ناداهم جميعا داعيا اياهم الى افراده بالعبادة فقال يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. يا ايها الناس اعبدوا ربكم وحده دون سواه بانه الذي خلقكم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين تفضلوا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب ابى الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. ضرب الله لهؤلاء المنافقون مثلين مثلا ناريا ومثلا مائية فاما مثلهم الناري فهو كمثل من او قد نارا ليستضيئ بها فلما زرع نورها وظن انه ينتفع بظوئها خمدت فذهب ما فيها من اشراق وبقي ما فيها من احراق فبقي اصحابها في ظلمات لا يرون شيئا ولا يهتدون سبيلا طن بكم عم فهم لا يرجعون. فهم صم لا يسمعون الحق فهم صم لا يسمعون الحق سماع قبول بكم لا ينطقون به عمي عن ابصاره فلا يرجعون عن ضلالهم او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون طابعهم في آذانهم من الصواعق يجعلون اصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين واما مثلهم المائي فهو كمثل مطر كثير من سحاب في ظلمات متراكمة ورعد وبرق نزل على قوم فاصابهم ذعر شديد فجعلوا يسدون اذانهم باطراف اصابعهم من شدة صوت الصواعق خوفا من الموت والله محيط بالكافرين. لا يعجزونه يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير. يكاد البرق من شدة لمعانه سطوعه يأخذ ابصارهم كلما ومضى البرق لهم واضاء تقدموا واذا لم يظع بقوا في الظلام فلم يستطيعوا التحرك ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم بقدرته الشاملة لكل شيء فلا تعود اليهم لاعراضهم عن الحق فكان المطر مثلا للقرآن وصوت الصواعق مثلا لما فيه من الزواجر وظوء البرق مثلا لظهور الحق لهم وجعل سد الاذان من شدة الصواعق مثلا لاعراضهم عن الحق وعدم الاستجابة لهم ووجه الشبه بين المنافقين واصحاب المثلين هو عدم الاستفادة ففي المثل الناري لم يستفد مستوقدوها غير الظلام والاحراق وفي المثل المائي لم يستفد اصحاب المطر الا ما يروعهم ويزعجهم من الرعد والبرق وهكذا المنافقون لا يرون في الاسلام الا الشدة والقسوة. اخي الكريم تأمل في هذين المثلين مائي وناري وفي هذا ملمح انهم لم ينتفعوا من ايات الله القرآنية ولا من اياته الكونية والمسلم الذي يقرأ في الصلاة الحمد لله رب العالمين عليه ان يأخذ من كل شيء في هذا الكون عبرة يعتبر بها لينجو من مخاطر الدنيا ومخاطر الاخرة فبالاعتبار طريق النجاح والصلاح والفلاح والسداد. نعم يا ايها قبل هذا اسمح لي لما ذكر الله انواع الناس من مؤمنين وكافرين ومنافقين وخلق الامم السابقة لكم رجاء تجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. اقول هنا كلمة وخلق الامم السابقة لكم كأن يعني العبارة تحتاج الى ايضاح فربنا لم يخلق الامم السابقة لنا انما نعمة الله على الاباء هي نعمة الله على الابناء ففي هذا اشارة وملمح على عظيم انعام الله علينا اذ لولا ان الله خلق الاباء وامدهم بالنعم لما كنا موجودين. ونحو هذا في سورة الحاقة حينما قال تعالى انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية فانا وانت لم نصعد في تلكم السفينة ولكن لولا ان اباءنا صعدوا بها لما وجدنا على هذه الارض فكان انعام الله عليهم انعاما علينا كما في هذه الاية. نعم الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناءا وانزل من السماء ماء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فهو الذي جعل لكم الارض بساطا ممهدا وجعل السماء من فوقها محكمة البنيان وهو المنعم بانزال المطر فانبت به مختلف الثمار من الارض لتكون رزقا فلا تجعلوا لله شركاء وامثالا وانتم تعلمون انه لا يستحق العبادة غيره جل جلاله. نعم وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثل ليه وادعوا شهدائكم من دون الله ان كنتم صادقين وان كنتم ايها الناس في شك من القرآن المنزل على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم فنتحداكم ان تعارضوه بالاتيان بصورة واحدة مماثلة له ولو كانت اقصر سورة منه ونادوا من استطعتم من انصاركم ان كنتم صادقين فيما تدعونه. نعم فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجاب اعدت للكافرين. فان لم تفعلوا ذلك ولم تقدروا عليه ابدا. فاتقوا النار التي توقد ناس المستحقين للعذاب وبالحجارة التي كانوا يعبدونها من دون الله فاوقظت بالعابد والمعبود. هذه النار قد اعدها الله وهيأها للكافر من فوائد الايات ان الله تعالى يخذل المنافقين في اشد احوالهم من فوائد الايات ان الله يخذل المنافقين في اشد احوالهم حاجة واكثرها شدة جزاء نفاقهم واعراضهم عن الهدى من اعظم الادلة على وجوب افراد الله بالعبادة انه تعالى هو الذي خلق لنا ما في الكون وجعله مسخرا لنا عجز الخلق عن الاتيان بمثل سورة من القرآن الكريم يدل على انه تنزيل من حكيم عليم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد