باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها. قال الله تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة يؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. وقال تعالى خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج بيتي وصوم رمضان متفق عليه. وعن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه قال جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهل نجد ثائر الراس. نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى ما من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو يسأل عن الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة قال هل علي غيرهم؟ قال لا الا ان تطوعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام شهر رمضان. قال هل علي غيره؟ قال لا الا ان تطوعه. قال وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها؟ قال لا الا ان تطوعه فادبر الرجل وهو يقول قولوا والله لا ازيد على هذا ولا انقص منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلح ان صدقه متفق عليه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا رضي الله عنه الى اليمن فقال ادعوهم الى شهادة ان لا اله الا الله واني رسول الله. فانهم اطاعوا لذلك فاعلمهم من الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فانهم اطاعوا لذلك فاعلموا من الله افترض عليهم صدقة تؤخذ منا اغنيائهم وترد على فقرائهم. متفق عليه. لا توفوا شره الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد. هذه الايات الكريمات والاحاديث الصحيحة النبوية ان النبي صلى الله عليه وسلم كلها تعلق بالزكاة تقدم ما يتعلق بالصلاة وهي عمود الاسلام الاعظم بعد الشهادتين وهذا يتعلق بالزكاة الله جل وعلا بعث الانبياء بالاسلام وجعل لهم شرائع لكل جعله شرعته منهاجا وبعث خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم وهو افظلهم وامامهم وخاتمهم بعثه بالاسلام وبشريعة خاصة هي اكمل الشرائع واتمها فبعثه بالتوحيد والاخلاص لله والايمان به سبحانه وانه رب العالمين. وانه لله الحق الذي لا يستحق العبادة سواه والايمان برسوله محمد عليه الصلاة والسلام مع الايمان بالصلاة وانها فرض وان خمس صلوات في اليوم والليلة وهكذا الزكاة فرضها الله على عباده وهي ركن من اركان الاسلام الخمسة ويحقق المال باموال معدودة مخصوصة نقول من الذهب والفضة ومن يقوم مقاما من العمل وفي الحبوب والثمار بهيمة الانعام من الابل والبقر والغنم السائمة الراعية كل هذه فيها الزكاة وفي عروض التجارة الاموال المعدة للبيع فالله جعل فيها الزكاة ركن من اركان الاسلام الخمسة والرابع من اركان الاسلام صيام رمضان والخامس حج بيت الله الحرام فالاسلام بني على هذه الخمس على شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصام رمضان وحج البيت والله يقول سبحانه واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الرسول لعلكم ترحمون قال سبحانه فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فخلوا سبيلهم فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفا ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة نبه على هذه الامور الثلاثة لانها اعظم الامور توحيد الله والايمان برسوله صلى الله عليه وسلم ثم الصلاة ثم الزكاة هذه اهم الاركان الخمسة اعظمها ومتى قام العبد بهذه الاركان قام بالبقية متى قام بالتوحيد والاخلاص لله والايمان بالرسول صلى الله عليه وسلم واقام الصلاة وادى الزكاة فانه يؤدي البقية لان ايمانه بالله ورسوله وايمانه بما فرض الله من الصلاة والزكاة يدعوه الى ان يؤدي البقية ولهذا جاء في النصوص الكثيرة الاقتصار على الشهادتين والصلاة والزكاة لان الايمان بهذه الثلاث ايمان بالجميع يدعو صاحبه الى ان يؤمن بكل ما شرع الله ولكل ما امر الله به ورسوله ويقول جل وعلا كل من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكهم بها لهم ولاموالهم وزكاة لهم ولاموالهم وطعمة لاخوانهم الفقراء ويقول النبي في حديث ابن عمر بني الاسلام على خمس يعني على خمس دعائم شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت هذه داعية للاسلام واركانه خمسة ويلحق بذلك جميع الاوامر والنواهي كل الاوامر والنواهي ملحقة بهذه الخمس على المؤمن ان يطيع اوامر الله وينتهي عن نواهي الله كلها ولهذا قال سبحانه قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطعوه تهتدوا ويقول جل وعلا وما اتاكم الرسول خذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب فعلى كل مسلم ان يستقيم على ما امر الله به وان يوجهوا عن اخلاص وصدق وهكذا ينتهي عما حرم الله عليه وفي حديث طلحة بن عبيدالله تيمية رضي الله عنه ان اعرابيا جلسه النبي صلى الله عليه وسلم عن الاسلام عن الدين فاخبره عن الصلاة وانه صلاة اليوم والليلة واخبر عن الزكاة فقال الاعرابي هل علي غيرها؟ قال لا الا تطوع واخبره بشرع الاسلام فهذا في رواية اخرى قرآن الصيام وعن الحج ولعلي غير ذلك قال لا الا ان تطوع فدل ذلك على ان الواجب على المؤمن ان يؤدي هذه الفرائض وان النافلة تطوع صدقة تطوع الصيام من رمضان تطوع الحج غير الفريضة تطوع الواجب الصلوات الخمس وزكاة المال الواجبة صيام رمضان حج بيت الله الحرام ما زاد على هذا من الصلوات كصلاة الظحى التهجد بالليل النوافل الاخرى كلها نوافل صدقة التطوع الا ما وجد من كفارة من الكفارات والنذور هذه لها ادلتها وهكذا زكاة الفطر لها ادلتها وهكذا ما شرع الله من صلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء صلاة الجنائز كلها لها ادلتها الخاصة وهكذا ما شرع الله من تحريم النواهي يجب على المؤمن ان يلتزم بذلك وان ينتهي عما نهى الله عنه من جميع المحارم من الربا والزنا والسرقة والظلم والغيبة والنميمة وغيرها مما نهى الله عن سائر المعاصي المسلم ينقاد لامر الله بفعل الاوامر وترك النواهي عملا بالادلة كلها والنصوص كلها كلها فلا يرتكب ما حرم الله ولا يدع ما اوجب الله بل يلتزم بما اوجب الله وينتهي عن ما حرم الله ويقف عند حدود الله. ثم اذا زاد على هذا من التطوعات الصدقات النوافل صلاة النافلة صوم النافلة حج النافلة هذا كله خير الى خير وهكذا الاذكار والتسبيح والتهليل والتحميد والاستغفار خير الى خير فالمؤمن يتزود من كل خير ويسابق الى الخيرات ويسارع الى انواع الخير حتى يزداد فضله واجره وحتى ترتفع منزلته في الاخرة في دار الكرام كل ما زاد العبد خير زاد الله له في الاجر. هل جزاء الاحسان الا الاحسان التزود من التقوى فيه خير عظيم وتزودوا فان خير للتقوى والتقويم اولي الالباب نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه