بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اللهم انا نسألك رحمتك فهي خير مما يجمعون اللهم انا نعوذ بك من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب اللهم ليس لنا ما تمنينا فلك الاخرة والاولى فاهدي اللهم عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم وفقنا لسلوك دينك الحق واهدنا الى صراطك المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين اللهم انا نعوذ بك ممن بغى علينا. اللهم انا نعوذ بك ممن طغى علينا اللهم انا نعوذ بك ممن بغى علينا اللهم من اذانا فاهديه الى التوبة والى الصراط المستقيم واشغله بخدمة القرآن ونشر سنة سيد الانام اللهم من تربص بامة محمد صلى الله عليه وسلم سوءا فاجعل اللهم دائرة السوء تدور عليه حتى يذبح نفسه بيديه موعدنا هذا اليوم مع صحيح الامام البخاري وشرح الحديث الخامس والثمانين بعد الثلاثين قال الامام البخاري باب السجود على الثوب في شدة الحر وقال الحسن كان القوم يسجدون على العمامة والقلنسوة ويداه في كمه حدثنا ابو الوليد هشام ابن عبد الملك قال حدثنا بشر المفضل قال حدثني غالب القطان عن بكر بن عبدالله عن انس بن مالك قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيظع احدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود البخاري ايها الاخوة في هذا الباب فقال باب السجود باب السجود على الثوب في شدة الحر. طبعا وكذا البر وحينما اختصر الامام البخاري بالتقييد على الحر للمحافظة على لفظ الحديث وقال الحسن اي الحسن البصري والحسن ينقل كثيرا عن الصحابة يقول كان القوم يسجدون على العمامة والقدنسوة ويداه في كمه ايدا احدهم في كمه وهذا الاثر المعلق الذي ساقه الامام البخاري في هذا الباب اخرجه عبد الرزاق في مصنفه وابن ابي شيبة في مصنفه ثم قال البخاري حدثنا ابو الوليد هشام ابن عبد الملك وهشام ابن عبد الملك تم انقلالته التي ذكرها الحسن من ملابس الرأس كالبرونس الواسع يغطى بها العمائم من الشمس والمطر والاذى البخاري يقول في الحديث الخامس والثمانين بعد الثلاثين حدثنا ابو الوليد هشام ابن عبد الملك ولكن هؤلاء الثلاثة جميعا قد انصفوا في المسألة في البداية والنهاية ضد الكثير وكثر ابن كثير كالبحار في كل كتاب تجد من الفوائد والعوائد ان الله وحده به عليم ساق هذا الخبر من رواية الامام احمد وهو هشام ابن عبد الملك الباهري مولاهم ابو الوليد الطيارسي البصري. ولد عام ثلاث وثلاثين ومئة وتوفي عام سبع وعشرين ومائتين وهو من الطبقة التاسعة من صغار اتباع التابعين روى له اصحاب الكتب الستة وقال فيه الحافظ ابن حجر ملخصا اقوال النقاد ثقة الفذ والراوي حينما ينال نفضتين من التوفيق ومعناه في اعلى مراتب التوثيق وقال الامام احمد مسلم وقال ايضا ابو الوليد اليوم شيخ الاسلام ما اقدم عليه اليوم احدا من المحدثين وقال عبدالرحمن بن ابي حاتم سمعت ابي يقول ابو الوليد امام فقيه عاقل ثقة حافظ ما رأيت في يده كتابا قط وقال عبدالرحمن بن ابي حاتم ايضا حدثنا احمد بن كنان قال حدثنا ابو الوليد امير المحدثين وهنا ابو الوليد هشام ابن عبد الملك الطيارثي قال حدثنا بشر ابن المفضل وهو بشر ابن المفضل ابن باهر الرقاش وكنيته ابو اسماعيل وهو بصري من من الطبقة الثامنة وهم الوسطى من اتباع التابعين توفي عام ست وثمانين ومئة وقيل سبع وثمانين ومئة وقد فرط حديثه الجماعة البخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه قال عنه الحافظ ابن حجر ثقة كبس عالنال على مراتب التوفير ومعها عابد اشارة الى عبادته وفضله قال حدثني غالب القطان وقال القطان ترجمه الذهبي في تاريخ الاسلام في في طبقات الطبقة الخامسة عشرة وهم الذين توفوا عام مئة واربعين ومئة الى خمسين ومئة فقال عين اي الجماعة غالبا من علماء البصريين يثنى ابا سلمة ابن ابي غيلان خطاف يقول واختلف في ضمها الصاد