وهازم الاحزاب وهذا فيه حياة الدين والدنيا فهذا توسل بنعمه تعالى الدينية والدنيوية على نصرهم على اعدائه واعدائهم المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله كتاب الجهاد قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله كتاب الجهاد هو قتال الكفار وقيل هو القتال مطلقا فيعم قتال الكفار والبغاة وقطاع الطريق ونحوهم وحكم القتال انه فرض كفاية مع الاقتدار وتقييده بالاقتدار اولى من اطلاقه ولهذا لما تكلم شيخ الاسلام في الصارم المسلول على الايات التي نزلت في مكة التي فيها الامر بالكف عن القتال لضعف المسلمين وعدم لياقتهم للقتال وذكر القول بان هذه الايات قد نسخت باية السيف حيث امر الله بقتال المشركين كافة قال الشيخ رحمه الله والصحيح انها ليست منسوخة وان الحكم يدور مع علته فمتى كان بالمسلمين قدرة على القتال كان القتال فرض كفاية واذا كان المسلمون في وقت من الاوقات لا يقتدرون على مقاومة الكفار وقتالهم ولو قدر انهم اعلنوا الحرب لحصل عليهم وعلى الاسلام ضرر لضعفهم وعدم اقتدارهم ففي هذه الحال يجب على المسلمين الكف عن القتال ومسالمة الكفار كما فعل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في اول الامر ولان القتال انما شرع لمصلحة الاسلام والمسلمين فاذا كان لا يعود بمصلحة بل ربما عاد بالضرر فالاولى تركه ويكون الجهاد فرض عين في ثلاث حالات احداها اذا استنفره الامام فمتى استنفر الناس وجب عليهم النفير ولا يجوز لاحد التخلف الا لعذر كمرض وعمى ونحوهما الثانية اذا حضر صف القتال تعين عليه الثالثة اذا كان القتال دفاعا مثل اذا حصر الكفار بلاد المسلمين وتكالبوا عليهم فيجب على كل قادر القتال والدفع الثاني والتسعون والثلاثمائة الحديث الاول عن عبدالله بن ابي اوفى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في ايامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى اذا مالت الشمس قام فيهم فقال يا ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فاذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته وقوله في حديث عبدالله ابن ابي اوفى ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في ايامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى اذا مالت الشمس وكانت هذه عادته عليه الصلاة والسلام اذا ادرك الصباح صبحهم فاذا لم يتمكن منه لم يقاتل في وسط النهار بل ينتظر حتى تهب الرياح وتحضر اوقات الصلاة ودعوة المسلمين لانه انشط واقرب لحصول النصر ثم قام فيهم فقال يا ايها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فيه التحذير من تمني لقاء العدو فان الانسان لا يعلم هل يستمر على قدرته ونشاطه او لا ولو ان معه من الرغبة ما معه فانه لا يدري ما يحصل له بعد ذلك لان القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء فما دام الانسان في سعة فينبغي ان يسأل الله العافية فانه ما اعطي احد اوسع وافضل من العافية فهذه وظيفة العبد قبل لقاء العدو ثم قال فاذا لقيتموهم فاصبروا اي ان وظيفتكم الصبر والقيام بما امرتم به ثم ذكر السبب الداعي الى الصبر فقال واعلموا ان الجنة تحت ظلال السيوف اي ان الجهاد من اعظم الاسباب لدخول الجنة سواء قتل ام قتل ثم دعا ربه واستنصره فقال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الاحزاب اي الذين يتحزبون على رسولك اهزمهم وانصرنا عليهم اي اهزمهم وانصر حزبك على حربك ففي هذا الحديث حسن سيرته عليه السلام وقوة رأيه وشجاعته فقد جمع في هذا من الاسباب التي يحصل بها النصر عدة امور منها تأخير القتال عن وسط النهار ومنها تعليمه لاصحابه ونصحه لهم والا يتكلوا على قوتهم وان يصبروا عند اللقاء ومنها ترغيبهم بان الجنة تحت ظلال السيوف فيوجب ذلك ان يقدموا على القتال ومنها بذل الاسباب الفعلية والقولية ثم طلب النصر من الله ومنها التوسل اليه بنعمه فقال اللهم منزل الكتاب الى اخره فانزال الكتاب لصلاح الدين والحياة الدينية وقوله مجري السحاب وهذا للحياة الدنيوية