الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد فهذا هو اللقاء سالبة او موجبة او العكس اما القياس الاولي فانه لا يقتضي تمثيلا ولا كلية وانما صورة هذا القياس ان يقال مثلا هل العقلاء من المخلوقين يفعلون فعلا بلا حكمة فالجواب عند العقلاء كلهم الرابع الرابع والخامس اللقاء الخامس او الرابع من اللقاءات في في الحديث عن حياة شيخنا بمحمد فلاح بن اسماعيل ابن مندكار رحمه الله تعالى وجعل مثواه دار الابرار في هذا اللقاء نتحدث عن منهج وعقيدة شيخنا رحمه الله تعالى ان والدنا ابا محمد كان على منهج وعقيدة اهل السنة والجماعة والمنهج والمعتقد هما بمعنى واحد لكن بينهما عموم وخصوص فان المنهج قد يطلق على مسائل الاعتقاد ولكنه مخصوص بكيفية الاعتقاد بمعنى الطريق الذي نسلكه في اعتقادنا بمعنى كيفية تطبيق مسائل الاعتقاد واما العقيدة او الاعتقاد فهي المسائل العلمية والعملية في عقيدة اهل السنة والجماعة كان شيخنا رحمه الله على منهج اهل السنة والجماعة وعقيدتهم قلبا وقالبا رحمه الله وهذا الذي تعلمناه منه مدة لجلوسنا بين يديه وتعلمنا منه رحمه الله تعالى من ذلك اولا ما يتعلق بالمنهج الاستدلال بالكتاب والسنة والاجماع فكان شيخنا رحمه الله من اعظم الناس تعليما لنا بان لا نقول قولا لا سيما في مسائل الاعتقاد وان لا نعتقد اعتقادا ولا نعمل عملا الا وعليه اثارة من علم اية ناطقة او حديث صحيح او اجماع وهذه المسألة كان شيخنا رحمه الله كثيرا ما يؤكد عليها فلا يذكر آآ مسألة من مسائل الاعتقاد الا ويذكر دليله من الكتاب والسنة ويذكر الاجماعات ايضا علاوة على ذلك كان رحمه الله مع ذكره للادلة يورد ادلة او شبهات الشبه التي يستدل بها اهل البدع و كان رحمه الله تعالى يعني يرد هذه الادلة بما اتاه الله عز وجل من العلم من اقوال سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى سانيا كان رحمه الله عظيم عنايتي بمسألة الاستدلالات العقلية فكان رحمه الله يعلم الصغار والكبار بمنع الاستدلال العقلي في مسائل الغيب وذلك لانه رحمه الله كان يقرر ما ما قرره علماء الاعتقاد بان العقل لا مدخل له في الغيبية انما الغيبيات بابه السمع وهذا من حيث التفصيل لا من حيث الجملة لانه من حيث الجملة يمكن بعض الامور والمسائل الاعتقادية الاستدلال فمثلا كل مسكر خمر وكل خمر حرام فهذه فهذه الكلية في التمثيل كلية صحيحة قياس صحيح اذا كل مشكل خمر والخمر حرام اذا كل خمر حرام وكذلك قياس التمثيل يجوز بها على العقل موافقا للنقل كما كان رحمه الله يقرر ذلك كثيرا فكان رحمه الله يمنع الاستدلالات العقلية في المسائل العقدية ويجعل العقل تابعا للنقل وكان رحمه الله كثير العناية بهذا الباب في التفريق بين استخدام العقل او تعطيل العقل او تقديم العقل فكان يقول الناس ثلاثة اقسام منهم من قدم عقله على النص فصار حاكما على الكتاب والسنة بعقله القاصر ومنهم ويضرب بهؤلاء مثلا المعتزلة ونحوهم ومنهم من عطل العقل تعقيلا كليا حتى جعله اه اه يقول العقل تحت النعال ولا معنى للعقل وهؤلاء لا يفهمون من النصوص ما ينبغي فهمه لانهم يزعمون ان الفهم موكول بامام الزمان او شيخ الطريقة او بصاحب المقامة وكان يضرب مثالا على ذلك ببعض الباطنية وبعض غلاة المتصوف وكان يقول ويقرر ما قرره شيخ الاسلام في كتابه العظيم درء تعارض العقل والنقل من ان العقل لا يخالف النقل لان الذي انزل النقل هو الله عز وجل والذي خلق العقل هو الله عز وجل فلا يمكن ان يتعارض لكن ان وجدتارض فانما هو في اذهان الناس في عقول الناس وليس في الواقع اي تعارض بين الكتاب والسنة من جهة وبين الكتاب والسنة والعقل من جهة اخرى والامر الثالث ان شيخنا رحمه الله كان يقرر منع القياس في مسائل الاعتقاد كان رحمه الله يقرر منع القياس في مسائل الاعتقاد سواء كان القياس تمثيليا او كان القياس كليا فهمنا هذه المسألة منه رحمه الله وكان يقرر منع القياس بقوله جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال وكان رحمه الله يقرر ما قرره ابو العباس شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من ان القياس الذي ان اردنا ان نستخدمه في هذا الباب في باب الالهيات فانما هو قياس الاولى قياس الاولى لا قياس التمثيل الذي يقتضي تسوية الخالق مع الخلق في جزئية او تسوية المخلوق مع الخالق في جزئية ولا القياس الكلي الذي يدخل فيه الخالق مع المخلوق في كلية انه لا يتصور ان عاقلا يفعل فعلا بلا حكمة فاذا كان العقلاء الفضلاء العظماء من البشر لا يريدون ان يفعلوا فعلا خلاف الحكمة فالله عز وجل العظيم اولى انه لا يفعل فعلا الا لحكمة قد نعلم هذه الحكمة وقد لا نعلمها هذا قياس الاولى وقياس الاولى مذكور في كتاب الله عز وجل في ثلاثة مواضع بل واكثر وحتى لا نطيل نذكر آآ هذه المواضع الثلاث وهي للبيب اشارة وللمبتدئ غنيته الدليل الاول على جواز قياس الاولى قوله جل وعلا وله المثل الاعلى في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم وله المثل الاعلى سواء قلنا ان المقصود بالمثل هنا الوصف الاعلى او قلنا ان المثل هنا المقصود به القياس وله القياس الاولى وكلا التفسيرين صحيحان فيجوز ان نقول ان المثل المقصود به في الاية هو الوصف يجوز ان نقول المثل المقصود به في الاية هو القياس وقال جل وعلا ولله المثل الاعلى وهذه فيها فائدة زائدة عن تلك وله المثل الاعلى ولله المثل الاعلى افاد الحسرة فليس لاحد غير الله المثل الاعلى لانه ما من احد الا ويشترك مع غيره في شيء فلا يكون له مثل عليا او مثل اعلى اما الله جل في علاه الا يشترك مع المخلوقين في شيء ولا يشترك مخلوق معه في شيء من حقوقه ومن شيء في شيء من صفاته وفي شيء من ذاته فلذلك كان له المثل الاعلى والدليل الثالث قوله جل وعلا ظرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم فهذا المثل الذي ضربه الله لبيان قباحة اعتقاد المشركين فيه دليل على قياس الاولى اي انتم ايها المشركون الذين تجعلون مع الله شركاء لا ترضون ان يكون عبيدكم واماؤكم شركاء معكم في اموالكم وفي اراضيكم وفي دياركم وفي انعامكم وفيما تملكون فكيف تجعلون لله العبيد والاماء شركاء مع الله فاذا انتم كنتم تتنزهون عن هذا الوصف لانه نقص فالله جل في علاه اولى ان ينزه عن هذا الوقف لانه سبحانه العزيز القدوس الحميد المجيد الصمد السيد الاحد الواحد كان شيخنا رحمه الله يخالف الظاهرية في هذه المسألة فيجوز قياس التمثيل وقياس الشمول في مسائل الفقه لان مسائل الفقه مبناها اما على قياس التمثيل واما على قياس التشبيه ظربه يجوز العمل به اذا توفرت شروطه لا اذا توافرت اذا توفرت شروطه وانتفت موانعه كذلك كان شيخنا رحمه الله عظيم العناية بما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتبع التابعين فكان كثيرا ما يحب الاستدلال كتب من سلف من اهل العلم سواء منهم الذين الفوا من المتقدمين كالامام احمد رحمه الله تعالى