المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الرابع والتسعون والثلاثمائة الحديث الثالث عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال انتدب الله ولمسلم تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه الا الجهاد في سبيلي وايمان بي وتصديق برسولي فهو علي ضامن ان ادخله الجنة او ارجعه الى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من اجر او غنيمة ولمسلم مثل المجاهدين في سبيل الله والله اعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله ان توفاه ان يدخله الجنة او يرجعه سالما مع اجر او غنيمة رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث ابي هريرة انتدب الله وفي اللفظ الاخر تضمن الله وفي اللفظ الاخر توكل الله كل هذه الفاظ متقاربة ومعناها واحد وهو حصول الثواب الذي ذكر لمن قام بهذه الوظيفة وهي قوله انتدب الله لمن خرج في سبيله اي للجهاد ولهذا قال لا يخرجه الا الجهاد في سبيلي وايمان بي وتصديق برسولي اي انه مخلص في جهاده لم يقصد فيه الا رضا الله والدار الاخرة فهو علي ضامن اي ان الله ضمن له والتزم ان يدخله الجنة اي ان استشهد او يرجعه الى مسكنه الذي خرج منه نائلا ما نال من اجر او غنيمة ومثله اللفظ الاخر وتوكل الله للمجاهد في سبيله ان توفاه ان يدخله الجنة او يرجعه سالما مع اجر او غنيمة اي انه اذا كان مخلصا في نيته لم يعدني الخير فان توفي دخل الجنة وان رجع وقد غنم رجع باجر وغنيمة فحصل له الخير في الدنيا والاخرة وان لم يدرك الغنيمة فقد حصل الثواب وفاز بالاجر العظيم فهو غانم في جميع حالاته وقوله في اللفظ الاخر مثل المجاهد في سبيلي ولما كان المجاهدون يختلفون في نياتهم قال والله اعلم بمن يجاهد في سبيله اي ان الله يعلم اسرار العباد ونياتهم فان قيل من هو المجاهد في سبيله قيل قد فسره رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما سئل عن الرجل يقاتل حمية وعن الرجل يقاتل شجاعة اي ذلك في سبيل الله فقال من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله اي من قصده نصر الدين واعلاؤه وهذا هو المخلص وقوله كمثل الصائم القائم اي كما ان الذي يصوم النهار ويقوم الليل يمضي جميع زمنه وهو في عبادة فكذلك المجاهد يكون كل وقته مشغولا بعبادة من افضل العبادات فنومه ويقظته عبادة ما دام متلبسا بالجهاد