باب المجاهدة قال الله تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين وقال تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. وقال تعالى واذكر اسم ربك وتبتل اليه انقطع اليه. وقال تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. وقال تعالى وما تقدموا لانفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا واعظم اجرا قال تعالى وما تنفقوا من خير فان الله به عليم والايات في الباب كثيرة معلومة. واما الاحاديث فالاول عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه. وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها. ورجله التي يمشي بها ان سألني اعطيته ولئن استعاذني لاعيذنه. رواه البخاري الثانية عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال اذا تقرب العبد الي شبرا تقربت اليه ذراعا واذا تقرب الي ذراعا تقربت منه باعا. واذا يمشي ياتيته هرولة. رواه البخاري. الثالث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. رواه البخاري بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الايات الكريمات والاحاديث الثلاثة كلها تعلق بالمجاهدة والعناية بطاعة الله ورسوله وحفظ الوقت في جميع الزمان حتى يلقى ربه. الواجب على المؤمن ان يحفظ وقته ويجهز نفسه في طاعة الله واداء فرائضه وترك معاصيه وحرص الوقت مما يضر الانسان حتى يلقى ربه يقول جل وعلا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ان جاهدوا انفسهم في الله وجاهدوا اعداء الله في الله وجاهدوا الشياطين في الله ولهذا قال جاهدوا فينا وهذا المفعول حتى يعم اللي جاهدوا انفسهم وجاهدوا دعاة الباطل وجاهدوا الشيطان وجاهدوا كل داع الى باطل لنهدينهم سبل العذاب الله جل وعداهم بان يعينهم ويسدد خطاهم ويهدهم سبيله القويم قال تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين يعني الزم بالحق واستقم قال تعالى يا ايها الذين اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون قال جل وعلا ومن جاهد فانما قال تعالى هو الذين يبكون ما اتوا وقلوبهن الى ربهم راجعون. اولئك يسألون وهم لها سابقون ويقول جل وعلا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره حتى المذاقين لذر انت يجزى عليها الحديث في الصحيح القدسي يقول الله جل وعلا من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب. الولي المؤمن المؤمن هو اولياء الله قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم يحسنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. هؤلاء هم اولياء الله كل مؤمن ولي لله وحبيب لله قال تعالى وما كانوا اولياءه ان اولياءه الا المتقون. فمن عاداهم فقد عادى الله من عاد لي وليا فقد اذنته باني اعلنته بالحرب انه حرب لله وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه احب شيء الى الله ان تتقرب اليه بما فرظ عليك من اداء الفرائظ وترك المحارم. هذا احب شيء الى الله بعض الناس لجهله يجتهد في النوافل ويضيع الفرائض هذا جهل كبير الواجب العناية بالفرائض وترك المحارم واذا رزق بعد هذا خيرا من النوءة في الخير الاخير لكن اهم شيء التقرب بالفرائض ولهذا يقول جل وعلا وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه من صلاة وصوم وحج وغير ذلك ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه يعني كمال المحبة ان احببته كن سمعه لا يسمعه به وبصره ليبشر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها يشدده. يكون سمعه وبصره وتحركاته في طاعة الله. يوفق والانسان ليعطينه ولئن سألن لاعيذنه. هذا من ثواب الله له اذا استقام على طاعة الله وجاهد نفسه لله حفظ الله عليه جوارحه ويقول صلى الله عليه وسلم عن الله جل وعلا اذا تقرب العبد لديه شبرا تقربته ويتقرب منه واذا اتاني يمشي اتيته برملة. والمعنى انه اسبق بالخير لاولياءه وعباده. متى سابقوا الى الخيرات وسارعوا فالله خير منهم وافضل واسرع وشي يليق بالله لا يشابه خلقه يثبت هذا لله على وجه الله يقبل الله سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكليف ويقول صلى الله عليه وسلم نعمتان مغبون فيهما كثير الناس قصدي حزب واعرة يعني كثير من الناس تظيع عليه صحته وفراغه ما يستعمله فيما ينفعه اما في باطل والا في قفله فالجدير بيؤمن ان يحفظ الصحة والفراغ وان يصرفهما فيما ينفعه وينفع المسلمين تكون اوقات معمورة بالشيء الذي ينفعه او ينفع المسلمين. وان لا تكون سدى. وفق الله الجميع