اه يقولون وانت تشرب في الكاميرا يبين انك تشرب باليمين. باليسار معاني انا اشرب باليمين هو واحد ارسل لي رسالة يقول انت تشرب باليسار انا الحين اشرب بيميني ما ادري ليش يبين عندكم باليسار باليمين على كل حال انا شربت باليمين واللي يشوفني يشوفني كيفه عاد ان انا اشرب باليمين كان شيخنا رحمه الله كثير العناية بكتب السلف ولذلك يسر الله عز وجل ان درسنا عليه كتاب الشريعة للامام ابي الحسين الاجري رحمه الله تعالى ودرسنا عليه كتابا امام الائمة آآ الامام ابو بكر محمد ابن اسحاق ابن خزيمة رحمه الله كتاب السنة للامام البربهاري وهكذا الكتب السلفية القديمة وكان كثير العناية بكتب فشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وكتب ائمة الدعوة على رأسهم الامام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وكان من منهج شيخنا رحمه الله الحث على الاتباع والحذر من الابتداع في كل قول وفي كل فعل وفي كل اعتقاد فكان رحمه الله لا يفرق في نهيه عن البدع بين بدعة اعتقادية وبين بدعة عملية وبين بدعة قولية فكان رحمه الله يحذر منها كلها واذكر مرة ان بعض المفتونين بالغرب صار يحتفل بعيد الميلاد فجاء الى الشيخ وقال له انا احتفل بعيد ميلادي ما اريد فيه تقليد اليهود والنصارى فقاله الشيخ طيب لماذا تحتفل اذا اذا كنت تريد اتباع المسلمين المسلمين ما احتفلوا بميلادهم؟ لماذا تحتفل انت قال امر دنيوي يا شيخ قال امر دنيوي لكنه صار فيه مضاهاة للاعياء لعيدي المسلمين عيد الاضحى والفطر بعض الناس يتساهل لكن شيخنا رحمه الله كان يحذر من البدع صغيرها وكبيرها اذكر مرة كنت جالسا قريبا منه بعد صلاة المغرب وقبل ان يبدأ الدرس فجاءه شخص وقال يا شيخ اني اجلس على هيئة معينة بعد الاذكار بعد الانتهاء من الصلاة وهذه الهيئة المعينة اجد فيها خشوعا وخضوعا ولذة في ذكري لكن قد يتعبني هذه الجلسة قد تتعبني هذه الجلسة فهل استمر على هذه الجلسة او اجلس كيفما ارتاح ولو لم اجد لذة او احساسا آآ الاذكار. فقال له الشيخ اياك ان تجلس على هيئة ترى نفسك فيها متلذذا ولم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال له السائل اذا كيف نجلس؟ قال اجلس كيف ما يتيسر لك لانه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة جلسة معينة الا ما جاء في صلاة الفجر وفي صلاة المغرب انه كان لا اه يتغير عن جلسته حتى يقول لا اله الا الله وحده لا لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات مع ان هذا الحديث ظعفه بعظ اهل العلم وحسنه اخر الشاهد من الكلام ان شيخنا رحمه الله كان عظيم الحث على الاتباع والحذر من الابتداع ايضا من منهجه رحمه الله وهذا والله تعلمناه منه كان عظيم الثناء على علماء اهل السنة وكان رحمه الله محذرا من علماء اهل البدع فكان اذا ذكر بعض علماء اهل السنة يبكي لموتهم او لفراقهم او لحسن مقالهم وهذا من يعني حسن حسن تعهد شيخنا اولا وحبه لعلماء اهل السنة اذكر مرة قال له احد الناس الشيخ انت تقول آآ امام الائمة من هو امام الائمة هذا اللي انت تدرس له كتاب قال ما تعرف امام الائمة ما تعرف امام الائمة هذا مؤلف كتاب التوحيد وما تعرف ليش سموه امام الائمة قال السائل ما اعرف قال لان جل تلاميذه كانوا من بعده ائمة فسموه بامام الائمة الامام ابو بكر محمد ابن اسحاق ابن خزيمة وكان قرينا للامام مسلم وتتلمذ على الامام مسلم ايضا من منهج شيخنا ايضا وهذه مسألة ربما نبهت عليها لكن اؤكد عليها مرة اخرى انه يسير على طريقة اهل السنة والجماعة في مسائل التبديع والتفسيق وفي مسائل التكفير وهو التفرقة بين الحكم العام والمطلق وبين الحكم الخاص والمعين فهو رحمه الله يقول كما جاءت النصوص بان من فعل كذا فهو فاسق ومن فعل كذا فهو مبتدع ومن فعل كذا فهو كافر هذا من حيث العموم والاطلاق اما من حيث التطبيق او التخصيص او التعيين يعني بمعنى فلان من الناس عمل الفسق هل يحكم عليه بانه فاسق فلان من الناس وقع في البدعة هل يحكم عليه بانه مبتدع فلان من الناس وقع في الكفر هل يحكم عليه بعينه انه كافر فكان شيخنا رحمه الله منهجه منهج اهل السنة والجماعة تأصيلا وتطبيقا تأصيلا كان يفرق بين العموم والاطلاق وبين التعيين والخصوص تطبيقا كان رحمه الله يؤكد علينا مرارا وتكرارا ان من اشتهر عنه الفسق ولما يظهر منه الصلاح انه يحكم عليه بما اشتهر منه لانه اشتهر عنه هذا الفسق و لم يعني يتبين لنا رجوعه فنحكم عليه بما اشتهر منه واما من لم يشتري منه الفسق ووقع منه شيء من الفسق فانه لا يجوز ان نقول فلان فاسق مباشرة لعل له عذرا لعله مريظ لعله وقع منه خطأ كما هي معروف من عادة اهل السنة والجماعة في الحكم على المعين في انتفاء الموانع ووجود الشروط وكان يذكر لنا مثلا على هذا بحديث اه لعن الله شارب الخمر فلما جيء برجل قد شرب الخمر مرارا وتكرارا لعنه بعض الصحابة فغضب النبي صلى الله عليه وسلم قال مه لا تلعن فانه رجل يحب الله ورسوله فكان يقول انظروا لعن من حيث العموم ومنع من لعنه من حيث الخصوص لماذا لان العموم لا يحتاج فيه الانسان الا اذا شي واحد وهو ثبوت النص في التفسيق او في التبديع او في التكفير اما من حيث التعيين فيحتاج الانسان فيه الى وجود الشروط والموانع والحكم والحكم لا يتم الا ممن له الحكم من القضاة والمفتين والحكام كذلك كان شيخنا رحمه الله يؤصل هذه المسألة يقول مثلا ان فلان من الناس في اقواله البدع في اقواله البدعة وقال البدعة وفلان فعل البدعة ثم ينظر الى حاله فان كان الرجل يفتخر وينتسب الى تلكم البدعة فيقول مثلا انا ليبرالي او يقول مثلا انا علمان او يقول مثلا انا معتزلي او يقول مثلا انا خارجي انا تكفيري انا من الحزب الفلاني مثلا فحينئذ لا يقع التردد في انه كذلك لانه هو الذي افتخر بهذا الشيء وانتسب الى هذا الشيء فلا تستطيع انت ان تمنعه وتقول لا اصبر حتى وجد لك الشروط وانفي لك الموانئ لانه لا داعي لهذا لهذه السفسطة لان الرجل يفتخر بهذا الشيء ومثل هذا لما يقول الانسان اليهودي انا نصراني فانت ما يصير تقول لا اصبر انت لست كافر حتى انظر في وجود الشروط وانتفاء الموانع لان وجود الشروط وانتفاء الموانئ في الحكم على المعين بالكفر انما يكون في حق من اصله الاسلام ومن هو مسلم ويفتخر بالاسلام لا في حق اليهودي والنصراني كذلك نقول ان الرجل حينما نقول لا يحكم عليه بعينه بانه مبتدع هذا الكلام فيمن اصله السنة وفي من ينتسب الى السنة ثم وقع منه الفسق او وقع منه البدعة او قال البدعة فلا يحكم عليه بانه مبتدع بخلاف من ينتسب الى البدعة اصلا فهذا لا يمكن ان تنفي عنه ما هو ينتسب اليه وهذه المسألة من فهمها ازالت عنه الاشكالات كلها ازالت عنه الاشكالات كلها. ومن لم يفهمها صار بين جانبي طرفي نقيض اما يصير لا يحكم على احد بعينه بانه كافر او مبتدع او فاسق وهذا رأيناه من بعظ الناس تقول فلان يقول لك يا اخي انا خارج يقول لا ما يصير تقول عنه خارج. هو يقول انا خارج فلان يقول انا معتزلي قال لا ما يصير تقول عنه معتزل سبحان الله يعني الاقرار من يظهر الادلة على الانسان ولذلك الله جل وعلا ماذا يفعل بالكفار يوم القيامة؟ يقول هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق هم ما يقبلوا فلما لا يقبلون يقول الرجل لا اقبل حتى يكون شاهد على نفسي من نفسي فحينئذ ها تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون فاذا كان الرجل بلسانه يقول لك انا معتزلي انا تكفيري انا كذا فانت ما تستطيع ان تنفي عنه وقد تنزه عن التعطيل وعن التمثيل ومن قال ان الله عز وجل ينزل كما شاء فانه نجا من التعطيل ومن التمثيل ايضا مسألة ثالثة كان شيخنا رحمه الله يعني يدندن حولها لكن اذا كان الرجل ينتسب الى السنة وقع منه بعض الاقوال التي تدل على اه البدعة او الافعال التي تدل على البدعة فحينئذ هنا لابد في الحكم على المعين من وجود الشروط وانتفاء الموانع كذلك كان شيخنا رحمه الله عظيمة التحذير مما يسميه بعظ الناس بالذوق او المنامات وهذا منهج مهم ينبغي لكل طالب علم فضلا عن العالم ان ينبه الناس على خطر هذا الامر وهو اتباع الاذواق فلان يقول والله هذا الشيء انا اجد فيه لذة لا لا دين الله ليس تابعا للذاتك ولا لشعورك دين الله عز وجل هو ما انزله اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء اولياء يعني محبوبات ملذات والنبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قال ومن يا ابى قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى فهنا المقصود طاعة النبي وليس لذة الولي لذة الانسان لا وكان شيخنا رحمه الله يحذر من هذا المسلك وقد بذل جهدا عظيما في بيان خطورة هذا المسلك في رسالته في الدكتوراه كذلك كان يحذر من المنامات وكان يقول ان امن من اسباب ظلال الناس اتباعهم للمنامات كما سيأتي في اللقاء الاحد القادم لا الذي بعده نتحدث عن الفتن التي تعرض لها الشيخ ووفاته وهو اللقاء اخير فسنذكر فيه كيف كان رحمه الله عظيمة التحذير من المنامات وما اوقع من من وقع في فتنة جهيمان الا بالمنامات ننتقل الى عقيدة شيخنا رحمه الله عقيدة شيخنا رحمه الله هو ما هو مسطور في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن يقول شيئا اكثر من هذا في حق شيخنا فهو اما مفتر واما جاهل وكان شيخنا رحمه الله عظيم العناية بالعقيدة الواسطية وشرحها لابن ابي العز العقيد الطحاوية شرح العقيد الطحاوي لابن ابي العز وكان عظيم العناية بكتب السنة من ذلك كما ذكرت كتاب الحموية كتاب الشريعة للاجر كتاب التوحيد لامام الائمة ابي بكر محمد ابن اسحاق ابن خزيمة وغيرها من كتب السلف وكان عظيم العناية بكتاب التوحيد والاصول الثلاثة والاصول الستة والقواعد الاربعة وكذلك كان شيخنا رحمه الله هي يحثنا على ويدرس التدبرية ولذلك عقيدة شيخنا رحمه الله ولله الحمد والمنة مسطور مجبور ظاهر جلي وذلك في عدة امور. الامر الاول في رسالته الدكتوراة الامر الثاني في تعليقاته على الكتب السلفية في العقيدة سواء التي شرحها قديما من عام الف واربع مئة واثني عشر وما بعدها او التي شرحها حديثا ثالثا وهذا ايضا امر مهم ما كان قد كتبه بيده املاء او بيده خطا لطلابه وهو يدرسهم في كلية الشريعة اذا كان شيخنا رحمه الله على عقيدة السلف شبرا بشبر وذراعا بذراع وكان ينبهنا ان لا نقول شيئا في الاعتقاد الا قال فيه السلف كذلك كان شيخنا رحمه الله ممن يكثر الكلام