بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين نحمده عز وجل ونثني عليه الخير كله ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فيقول الله جل وعلا في محكم التنزيل الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار وقد تقدم بالكلام حول هذه الاية العظيمة والله جل وعلا يعلم ما تحمل كل انثى اي هذا الجنين ذكر ام انثى؟ هل هو تام او هو ناقص فالله جل وعلا لا يخفى عليه شيء وما تغيض الارحام وما تزداد ما تغيظ اي ما تنقص الارحام وما تزداد ومعنى ذلك اي في حال حيض المرأة في اثناء حملها فان ذلك يسبب نقصا للجنين. وذلك بذهاب هذا الدم. الذي فيه طعام الجنين فهذا يذهب خارجا فهذا يؤدي الى نقص الجنين. وما تزداد اذا لم يحصل هذا الحيض في في اثناء الحمل فيكون هذا الحمل تاما اي الجنين يكون تاما واما ان يكون معنى ذلك ما تغيض الارحام اي عندما تلد المرأة بدون تسعة اشهر وما تزداد اي تزداد تسعة اشهر او اكثر نعم فقيل اكثر من قول في ذلك وعند العلماء السابقين ان ممكن المرأة ان تحمل لمدة ثلاث سنوات واربع سنوات ولعل ابو احمد ينتبه واما الان الاطبا يقولون لا يمكن ذلك فالله اعلم وكل شيء عنده بمقدار فكل شيء عند الله جل وعلا مقدم بتقديم منه سبحانه وتعالى. قال الله عز وجل وما ننزله الا بقدر معلوم بقدر معلوم عالم الغيب والشهادة فالله جل وعلا كما انه عالم الشهادة فهو عالم الغيب الذي هو ضد الشهادة فالامر عنده جل وعلا سيان. بل يعلم السر واخفى من السر واخفى من السر هو حديث النفس قبل ان تحدث به شخصا وتسره اليه فحديث النفس الله جل وعلا يعلمه سبحانه وتعالى الكبير المتعالي فهذان اسمان من اسماء الله عز وجل الكبير الله جل وعلا اكبر من كل شيء. سبحانه تعال فهو الكبير وما سواه صغير نعم المتعالي العالي على خلقه جل وعلا العالي سبحانه وتعالى على خلقه جل وعلا حسا ومعنى سبحانه وتعالى سواء منكم من اسو القول ومن جهر به وهذا كما تقدم سواء الانسان اسر هذا الشيء في قلبه الله عز وجل يعلم ما في القلوب لا يعلم ما في القلوب الا علام الغيوب. ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل اي تعلمون ظلمة الليل في ذلك خفى وهو ايضا مستخفي فايضا يعلمه الله عز وجل وسارب بالنهار قيل شارب بالنهار اي دخل سربا واختفى به والله عز وجل يعلم مكانه سبحانه وتعالى لهم معقبات من بين يديه ومن خلفه اي الملائكة. ملائكة الليل وملائكة النهار يتعاقبون مع الانسان ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر يحفظونه لهم وعقبات من بين يديه امامه ومن خلفه. ورقيب وماذا وعتيد وخير الملائكة التي تتعاقب والعلم عند الله عز وجل يحفظونه من امر الله اي يحفظونه بامر الله جل وعلا ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم اذا تابوا وانابوا الله جل وعلا غيرهم الى السعة والى الخير والى الرزق والى الصلاح فلاح وعكس ذلك نعوذ بالله يحصل لهم العذاب والضيق الحسي والمعنوي فاذا اراد الانسان ان يغير ما في حاله الى الاكمل والاحسن فعليه ان يغير ما بنفسه فنسأل الله عز وجل ان يغيرنا واياكم الى الاكمل والافضل والاحسن واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له سوء عذابا وذلك بسبب عصيانهم فلا يمكن رد ما قدره الله وما امر به جل وعلا وما لهم من دونه من وال اي من والي ينصرهم من دون الله جل وعلا. فهو الوالي وهو النصير. لعباده المؤمنين. الله ولي الذين امنوا والذين كفروا اولياؤهم نعم فالله عز وجل ولي المؤمنين هو الذي يريكم البوق خوفا وطمعا خوفا ان يصيب الانسان او يصاب الانسان بالصاعقة وطمعا اي بالمطو والخير. وينشئ السحاب الثقال المحملة بالمطو بالماء ويسبح وعد بحمده والملائكة من خيفته. وتقدم ان بعض الصحابة والسلف اذا سمع او وعد يقول سبحان الذي يسبح وعد بحمده والملائكة من خيفته عز وجل ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال شديد الاخذ وقيل شديد القوة وكل ذلك حق فهو القوي المتين له دعوة الحق لعل الشيخ إبراهيم ينتبه دعوة الحق اي دعوة التوحيد دعوة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله دعوة الاخلاص نسأل الله ان ان يرزقنا نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم الاخلاص والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء فهؤلاء لا يستجيبون لهم بشيء. لانهم اصنام لا تضر ولا تنفع ثم ضرب الله عز وجل مثلا للذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء الا كباسط كفيه الى الماء لعل ابو يعقوب ينتبه الذي يأتي الى البير وهو عطشان ويفتح يديه عند البير. هل الماء يصعد له ما يصعد. نعم فهذا مثل الذي يدعو غير الله. ولذا قال عز وجل امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. فهو الله سبحانه وتعالى كباص الا كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه. وما دعاء الكافرين الا في ضلال فسماهم الله عز وجل كافرين حكم بكفرهم وهم الذين يدعون غير الله جل وعلا فكل من دعا غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله عز وجل فهو كافر بنص هذه الاية نعوذ بالله من ذلك ولعل نقف عند هنا هذا وبالله تعالى التوفيق