رجل ثم خرج بعدما صلى فمر على قوم من الانصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس اي على ما كانوا عليه فالاصل بقاء من كان على ما كان حتى يأتي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الامام البخاري باب التوجه نحو القبلة حيث كان وقال ابو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم استقبل القبلة وكبر حدثنا عبد الله ابن رجاء قال حدثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر او سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ان يوجه الى الكعبة فانزل الله قد نراك تقلب وجهك في السماء فتوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعدما صلى فمر على قوم من الانصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال هو يشهد انه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة اذا هكذا روى البخاري هذا الخبر باب التوجه نحو القبلة حيث كان وقال ابو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم استقبل القبلة وكبر وهنا معنى باب التوجه نحو القبلة اي جهة القبلة وناحية القبلة وقوله حيث كان هذه تامة كقوله تعالى وحيثما كنتم حيث الحج وجد الشخص نفسه في سفر او حضر والمراد في صلاة الفريضة كما يتبين من الحديث الذي بعده وقال ابو هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم استقبل القبلة وكبر وهذا في حديث المخطئ في صلاته وسوف يأتي باذن الله تعالى شرحه مفصلا قال البخاري حدثنا عبد الله بن عجاء وهو عبد الله ابن رجاء احد شيوخ البخاري الذين روى عنهم وهو ثقة من الثقات قال حدثنا اسرائيل وهو اسرائيل ابن يونس ابن ابي اسحاق السبيعي نتوفى عام احدى وستين ومئة وهو من اوثق الناس في جده ابي اسحاق السريعي عن ابي اسحاق اي عن جده ابي اسحاق وهو عمرو ابن عبد الله ابن عبيد الله ابو اسحاق السبيعي المتوفى عام ثمان وعشرين يوميا عن البراء فهو ابن عاذب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى اي اول ما قدم المدينة نحو اي جهة البيت المقدس ستة عشر او سبعة عشر شهرا اي من من حين قدومه من حين قدومه الى المدينة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ان يوجه يعني هذه ان يؤمر بالتوجه الى الكعبة فانزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمنى ان يكون التوجه الى الكعبة لانها قبلة ابيه ابراهيم ولكن الله سبحانه وتعالى لحكم نعلم بعضها ولا نعلم البعض الاخر اراد ان يختبر الناس ويمتحن الناس في هذا ونحن نعلم ان الجميع جميع الامر هو امتحان واختبار من عند الله تعالى وقال سفهاء من الناس وهم اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم السفاح اعترضوا وقالوا مقولتهم ولذلك اعداء الانبياء في كل زمان وكذلك اعداء الدعاة في كل زمان وعلى اللسان ان يتصبر ويتلطف حتى يدافع عن الدين وينافح عن دين الله تعالى بلطف وخير واحسان وهذا الحديث فيه بيان كيف ان الصحابة قد استجابوا حينما سمعوا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد يعني صلى الى الكعبة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود من ولاة عن قبلتهم التي كانوا عليها قل الله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم النصف من الشارع وقد جاء النص من الشارع في تغيير القبلة فقال هو يشهد اتى بها هكذا هو يشهد انه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة فهذا يدل على التزام الصحابة في هذا الامر معنى يوجه ان يؤمر بالتوجه ولا هم اي حولهم. الحديث فيه فوائد عظيمة منها ان القبلة كانت في بالغ الامر نحو بيت المقدس حتى امر الله عباده بالتوجه نحو الكعبة المشرفة ومن حكم النسخ في الشريعة الاسلامية اختبار ايمان الناس وسلام صدورهم فمن كان مؤمنا حقا امن وصدق ومن كان منافقا زاغ وظل ثالثا ان الامر كله لله تعالى فاذا امر امرا فليس للعبد الا ان يقول سمعنا واطعنا رابعا الاخذ بخبر واحد لان هؤلاء الانصار لما سمعوا بامر تحويل القبلة بادروا بالاستدارة وهم في الصلاة خامسا سرعة استحباب الصحابة رضوان الله عليهم لاوامر لاوامر الله واوامر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا في الحقيقة لا يكون الا لمن رسخ الايمان في قلبه وصارت حياته كلها لله تعالى اسأل الله ان يحيينا واياكم على طاعته وان يجعلنا من اهل من اهل التوحيد الخلص هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته