله له خير عظيم وفضل كبير وفق الله الجميع