بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين حافظوا على الصلوات بادائها تامة كما امر الله وحافظوا على الصلاة الوسطى بين الصلوات وهي صلاة العصر وقوموا لله في صلاتكم مطيعين خاضعين قال الشيخ عبدالله زراز علينا وعليه رحمة الله من هي هذه الاية بين ايات الطلاق لتصور لنا ما يجب ان يكون عليه المؤمن اذا سمع نداء الله وهو منهمك في معركة الحياة فكأنه بهذا الاسلوب ينادينا انه ليس شأن المؤمن ان يحتاج الى كبير معالجة للتسامي بروحه فوق مشاعر الاهل والولد وانما شأنه ان ينتشل نفسه من غمرتها انتشالا فوريا ليسرع الى تلبية ذلك النداء الاقدس قائلا للدنيا كلها تريني اتعبد لربي فان خفتم فرجالا او ركبانا فاذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون فان خفتم من عدو ونحوه فلم تقدروا على ادائها تامة فصلوا مشاة على ارجلكم او راكبين على الابل والخيل ونحوها او على اي صفة تقدرون عليها فاذا زال الخوف عنكم فاذكروا الله كما علمكم ومنه ذكره في الصلاة على كمالها وتمامها واذكروه ايضا بتعليمه اياكم ما لم تكونوا تعلمونه من النور والهدى اذا اخي الكريم تدرك من هذا قيمة العلم وانه اثمن درة في تاج الشرع المطهر والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجهم متاعا الى الحول غير افراج فان خرجن فلا جناح عليكم فيما فعلن في انفسهن من معروف اوه والله عزيز حكيم والذين يموتون منكم ويتركون ورائهم ازواجا عليهم ان يوفوا لهن بان يمتعن بالسكنى والنفقة عاما كاملا لا يخرجهن ورثتكم جبرا لهن لما اصابهن ووفاء للميت فان خرجن قبل اكمال العام من تلقاء انفسهن فلا اثم عليكم ولا عليهن فيما فعلن في انفسهن من التزين والطيب والله عزيز لا غالب له حكيم في تدبيره وشرعه وقدره وقد ذهب جمهور المفسرين الى ان حكم هذه الاية منسوخ بقوله تعالى والذين يتوفون منكم يحذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا اقول والصحيح عدم النسخ وان هذه الزيادة بالعدة الى العام هي المندوبة. وانه الواجب اربعة اشهر وعشرة وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين وللمطلقات متاع يمتعن به من كسوة او مال او غير ذلك جبرا لخواطرهن المنكسرة بالطلاق وفق المعروف من مراعاة حال الزوج من قلة او كثرة وهذا الحكم حق ثابت على المتقين لله تعالى بامتثال امره واجتناب نهيه كذلك يبين الله لكم اياته لعلكم تعقلون مثل ذلك البيان السابق. يبين الله لكم ايها المؤمنون اياته المشتملة على حدوده واحكامه لعلكم تعقلونها وتعملون بها فتنالون الخير في الدنيا والاخرة الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون رون الم يبلغ علمك ايها النبي خبر الذين خرجوا من بيوتهم وهم خلق كثير خوفا من الموت بسبب الوباء او غيره وهم طائفة من بني اسرائيل فقال لهم الله موتوا فماتوا ثم اعاذهم احياء ليبين لهم ان الامر كله بيد الله سبحانه وانهم لا يملكون لانفسهم نفعا ولا ظرا ان الله لذو عطاء وفضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون الله على نعمه والمقصود من هذه الاية الكريمة تشجيع المؤمنين على القتال باعلامهم بان الفرار من الموت لا ينجي فاذا علم الانسان ان فراره من الموت او القتل لا ينجيه هانت عليه مبارزة الاقران والتقدم في الميدان وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم مم فقاتلوا ايها المؤمنون اعداء الله نصرة لدينه ورفعة لكلمته واعلموا ان الله سميع لاقوالكم عليم بنياتكم وافعالكم وسيجازيكم من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط واليه ترجعون من ذا الذي يعمل عمل المقرض فينفق ماله في سبيل الله بنية حسنة ونفس طيبة ليعود عليه اضعافا كثيرة والله يضيق في الرزق والصحة وغيرها ويوسع في ذلك كله بحكمته وعدله واليه وحده ترجعون في الاخرة فيجازيكم على اعمالكم وتنبه اخي الكريم في قوله من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا؟ قرضا حسنا يعني محتسبا طيبة بها نفسه وقال ابن المبارك لا يمن ولا يؤذي وهنا من ذا استفهام يراد به الطلب والحظ على الانفاق والانقراء لفظ القرظ تقريبا للافهام لان المنفق ينتظر الثواب كما ينتظر المسلم رد ما اسلف وهذه فيها اشارة الى ان الصدقة ترجع لصاحبها حقيقة ناهيك عن الاجر حيث سماها قرضا. والقرض حقه السداد والمقترض هو الله سبحانه وتعالى. ومن اوفى من الله فكان رجوعها مقطوعا به كما نبه الشيخ عبدالمحسن المضيري على هذا؟ هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته