الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واختفى اثر ليوم الدين وبعد فهذه المحاضرة هي بالتذكير في خلق بخلق عظيم وهذا الخلق هي من اخلاق المسلمين عموما وينبغي ان اه يكون هذا الخلق من اخلاق الدعاة الى الله عز وجل على وجه الخصوص لا سيما في دعوتهم الى الله تبارك وتعالى نتحدث عن التعاون في الدعوة الى الله تبارك وتعالى اولا ما معنى التعاون التعاون هو تفاعل من العون وهو ان يكون بعضنا لبعض عونا بالخير ونشره وايصاله ورفع كلمة الخير والدعوة اليه ويشمل ذلك التعاون على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويشمل ذلك ايضا التعاون على النصيحة والتناصح ولما نقول ان التعاون في الدعوة الى الله من اخلاق الداعين الى الله. بل ومن اخلاق اهل الاسلام التعاون يدل عليه قول الله جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقول جل وعلا والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ويقول جل وعلا ثم رددناه اسفل سافلين اي الانسان الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فلهم اجر غير ممنون. ويقول جل وعلا في سورة البينة يتيما ذا مقربة او مسكينا ذا متربة ثم كان من الذين امنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة اولئك اصحاب الميمنة فاذا كان التواصي بالمرحمة واجبا من الواجبات فانه فرد من افراد صور التعاون على البر والتقوى. فمن البر والتقوى ايصال الخير الى الغير ومن جملة ذلك الدعوة الى الله تبارك وتعالى فقد قال الله عز وجل في سورة يوسف قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين وقوله انا ومن اتبعني ادعو الى الله انا ومن اتبعني بالدلالة على اهمية التعاون فلم يذكر الله نبيه مفردا. وانما ذكره وذكر المتبعين له فالمتبعون للنبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة الى الله يتعاونون على البر والتقوى وان كان فيهم من هو شديد في امر الله يكون معه من هو رحيم اليف ودود في دين الله تبارك وتعالى وما عباد الله عز وجل ان كان فيهم من هو عالم فيكون معه من هو قاض ان كان فيهم من هو بليغ فيكون معهم من هو حافظ وهكذا كان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم طبقوا هذه المعاني وكان بعضهم يكمل بعضا ولا ريبة ان اذا تعاونا في الدعوة الى الله تبارك وتعالى فاننا سنجني الثمرات الطيبة المباركة الا ترى ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل معاذا وابى موسى الاشعري الى اليمن داعيين الى الله وقاظيين وعالمين وحاكمين وقال لهما آآ ولا تختلفا وقال لهما لا تختلفا وقال لمعاذ فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله فربنا جل وعلا ذكر التعاون على البر والتقوى في اية في اية متعلقة بالمشركين فقال جل وعلا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان فلو ان الكفار دعوا المسلمين الى ما فيه الخير والصلاح لنا ولهم لكان المنبغى ان نجيبهم لا سيما اذا اكنا في صلح معهم كما قال جل وعلا. وان جنحوا للسلم فاجنح لها فلو دعونا الى ان نعين الفقراء في بلدة ما وليس في اعانتنا لذلك الا رفع راية الاسلام مع راياتهم فانا نعمل ذلك وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من السباقين الى الخيرات حتى كان يعرف في الجاهلية بذلك حتى قالت خديجة انك لتصل الرحم وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق وتقري الظيف ومثلك لا يصاب بهذا او كما قالت رضي الله تعالى عنها فينبغي علينا ان نتعاون لان اليد الواحدة لا تجني الثمرات كما لو اجتمعت الايادي ولذلك المسلم في صلاته يقول اهدنا الصراط المستقيم وربنا قال وتعاونوا فذكرهم بصيغة الجمع والنبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى وينبغي ان نصبر يصبر بعضنا على بعض وان لي يلين بعضنا لبعض كما قال جل وعلا محمد رسول الله والذين معه اشداؤه على الكفار رحماء بينهم وكذلك ينبغي علينا ان ندرك ان تعاوننا على البر والتقوى لا يعني السكوت عن المنكرات اذا رأى بعظنا من بعظ شيئا او تقصيرا فان القاعدة السلفية النقية نتعاون على ما نتعاون عليه ونتناصح فيما نختلف فيه ولا نقول بالقاعدة التي آآ ساقها البعض من غير علم نتعاون فيما نتعاون فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه. لا انما نكون متعاونين على البر والتقوى متناصحين فيما نختلف فيه لا نكون اه متنافرين والناس اليوم على ثلاثة اصناف صنف يقول نتعاون على ما نتعاون عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه وهؤلاء هم اهل التفريق فرطوا في جهة يعني ارادوا التعاون ففرطوا في جهة المناصحة فارادوا الامر بالمعروف وفرطوا في جهة النهي عن المنكر وصنف اخر يقول نتعاون فيما نتعاون فيه ولا يعذر بعضنا بعضا مطلقا بل نتنافر فتجده هاجرا لا يبالي بالمسلمين وباحوالهم ولا اه مآلهم ولا يبالي اه كيف يمكن ان نوصل اليهم العلم ان نوصل اليهم الدعوة وانما همه هو الهجر عياذا بالله. واما اهل الاتباع فهم الذين يتعاونون على في الدعوة الى الله فيما بينهم ويتناصحون فيما يرون من بعضهم لبعض اختلافا حديث تميم الدين النصيحة الدين النصيحة دين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم. جعلني الله واياكم من المتعاونين عن البر والتقوى واعاذنا الله واياكم من ان نكون غششة او نكون متنافرين. وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين