المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي. بسم الله الرحمن الرحيم. يقول تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب اي من اليهود والنصارى والمشركين من سائر اصناف الامم منفكين عن كفرهم وضلالهم الذي هم عليه. اي لا يزالون في غيهم وضلالهم. لا يزيدهم مرور السنين كفرا والبرهان الساطع ثم فسر تلك البينة فقال رسول من الله يتلو صحفا مطهرة. اي ارسله الله يدعو الناس الى الحق. وانزل عليه كتابا يتلوه ليعلم الناس الحكمة ويزكيهم ويخرجهم من الظلمات الى النور. ولهذا قال محفوظة عن قربان الشياطين لا يمسها الا المطهرون لانها في اعلى ما يكون من الكلام. ولهذا قال عنها كتب قيمة فيها اي في تلك الصحف كتب قيمة اي اخبار صادقة واوامر عادلة تهدي الى الحق والى طريق مستقيم. فاذا جاءتهم هذه البينة فحينئذ يتبين طالب الحق ممن ليس له مقصد في طلبه. فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة. واذا لم يؤمن اهل الكتاب لهذا الرسول وانقادوا له. فليس ذلك ببدع من ضلالهم وعنادهم. فانهم ما تفرقوا واختلفوا وصاروا احزابا الا من بعد ما جاءتهم البينة التي توجب لاهلها الاجتماع والاتفاق. ولكن لرداءتهم ونذالتهم لم يزدهم الهدى الا ضلالا. ولا البصيرة الا عمى. مع ان الكتب كلها جاءت باصل واحد ودين واحد فما امروا في سائر الشرائع الا ان يعبدوا الله مخلصين له الدين. اي قاصدين بجميع عبادات الظاهرة والباطنة وجه الله وطلب الزلفى لديه ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. حنفاء اي معرضين مائلين عن سائر الاديان المخالفة لدين التوحيد. وخصص الصلاة والزكاة بالذكر مع انهما داخلان في قوله ليعبدوا الله مخلصين بفضلهما وشرفهما وكونهما العبادتين اللتين من قام بها قام بجميع شرائع الدين. وذلك اي التوحيد والاخلاص في الدين هو دين القيمة اي الدين المستقيم. الموصل الى جنات النعيم وما سواه فطرق موصلة الى الجحيم. ثم ذكر جزاء الكافرين بعد ما جاءتهم البينة فقال نار جهنم قد احاط بهم عذابها واشتد عليهم عقابها خالدين فيها لا يفتر عنهم العذاب وهم فيه مبلسون اولئك هم شر البرية. لانهم عرفوا الحق وتركوه. وخسروا الدنيا والاخرة الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اولئك هم خير البرية. لانهم عبدوا الله وعرفوه وفازوا بنعيم الدنيا والاخرة. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن اي جنات اقامة لا ضعن فيها ولا رحيل ولا طلب لغاية فوقها رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه. رضي الله عنه عنهم ورضوا عنه. فرضي عنهم بما قاموا به من مراضيه. ورضوا عنه بما اعد لهم من انواع الكرامات وجزيل المثوبات من خشي ربه. ذلك الجزاء الحسن لمن خشي ربه. اي لمن خاف الله فاحجم عن معاصيه وقام بواجباته