الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الرابع من مجالس قراءتنا رسالة تدميرية للشيخ الاسلامي ابن تيمية رحمه الله تعالى قد وصلنا بحمد الله وتوفيقه للخاتمة الجامعة حيث ذكر القواعد ولا زلنا في اخر القاعدة الاولى وهي ان نصف عز وجل بما وصف به نفسه ووقفنا على اخر قوله وايضا فنفس نفي هذه الصفات نقص كما ان اثباتها كمال فالحياة من حيث هي مع قطع النظر عن تعيين الموصوف بها صفة كمال. وكذلك العلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والفعل ونحو ذلك. وما كان صفة كمال فهو سبحانه وتعالى احق بان يتصف بي من المخلوقات فلو لم يتصف به مع اتصاف المخلوق به لكان المخلوق اكمل منه تأمل هذه القاعدة العظيمة وهي تتمة لقاعدة ايش؟ قياس الاولى ان صفات الكمال التي هي في نفسها كمال بغض النظر عن المضافات صفات الكمال التي هي صفات الكمال بغض النظر عن المضافات اذا اتصف بي المخلوق ولم يتصف بها الخالق على وجه اكمل لكان المخلوق موصوفا بكمال لا يصفونهم به الله عز وجل فيكون انقص من المخلوق عياذا بالله ثم يقارن شيخ الاسلام رحمه الله بين من ينفون عن الله النقيضين ومن يصفونه بالنفي فقط فنبدأ على على بركة الله القراءة مع الشيخ مرزوق البطحاني. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى فاذا قيل ان الباري لا يمكن اتصافه بذلك. لا واعلم ان الجهمية واعلم؟ ايه هديك خلص اه بعدها بفقرتين واعلم ان الجهمية المحضة اي نعم نعم ما انتهينا من هذا الشيء ما يخالف قريت انا وانت تصلي جزاك الله خير قال رحمه الله تعالى واعلم ان الجهمية المحظة كالقرامطة ومن ظهاها هم ينفون عنه تعالى اتصافه بالنقيضين حتى يقول ليس بموجود وليس بموجود ولا ليس بموجود ولا حي ولا ليس بحي ومعلوم ان الخلو عن النقيض ممتنع في بداهي العقول كالجمع بين النقيضين. واخرون وصفوه بالنفي فقط فقالوا ليس بحي ولا ولا بصير. وهؤلاء اعظم كفرا من اولئك من وجه واولئك اعظم كفرا من هؤلاء من وجه. فاذا قيل الهؤلاء هذا يستلزم وصفه بنقيضين بنقيضين بنقيض ذلك كالموت والصمم والبكم قالوا انما يلزم ذلك لو كان قابلا لذلك وهذا الاعتذار يزيد قولهم فسادا. وكذلك من ضاها هؤلاء وهم الذين يقولون ليس بداخل العالم ولا بخارجه. اذا قيل لهم هذا مقتنع في ضرورة العقل كما اذا قيل ليس بقديم ولا محدث ولا واجب ولا ممكن. ولا قائم بنفسه ولا قائم بغيره. قالوا هذا انما يكون اذا كان قابلا لذلك والقبول انما يكون من فاذا انتفى التحيز انتفى قبول هذين المتناقضين. فيقال لهم علم الخلق امتنا علم الخلق بامتناع الخلو من هذين النقيضين هو علم مطلق. لا يستثنى منه موجود والتحيز يجوز المذكور اذا ان اريد به كون الاحياز الاحياز الموجودة تحيط به. فهذا هو الداخل في الم واذا اريد به انه منحاز عن المخلوقات اي مباين لها متميز عنها وهذا هو الخروج متحيز يراد به تارة ما هو داخل العالم وتارة ما هو خارج العالم. فاذا قيل ليس بمتحيز كان معناه ليس بداخل العالم ولا خارجه. فهم غيروا العبارة ليوهموا من لا يفهم قولهم ان هذا معنى اخر وهو المعنى الذي علم فساده بضرورة العقل كما فعل اولئك وفي قولهم ليس بحي ولا ميت ولا موجود ولا معدوم ولا عالم ولا جاهل اعلم. الا حياز الاحياء محيز والمقصود بالحيز اه كما قال شيخ الاسلام كلمة مجملة قد يراد بالحيز ما هو داخل العالم وهو الذي تحيط به الجهات الاربعة او الجهاد الستة المخلوق فانت تقول ما من شيء الا وهو في حيز مخلوق اي المخلوق لابد ان يكون في شيء يزد مخلوق فوقه شيء تحته شيء يمينه شيء يساره شيء فوقه امامه شيء خلفه شيء طبعا الجهات الاربعة نسبية اللي هي الامام والخلف واليمين والشمال اما العلو المطلق والسفلي المطلق ليس بنسبي فمهما فعل لا يستطيع تغييره فاذا قال الله ليس بمتحيز نقول ما مقصودك بليس متحيز اذا كان مقصودك ليس بمتحيز انه ليس في المخلوقات فهذا حق والله ليس في المخلوق خلق السماوات والارض لا لتكنه ولا لتأويه بل خلق السماوات والارض ونص بعدها مباشرة وقال ثم استوى على العرش والعرش اعلى المخلوقات سقف المخلوقات اخبر انه فوق العرش هو فوق المخلوقات واذا كان مقصودك بالحيز هو ان الله عز وجل لا يوصف بانه فوق المخلوقات فهذا مكان عدمي نعم اذا قلت ان الله ليس فوق المخلوقات اذا ليس هناك اله ليس هناك اله الا في مخيلتك نعم القاعدة الثانية نسأل الله حاول تسرع في القراءة. ابشر قال رحمه الله تعالى القاعدة الثانية ان ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه فانه يجب الايمان به سواء عرفنا معناه او لم نعرف لانه الصادق المصدوق فما جاء في الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الايمان به وان لم يفهم معناه وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الامة وائمتها مع ان هذا الباب يوجد عامته منصوصا في الكتاب والسنة متفقا عليه بين سلف الامة. وما تنازع فيه المستأخرون نفيا واثباتا. فليس على كل احد بل ولا له ان يوافق احدا على اثبات لفظ او نفيه حتى يعرف ام تريد حتى يعرف مراده حتى يعرف مراده واراد حقا قبل وان اراد باطلا رد وان اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا ولم يرد ولم يرد جميع معناه بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى كما تنازع الناس في الجهة والتحيز وغير ذلك. هذا يعني ما ما هو موقفنا؟ ما هو موقف ال السنة والجماعة من الالفاظ المجملة التي لم ترد لا في الكتاب ولا في السنة هذا هو الموقف وهو طلب الاستفصال طلب الاستفسار فلنريد باللفظ معنى حق قبل المعنى الحق ورد اللفظ وان اريد باللفظ معنى باطلا رد اللفظ ورد المعنى هذا هو الموقف من الالفاظ المجملة نعم قال رحمه الله تعالى فلفظ الجهة قد يراد به شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما اذا اريد بالجهة نفس العرش او نفس السماوات فقد يراد وبه ما ليس بموجود غير الله تعالى كما اذا اريد بالجهة ما فوق العالم. ومعلوم انه ليس بالنص اثبات لفظ الجهة ولا نفيه. كما فيه اثبات العلو والاستواء والفوقية والعروج اليه. ونحو ذلك وقد علم انه ما ثم موجود الا الخالق والمخلوق والخالق مبين للمخلوق سبحانه وتعالى ليس في مخلوقاته شيء من ذاته. ولا في ذاته شيء من مخلوقاته. فيقال لمن نفى؟ اتريد بالجهة انها شيء موجود مخلوق فالله ليس داخلا في المخلوقات ام تريد بالجهة ما وراء العالم؟ فلا ريب ان الله فوق العالم بائن عن المخلوقات وكذلك يقال لمن قال ان الله في جهة اتريد بذلك ان الله فوق العالم او تريد به ان الله داخل في شيء من المخلوقات فان اردت الاول فهو حق وان اردت الثاني فهو باطل. مثل هذا ايضا لو سألك سائل قال الله في مكان او ليس بمكان تقول ما مقصودك بالمكان كان مقصودك بالمكان الشيء المخلوق فالله فوق المخلوقات ان كان مقصودك بالمكان انه فوق العرش فهذا حق انا اثبته نعم كذلك لفظ المتحيز ان اراد به ان الله تحوزه المخلوقات فالله اعظم واكبر بل قد وسع كرسيه السماوات والارض. وقد قال تعالى وما داروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. وقد ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يقبض الله الارض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك اين ملوك ملوك الارض؟ وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما ما السماوات السبع والارضون السبع وما فيهن في يد الرحمن الا كردلة في يد احدكم. وفي حديث اخر وانه ليدعو حوها كما يدحو الصبيان الصبيان بالكرة. واذا وان اراد به انه منحاز عن المخلوقات اي مباين لها منفصل عنها ليس حالا فيها فهو سبحانه كما قال ائمة السنة. فوق السماوات على عرشه بائن عن من خلقه. طبعا معنى البينونة هنا لابد ان تفهم ما معنى بائن من خلقه باين يعني عالي باين ان يعني ليس لا لا يجوز لك ان تتخيل ان الله اذا قلت على العرش استوى كاستواء الملك على عرشه فان الله لا يحتاج الى العرش العرش ومن دونه محتاج اليه. اذا معنى البينونة ظهور بائن من خلقه ظاهر على خلقه باين من خلقه اي غير متصل بخلق اتصال الشيء بالشيء اتصال المحتاج الى المحتاج اليه. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وقد نص على على قول كلمة بائن من خلقه الامام عبد الله بن المبارك. لما قيل له انا نقول ان الله فوق العرش. هل نقول انه بائن قال نعم بائن من خلقه رغم انوف الجهمية نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى القاعدة الثالثة اذا قال القائل ظاهر النصوص مراد او ظاهرها ليس بمراد فانه يقال له لفظ الظاهر فيه اجمال فان قال القائل يعتقد ان ظاهرها التمثيل بصفة المخلوقين او ما هو من خصائصهم فلا ريب ان هذا غير مراد لكن السلف والائمة لم يكونوا يسمون هذا ظاهرها ولا يرتضون ان يكون ظاهر القرآن. ولا يرتضون ان يكون ظاهر القرآن والحديث كفرا وباطلا. والله اعلم واحكم من ان يكون كلامه الذي وصى به نفسه لا يظهر منه الا ما هو كفر وضلال. يعني لفظ لفظ كلمة الظاهر في اصطلاح المتأخرين صار مجملا صار مجملا قد يقصدون كلمة الظاهر يعني التمثيل. الظاهر يعني التشبيه وقد يقصدون بكلمة الظاهر اي النص الذي آآ الدليل الذي ليس بنص فصار مجملا بين هذا وهذا اما الايات والاحاديث الواردة في الصفات عند السلف فلم يكن يتخيل احدهم ان ظاهره التمثيل اذا هذا الظاهر صار طارئا حادثا بعد. لم يكن موجودا في زمن السلف والى الان عوام المسلمين لا يخطر ببال احدهم اذا قرأ بل يداه مبسوطتان ان يد الله كيده ابدا لا يخطر بباله لما في قلبه من عظمة الله عز وجل اذا قرأ ويبقى وجه ربك لا يتخيل ان وجه الله كوجه. اذا صار ظاهرا عند من؟ عند من تلوثت فكرته وذاكرته بالمنطق والفلسفة اقواله الباطنية والقرامطة مثل الانسان الذي اصيب العور صار يرى الاشياء معوجا الشيء ليس معوج لكن معوج في نظري هو نعم الله عليكم قال رحمه الله تعالى والذين والذين يجعلون ظاهرها ذلك يغلطون من وجهين تارة يجعلون المعنى الفاسد ظاهر اللفظ حتى يجعلوهم الى تأويل يخالف الظاهر ولا يكون كذلك. وتارة يردون المعنى الحق الذي هو ظاهر اللفظ لاعتقادهم انه باطل. والاول كما قالوا في قوله عبدي جعت احسن الله اليك كما قالوا في قول عبدي جعت فلم تطعمني الحديث. وفي الاثر الاخر الحجر الاسود يمين الله في يمين الله في الارض. فمن صافحه هو قبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه وقوله قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن فقالوا قد علم ليس في قلوبنا صابع الحق. فيقال لهم لو اعطيتم النصوص حقها من الدلالة لعلمتم انها لا تدل على الا على الحق اما الواحد فقوله الحديث الواحد سم يا شيخ اما الحديث الواحد اي نعم عندي اما الواحد. مم. ماشي. نعم. يعني الحديث الذي ثبت من طريق الاحاد هذا مقصود الواحد نعم اما الحديث الواحد فقوله الحجر الاسود يمين الله في الارض. فمن صافح وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه. صريح في ان الحجر الاسود ليس هو صفة لله ولا هو نفس يمينه لانه قال يمين الله في الارض. وقال فمن قبله وصافحه فكأنما صافحه الله وقبل يمينه ومعلوم ان المشبه ليس هو المشبه ان المشبه ليس هو المشبه ليس هو المشبه به ففي نفسه حديث بيان ان من مستلمه ليس مصافحا لله وانه ليس هو نفسه يمينه. فكيف يجعل ظاهره كفرا وانه محتاج الى التأويل مع ان هذا الحديث انما يعرف عن ابن عباس رضي الله عنهما يعني في سندهما قال والصحيح انه حديث موقوف طيب لو قيل من طاف هذا البيت فكأنما طاف بالبيت المعمور. هل معناه ان هذا البيت هو البيت المعمور اذا كان لا من تقبل الحجر الاسود فكأنما قبل يمين الله. معلوم ان المشبه لا يكون عين المشبه به. والا ما فائدة التشبيه نعم وما الحديث الاخر فهو في الصحيح مفسر يقول الله عبدي جعت فلم تطعمني فيقول ربي كيف اطعمك وانت رب العالمين قل اما علمت ان عبدي فلانا جاع فلم فلو اطعمته لوجدت ذلك عندي. عبدي مرضت فلم تعدني فيقول ربي كيف اعودك وانت رب العالمين فيقول اما علمت ان عبدي فلانا مرض فلو عدته لوجدته عندي. وهذا صريح في ان الله سبحانه وتعالى نفس نفس لم يمرض ولم يجع ولكن مرض عبده وجاع فجعل جوعه جوعه ومرضه مرضه. مفسرا ذلك بانك فلو اطعمته لوجدت ذلك عندي ولو عدته لوجدتني عنده. فلم يبق في الحديث لفظ يحتاج الى تأويل. يعني مثل الان لو قال الانسان فويل للمصلين وسكت ما يجوز الاية مفسرة بما بعدها الذين هم عن صلاتهم ساهون. لان فهمنا معنى المصلين الذين لهم الويل فلما يقول عبدي جعت فلم تطعمني. يقولها كيف جعل عبدي؟ كمل الحديث كمل يا من تدعي العقل؟ يا من تدعي العلم يا من تدعي الفهم. كمل الحديث قال كيف اطعمك وانت ربك؟ قال ما لو اطعمت عبدي خلاص انتهى الاشكال نعم فما قوله واما قوله صلى الله عليه وسلم قولوا بالعباد بين اصبعين من اصابع الرحمن فانه ليس في ظاهره ان القلب متصل بالاصبع بالاصبع ولا مماس لها ولا انها في جوفه ولا في قول القائل هذا بين يدي ما يقتضي مباشرته اليديه واذا قيل والسحاب بمسخرات والسحاب المسخر بين السماء والارض. لم يقتضي ان يكون مماسا للسماء والارض. ونظائر هذا كثيرة. البينية لما تقل اسلوب العبادة بين اصبعين من اصابع الرحمن. يقلبهما كيف يشاء. عقلك السقيم هو الذي فهم انه لابد ان يكون اصابع الرحمن في داخل قلب الانسان حتى يقلبهما والا في لغة العرب لا يلزم هذا الفهم السقيم لما نقول السحاب المسخر بين السماء والارض الشمس بين السماء والارض. هل معناه لازم يكون الشمس مماس للسماء ومماس للارض انت تقول مثلا هذا مثال واضح المدينة بيننا وبين مكة هل لابد ان تكون المدينة ملامسة لنا او ملامسة لمكة سبحان الله من اين اتت هذه العقول السقيمة نعم ومما يشبه هذا ان يجعل اللفظ نظيرا لما ليس مثله كما اذا قيل في قوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي فقيل هو مثل قوله اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما. هذا لا بد ان تنتبه لها يا طالب العلم. فان كثيرا من اهل البدع يجعلون الالفاظ والمفترقة مجتمعة فيجمعون الى اللفظ الوارد في باب الصفات الفاظ ونصوص ليست في باب الصفات فيلزمونك ان تؤوله او ان تفسره كتلك مع انك عندما تتأمل تعلم ان هذه الاية ليست في الصفات. وهذه الاية في الصفات. هذا الحديث ليس في الصفات وهذا الحديث في الصفات مثل هذه الاية الان. ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي اولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت؟ ايدينا انعمت؟ يقول هذا مثل هذا. اما ان تجعل الاثنين صفة لله واما ان تؤول الاثنين. يلزمونك بهذا ما الجواب فهذا ليس مثل هذا لانه هنا اضاف الفعل الى الايدي فصار شبيها بقوله في فبما كسبت ايديكم وهناك اضاف الفعل اليه فقال لما خلقت ثم قال بيدي ومعلوم ان المثنى لا يحتمل المجاز نعم وايضا فانه هنا ذكر نفسه المقدسة بصيغة المفرد وفي اليدين ذكر لفظ التثنية كما في قوله بل يداه مبسوطتان ينفقوا كيف يشاء. وهناك اظاف الايدي الى صيغة الجمع فصار كقوله. تجري باعيننا. وهذا في الجمع نظير قوله بيده الملك وبيده الخير في المفرد فالله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد مظهرا مظهرا او مضمرا وتارة بصيغة هنا اكتب القاعدة يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد مظهرا او مظمرة للدلالة على الوحدانية ان كان ان كان المرجع الذات وللدلالة على اثبات صفة الجنس ان كان المرجع الوصف والفعل وتارة وتارة بصيغة الجمع كقوله انا فتحنا لك فتحا مبينا. طبعا اكتب واذا ذكر نفسه بصيغة الجمع وكان المرجع وفي ذلك الذات فالمقصود التعظيم المقصود التعظيم وكذلك اذا كان المقصود الوصف مثل اعيننا ايدينا ان نعم ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط لان صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه وربما تدل على معاني اسمائه صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور وهو مقدس مقدس عن ذلك. اذا لاحظ الان لما يقول بيدي بيدي مفرد مضاف اثبات صفة الجنس بايدينا التعظيم بيدي نص في العددية لا يحتمل معنى اخر. خلصنا لما قال ها ولتثنى على عيني مفرد ايش مضاف افاد ايش؟ اثبات صفة الجنس صفة العين باعيننا جمع دل على تعظيم العين لما قال ان ربكم ليس باعور وان الدجال اعور نص على ان الله له عينان. انتهينا لا يحتمل معنى اخر نعم فلو قال ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي كان كقوله مما عملت ايدينا وهو نظير قوله بيده الملك وبيده الخير ولو قال خلقت بيدي بصيغة الافراد لكان مفارقا له فكيف اذا قال خلقت بيدي بصيغة التثنية؟ هذا مع دلالة حديث المستفيضة بل المتواترة واجماع السلف على مثل ما دل عليه القرآن كما هو مبسوط في موضعه مثل قوله المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم واهليهم وما ولوا وامثال ذلك وان كان القائل يعتقد ان ظاهر النصوص المتنازع المتنازع في معناها من جنس ظاهر النصوص المتفق على معناها وظاهر هو المراد في الجميع فان الله تعالى لما لما اخبر انه الدابة لخر المستوي عليها فقياس هذا انه لو عدم العرش لسقط الرب تبارك وتعالى ثم يريد بزعمه ان ينفي هذا فيقول ليس استوائه بقعود ولا استقرار ولا يعلم ان مسمى القعود والاستقرار يقال فيه بكل شيء عليم وانه على كل شيء قدير واتفق اهل السنة وائمة المسلمين على ان هذا على ظاهره وان ظاهر ذلك مراد كما من المعلوم لانهم لم يريدوا بهذا الظاهر ان يكون علمه كعلمنا وقدرته كقدرتنا. ولذلك لما اتفقوا على انه حي حقيقة عالم حقيقة قادر حقيقة لم يكن مرادهم انه مثل المخلوق الذي هو حي عليم قدير. فكذلك اذا قالوا في قوله ويحبونه رضي الله عنهم ورضوا عنه وقوله ثم استوى على العرش انه على ظاهره لم يقتضي ذلك ان يكون ظاهرا استواء كاستواء المخلوق ولا حبا كحبه ولا رضا كرضاه. فان كان المستمع يظن ان ظاهر الصفات يماثل صفات مخلوقين لزمه الا يكون شيء من ظاهر ذلك مرادا. وان كان يعتقد ان ظاهرها ما يليق بالخالق ويختص به لم يكن له نفي هذا الظاهر ونفي ان ونفي ان يكون مرادا الا بدليل يدل على النفي وليس في العقل ولا السمع ما ينفي هذا الا من ما ينفي به ما من جنس ما ينفي به سائر الصفات فيكون الكلام في الجميع واحدا. طيب ما هو ما هو الذي ما هو هو الذي هم ينفون سائر الصفات به انتبه الان القاعدة التي اتفقوا عليها ذكرناها بالامس وبه ينفون ما ينفون من الصفات ما هي؟ قولهم يلزم منه التشبيه يلزم منه الحدوث يلزم منه التركيب هذه قاعدتهم المطردة فانت مباشرة ماذا تفعل؟ تنتقل الى القاعدتين اللتين ذكرهما شيخ الاسلام القول في بعض الصفات كالقول في البعض الاخر. ان كان منازعك اشعريا القول في الذات في الصفات كالقول في الذات ان كان منازعك جهميا او كان معتزليا بس وحينئذ فان كلمة يلزم منه التشبيه يلزم منه آآ الحدوث يلزم منه التركيب قل هذا اللزوم من اين تخيلته؟ من نظرك الى الموجودات المحدثات المخلوقات فكون هذا يلزم في الموجودات المحدثات المخلوقات لا يلزم في الخالق تبارك وتعالى كما اننا اذا قلنا العلم يلزم من هذا العلم في المخلوق ان يكون ملحوقا جهري مسبوقا بجهل ملحوقا بالنسيان. مصاحبا للغفلة هل هذه اللوازم تقول بها في علم الله قطعا لا يمكن ان يقول بها في حق الله عز وجل كذلك الذات اذا قلنا ذات المخلوق فانها مسبوقة بالعدم ملحوقة بالعدم مصاحبة للحاجة طيب اذا قلنا ذات الله ليست مسبوقة بالعدم ولا ملحوقة بالعدم ولا مصاحبة للحاجة وكذلك اثبت الصفات نعم قال رحمه الله تعالى وبيان هذا ان صفاتنا منها ما هي اعيان واجسام وهي ابعاد لنا كالوجه واليدين ومنها ما هو معان واعراض وهي قائمة بنا كالسمع قوى البصر والكلام والعلم والقدرة. طبعا تقسيم الصفات الى اعيان والى معان هذا تقسيم معقول فكل انسان عاقل يفهم انه اذا سمع الوجه انه عين في الذات واذا سمع كلمة اليد انه عين في الذات واذا سمع البصر انه عين في الذات واذا سمع العلم في علم انه معنى في الذات واذا سمع القدرة يعلم انه معنى في الذات فيفرق بين صفات الاعيان وبين صفات المعاني او باصطلاح اخر عند بعض علماء السلف بين الصفات الخبرية الصفات الخبرية هي الوجه واليدان ونحو ذلك والقدم والساق الصفات المعاني السمع والبصر والكلام والعلم والقدرة والحياة والكرم والرحمة والرأفة والى اخر ذلك. نعم ثم من المعلوم ان الرب لما وصف نفسه بانه حي عليم قدير. لم يقل المسلمون ان ظاهر هذا غير مراد لانه لان مفهوم ذلك ففي حقه مثل مفهومه في حقنا فكذلك لما وصف نفسه بانه خلق ادم بيديه لم يوجب لم يوجب ذلك ان يكون ظاهره غير لان مفهوم ذلك في حقه كمفهومه في حقنا بل صفة الموصوف تناسبه. من اين علمنا ان آآ ظاهر ذلك غير مراد من الاظافة لما اضيف الى الخالق اكتسبت الصفة ها ايش؟ خصائصه الذات العلية لما اضيف الى المخلوق اكتسبت الصفة ها خصائص الذات المخلوقية. انتهت الاشكالية ارتفعت نعم فاذا كانت نفسه المقدسة ليست مثل ذوات المخلوقين فالصفات كذاته ليست كصفات المخلوقين ونسبة صفات المخلوقين اليه كنسبة صفة اليه وليس منسوبك منسوبك المنسوب ولا المنسوب اليه كالمنسوب اليه. كما قال صلى الله عليه وسلم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر فشبه الرؤية بالرؤية الى المرء بالمرء وهذا يتبين بالقاعدة الرابعة القاعدة الرابعة وهو ان كثيرا من الناس يتوهم في بعض الصفات او كثير منها او اكثرها او كلها انها تماثل صفات المخلوقين ثم ثم يريد ان ينفي ذلك الذي فهمه فيقع في اربعة انواع من المحاذير. هذه القاعدة خلاصتها خلاصتها وصياغة القاعدة من اول صفة لزمه اربعة محاذير هذي خلاصة القاعدة اللي تحفظها من اول صفة لزمه اربعة محاذير نعم احدها كونه مثل ما فهمه من النصوص بصفة المخلوقين وظن ان مدلول النصوص هو التمثيل. وهذا من ظن ان مدلول النصوص التمثيل هل اعطى النص حقه هل عظم كلام الله هل عظم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. الله ارسل الرسالة وانزل الكتاب وانزل السنة لماذا هل يلبس على الناس؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا قرآنا عربيا غير ذي عوج كتاب مبين بلسان عربي مبين نعم والثاني انه اذا جعل انه اذا جعل ذلك هو مفهوما وعطله بقية النصوص معطلة كما دلت عليه من اثبات الصفات اللائقة بالله فيبقى مع جنايته على النصوص وظنه السيء الذي ظنه بالله ورسوله حيث اظن ان الذي يفهم افهموا من كلامه ما هو التمثيل الباطل. قد عطل ما اودع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في كلامهما من اثبات صفة لله والمعاني الالهية لائقة بجلال الله. وهذا لازم لكل من اول صفة انه عطل النص لا مفر منه. كل من اول صفة فقد عطل النص. نعم ثالث الثالث انه ينفي تلك الصفات عن الله بغير علم فيكون معطلا لما يستحقه الرب. يعني دخل في مسألة التخرص. لما عطل صفة لابد ان يأتي له بمعنى من اين يأتي له بمعنى؟ من رأسه من كيسي من فكره من ذوقه من وجده من تقليده لشيخه ما اتبع كتابا ولا سنة مثلا لو قلنا لهذا المؤول المعتزلي قلت استوى على العرش استولى. من اين اتيت بكلمة استولى؟ من سبقك الى ذلك افي القرآن معنى الاستيلاء استواء بمعنى الاستيلاء لن تجد ففي السنة معنى الاستواء بمعنى الاستيلاء لن تجد افي كلام السلف من الصحابة الاستواء بمعنى الاستيلاء لن تجد افي كلام العرب العرباء لن تجد سيقول سلفي في ذلك الاخطر للنصراني الذي قال قد استوى بشر على العراق من غير ما سيف ولا دم مهران ما شاء الله هنيئا لك بالاختر النصراني خلك معه نعم الرابع انه يصف الرب بنقيض تلك الصفات من صفات لما من صفات الموات والجمادات او صفات معدومات فيكون قد عطل صفات تلك مال التي يستحقها الرب ومثله بالمنقوصات والمعدومات وعطل النصوص عما دلت عليه من الصفات وجعل مدلولها هو التمثيل بالمخلوقات فيجمع فيجمع في الله وفي كلام الله بين التعطيل والتمثيل فيكون ملحدا في اسماء الله واياته. مثال ذلك ان هذه قاعدة مهمة جدا ان كل معطل وقع في المحظور الثاني لا بد ان تكون النتيجة وقوعه في المحظور الرابع وهو التشبيه الله بالمعدومات او بالممتنعات او بالمستحيلات قظية مطردة ما لها مفر ما لهم من ذلك من مفر نعم مثال ذلك مثال ذلك ان النصوص كلها دلت على وصف الله بالعلو والفوقية على المخلوقات والسواء على العرش. فما علوه ومباينته للمخلوقات فيعلم بالعقل الموافق للسمع ظم الاستواء على العرش فطريق العلم به هو السمع وليس في الكتاب والسنة وصف له بانه لا داخل العالم ولا خارجه ولمباينه ولا مداخله. هذا الكلام تظمن ان صفات الصفات منها ما هو معلوم عقلا ونقلا كالعلو والحياة والعلم السمع والبصر ونحو ذلك ومنها ما لا يعلم الا بالسمع اذا هناك صفات لا يمكن العلم بها الا بالسمع لا يمكن الاستدلال بها بالعقل فمثلا العقل لا يمكن ان يستدل هل الله استوى على العرش؟ ولا استوى على غير العرش؟ لا يمكن العلم بذلك الا بالنص العقل لا يمكنه ان يستدل هل الله عز وجل له يدان تليقان بجلاله؟ او يد واحدة او اربعة او خمس ما يمكن هذا طريق السمع هذا طريق ايش السمع. لا يمكن للعقل ان يستدل بان الله له وجه او ليس له وجه هذا لا طريقه السمع اذا الصفات منها ما طريقه السمع والعقل ومنه ما هو ومنها ما هو طريقه السمع فقط نعم فيظن المتوهم انه اذا وصف وصف بالاستواء على وصف اذا وصف. احسن الله اليك. فيظن المتوهم انه اذا وصف بالاستواء على العرش كان السواء استواء الانسان على ظهور الفلك والانعام. كقوله وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون لتستووا على ظهوره. فيتخيل انه اذا كان مستويا على العرش كان محتاجا اليه كحاجة مستوي على الفلك والانعام فلو انخرقت السفينة لسقط المستوي عليها ولا عثرت فيه ما يقال في مسمى الاستواء فان كانت الحاجة داخلة في ذلك فلا فرق بين الاستواء والقعود والاستقرار وليس هو بهذا المعنى المستوي ولا مستقرا ولا قاعدا وان لم يدخل في مسمى ذلك الا ما يدخل في في مسمى الاستواء فاثبات احدهما ونفي الاخر تحكم وقد علم ان بين المسمى الاستواء والاستقرار والقعود فروقا معروفة. ولكن المقصود هنا ان يعلم خطأ من ينفي الشيء مع اثبات نظيره وكان هذا الخطأ من خطأه في مفهومه استوائه على العرش حيث ظن انه مثل استواء الانسان على ظهور الانعام والفلك ليس في اللفظ ما يدل على ذلك لانه اظاف الاستواء الى الاستواء الى نفسه الكريمة. كما اظاف اليه سائر افعاله وصفاته فذكر انه خلق ثم استوى كما ذكر انه قدر فهدى وانه بنى السماء بايد. وكما ذكر انه مع موسى وهارون يسمع ويرى وامثال ذلك فلو يذكر استواء فلم يذكر استواء مطلقا يصلح للمخلوق ولا عاما يتناول المخلوق كما لم يذكر مثلها مثل ذلك بسائر صفاته وانما ذكر السواء