حول بعظ مسائل الاعتقاد بسبب مجريات الاحوال وبسبب وجود الضلالات فيها ومن جملة ذلك اذكر بعض المسائل لان بعض الناس ربما يقول لماذا الشيخ اكثر الكلام حول هذه المسائل فكان رحمه الله كثير العناية بتأصيل مسألة العلو للعلي الاعلى جل في علاه وذلك لانه عاش ورأى بعض من يزعم الانتساب الى السنة كالاشعرية والماتريدية وهم لا يثبتون العلو لله عز وجل على طريقة الجهمية فكان شيخنا يدندن حول هذه المسألة حتى اذكر انه رحمه الله لما قرأنا كتاب التوحيد لابن خزيمة اول مسألة مسألة العلو فلما جاء عندها قال انما نبه عليها امام الائمة لان من اثبت هذه المسألة حصل عنده الفارق العظيم بين الخالق والمخلوق وعرف كيف يعتقد في الخالق جل وعلا واما من لم يميز بين الخالق والمخلوق بالعلو بعلو الخالق عن مخلوقاته فانه لا يستطيع ان يميز بعد ذلك المسألة الثانية كان شيخنا رحمه الله ايضا يدندن في حول مسألة اثبات النزول للرب تبارك وتعالى كما جاء في الاحاديث وهي مسألة متعلقة باثبات اسعى للرب عز وجل فمن اثبت العلو الذاتي لله عز وجل ثم اثبت لله عز وجل النزول كما يليق به فقد اثبت الوصف القديم الوصف الازلي العلو الذاتي واثبت ايضا ما يتعلق بصفات الافعال للرب تبارك وتعالى وهذا الذي يخرج الانسان من ضلالتي التعطيل ومن ظلالة التمثيل فمن قال ان الله هو العلي الاعلى كثيرا وهي مسألة التحذير من الغلو وان اكثر الناس غلوا فوقعوا في الافراط والتفريط وكان يضرب مثلا بغلو الناس في الاشخاص الباطنية غلوا في ال البيت حتى ان بعضهم وصل الى مرحلة كان يشير الى السحاب ويقول ان عليا رضي الله عنه في السحاب وان صوت الرعد صوته وان البرق اثر صوته وهذا من الغلو في المخلوق ومن غلاة المتصوفة من جعل قبر شيخه معبدا يزار ويطاف ويصلى عنده ويذبح عنده وينذر عنده ونحو ذلك ولذلك كان شيخنا رحمه الله كثير العناية بالتحذير من الغلو سواء في جانب الغلو في الاشخاص المتمثل في غلو الباطنية او في غلو المتصوفة او الغلو في الانبياء عليهم الصلاة والسلام الامر الرابع كان شيخنا رحمه الله كثيرا ما يؤكد وينبهنا على وجه الخصوص ومن يستمع اليه على وجه العموم يحذر من التحزبات ومن الاحزاب ويبين انه ان التحزب من دون الناس وانشاء الاحزاب وتأسيس الاحزاب ان هذا مخالف لشريعة العزيز الوهاب لان الله جل وعلا قال ولا تكونوا خطاب للمؤمنين ولا تكونوا اي انتم واو الجماعة راجع الى المؤمنين باتفاق المفسرين ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا يعني جماعات واحزاب كل حزب بما لديهم كونوا انتم على الاسلام. كونوا انتم على السنة. كونوا انتم على الاسلام الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قبل وجود الاظافات قبل وجود الزيادات هذا هو الدين الحق وكان شيخنا رحمه الله يحذر من تسييس الاحزاب وتسمية حتى ان بعضه ربما كان يسعى ويقول ان التحزب من دين الله ويريد ان ينشئ حزبا سياسيا او حزبا يصل به الى الكراسي ويلصق ذلك بالدين هو لو انشأ حزبا ولم يلصق ذلك بالدين هذا نقول له انه عاصي لكن اذا انشأ حزبا والصقه بالدين هذا لا يقال له عاصي يقال له مبتدع فرق بين الامرين النبي صلى الله عليه وسلم امرنا ان نكون كما قال صلى الله عليه وسلم المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ولا يحقره المؤمنون اخوة وفي القرآن انما المؤمنون اخوة فلا يجوز ان يتحزب جماعة من الناس ومما يزيد الطين بلة ان يكون هناك سمع