ما يشرع للامام في الصلاة الحمد لله رب العالمين اكمل لنا الدين واتم علينا النعمة وامرنا بالتمسك بالاسلام والوفاة عليه وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان. الدرس التاسع والثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم ولا تموتن الا وانتم مسلمون وصلى الله وسلم على نبينا محمد لا خير الا الا دلنا عليه ولا شر الا حذرنا منه اللهم ارزقنا التمسك بسنته والسير على هديه الى يوم الدين. وبعد ايها المستمع الكريم نواصل معك الحديث عن احكام صلاة الجماعة ونخص حلقتنا هذه ببيان ما يشرع للامام فعله وما يشرع له تجنبه فالامام عليه مسؤولية عظمى وهو ظامن وله وله من الخير والفظيلة ما خصه الله تعالى به وفضل الامامة مشهور فقد تولاها النبي صلى الله عليه وسلم وتولاها خلفاؤه من بعده وهم لا يختارون الا الافضل وفي الحديث ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة رجل ام قوما وهم به راضون الحديث وفي الحديث الاخر ان له من الاجر مثل اجر من صلى خلفه ومن علم من نفسه الكفاءة فلا مانع من طلبه للامامة فقد قال احد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم اجعلني امام قومي قال انت امامهم واقتدي باظعفهم ويشهد لذلك ايضا قوله واجعلنا للمتقين اماما وينبغي لمن تولى الامامة ان يهتم بشأنها وان يوفيها حقها ما استطاع وله في ذلك الاجر العظيم ويراعي حالة المأمومين ويقدر ظروفهم ويتجنب احراجهم ويرغبهم ولا ينفرهم عملا بقوله عليه الصلاة والسلام اذا صلى احدكم بالناس فليخفف فان فيهم السقيم والضعيف ولا الحاجة واذا صلى لنفسه فليطول ما شاء. رواه الجماعة من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وفي الصحيح من حديث ابي مسعود ايها الناس ان منكم منفرين فايكم اما الناس فليوجز فان فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة ويقول احد الصحابة ما صليت خلف امام قط اخف صلاة ولا اتم صلاة من النبي صلى الله عليه وسلم وهو القدوة في ذلك وفي غيره قال الحافظ من سلك طريق النبي صلى الله عليه وسلم في الايجاز والاتمام لا يشتكى منه تطويل والتخفيف المطلوب هو هو التخفيف الذي يصحبه اتمام الصلاة باداء اركانها وواجباتها وسننها على الوجه المطلوب والتخفيف المأمور به امر نسبي يرجع الى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم وواظب عليه وامر به لا الى شهوة المأمومين قال بعض العلماء ومعنى ومعنى التخفيف المطلوب والاقتصار على ادنى الكمال من التسبيح وسائر اجزاء الصلاة وادنى الكمال في التسبيح في الركوع والسجود وان يأتي بثلاث تسبيحات واذا اثر المأمومون التطويل وعددهم ينحصر بحيث يكون رأيهم في طلب التطويل واحدا فلا بأس به ايطول الامام حسب رغبتهم لاندفاع المفسدة وهي التنفير قال الامام ابن دقيق العيد قول الفقهاء لا يزيد الامام في الركوع والسجود على ثلاث تسبيحات لا يخالف ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يزيد على ذلك لان رغبة الصحابة في الخير تقتضي الا يكون ذلك تطويلا انتهى قال شيخ الاسلام ابن تيمية ليس له ان يزيد على قدر المشروع وينبغي ان يفعل غالبا ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله غالبا ويزيد وينقص للمصلحة. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد وينقص احيانا للمصلحة وقال النبي وقال النووي رحمه الله قال العلماء واختلاف قدر القراءة في الاحاديث كان بحسب الاحوال. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم من حال المأمومين في وقت انهم يؤثرون التطويل في طول بهم وفي وقت لا يؤثرونه لعذر ونحوه فيخفف وفي وقت يريد اطالتها فيسمع بكاء الصبي فيخفف كما ثبت ذلك في الصحيح انتهى ويكره ان يخفف الامام في الصلاة تخفيفا لا يتمكن معه المأموم من الاتيان بالمسنون كقراءة السورة والاتيان بثلاث تسبيحات في الركوع والسجود ويسن ان يرتل القراءة ويتمهل في التسبيح والتشهد بقدر ما يتمكن من خلفه من الاتيان بالمسنون من التسبيح ونحوه وان يتمكنا من ركوعه وسجوده ويسن للامام ان يطيل الركعة الاولى لقول ابي قتادة كان النبي صلى الله عليه وسلم يطول في الركعة الاولى متفق عليه ويستحب للامام اذا احس بداخل وهو في الركوع ان يطيل الركوع حتى يلحقه الداخل فيه ويدرك الركعة اعانة له على ذلك لما رواه احمد وابو داوود من حديث ابن ابي اوفى لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقوم في الركعة الاولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم ما لم يشق هذا الانتظار على مأموم فان شق عليه تركه لان حرمة الذي معه اعظم من حرمة الذي لم يدخل معه وبالجملة فيجب على الامام ان يراعي احوال المأمومين. ويراعي اتمام الصلاة ويراعي اتمام الصلاة واتقانها ويكون مقتديا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم عاملا بوصاياه واوامره ففيها الخير والصلاح للجميع هذا ونسأل الله التوفيق وبعض المأمومين قد يتساهل في شأن الامامة ومسئوليتها ويتغيب كثيرا عن المسجد او يتأخر عن الحضور مما يحرج المأمومين ويسبب الشقاق ويشوش على المصلين ويقول هذا الامام قدوة سيئة للكسالى والمتساهلين فمثل هذا يجب الاخذ على يده حتى يواظب على اداء مهمته بحزم حتى لا ينفر المصلين ويعطل امامة المسجد او ينجم عن ذلك انسحاب المصلين من المسجد الى مسجد اخر اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والى الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى لمواصلة الحديث بما تيسر بيانه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه والحمد لله رب العالمين