الاسلام في حقيقته هو استسلام العبد لله تعالى وخضوعه وانقياده له وقد يكون عبادة بالجوارح كالصلاة والصيام. وقد يكون عبادة باللسان كالذكر وقراءة القرآن البخاري انتقينا الاربعين عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال الا الى ثلاث ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الاقصى ومسجدي هذا رواه البخاري. التعلق بالمساجد ومحبة الذهاب اليها. من صفات اهل الايمان ومن اسباب الفوز بظل عرش الرحمن. الا ان هناك ثلاثة مساجد خصها الله تعالى بمنزلة ليه ده ؟ فلا يشرع السفر الى اي مسجد بقصد العبادة والصلاة فيه الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي في المدينة والمسجد الاقصى بفلسطين. هذه المساجد يجوز للمسلم شد الرحال اليها. وتحمل المشاق في سبيلها. وبذل النفقات في زيارتها اقوى الصلاة فيها. لما لها من فضائل عظيمة امتازت بها عن غيرها. وفي الحديث بيان لهذه المساجد وتشريفها كيف لا وقد ضاعف الله تعالى اجر الصلاة في هذه المساجد فالصلاة في المسجد الحرام بمئة الف صلاة والصلاة في المسجد النبوي تعدل الف صلاة مما في سواه والصلاة في المسجد الاقصى اختلفت الاحاديث في مقدار فضلها. واصح ما ورد ان الصلاة في المسجد الاقصى مئتين وخمسين صلاة فيما سواه. الا المسجد الحرام والمسجد النبوي. اللهم احفظ مساجدك وطهر المسجد الاقصى من رجس المعتدين. اللهم امين. عن ابي هريرة رضي الله وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب جهنم وسلسلت الشياطين رواه البخاري. شهر رمضان موسم عظيم من مواسم الخير. فضله الله تعالى بعظيم الخصائص وبدخول شهر رمظان تفتح ابواب الجنة. حقيقة لا مجازا وذلك بشهر رمضان وترحيبا به في الملأ الاعلى. وتنويها بفضله وترغيبا لاهل عادة ليقبلوا على الطاعة. وبدخول شهر رمضان تغلق ابواب النيران. حقيقة لا مجازا حتى يخفف فيه اهل المعصية من المعاصي. وبدخول شهر رمضان تربط شياطين بالسلاسل حقيقة. فان قيل كيف اذا نرى الشرور والمعاصي واقعة في شهر رمضان فالجواب اولا ليس كل الشياطين تصفد. بل ماردت الشياطين وهم كبار الشياطين ورؤوسهم ثانيا المقصود هو تقليل الشرور في رمضان. وهذا امر واقع ومحسوس. فوقوع المعاصي في رمضان اقل واقبال الناس على الطاعة فيه اكثر ثالثا الشرور والمعاصي لها اسباب غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الانسية وكل ما اخبر به النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث هو نصح للامة وتحفيز لها على فعل الخير. وتنفير لها عن فعل الشر في شهر رمضان المبارك. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث. صيام ايام من كل شهر وركعتي الضحى وان اوتر قبل ان انام رواه البخاري. يروي لنا ابو هريرة رضي الله عنه بعض الوصايا والسنن التي اوصاه بها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. الوصية الاولى صيام ثلاثة ايام من كل شهر. ولم تحدد تلك الايام. لكن ورد ان افضل الصيام يكون في الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر هجري. وهي ما تسمى بالايام البيض. ولا بأس من الصيام في غيرها. والوصية الثانية صلاة الضحى. صلاة الضحى وهي الصلاة التي تصلى وقت الضحى اي من بعد شروق الشمس وارتفاعها قيد روح ما يقدر بربع ساعة تقريبا ويمتد وقت الضحى الى ما قبل الزوال وهو قبيل الظهر بربع ساعة تقريبا. واقل صلاة الضحى ركعتان واوسطها اربع واكثرها ثمان ركعات والوصية الثالثة الوتر وهي صلاة اخر الليل وقد اوصى النبي عليه الصلاة والسلام ابا هريرة رضي الله عنه ان يصليها قبل ان ينام قال اهل العلم يصليها المسلم قبل النوم ان خشي عدم الاستيقاظ اخر الليل وقد اخذ ابو هريرة رضي الله عنه عهدا مؤكدا على نفسه ان يلتزم بهذه الوصايا ففي رواية اخرى قال ابو هريرة لا ادعهن حتى اموت. فما اشد تمسك التلميذ بوصايا الاستاذ وحري بنا نحن المسلمين كذلك. المحافظة على هذه الوصايا عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل حي والميت. رواه البخاري. في ذكر الله تعالى حياة الروح واطمئنان القلوب فلا يفتر لسانك عن ذكر علام الغيوب. وقد ضرب لنا النبي عليه الصلاة والسلام مثلا عجيبا للذاكر والغافل. الذاكر لله تعالى مثله مثل الحي. لان الذكر بمثابة الروح للجسد وكلما كان المسلم ذاكرا لله تعالى اكثر كانت حياته اتم واكمل. اما غافل عن ذكر الله مثله مثل الميت الذي لا حراك فيه فهو وان كان حيا ببدنه بين الاحياء الا انهم ميت بقلبه. وهل يستوي الاحياء والاموات الذاكر ذكر الله تعالى يحيي قلبه ويشرح له صدره فيعينه في اعماله ويقوي مراقبته لله تعالى فيزيد اقباله على الطاعة على عكس الغافل فغفلته عن ذكر الله تعالى تميت قلبه. وتسكن الوحشة في صدره. فيكسل عن الطاعة ويضعف استحضاره لربه وبالتالي يكون عرضة للوقوع في المعاصي والاثام. اللهم اجعلنا من الذاكرين لك كثيرا امين. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري. افضل المسلمين وارفعهم منزلة واعلاهم قدرا عند الله من تعلم القرآن الكريم من غيره قراءة وتدبرا وحفظا وعملا ثم ادى زكاة هذا العلم فقام بتعليمه لغيره. وتكمن الخيرية في تعلم القرآن الكريم وتعليمه لانه اعظم كلام واشرف كتاب ولانه منهج المسلمين ومرجعهم الاول في شؤون حياتهم الدينية والدنيوية علما بان تعلم القرآن الكريم وتعليمه يشمل الجانب اللفظي والجانب المعنوي الجانب اللفظي كالحفظ والتلاوة والتجويد. والمعنوي كعلم التفسير وتدبر وعلوم القرآن. اللهم اجعلنا من اهل القرآن. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم رواه البخاري. للتسبيح صيغ كثيرة وحري بالمؤمن ان يعرفها ليأتي بها فلا يفوته شيء من صيغ التسبيح لله سبحانه وتعالى. ومن صيغة تسبيح سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. وهما جملتان سهلتان يسيرتان لا يتعب اللسان في التلفظ بهما. الا انهما ثقيلتان في ميزان الحسنات ذوات اجر عظيم. وهما محبوبتان عند الله تعالى. وفي الحديث حثوا على المواظبة على هذا الذكر. لان عموم التكاليف شاقة على النفس. وهذا الذكر سهل في النطق ومع ذلك يثقل في الميزان. فلا ينبغي التفريط فيه. اللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمك والذاكرين لفضلك والمسبحين بحمدك امين تملأ نفس سرور تنشرون حق المبينا بكما وعلما عن الامام المرسلين. تملأ النفس سرورا حكما وعلما ما من المرسلين فاحفظوها وافهموها واصنعوا جيلا الحصير حديث البخاري. انتقينا الاربعين