وطاعة غير السمع والطاعة لولي الامر وهذه المسألة الخامسة التي كان شيخنا رحمه الله يدندن حولها كثيرا ويحذرنا من مجلة الاقدام فيها وهي مسألة السمع والطاعة انها واجبة لولي الامر المسلم للحاكم المسلم للامير المشرف وليس لرئيس الحزب ولا لرئيس الفرقة ولا رئيس جماعة لا ما هو موجود عند غلاة الباطنية الذين اسسوا الاحزاب السرية وصار السمع والطاعة عندهم عمياء للداعي او داعي الامام او نائب الامام وما هو موجود عند المتصوفة من وجود من وجوب السمع والطاعة لصاحب الطريقة طعام ياء او ما هو موجود عند بعض الاحزاب طاعة عمياء هذه لا تجوز في دين الله عز وجل بل ليس في دين الله طاعة عمياء حتى لولي الامر الحاكم لان السمع والطه للحاكم انما هو بالمعروف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف رواه البخاري بهذا اللفظ وجاء في صحيح مسلم نحو والله جل وعلا يقول يا ايها الذين امنوا واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فكان شيخنا رحمه الله يحذر من جهة من السمع والطاعة البدعية الموجودة عند بعض الناس وايضا يحذر من السمع والطاعة المطلقة التي تكون عند غلاة المتصوفة والباطنية لائمتهم ومشايخهم وانما الطاعة بالمعروف للحاكم المسلم فلو ان الحاكم المسلم امرنا بالمنكر لن تجب طاعته مثال ذلك لو قال لنا الحاكم المسلم مثلا لا تصلوا لا تصوموا ابدا فليس لنا ان نطيعه انما الطاعة في المعروف ومعنى في المعروف يعني يطاع في المباحات يطاع في ضمن اطار ما هو مباح شرعا ما جعل الله له فيه الطاعة ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال لجماعة من الصحابة وقد امر امر عليه شخصا امرهم ان يجمعوا حطبا وان يلقوا بانفسهم في النار طرد بعضهم ان يلقي نفسه في النار وامتنع اخرون قالوا والله ما امنا ولا تركنا دين ابائنا واجدادنا وفارقنا اهالينا وجئنا الى النبي صلى الله عليه وسلم الا هربا من النار فكيف نلقي بانفسنا في النار فكف عنهم قال خلاص لا تلقوا بانفسكم في النار فلما رجعوا اخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بالقصة فماذا قال لاولئك الذين هموا بان يلقوا بانفسهم في النار قال والله لو القوا انفسهم ما خرجوا منها ابدا انما الطاعة في المعروف انما الطاعة في المعروف اذا كان شيخنا رحمه الله عظيم العناية بهذه المسألة لانه وجد من الناس غلو او جفاء كما هو حال الخوارج فان في زماننا في زمان شيخنا رحمه الله كان هناك ناس يرفعون راية التكفير للحكام المسلمين فيحك يكفرون الحكام المسلمين بالحكم بغير ما انزل الله مطلقا بلا تفصيل وكان شيخنا رحمه الله عظيم العناية بهذا الباب بالتفصيل الوارد عن علماء اهل السنة والجماعة بالجملة فشيخنا رحمه الله لست انا او مثلي ممن يشهد له بانه كان على طريقة السلف في الاعتقاد منهجا واعتقادا فحسب بل يشهد بذلك شيوخه واقرانه وزملاؤه وفضلا عن تلامذته واخوانه واحبابه هذا ما تيسر في هذا اللقاء. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجزي عنا شيخنا خير ما جاز شيخا عن تلامذته وان يرحم والدنا الكريم ابا محمد وان يسكنه الفردوس الاعلى وان يبارك لنا في ذريته وفي علمه الذي تركه في تلامذته الابرار على الذين نسأل الله ان يسيروا على نهجه وطريقته ان شاء الله لنا لقاء ليس الاحد القادم ولكن الذي بعده وهو اللقاء الاخير في محنة شيخنا ووفاته رحمه الله وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين