المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم اقسم تعالى بالنهار اذا انتشر ضياؤه بالضحى. وبالليل اذا سجى وادلهم الظلمة على اعتناء الله برسوله صلى الله عليه وسلم فقال اي ما تركك منذ اعتنى ولا اهملك منذ رباك ورعاك. بل لم يزل يربيك احسن تربية. ويعليك درجة بعد درجة خير لك من الاولى. وما قلاك الله اي ما ابغضك منذ احبك فان نفي الضد دليل على ثبوت ضده. والنفي المحض لا يكون مدحا الا اذا تضمن ثبوت كمال فهذه حال الرسول صلى الله عليه وسلم الماضية والحاضرة. اكمل حال واتمها محبة الله له واستمرارها وترقيته في درج الكمال ودوام اعتناء الله به. واما حاله المستقبلة فقال اي كل حالة متأخرة من احوالك فان لها الفضل على الحالة السابقة فلم يزل صلى الله عليه وسلم يصعد في درج المعالي. ويمكن الله له دينه. وينصره على اعدائه. ويسدد له احواله. حتى مات. وقد وصل فالى حال لا يصل اليها الاولون والاخرون. من الفضائل والنعم وقرة العين وسرور القلب. ثم بعد ذلك لا تسأل عن حاله في الاخرة من تفاصيل الاكرام وانواع الانعام. ولهذا قال وهذا امر لا يمكن التعبير عنه بغير هذه العبارة الجامعة الشاملة. ثم امتن عليه بما يعلمه من احواله الخاصة. فقال اي وجد كلام لك ولا اب. بل قد مات ابوه وامه وهو لا يدبر نفسه. فاواه الله وكفله جده وعبد المطلب ثم لما مات جده كفله الله عمه ابا طالب. حتى ايده الله بنصره وبالمؤمنين. ووجدك اي وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الايمان. فعلمك ما لم تكن تعلم ووفقك لاحسن الاعمال والاخلاق. ووجدك عائلا فاغنى. ووجدك عائلا اي فقيرا فاغنى بما فتح الله عليك من البلدان التي جبيت لك اموالها وخراجها. فالذي ازال عنك هذه النقائص سيزيل عنك كل والذي اوصلك الى الغنى واواك ونصرك وهداك قابل نعمته بالشكران. ولهذا قال اي لا تسيء معاملة اليتيم ولا يضيق صدرك عليه ولا تنهره. بل اكرمه واعطه ما تيسر واصنع به كما تحب ان يصنع بولدك من بعدك. اي لا يصدر منك الى السائل كلام يقتضي رده عن مطلوب بنهر وشراسة خلق. بل اعطه ما تيسر عندك. او رده بمعروف واحسان. وهذا يدخل فيه السائل للمال. والسائل للعلم ولهذا كان المعلم مأمورا بحسن الخلق مع المتعلم. ومباشرته بالاكرام والتحنن عليه. فان في ذلك معونة له على مقصده واكراما لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد. واما بنعمة ربك وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية فحدث. اي اثني على الله بها وخصصها بالذكر ان كان هناك مصلحة. والا حدث بنعم الله على الاطلاق. فان التحدث بنعمة الله داع لشكرها. وموجب لتحبيب القلوب الى من انعم بها. فان القلوب مجبولة على الى محبة المحسن