قال الامام النووي رحمه الله تعالى في باب فضل قيام فضل قيام ليلة القدر وبيان ارجى لياليها. وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجابر في العشر الاواخر من رمضان. ويقول تحروا ليلة القدر في العشر في العشر الاواخر من رمضان. متفق عليه. وعنها رضي الله عنا ان الله صلى الله عليه وسلم قال تحروا ليلة القدر من العشر الاواخر من رمضان. رواه البخاري. وعنا رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر الاواخر من رمضان احيا الليل وايقظ اهله وجد وشد المئزر. متفق عليه. وعنها رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره. وفي العشر الاواخر منه ما لا يجتهد في غيره. رواه مسلم وعنا رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله ارأيت ان علمت اي ليلة ليلة القدر ما اقول فيها؟ قال قل اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح قالت له يا رسول الله. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهداه. اما بعد. فهذه الاحاديث الخمسة كلها تعلق بليلة القدر وليلة القدر هي اشرف الليالي واعظم الليالي قال الله فيها سبحانه ليلة القدر خير من الف شهر قال فيها سبحانه فيها يفرغ كل امر حكيم كمها ليلة مباركة انزل الله بها القرآن العظيم فيشرع للمؤمنين الاجتهاد فيها الصلاة والقراءة والصدقة والاستغفار والذكر. وغير هذا من وجوه الخير قال رضي الله عنها كان النبي يجاوز في العشر الاواخر من رمضان قد جاء حصول هذه الليلة ليقومها ويجتهد فيها ويقول تحروا ليلة القدر فالوتر من عش الله في رمضان وكان عليه الصلاة والسلام يحض اصحابه على قيام رمظان ويخص العشر بمزيد عناية ويجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها فدل ذلك على انه ينبغي تخصيصها بمزيد من العمل واحياء ليلها بالعبادة من الصلاة والقراءة والذكر وغير ذلك رجاء هذه الليلة ولا شك ان من قام الليالي العشر ادرك هذه الليلة لانها لا تخرج عنها ولكن الصواب انها تتنقل قد تكون في واحدى وعشرين قد تكون في ثلاثة وعشرين قد تكون في سبع وعشرين قد تكون في خمس وعشرين قد تكون في اخر ليلة هي متنقلة فاذا المؤمن اجتهد في العشر الاواخر كلها ادركها هو لابد ولهذا كان صلى الله عليه وسلم في الغالب يعتكف العشر الاواخر من رمضان وفي سنة من السنوات ترك ذلك واتركها العشر الاول من شوال فالاعتكاف سنة قربة في رمضان وفي غيره لكن في رمضان اكل وافضل ويستحب لمن ادرك هذه الليالي ان يكثر من قوله اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني لان الرسول قال لعائشة قولي اما الخشالة ماذا اقول؟ قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني فيجتهد في العبادات من الصلاة وقراءة والصدقات وغيرها من وجوه الخير ويكثر من الدعاء ومن جوامع الدعاء اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا هذا من جوامع الدعاء فالعبد مهما عمل ومهما اجتهد فهو محتاج الى عفو الله ومحل التقصير كل بني ادم خطاء فما ما اجتهد العبد في طاعة الله والقيام بحقه وحفظ جوارحه هو محل الخطر ولهذا يقول اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني واذا فرغ من الصلاة الفريضة يقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله لان محل التقصير قد يكون فرط في شيء من الصلاة في شيء ما يجب فيستغفره استغفر الله استغفر الله استغفر الله اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال هو السلام سبحانه ملعب ناقص قد يقع عليه النقص في صلاته في صيامه في حجه في معاملاته الاخرى اما الرب فهو السلام ومنه السلام سبحانه وتعالى. اما العبد فهو محل نقص ولهذا يقول العبد بعد صلواته اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام. والجنة هي دار السلام لان لا نقص فيها ولا موت فيها ولا مرض ولهذا قال سبحانه والله يدعو الى دار السلام وهي الجنة نسأل الله جل واياكم من اهلها وفق الله الجميع