وفتحه خطاه او كبار وهو على الاشهر مولى عبد الله ابن عامر ابن القرشي الامير سمع غالب من الحسن وابن سيرين وبكر المزني وعنه بشر ابن المفضل وابن علي وحزم ابن ابي حزم وخالد ابن عبدالرحمن السلمي ثم ساق القول في ذكره قال احمد ثقة ثقة واما ابن معين فقال لا اعرفه وهنا في هذا السند يقول الغائب القطان عن بكر ابن عبد الله وذكر ابن عبد الله هو المزني ابو عبد الله البصري من الطبقة الثالثة وهم الوسطى من التابعين توفي عام ست ومئة وقد فرج حديثه الجماعة وقال عنه الحافظ ابن حجر في التقرير ثقة ثبت جريء وفي الكاشف ثقة الامام وقال محمد بن سعد كان ذكر المزني ثقاب كان نشر المزني ثقة كثير الحديث حجة فقيها وقال الامام احمد اليه المنتهى في التثبت في البصرة وقال علي بن المديني كان يصلي كل يوم اربع مئة ركعة ويصوم يوما ويفطر يوما عن انس ابن مالك وهو الصحابي الجليل ومناقبه جمة كثيرة معروفة قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيضع احدنا طرف الثوب من شدة الحظ في مكان السجود اي الثوب الذي يلبسه وهذا الحديث دليل على ان الانسان اذا صلى بالجوربين او لبث القفازين او ان المرأة صلت في حمارها او ان الرجل اذا سجد على سور العمامة او على القدنسوة او على اهتمام فان صلاته صحيحة اخذا من هذا الخبر والبغوي فقيها محدث مفسر قال في تاريخ السنة واختلفوا في وجوب كشف الجبهة فذهب قوم الى انه يجب ان يضعها على مصلاه مكشوفا طبعا هذا مذهب بعض الشافعية وسيأتي دليله والجواب عن هذا الدليل حتى لو تجب على ناصيته او عمامته او كمه او على شيء يقوم بقيامه لا يجوز. قال وهو قول وذهب الاكبرون الى جوازه. طبعا هذا من انصافه حينما ذكر ان الجواز مذهب الاشقري ثم قال قال انس كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فيضع احدنا غرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود اي هذا الخبر الذي يدل على الجواب والنووي علينا وعليه رحمة الله في شرحه لصحيح مسلم قال قوله فاذا لم يستطع احدنا ان يمكن جبهته من الارض نصب ثوبه فسجد عليها الرواية قال وهذا من انصاف النووي علينا وعليه رحمة الله قال فيه دليل لمن اجاز السجود على طرف ثوبه المتصل به. وبه قال ابو حنيفة والجمهور ولم يجوزه الشافعي وتأول هذا الحديث اي فسر هذا الحديث بتفسير اخر قال وشبهه على السجود على ثوب من خصم اي حمل هذا الحديث على السجود على الشيء المنفصل وهذا طبعا من التأويل البعير. طبعا هذا الكلام في شرح صحيح الامام مسلم نحن نقلنا قول البغي وهو شافعي ونقلنا قول النووي وهو شافعي ونختم هذا الحديث بالنقل عن ابن كثير وهو شافعي ايضا وابن كثير صاحب عناية بمسند الامام احمد وقال الامام احمد حدثنا عبدالرحمن عن سفيان ابن جعفر قال حدثنا شعبة عن ابي اسحاق عن سعيد ابن وهب عن خباب قال شكونا الى النبي صلى الله عليه وسلم شدة القمضاء فما اشكانا؟ يعني في الصلاة وقال ابن جعفر فلم يشكي طبعا هذا هو حجة الامام الشافعي تاقوا هكذا ثم قال وقال ايضا الامام احمد حدثنا سليمان ابن داوود قال حدثنا شعبة عن ابي اسحاق قال سمعت سعيد ابن وهب يقول سمعت صبابا يقول شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظمضاء فلم يفتنا قال شعبة يعني في الظهيرة ثم قال رواه مسلم والنسائي والبيهقي من حديث ابي اسحاق عن سعيد ابن وهب عن خباب قال شكونا الى رسول الله صلى الله عليه سلم حر الرمضاء لا البيهقي في وجوهنا واكفنا فلن يشجنا وفي رواية شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة في الرمظاء فلم يسكنه جاءت هذه الالفاظ التي هي حجة للشافعي قال ورواه ابن ماجة عن علي ابن محمد الطنابطي عن وكيع عن لعنه عن ابي اسحاق عن حارث بن مضرب العبدي عن خباب قال فتونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حرر الرمضاء فلم يشكنا قال والذي يقع لي طبعا هذا اجتهاد من ابن كثير علينا وعليه رحمة الله واجتهاد نصيب واجتهاد فيه انصاف قال ما الذي يقع لي؟ ولما اقول اجتهادنا انه لن يسبق لهذا فهذا مما اجتهد به ابن كثير قال والذي يقع لي والله اعلم ان هذا الحديث مختصر من الاول وهو انهم شكوا اليه صلى الله عليه وسلم ما يلقون من المشركين من التعليل بحر الظماء وانهم يسحبونهم على وجوههم فيتقون باكفهم وغير ذلك من انواع العذاب كما تقدم عن ابن اسحاق وغيره وسألوا منه صلى الله عليه وسلم ان يدعو الله لهم على المشركين او يستنصر عليهم فوعدهم ذلك. ولم ينجزه لهم في الحالة الراهنة واخبرهم عن من كان قبلهم انهم كانوا يلقون من العذاب ما هو اشد مما اصابهم ولا يصرفهم ذلك عن دينهم ويبكرهم ان الله سيتم هذا الامر ويظهره ويعلنه وينشره وينصره في الاقاليم والافاق حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله عز وجل والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ثم قال ولهذا قال شكونا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم حرر الرمظاء في وجوهنا واكفنا فلن يسكنه اي لم يدعو لنا في الساعة الراحمة فمن ثم قال انظر الى كلامه وانصافه يقول فمن استدل بهذا الحديث على عدم الاضراب او على وجوب مباشرة المصلي بالكف كما هو احد قولي الشافعي ففيه نظر والله اعلم اذا هذا من انصافه علينا وعليه رحمة الله تعالى وينبغي للانسان ان يتعلم الفقه تعلما متجردا وان يسعى طالب العلم بان يحقق المسائل ولان يتوصل بها الى الصواب وان يجد فيها وفي تعلمها وان الانسان يعتني بها غافل العناية لان الانسان يؤجر يؤجر الانسان اينما يجتهد في هذه المسائل ويؤجر اجرا عظيما وربما يعطى الانسان من الاجر والثواب على مقدار امة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا الامر حقيقة يذكرنا باننا في الصلاة ندعو الله تعالى ان يهدينا الى الصراط المستقيم والانسان في الصلاة انه يدعو ربه وينوي الهداية الى كل استقامة في كل عمل من الاعمال وفي كل طريقة وفي كل قول وفي كل عمل قلبي فهذا المعنى من المعاني الجليلة في هذه السورة وايها الاخوة الانسان حينما يجتهد يؤجر في حياته والانسان له ساعة يموت فيها ويلقى الانسان عمله ثم يلقى الانسان ربه بعمله والموت والحياة خلق من خلق الله تعالى يدلان على عظمة الخالق سبحانه وتعالى كما قال تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور والموت كتبه الله على المخلوقات وقهرهم به وكما ان الموت نعمة فالحياة نعمة من اعظم النعم والايجاد بعد العدم من النعم وامداد الانسان بالنعم المتواصلة من النعم الظاهرة وكذالك من النعم الباطنة هي نعم متتالية والحياة والممات كلاهما وما بينهما ابتلاءات فالشدة اتباع والرخاء ابتلاء ومن ادرك هذه المعاني وتفكر فيها نفعه ذلك الى استثمار الاوقات بالباقيات الصالحات لاجل ان تكون الحياة الدنيا امتدادا الدار الاخرة ومن اعرض يكتب الاجر للانسان في هذا العمل ان الانسان يجتهد في تعلم العلم ويجتهد في تعليم العلم وينوي انه اذا عاش طويلا يقول بهذا الشيء. فاذا احترمته المدينة قبل هذا الشيء فان الله يكتب له على نيته فيا ايها الاخوة عظموا النيات وجدوا فيها وكما ان من اشد الورقاة قتل النفس التي حرم الله الا بالحق فان تحريم قتل النفس المؤمنة من اعظم الاعمال اذ هو احياء لها ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا فالانسان يجتهد بهذه الامور ويجد فيها غاية الجد ولا يضيعها والانسان عليه ان يستبصر بالله ولاياته عليه ان يستنصر بالله وان يعتمد عليه وان يتبرأ الانسان من الحول والقوة والقوة الا بالله سبحانه وتعالى. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يحفظنا واياكم وان يحفظ امة محمد اجمعين وان يتوفانا جميع المسلمين هو ان يقينا شر اهل السوء وشر اهل الغدر وشر اهل البغي الذين يبغون علينا وعلى امة محمد