امتن الله تعالى على البشر بنعمة الخلق والايجاد. وانه اخر لهم ما في الارض جميعا اتبع ذلك ببدء خلقهم وبتشريف ابيهم ادم. بجعل خليفة في الارض واسكانه دار الكرامة واسجاد الملائكة له تعظيما لشأنه لمراتب اللي احساني وبحكمة احيا بها قلوبنا التفسير للقرآن. لا تهجروا القرآن يا احباب فهو الشفيع لنا بيوم حسابي وهو المعلم يا الغلبان. هيا بنا نحيا به هيا بنا قصد التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اني جاعل في الارض طليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن سبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون. هذا شروع في ذكر فضل ابي البشر ادم عليه السلام. وقد جرى قبل خلقه حوار في الملأ الاعلى. صوره القرآن الكريم بتفاصيله حوار بين الله تعالى وبين الملائكة. لاظهار دور ادم وذريته في الارض حيث قال الله تعالى للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. اي خالق في الارض ومتخذ فيها خليفة هو ادم عليه السلام. يقوم بسكناها وعمارتها وفق مراد الله تعالى. ويكون له فيها ونسل. ويقوم بعضهم بالزعامة والتوجيه. وتنفيذ الاحكام. حتى يعمر كونوا بطاعة الله. فسأل الملائكة ربهم سؤال استرشاد لا اعتراظ عن الحكمة من جعل ادم وبنيه خلفاء في الارض وفيهم من سيفسد في الارض بالمعاصي ويريق الدماء بالظلم والاعتداء لوجود نزعة الخير والشر في الجنس البشري وانت يا رب تريد عمارة الارض فكيف تجعل فيها من يفسد فيها وهذا بحسب ظن الملائكة ان المخلوق الجديد سيحدث منه ذلك فنزهوا الله تعالى عن ذلك وعظموه واخبروا انهم قائمون بعبادة الله تعالى على وجه خال من المفسدة فقالوا ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. اي نحن ننزهك التنزيه لائق بحمدك وجلالك ونمجدك ونعظم امرك. فكان الجواب من الله اني اعلم ما لا تعلمون. اي اني اعلم من المصالح ما خفي عليكم واعلم من كميم ما لا تعلمونها. واعلم كيف تصلح الارض. وكيف تعمر. ومن الاصلح لعمارتها. فقد اودع الله تعالى في الانسان من الطاقات ما يستطيع ان يؤدي بها رسالته في هذه الحياة. والانسان في دواعي الخير والشر بمدافعة الخير للشر تعمر الارض. وبهذا تظهر حكمة ارسال الرسل فاطمئن ايها الانسان. ان العليم الخبير اعلم منك بما يصلح لك وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني فقال انبئوني باسمائها لبيان منزلة ادم عليه السلام علمه الله تعالى اسماء الاشياء والاجناس المادية. من نبات وجماد حيوان الفاضية ومعانيها مما تعمر به الدنيا. ثم عرض تلك المسميات على الملائكة قائلا انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين. ايخبروني باسماء هذه المسميات التي ترونها ان كنتم صادقين فيما تقولون انكم اكرم من هذا المخلوق وافضل منه قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم. وقف الملائكة عاجزين امام سؤال الله تعالى لهم. وقالوا معترفين بتقصيرهم سبحانك يا رب لا علم لنا الا ما علمتنا. انك انت العليم بكل شيء. الحكيم في صنع كل شيء قال يا ادم انبئهم باسماءهم فلما انبأهم باسمائهم قال الم اقل لكم ان اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. لما اظهر الملائكة حجزهم. قال الله تعالى لادم انبئهم باسمائهم. اي اعلمهم بالاسماء التي عجزوا عن علمها فاخذ ادم عليه السلام يخبر الملائكة باسماء كل الاشياء المعروضة حينئذ قال الله تعالى للملائكة الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. اي اني اعلم ما غاب عنكم في السماوات والارض وما حضر. ولا اجعل الخليفة في الارض عبثا واعلم ما تظهرون من احوالكم وما تحدثون به انفسكم وفي هذه القصة يظهر مدى تكريم الله تعالى لادم وبنيه. باختياره خليفة. وتعليمه ما لا تعلمه الملائكة وخصه بالمعرفة التامة دونهم. من معرفة الاسماء والاشياء والاجناس واللغات وندرك ان العلم هو احد متطلبات الخلافة في الارض. فكلما زاد حظك في العلم زاد حظك في الفضل واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس واستكبر وكان من الكافرين. قصة ثانية توضح لنا نوعا اخر من تكريم الله تعالى للانسان. حين امر الله تعالى الملائكة بالسجود لادم. سجود باحترام وتحية لا سجود عبادة وتأليه. كما يفعل الكفار مع اصنامهم. فسجد الملائكة مسارعين لامتثال امر الله. الا ما كان من ابليس. الذي كان من الجن فانه امتنع من السجود واستكبر قائلا ااسجد له وانا خير منه؟ خلقتني من وخلقته من طين. سبحان الله! منعه حسده وغروره وتكبره من امتثال امر الله وهكذا ترك الاستجابة لامر الله. فاستحق اللعنة. وكان من الكافرين. فتأمل يا ابن ادم كيف كرمك الله تعالى وشرفك غاية التكريم والتشريف بان خليفة في الارض وعلمك ما لم تكن تعلم. وامر الملائكة بالسجود لابيك. وزاد تكريم لادم اكثر فاكثر بسكنى الجنة وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلامها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين خلق الله تعالى امنا حواء من ضلع ابينا ادم. كان نائما فاستيقظ فرآها فاعجبته فانس اليها واناست الي. خلق الله تعالى حواء لتكون سكنا لادم في دار الكرامة ومن الوان التكريم الالهي للانسان اسكان ادم وحواء في الجنة. الجنة الحقيقية العلوية والتمتع فيها حيث شاء. بكل ما فيها والاكل من ثمارها وزروعيها اكلا رغدة اي هنيئا واسعا ليس فيه تنغيص. حيث شئتما. اي من اي مكان في الجنة اردت ما اكلة فيه لقد اكرم الله تعالى ادم وحواء اكراما عظيما ووهى وهما هذا الكبير في الجنة. وكل الذي منع منه هو الاكل منه. شجرة واحدة فقط. امتحان وابتلاء لهما. هل يستجيبان ام لا؟ قيل بانها شجرة العنب وقيل التفاح لكن كل ذلك لم يثبت. فهذه الشجرة غير معلومة النوع. فتبقى على ابهامها ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين. فكل معصية اذا هي ظلم للنفس فاذلهما الشيطان عنها فاخرجهما من ما كان وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقرا ومتاع الى حين حسد ابليس ادم. كيف يكون في هذا النعيم المقيم يأكل ويشرب وينعم في الجنة؟ فاراد ان يخرجه وزوجه من هذا النعيم فاخذ ابليس بالوسوسة لهما. ويزين لهما الاكل من الشجرة المحرمة. وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالقين بدين فلم يزل الشيطان يوسوس لهما ويزين حتى ازلهما اي اوقعهما في الزلة والخطيئة. بالاكل من تلك الشجرة. وهنا تظهر غريزة الانسان وضعفه امام المغريات. فكان جزاء ادم وحواء اخراجهما من الجنة التي كان فيها. اه ثم اه. كم هي محرقة نظرتهما الاخيرة الى الجنة. لكنه شؤم المعصية. انزلوا الى الارض. ومعكما الشيطان بعضكم اعداء بعض. ولكم في الارض استقرار وبقاء وتمتع ما فيها من خيرات الى ان تنتهي اجالكم وتقوم الساعة فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم ادم عليه السلام لما اكرمنا الشجرة ظهرت عورته. بعدما كانت مستورة فصار هذه المعصية اثر في الباطن واثر في الظاهر. حتى ان خلع اللباس وانكشفت عورة ادم ولما ظهرت عورته خجل واخذ يلزق على عورته من اوراق شجر ليستر عورته. كم هو مؤلم زوال النعم؟ كم هو محرق عصيان الخالق. وهو في هذه الحال الهمه الله تعالى التوبة بكلمات. سبحان الله ادم هو نفسه الذي علمه الله تعالى الاسماء كلها. لكنه لم يجد في تلك الكلمات والمفردات ما ترقى لمقام التوبة من زلته. فجاءت الرحمة من الله لعبده ادم. وعلمه الدعاء والهمه الكلمات ليتوب بها من خطئه. فالتوبة توفيق والندم لطف. والدمعة رحمة فاخذ اعدم تلك الكلمات وبدأ يدعو بها بصدق هو وزوجه حواء وهذه الكلمات هي المذكورة في سورة الاعراف قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا. لنكونن من الخاسرين تاب ادم فقبل الله تعالى توبته وغفر ذنبه فهو سبحانه كثير التوبة على عباده رحيم بهم وهنا نعلم ان سابق العناية لا يؤثر فيه حدوث الجناية. فعصيان ادم اخرجه من دار الكرم قام لكن لم يخرجه من دائرة الولاية. ولم يسلبه رتبة الخلافة بل اجزل الله له في العطية فقال ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى. وكما قال الشاعر واذا الحبيب اتى بذنب واحد جاءت محاسنه بالف شفيع وهكذا كانت حكمة الله تعالى في خلق ادم عاش في الجنة لزمن واخرج منها بذنب وانزل الى الارض لحكمة لتعمر الدنيا به وبذريته ولتتحقق الخلافة لله تعالى في ارضه ويكون البشر مع الشيطان بعضهم لبعض عدو فيحصل الصراع. وتقوم سنة التدافع بين الحق والباطل. ولهم جميعا في الارض مستقر ومتاع اه الى ان يرث الله الارض ومن عليها قل نهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم اني هدى فمن تبع هداه اية فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. كرر الله تعالى الامر هبوطي من الجنة للتأكيد. وانقسمت ذرية ادم في الارض على قسمين. قسم المؤمنين بالله تعالى وهؤلاء هم المستحقون للخلافة في الارض الصالحون لعمارتها وادارتها. لانهم حققوا اركان الخلافة ومتطلباتها. من الايمان بالله تعالى والاستجابة لامر الله وتطبيق الشرائع التي انزلها الله تعالى على عباده بواسطة انبيائه ورسله. فكان جزاؤهم انهم بعد انقضاءهم في الدنيا سيعودون في الاخرة الى الجنة. الى موطنهم الاصلي. وهم امنون لا هل هم خوف ولا حزن والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب نارهم فيها خالدون. والقسم الثاني هم الكافرون وهؤلاء لم يحققوا متطلبات الخلافة في الارض. فكفروا بالله تعالى وانكروا دعوة الانبياء وكذبوا ما انزله الله تعالى عليه من الاعياد. فكان جزاؤهم حرمانهم من الجنة. من موطنهم الاصلي لانهم اطاعوا الشيطان الذي كان سببا في اخراج ابيهم من الجنة. ومصيرهم الخلود في النار والعياذ بالله وهكذا اقتضت الحكمة الالهية ان يعيش الانسان على الارض لعمارة هذا الكوكب بمنهج الله تعالى وشرعه واظهار مزيته في جهاد النفس والهوى والشيطان بعد ان عرضت سورة البقرة التجربة التمهيدية لادم في الاستخلاف ستأتي الايات الان لتعرظ تجربة اخرى لقوم استخلفهم الله تعالى في الارض. لكنهم فشلوا في مهمتهم قوم فضلهم الله تعالى على اهل زمانهم لكنهم فشلوا في تحمل مسؤولية الخلافة فنقضوا الميثاق وحرفوا الكتاب وجادلوا الانبياء وعبدوا العجل واشتغلوا بالسحر ومارسوا الاحتيال وتململوا من الاوامر ولم يصبروا لا على تكليف ولا على ابتلاء ولا حتى على نوع الطعام وفي عرض تجربتهم رسالة لامة محمد عليه الصلاة والسلام. رسالة توجيه وتنبيه. توجيه للتمسك باسس الخلافة الحقة التي خلقنا لاجلها. وتحذير من ان نحذو حذوهم. فنستبعد كما استبعدوا فان جعل الله تعالى اليوم خير امة فقد كانوا هم ذات يوم خير امة وفضلوا قبلنا ولنا ان نعتبر ونذوق طعم الشند في كلماته متعلمين الفقم لمحاته انا ارى به اراحنا تسمو بنا بخلاصة التفسير للقرآن. قصص به تعطي لنا اسم العبر تحكي لنا انباء فيها مزدجر عن قصة رسل الكرام مع البشر وتكون تثبيتا لقلب حبيبنا بخلاصة التفسير للقرآن. بخلاصة التفسير للقرآن