ان اضافه الى نفسه الكريمة فلو قدر على بالنسبة لاضافة صفة القعود او صفة الاستقرار او صفة الجلوس للعرش هذه الالفاظ لابد ان ننتبه ان الفاظ آآ المتعلقة المظافة الى الله لابد من ثبوتها لا بد من ثبوتها فنحن نقول انا استوى علا وارتفع واستقر بمعنى فوق على بمعنى فوق. هذه اربعة معاني ثابتة اما معنى جلس او معنى قعد هذه الالفاظ لم ترد فما دام ان هذه الالفاظ لم ترد فنحن لا نتكلم فيها لان صفات الرب باب توقيفي. القاعدة الاولى اللي اخذناها في المقدمة باب توقيفي نعم فلو قدر على وجه الفرض الممتنع انه مثل خلقه تعالى الله عن ذلك لكانت سواه مثل استواء خلقه. فاما اذا كان هو ليس مماثلا لخلقه بل قد علم انه الغني عن الخلق وانه الخالق للعرش ولغيره وان كل ما سوى مفتقر اليه وهو الغني عن كل ما سواه وهو لم يذكر الا السوا ان لم يذكر استواء يتناول غيره ولا يصلح له كما لم يذكر في علمه وقدرته ورؤيته وسمعه وخلقه الى ما يختص فكيف يجوز ان يتوهم انه اذا كان مستويا على عرشه كان محتاجا اليه وانه لو سقط العرش لخر من عليه سبحانه وتعالى عما يقوله الظالمون كبيرا هل هذا الا جهل محظ وظلال ممن فهم ذلك او توهمه او ظنه ظاهر اللفظ ومدلوله. او جوز ذلك على الرب على رب العالمين الغني عن الخلق بل لو قدر ان جاهلا فهم مثل هذا او توهمه لبين له ان هذا لا يجوز وانه لم يدل عليه اللفظ اصلا كما لم يدل على نظائره في سائر ما وصف به الرب نفسه. فلما قال تعالى بنيناها بايد فهل يتوهم ان بناءه ان بناءه مثل بناء الادمي المحتاج؟ الذي يحتاج الى زنجبيل الى ايش زنبيل زنبيل زنبيل يعني الوعاء هذا الكبير نعم هذي نهاية الصراع وما يخالف الذي يحتاج الى زنبيل ومجاري واعوان وضرب لا وضرب لبن وجلب طين. ثم قد علم لبن ولا لبن لبن نعم احسنت جزاك الله خير. نعم ثم قد علم ان الله تعالى خلق العالم بعضه فوق بعض ولم يجعل عاليه مفتقرا الى سافله. الله اكبر. هذا من من دلائل امتياز فعله تبارك وتعالى ما يوجد مخلوق يستطيع ان يصنع شيئا ها وما فوق غير محتاج الى تحت الا الله خلق السماوات والارض بعضها فوق بعض وما فوق لا لا يحتاج الى ما تحت. سبحان الخالق سبحان الخالق نعم وليست مفتقرة والسماوات فوق الارض وليست مفتقرة. وعلم ان الله تعالى خلق العالم بعضه فوق بعض ولم يجعل عليه مفتقرا الى سافله. فالهواء فوق الارض وليس مفتقرا الى ان تحمله الارض والسحاب ايضا فوق الارض وليس مفتقرا الى ان تحمله الارض. والسماوات فوق الارض وليس مفتاقيرة الى حمل الارض لها فالعلي الاعلى رب كل شيء ومليكه اذا كان فوق جميع خلقه كيف يجب ان يكون محتاجا الى خلقه او عرشه او كيف فيستلزم علوه على خلقه هذا الافتقار وهو ليس بمستلزم في المخلوقات. وقد علم ان ما ثبت لمخلوق في الغنى عن مما ثبت لمخلوق من الغنى عن غيره فالخالق سبحانه وتعالى حق به واولى. وكذلك قوله اامنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور. من توهم ان مقتضى هذه الاية ان يكون الله الله في داخل السماوات فهو جاهل ضال الاتفاق وان كنا اذا قلنا ان الشمس والقمر في السماء يقتضي ذلك ان يقتضي ذلك فان حرف في متعلق بما قبله وما بعده فهو بحسب المضاف والمضاف اليه. فلهذا يفرق يفرق يفرق بين كون الشيء في المكان وكون الجسم في الحيز وكون العرض في الجسم وكون الوجه في المرآة وكون الكلام في الورق فان لكل نوع من هذه الانواع خاصة يتميز بها عن غيره. وان كان حرف في مستعملا في ذلك. فلو قال قائل العرش في السماء او في الارض. لقيل في السماء ولو قيل الجنة في السماء او في الارض لقيل الجنة في السماء لم يلزم من ذلك ان يكون العرش داخل السماوات بل ولا الجنة. وقد ثبت في صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فانها اعلى الجنة واوسط الجنة وسقفها عرش الرحمن فهذه الجنة بسقفها الذي هو العرش فوق الافلاك مع ان الجنة في السماء والسماء يراد به العلو سواء كان فوق او تحتها قال الله تعالى فليمدد بسبب الى السماء. وقال تعالى وانزلن من السماء ماء طهورا. ولما كان فقد استقر في نفوس المخاطبين ان الله هو العلي الاعلى وانه فوق كل شيء كان المفهوم المفهوم من قوله. من في السماء انه في وان كان فوق كل شيء وكذلك الجارية معنى امنت من في السماء من في العلو كلمة السماء تأتي بمعنى العلو تأتي بمعنى الجرم فهنا تفسيران للسلف كله صحيح من في السماء من في العلو التفسير الثاني من في السماء من على السماء لان فيه تأتي بمعنى على لوصلبنكم في جذوع النخل اي على جذوع النخل فهي مظمنة لكلمة علاء ولابد هنا لطالب العلم ان ينتبه ان علو الله صفة ذات واستواه على العرش صفة فعل نعم وكذلك الجارية لما قال لها صلى الله عليه وسلم اين الله؟ قالت في السماء انما ارادت العلو مع عدم تخصيصه بالاجسام والمخلوقة فيها. واذا قيل العلو فانه يتناول ما فوق المخلوقات كلها فما فوقها كلها هو في السماء. ولا يقتضي هذا ان يكون لك ظرف وجودي يحيط به اذ ليس فوق العالم شيء موجود الا الله. كما لو قيل العرش في السماء فانه لا يقتضي ان يكون العرش في شيء اخر موجود في شيء اخر في شيء اخر موجود مخلوق؟ لابد للمسلم ان يعتق ان الله عز وجل فوق العرش وليس هذا معناه انه في شيء وجودي فالله عز وجل اعظم من ان يحيط به شيء موجود وانما العرش اعلى المخلوقات فاخبر انه فوق المخلوقات تبارك وتعالى. نعم وان قدرن السماء المراد بها الافلاك كما كما كان المراد انه عليها كما قال ولاصلبنكم في جذوع النخل وكما قال في الارض وكما قال فسيحوا في الارض. ويقال فلان في الجبل وفي السطح وان كان على اعلى شيء فيه نعم القاعدة الخامسة انا نعلم ما اخبرنا به من وجه دون وجه فان الله تعالى قال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله فيه اختلافا كثيرا وقال افلم يتدبروا القول وقال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكروا اولوا الالباب وقال افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ فامر بتدبر الكتاب كله. وقد قال هو الذي انزل الكتاب منه ايات محكمة هن ام الكتاب واخر متشابهات. فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا القاعدة الخامسة احفظها اكتبها مختصرة لتحفظها انا نعلم معاني الصفات من وجه كلي ولا نعلم كيفياتها عند الاظافة هذا مختصر القاعدة الخامسة انا نعلم معاني الصفات من وجه كلي ولا نعلم كيفياتها عند الاظافة الى الله تبارك وتعالى فلو قالك اي انسان ما معنى فاتى الله بنيانه؟ تقول اعرف معنى اتى بالفارسية امن انجليزية كم ها وباي لغة تعرف تترجم لكن كيف تقول لا اعلم؟ اذا هذا معنى هذه القاعدة. نعلم ما اخبرنا به من وجه. ما هو هذا الوجه؟ الكلي الذي لولاه ما فهمنا الخطاب ولا نعلم كيف اذا دون وجه هذا دون وجه لانه ظيف الى الله اتى الله من اللي اتى؟ الله. اذا لا نعلم كيف جاء لانه اضيف الى الله ولذلك نحن عاجزون عن ادراك كيفية مجيء جبريل الى النبي عليه الصلاة والسلام في لحظة من فوق سبع سماوات ينزل الارض في لحظة كيف لا نعلم فكيف يمكننا ان نعلم كيف يجيء الرب او كيف يأتي الرب تبارك وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى وجماهير سلف الامة وخلفها على ان الوقف عند قوله وما يعلم تأويله الا الله. وهذا هو المأثور عن ابي ابن كعب وابن مسعود بن عباس رضي الله عنهم وغيرهم. وروي عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال التفسير على اربعة اوجه. تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير ايعذر احد بجهالة وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله. من ادعى علمه من ادعى علمه فهو كاذب. طبعا التفسير الذي تعرفه العرب من كلامها هو التفسير الذي يفسر القرآن بكلام العرب فتعرف العرب معنى السماء والارض وفوق وتحت الى اخره. وتفسير لا يعذر احد بجهالاته توحيد الايمان بالله والملائكة والكتب والرسل مباني الاسلام وتفسير يعلمه العلماء الحمد لله هل اللام للتخصيص او للاستحقاق مثلا هذا لا يعلمه الا العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله. وهذا كيفيات الغيبيات. بس كيفيات الغيبيات سواء كانت ماضية مستقبلة متعلقة بالله متعلقة بالجنة بالنار بيوم القيامة لا نعلمها لانها غيبيات نفهم معناه لا نعلم كيفياته بل نحن لا نعلم كيف اهبط ادم الى الارض كيف اهبط على جناح من ملك ولا القي ولا في مصعد كيف القي اهبطوا منها جميعا. كيف هبط؟ والله لا نعلم اذا هذا تفسير لا يعلمه الا الله نعم وقد روي عن مجاهد وطائفة ان الراسخين في العلم يعلمون تأويله. وقد قال مجاهد عرضت المصحف عن ابن عباس من فاتحته الى خاتمته اقف عند كل اية واسأله عن تفسيرها. اذا هنا القول الثاني القول الاول قول الجمهور وهو الوقف على وما يعلم تأويله الا الله القول الثاني قول مجاهد وطائفة من السلف وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم فالراسخون في العلم يعلمون معنى كيف نجمع بين القولين ولا منافاة ولا منافاة بين القولين عند التحقيق فان لفظ التأويل قد صار بتعدد الاصطلاحات مستعملا في ثلاث معاني احدها وهو اصطلاح كثير من المتأخرين والمتكلمين في الفقه واصوله ان تأويله وصرف اللفظ عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به وهذا هو الذي عناءه اكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات وترك تأويلها وهل وهل ذلك محمود او مذموم وحق او باطل. والثاني ان التويل بمعنى التفسير وهذا هو الغالب وعلى اصطلاح المفسرين للقرآن كما يقول ابن جرير وامثاله من المنصفين من المصنفين في التفسير. واختلف علماء التأويل ومجاهد امام المفسرين. قال الثوري اذا جاءك سيروا عن مجاهد فحسبك به وعلى تفسيره يعتمد الشافعي والبخاري وغيره ما فاذا ذكر انه يعلم تأويل المتشابهين فالمراد به معرفة تفسيره اثار اذا نلاحظ الان على القول الاول جمهور وما يعلم تأويله الا الله يعني مآلات الاخبار فهنا يجب الوقف وعلى قول مجاهد وما يعلم التأويل الى الله والراسخون في العلم يقصد التفسير تفسير المعنى فلا يوجد كلمة في القرآن لا يفهم معناها المجاهد ومن اشتغل بعلم التفسير نعم الثالث من معاني الطويل هو الحقيقة التي يؤول اليها الكلام كما قال تعالى هل ينظرون الى تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذي نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق. فتأويل ما في القرآن من اخبار المعادي هو ما اخبر الله تعالى به فيه مما يكون في القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار ونحو ذلك. كما قد قال في قصة يوسف لما سجد ابواه واخوته قال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل. فجعل عين ما وجد في الخارج هو تأويل الرؤيا. فالتأويل الثاني هو مصير الكلام وهو الكلام الذي يفسر به اللفظ حتى يفهم معناه او تعرف علته او دليله وهذا التأويل الثالث هو عين ما في هو عين ما هو موجود في الخارج ومنه قول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن تعني قوله تعالى بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. وقول سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى السنة هي تأويل الامر والنهي. فان نفس فعل المأمور به هو تأويل الامر به. ونفس ونفس الموجود المخبر عنه هو تأويل الخبر. والكلام خبر وامر. ولهذا ابو عبيد وغيره الفقهاء اعلم بالتويل من اهل اللغة. كما ذكروا ذلك في تفسير اشتمال الصماء ان الفقهاء يعلمون نفسا نفس ما امر به ونفس ما نهي عنه ولعلمهم بمقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك كما يعلم اتباع اتباع الفيلسوف الطبيب. نعم وذلك كما يعلم اتباع بقراط وسيبويه ونحوهما من مقاصدهم ما لا يعلم بمجرد اللغة ولكن تأويل الامر والنهي لابد من معرفته بخلاف تأويل الخبر اذا عرف ذلك فتويل ما اخبر الله تعالى به عن نفسه المقدسة بما بما لها من حقائق الاسماء والصفات هو حقيقة نفسه المقدسة المتصفة بما لها من حقائق الصفات وتويل ما اخبر الله به من الوعد والوعيد هو نفس ما يكون من الوعد والوعيد ولهذا ما يجيء في الحديث نعمل بمحكمه ونؤمن ونؤمن بمتشابهه. لان ما اخبر الله به عن المحكم هو المعنى والمتشابه هو الكيف. لا تنسى هذه كل اية وحديث متعلق بالصفات فالمحكم فيه كل اية او حديث متعلق بالصفات او متعلق بالغيبيات فالمحكم المعنى. والمتشابه الكيف لو قال لك قائل اذا البحار سجرت كيف تسجر البحار كيف تصبح البحار نارا لا يجوز ان تقول بالبراكين هذا هذا تخرص في الغيب فانت تفهم معنى البحار سجلت كيف تقول لا اعلم هذا الواجب عليك لما تقول عن الجبال كالعهن المنفوش كيف تصبح الجبال كالعهن المنفوش؟ انت تفهم المعنى كيف؟ لا تعلم فلا يجوز ان تتخرص اذا نعمل بمحكمه الذي هو المعنى نؤمن المتشابه الذي هو الكيف. نعم ولهذا ولهذا ما يجيء في الحديث نعمل بمحكمه ونؤمن به بمتشابهه لان ما اخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الاخر فيه فيه الفاظ متشابهة تشبه معانيها ما يعلمه الناس في الدنيا. كما اخبر الله ان في الجنة لحما ولا بالانا وعسلا وخمرا نحو ذلك وهذا يشبه ما في الدنيا لفظا ومعنى ولكن ليس هو مثله ولا حقيقته كحقيقته. فاسماء الله تعالى وصفاته اولى وان كان بينها وبين اسماء العباد والصفاتهم وصفاتهم تشابه ان لا يكون لاجلها الخالق مثل المخلوق ولا حقيقته كحقيقته. والاخبار عن الغائب لا يفهم وان لم يعبر عنه بالاسماء المعلوم معانيها في الشاهد ويعلم بها ويعلم بها ما في الغائب بواسطة العلم بما في الشاهد مع العلم بالفارق المميز وانما اخبر الله به من الغيب اعظم مما يعلم في الشاهد. هذا كلام عظيم كيف نعلم الغيبيات لا يمكن ان نعلم الغيبيات بوجودها الا ان يؤتى بكلام ها متواطئ نفهم معناه ثم يضاف هذا المعنى الغيبي يضاف الى الامر الغيبي فنفهم المعنى ونبقى في الكيف حائرين لا ندري ولا نعلم والا ما امكننا الايمان بالجنة والنار وبمشاهد يوم القيامة ولا امكاننا الايمان باسماء الله وصفاته. نعم وانما اخبر الله به عن وان ما اخبر الله به من الغيب اعظم مما يعلم في الشاهد وفي الغائب ملاعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فنحن واذا اخبرنا الله بالغيب الذي اختص به من الجنة والنار علمنا معنى ذلك وفهمنا ما اريد منا فهمه بذلك الخطاب وفسرنا ذلك. واما نفس الحقيقة المخبر عنها مثل ما لم تكن بعد. وانما تكون في يوم القيامة فذلك من التأويل الذي لا يعلمه الا الله. ولهذا لما سئل مالك مالك وغيره من السلف عن قوله الرحمن وعلى العرش استوى قالوا الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وكذلك قال ربيعة شيخ مالك قبله الاستواء معلوم والكيف مجهول ومن ومن الله البيان وعلى الرسول البلاغ وعلينا فبين ان الاستواء معلوم وان كيفية ذلك مجهولة. هذه العبارة ايها الاخوة لا تنسوا انها منقولة عن مالك. وشيخي ربيعة وعن شيخ ربيعة ايضا من قول وهو آآ من قول ايضا عن ام سلمة رضي الله تعالى عنهم جميعا. نعم تبين ان الاستواء معلوم وان كيفية ذلك مجهولة ومثل هذا يوجد كثيرا في كلام السلف. والائمة ينفون علم العباد بكيفية صفات لله وانه لا يعلم كيف الله كيف الله الا الله ولا يعلم ما هو الا هو. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا احصي ثنانا عليك انت كما اثنيت على نفسك. وهذا في صحيح مسلم وغيره. وقال في الحديث الاخر اللهم اني اسألك بكل اسم هو لك به نفسك وانزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك وسترت به في علم الغيب عندك. والحديث في المسند وفي صحيح ابي حاتم وقد اخبر فيه ان لله من الاسماء مس اثر به في علم الغيب عندهم في معاني هذه الاسماء التي سافر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها الا هو والله سبحانه اخبرنا انه عليم نقف على هذا ان شاء الله ونكمل الغد ونوطن انفسنا في الغد ان اذا لم ننتهي الى صلاة العشاء نكمل بعد العشاء حتى نخلص الكتاب وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين