حتى جعلوه ابن الله او ثالث ثلاثة او هو الله تعالى الله عما يقولون والسبب هذا هو الغلو ولو انهم اقتصروا على ما ذكره الله في المسيح انه عبد الله بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. شرح كتاب التوحيد للامام وجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الدرس الثامن والثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. مرحبا بكم ايها الاخوة والاخوات في درس من دروس التوحيد للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ضيف هذا اللقاء هو فضيلة الشيخ صالح ابن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء اهلا ومرحبا بالشيخ في هذا الدرس حياكم الله وبارك فيكم قرأنا في باب ما جاء ان سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين وقرأنا قول ابن تيمية في ذلك ونستأنف الحديث وقراءة حديث ابن عمر رضي الله عنه وعن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم. انما انا عبد الله. فقولوا عبدالله ورسوله رجع بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ها هو صلى الله عليه وسلم من كمال نصحه وشفقته بامته يقول لا تطروني اي لا تغلو في مدحي كما غلت النصارى في المسيح ابن مريم يعني زادوا في مدحه ورسوله اليهم لكانوا على هدى ولكن الشيطان استزلهم عن الطريق الصحيح في حق المسيح الى طريق الغلو فوقعوا في الشرك والعياذ بالله وعبدوا المسيح من دون الله عز وجل وها هم الان يقولون في اذاعتهم الابن ويقولون الرب يسوع المسيح الرب ابن الله وهكذا يفوهون بهذا الشرك القبيح نسأل الله العافية في حق عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم النبي صلى الله عليه وسلم نبينا حذر ان نسلك مسلكهم مع نبيهم ان نسلك معه صلى الله عليه وسلم مثل مسلكهم وان نقلدهم فقال لا تطروني اي لا تغلو في مدحي وتزيد في مدحي كما اطرت النصارى ابن مريم الذي حملهم على عبادة المسيح هو الغلو فيه وفي مدحه عليه الصلاة والسلام ثم قال انما انا عبد الله ورسوله هو عبد وهو رسول عبده وكفى بذلك شرفا ان يكون عبدا لله وان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما ان يعتقد ان له من الربوبية والالوهية شيء فهذا هو مذهب المشركين وهو مذهب اه الذين غلوا بعيسى عليه السلام وقالوا فيه ما قالوا انما انا عبد يعني ليس لي من الامر شيء انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله الزيادة في المدح توقع في الغلو هالمدائح النبوية الان كما يسمونها والتي ينشدونها في المولد اتخاذ المولد هذا تقليد للنصارى هذا المولد ما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عمل به الخلفاء الراشدون ولا القرون المفضلة وانما حدث بعد القرون المفظلة ابتداء بالنصارى الذين يغلون للمسيح ويجعلون له عيدا لمولده عيد المولد او ما يسمونه الكريسماس فقلدهم جهال هذه الامة فاحدثوا هذا المولد وصاروا ينشدون فيه القصائد والمدائح الشركية مثل ما قال البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم يا اكرم الخلق ما لي من الوذ به سواك عند حلول الحادث العمم ان لم تكن في معادي اخذا بيدي والا قل يا زلة القدم فان من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم. اي غلو اشد من هذا نسأل الله العافية هذا اشد من غلو النصارى المسيح عليه الصلاة والسلام الغلو خطير جدا انما اهلك من كان قبلكم الغلو فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر من الغلو وبين انه سبب الهلاك فيجب الحذر من ذلك ولزوم الصراط المستقيم نعم وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو ولمسلم عن ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلك المتنطعون قالها ثلاثا نعم النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الغلو وهو الزيادة في المدح على القدر المشروع سواء الغلو في الرسول او الغلو في الاولياء والصالحين والزيادة في مدحهم اعتقاد انهم ينفعون او يضرون هذا من الغلو وهذا دب الينا ممن قبلنا من الامم قبلنا. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو. فالغلو سبب للهلاك في الدين اه علينا ان نعتدل في امورنا وفي ديننا يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله نحن نقول في نبينا عليه الصلاة والسلام محمد اه رسول الله ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين هذا الرسول صلى الله عليه وسلم والواجب اتباعه ومحبته وطاعته صلى الله عليه وسلم لا الغلو فيه واعتقاد انه ينفع ويضر وان له من الربوبية والالهية شيء. هذا هو الذي اهلك ظلال هذه الامة كما اهلك من كان قبلهم وهو الغلو بالصالحين اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم هذا هو سبب الغلو الغلو في في الانبياء الغلو في الاولياء والصالحين يتدرج بهم الى الشرك بالله عز وجل. نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى في هذا الباب مسائل مهمة نعم. الاولى ان من فهم هذا الباب وتبين له اه غربة الاسلام ورأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجب نعم هذا واضح ان الغلو يسبب زيغ القلوب والعياذ بالله. تقليب القلوب تقليب القلوب له سبب وهو الغلو من اسبابه الغلو في الانبياء والاولياء والصالحين الغلو في العبادة عن الحد المشروع كذلك الغلو تارة يكون في الاشخاص وتارة يكون في العبادة وتارة يكون في الاحكام مثل ما حمل الخوارج على التكفير بما دون الشرك بالكبائر التي دون الشرك هذا غلو لتحريم الكبائر وزيادة نعم الثانية معرفة اول شرك حدث في الارض انه كان بشبهة الصالحين نعم ان اول شرك وقع في الارض وهو في عهد نوح عليه السلام كانوا قبل ذلك على التوحيد ان سببه هو الغلو في الصالحين. لما غلوا في ود وسواع ويغوث ويعوق ونشره فلما غلوا فيهم اتخذوهم اربابا من دون الله وعبدوهم من دون الله ووقع الشرك في الارض لاول مرة بعد ادم عليه السلام ادل على ان الغلو سبب للشرك علينا ان نحذر منه. نعم الثالثة معرفة اول شيء غير به دين الانبياء وسبب ذلك مع معرفة المقصد نعم اول ما غير في دين الانبياء هو بالشرك بالله عز وجل لان الانبياء جاؤوا بالامر بتوحيد الله والامر بعبادته وحده لا شريك له فاذا عبد غيره فقد غير الدين. دين الانبياء كما حصل لليهود والنصارى وكما حصل لظلال هذه الامة من الشرك بالله هو سببه الغلو في الصالحين كما قال الله جل وعلا ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فلو سألت احدا من هؤلاء القبورية فقلت لهم لما تعبد المخلوقين والاموات قال انا لا اعبدهم انما اتقرب الى الله بواسطتهم طيب تصرف لهم شيء من العبادة والعبادة حق لله؟ يقول من اجل ان يشفعوا لي عند الله عز وجل فهذا هو السبب سبب الجهل او المكابرة او التقليد الاعمى للامم السابقة نعم المسألة الرابعة معرفة سبب قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها نعم سبب ذلك هو الغلو سبب تغيير الفطر وتغيير الشرائع هو الغلو بانواعه والغلو في كل شيء لا يجوز وهو الخروج عن الحد المشروع الخروج عن الحق في العبادة الخروج عن الحد في الاشخاص الخروج عن الحد في العبادة الخروج عن الحد بالاشخاص الخروج عن الحد في الاحكام كما ظلت الخوارج بتكفيرهم بالذنوب التي دون الشرك. نسأل الله العافية. سببه هو الغلو نعم الخامسة ان سبب ذلك كله. مزج الحق بالباطل فالاول محبة الصالحين. والثاني فعل اناس من اهل العلم والدين شيئا ارادوا به خيرا فظن من بعدهم انهم ارادوا به غيرة نعم يعني سبب الضلال هو الغلو بالصالحين قديما وحديثا كأن ينسوء الفهم ليكون السلف عملوا شيئا يتقربون به الى الله عز وجل ولم يقصدوا بذلك غلوا ولا يقصدون بذلك خروجا عن اه المشروع فيأتي بعدهم قوم يفهمون عنهم فهما سيئا ويقولون انها انهم فعلوا كذا لاجل كذا وهم انما فعلوه تقربا الى الله وطاعة لله ورغبة في الخير فهم يقلبون الحقائق ويغيرون الحقائق على الناس والنية لا تبرر الفعل. كون ان الانسان عنده مقصد حسن لا يبرر له ان يعمل شيئا غير مشروع ولذلك البدع كلها من هذا الباب وان كان المبتدع له نية حسنة ويريد العبادة ويريد الاجر لكن لما كان على غير الطريق الصحيح صار ضالا والعياذ بالله فهذا هو سبب وقوع الفساد في الارض في العقائد والعبادات وغير ذلك كله سببه التقليد الاعمى ولو قلت لاحد هذا شرك ولا يجوز؟ قال انا ما نويت هذا ونويت الشرك ولا نويت يقول عملك هذا الغير المشروع يؤول الى الشرك ويؤوي الى البدعة الزم الحق والطريق الصحيح ان كنت تريد الخير نعم السادسة تفسير الاية التي في سورة نوح نعم وهي قوله تعالى وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرى. وقد فسرها ابن عباس رضي الله عنهم كما في الصحيح وذكره المصنف هنا انه الغلو في الصالحين ان هؤلاء رجال صالحون من قوم نوح غلوا فيهم فوقعوا في الشرك لله عز وجل فالغلو سبب للشرك نعم. السابعة معرفة جبلة الادمي في كون الحق ينقص في قلبه. والباطل يزيد نعم هذه افة عظيمة بالقلوب ان الحق ينقص في حقه ان لم يتعاهده بالايمان والثبات على الحق والاقتناع بالسنة وانه يزيد الباطل في القلوب اذا اهملوها واخذوا بالتقليد الاعمى واخذوا بالعادات واخذوا بالاستحسانات ما في طريق صحيح الا اتباع الكتاب والسنة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا ما ليس منه فهو رد من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي عمل ولو حسن نية فاعله حسن قصده فهذا لا يبرر ان يخرج عن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. نعم. المسألة التاسعة معرفة الشيطان بما تؤول اليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل معرفة الشيطان الشيطان يعرف لعنه الله. يعرف ويدرك ولهذا يعرف المآلات وان كانت في اول الامر مستحسنات اذا كانت غير مشروعة وعلى غير دين الانبياء فانها تؤول الى الكفر والشرك بالله عز وجل والشيطان يعرف هذا وما يقصد الحاضرين لكنه يؤسس الشر ويغرس الشر ولو لم يعمل به في وقت آآ غرسه وجلبه. وانما ينظر الى المستقبل لعنه الله فيجب الحذر من الشيطان ويجب الحذر من البدعة فانها لا تكون ولا تؤثر ولا تؤول الا الى شر ولا نجاة الا بلزوم الكتاب والسنة. نعم المسألة الاخيرة معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه نعم وتكملة للفائدة التي قبل هذا السؤال ان كما ذكر المؤلف ان نية الفاعل لا تبرر الفعل اذا كان غير مشروع بعض الناس يقولون والله ما اقصد انا الا الخير وما قصدوا الا الخير نيتهم طيبة نقول لا ما يجوز ولو كانت النية طيبة اذا كان الفعل غير مشروع فانه لا يجوز العمل به لانه ضلالة النبي صلى الله عليه وسلم يقول اي كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. المسألة معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول اليه القاعدة الكلية وهي معرفة الغلو انه هو الزيادة عن الحد المشروع سواء في حق الاشخاص او في العبادات او اه يكون في الاحكام على الناس زيادة في الحكم كفعل الخوارج انه يؤول الى شر فالبدعة لا لا تكون الا شرا آآ الغلو لا يؤثر الا شرا. نسأل الله العافية. نعم في مسألة اخيرة الحقيقة ذكرها المؤلف الشيخ صالح وهي مسألة عظيمة ان سبب فقد العلم هو موت العلماء اي نعم هذي مهمة جدا ان العلم يبقى ببقاء العلماء ولانا بقوم نوح لما هلك علماؤهم جاءهم الشيطان فاضله لو كان العلماء موجودون ما تجرأ الشيطان ان يضل من اراد الله نجاته انما اذا مات العلماء فان الشيطان يتسلط شياطين الانس والجن ودعاة الظلال يتسلطون اذا مات العلماء فهذا سبب هلاك قوم نوح لما مات العلماء اه تسلط عليهم الشيطان ففيه مقام العلماء واحترامهم والرجوع اليهم الرجوع اليهم وفيه انه لا يعتمد على الكتب لا يعتمد على الكتب بل لا بد من وجود العلماء الذين يوظحون هذه الكتب ويشرحونها على الوجه الصحيح والفهم المستقيم لان الكتب لا تغني الا مع العلماء بعض الناس يتعالم ويطالع في الكتب ويحفظ المتون ويحفظ الصحاح والمسانيد ويحفظ هذا ما هو بعالم هذا متعالم هذا خطر الجاهل اهون خطر من هذا. الجاهل يعرف انه جاهل فيتقاصر اما هذا يدعي انه عالم فيتجرأ وهو ليس عنده علم ولم يأخذ عن العلماء المسألة عظيمة جدا نعم جزاكم الله عنا وعن امة الاسلام خير الجزاء على ما بينتم وشرحتم في هذه الدروس المهمة في كتاب التوحيد للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله شكر الله لكم الشيخ صالح وبارك فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين وسجل هذا الدرس عبدالله السلولي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته