ثم نتحدث في شرح ما يتعلق بالحديث ونحن نعلم علم اليقين ان هذه الاحاديث مهمة جدا وان الانسان لا بد له من ان يتعرف على شمائل النبي صلى الله عليه وسلم احسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم له شعر يضرب منكبيه بعيد ما بين المنكبين لم يكن بالقصير ولا بالطويل هكذا ساق الترمذي وهذا الحديث وقد اعتدنا ان نقرأ الحديث اولا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد مجلسنا هذا هو المجلس الرابع وفيه شرح الحديث الرابع من شمائل النبي صلى الله عليه وسلم قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن ابي اسحاق عن البراء ابن عازب قال ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء وخصاله الشريفة وان الانسان يتعلم شمائل النبي صلى الله عليه وسلم الخلقي والخلقية. فان في هذا فوائل جمة وان في هذا المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم وان في هذا العمل بتطبيق سنن النبي صلى الله عليه وسلم فان ربنا قد جعل نبينا صلى الله عليه وسلم اسوة لنا وقدوة لنا في كل خير فعلى الانسان ان يتعلم من شمائلهم وهذه الشمائل هي من تمام معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجب على كل مسلم ان يعرف نبيه لان الايمان بالشيء على قدر المعرفة والكثير من الناس يؤمن بوجود الشيء ولكن اليقين لا يسكن الا قلب من رآه وعينه ومعلوم ان مراتب العلم هي اليقين وعين اليقين وحق اليقين ولذا كان اكثر الناس يقينا اعرفهم به صلى الله عليه وسلم وقد اشار الله تعالى الى هذا عندما اختار من كل قوم رجلا منهم يعرفون نسبه وحسبه وسيرته وخلقه وشمائله والى عاد اخاهم هودى والى ثمود اخاهم صالحا والى مدين اخاهم شعيبا لقد ارسلنا نوحا الى قومه وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم اذا من رحمة الله سبحانه وتعالى ان بعثت ان بعث فينا ومنا رسولا من انفسنا نعرف صفته ونعرف خصائصه ونعرف شمائله فهذا من رحمة الله بالمسلم والمسلم حينما يدرس شمائل النبي صلى الله عليه وسلم دراسة جادة وكأنه قد عايده وعايشه يزداد يقينه بصدقه وكماله وجلاله صلى الله عليه وسلم ومعرفة شمائل النبي صلى الله عليه وسلم تزيد المسلم حبا لنبيه صلى الله عليه وسلم ومعلوم ان حب النبي صلى الله عليه وسلم والشوق الى العيش معه وتقديمه على كل شيء من اصول الايمان وقد جاء في الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار. اذا ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواه ومحبة الله تتحقق بقراءتي كلامه وتدبره وتفهمه والحمد لله قد جعل الله لنا من اهل التفسير من بين لنا الكلام غاية التمام وايضا شمائل النبي صلى الله عليه وسلم فقد نقلها لنا في الاثبات من اهل الحديث وخدموا سنة النبي صلى الله عليه وسلم خدمة وافية المتمعن في سيرة النبي وشمائله يخرج بنصيب وافر من هذا الحب تجاه النبي صلى الله عليه وسلم وكلما ازداد الانسان معرفة به صلى الله عليه وسلم ازداد محبة وكلما زادت المحبة ازداد الايمان ومن ثمرات هذا الحب ودلائل هذا الحب هو الاتباع والتأسي في السنن العبادية وفي سنن الزواج حتى في سنن الزوائد ينبغي على الانسان ان لا يدع سنة من السنة ولذا جاء امر الابتلاء امرا خطيرا في الدين لانه يخالف حقيقة المحبة وهذا الحب هو الذي بلغه الاولون حتى نالوا شهادة تبقى تتلى في المحابر والمنابر الى قيام الساعة والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم فهؤلاء كانوا على اتصال بالله تعالى وعلى عيش مع محبة النبي صلى الله عليه وسلم ولذا نحن ذكرنا في المجلس الثالث عشر من شيخ الحج الثالث عشر من مجالس الاربعين النووية كيف ان الملائكة والت المؤمنين وكيف ان هذه المحبة قد اتصل في بالسماء بالارض والسماء ولم تكن قاصرة على المحبة الارظية فاذا هؤلاء لما احبوا النبي المحبة الكاملة وآآ وساروا على هذا السير تجد ان الصحابة قد قدموا اعظم اشياء وان الله سبحانه وتعالى قد احب الصحابة حتى منهم من غسلته الملائكة ومنهم من اهتز له عرش الرحمن ومنهم من شيعته الملائكة وهكذا وهذا باي شيء لنظرهم الى النبي ومحبتهم له ومعرفتهم بشمائله وسيرهم عليه. لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا اذا هذه الشمائل مهمة جدا وفي معرفة هذه الشمائل ومعرفة الخصائص النبوية والخصال المصطفوية تثبيت المؤمنين وهذا التثبيت يقوي الايمان واذا قوي الايمان ازداد اجر الانسان وكذلك عند هذا يرد الانسان شبه اصحاب الشبهات والذين في قلوبهم زيغ ففي ذلك التثبيت لان تلك الشمائل وتلك الصفات وتلك النعوت بمثابة اشعة الشمس التي تنير دروب المؤمنين وتضيء سبيل المتقين ولذا حينما يرون النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمن رحمته قد علت وبالتواضع رحمته قد علت وفي البذل هو ابذل الناس وكان يعطي عظاء من لا يخشى الفقر فكان الصحابة يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم في هذا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخالط المسكين ويخالط الفقير وكان ارحم الناس بالصبي وكان ارحم الناس بالعجوز وكان يدخل في الصلاة فيسمع بكاء الصبي فيتجوز في الصلاة لما رأوا هذا الرفق بالخلق بالانسان والحيوان بل حتى في الجماد اتبعوا النبي اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اما في القتال فرأوه اشجع الناس قلبا واقواهم ارادة ويتلقى الناس بثبات وصبر وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا احتد بهم الامر التجأوا به. ومرة لما سمعوا صوتا وذهبوا الى صوت وجدهم امامه وقال لهم لن تراعوا اذا كان النبي اعف الناس لسانا وكان اوضحهم بيانا وكان اعدل الناس وكان اعظمهم انصافا وكان اسم الخليقة روحا واعلاها نفسا وازكاها واعرفها بالله وكان ينصح الناس ويدل الناس على الجادة وكان ازهد الناس في المادة وكان ابعدهم عن التعلق بعرض هذه الدنيا يأكل ما يقدم اليه فلا يرد موجودا ولا يتكلف مفقودا ولا يعيب طعاما ابدا صلى الله عليه وسلم وكان من ازهد الناس حتى قال يعني يقول ابن مسعود نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد اثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك غطاء فقال ما لي ومال الدنيا ما انا في الدنيا الا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها وفي رواية قال ثم تركها اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ازهد الناس ومن شاهده بذلك زهد في هذه الدنيا الفانية وعمل للاخرة الباقية وكان يأكل على الارض ويقول اكل كما يأكل العبد واشرب كما يشرب العبد وكان يتواضع حتى قال لهم ان الله اوحى الي ان تواضعوا وهذا الحديث من ضمن الاحاديث التي تدل على ان السنة وحي من عند الله تعالى وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم طيبا في كل اموره ولم يكن فاحشا ولا لعانا ولا سبابا ويقول عند المعتبة ما له تربت يمينه يقول عمرو بن العاص رضي الله عنه بعد اسلامه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل علي بوجهه وحديثه الي حتى ظننت اني خير القوم اي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلطف بالناس حتى من خالطه يحس ان النبي صلى الله عليه وسلم به رحيم وله محب وما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قطا بيده ولا امرأة ولا خادما الا ان يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه الا ان تنتهك محارم الله تعالى ولذا قال البخاري كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في محنة اهله اي كان النبي صلى الله عليه وسلم يخدم اهله واذا نحن بنا حاجة ان نخدم اهلينا وان نساعدهم في امورهم في حالاتهم الطبيعية في حالاتهم غير الطبيعية كالحيض والنفاس والمرض ونحوها وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى اصحابه ان يطروه كما اطرس النصارى عيسى ابن مريم وكان صلى الله عليه وسلم يتفائل ولا يتطير ويعجبه الفاعل الحسن وكان يزور الانصار ويسلم على صبيانهم ويمسح على رؤوسهم وهذه سنة نسخ على الرأس ليست خاصة باليتيم بل تشمل اليتيم وغير اليتيم وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا الا اعطاه والا سكت وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل احيانه وكان بشرا من البشر صلى الله عليه وسلم. اذا معرفة هذه الشمائل ادخلت الكثيرين والكثيرين في هذا الدين والنبي صلى الله عليه وسلم اقتدى به الكثير وشهد له من المسلمين ومن غير المسلمين وهناك شهادات كثيرة لغير المسلمين شهدوها في النبي صلى الله الله عليه وسلم وجميعهم قد اطبقوا قد اطبقوا على انه لو طبقت شريعة النبي صلى الله عليه وسلم تطبيقا كاملا تاما لما احتيج الى محاكم ولا احتيج الى قضاء اذا الحديث يقول فيه الترمذي حدثنا محمود بن غيلان وهو ثقة من الثقائات في عام تسع وثلاثين ومئتين قال حدثنا وكيع وهو وكيع ابن الجراح وتي عند الجراح الرؤاسي وهو ثقة من الثقات. واذا جاءنا في الاسناد وكيع قال حدثنا سفيان فيكون هذا هو سفيان الثوري وهذه قاعدة التفريق بين استثنيانين لابد لطالب الحديث ان يتعلمها التفريق بين الصفيانين والتفريق بين الحمادين ومعرفة المهملين من الرواة لابد لطالب علم من ممارسة حديثية حتى يحفظها. من الكتب التي تعين في هذا الكتاب تحفة الاشراف قال حدثنا سفيان وسفيان هو الثوري وجاء التصريح باسمه في بعض طبعا شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وانا حينما حققت الكتاب على النسخ الخطية اتفقت النسخ الخطية على عدم التصريح به بما فيها النسخ التي اعتمدها البيجوري في المواهب اللدنية بيجولي شرح الكتاب شرحا نفيسا وقد اعترض على الترمذي لعدم التصريح به فدل على ان الصواب عدم التصريح باسمه هكذا جاءت النسخ الخطية وهذه لمحة يسيرة لمحتها الان من اجل ان يتعلم طالب العلم طريقة التحقيق والان التحقيق كثير والكتب كثيرة جدا ولكن ينبغي للانسان ان يتقي الله فيما يقدمه لامة محمد صلى الله عليه وسلم وان يجعل تعامله مع ربه حينما يحقق كتابا او يؤلف كتابا عن ابي اسحاق وابو اسحاق السبيعي اللي هو ابو اسحاق السبيعي مر لدينا في مجلس سابق قريب وابو اسحاق السبيعي ثقة من الثقات بعظهم وصفه بانه قد اختلط والراجح انه لم يختلط. طبعا رواية سفيان الثوري عن ابي اسحاق رواية قديمة فلا خلاف في رواية سفيان الثوري عن ابي اسحاق لا خلاف في ذلك وانما بعضهم تكلم في من سمع منه بعد ان تغير ووصفه بالاختلاف فهو لم يختلف حقيقة انما هو شيخة ونسي ولم يختلط كما قال الذهبي. اذا هذه الرواية قوية عن ابي اسحاق السبعي عن البراء بن عادل البراء بن عادل الصحابي الجليل الذي فتح الري وهي طهران الان في عام ثلاث وسبعين قال هنا يصف النبي صلى الله عليه وسلم وصفا مليحة قال ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء احسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني لم يرى في جمال النبي في شكله في شعره في لبسه قال له شعر يضرب منكبيه وهذا شعر النبي صلى الله عليه وسلم مر حلقه ومر ارخاه الى اذنيه ومرة ارخاه الى منكبه واهل تربية الشعر سنة من السنن الامام احمد سئل عن هذا قال هو سنة وفيه خلفاء والخبر بعضهم يصححه وبعضهم يضعفه من كان له شعر فليكرمه الخبر اخرجه ابو داوود في اسناده مقال الشاهد ظاهر كلام الامام احمد ان صاحب شعره يستحب له ان تربية الشعر من سنن الزوائد ومن قصد بها السنة يؤجر عليها وللشيخ محمد بن صالح المنجد يعني بحث انتهى فيه الى انه ليس من السنة تربية الشعر ولكن لا شك من كان له شهر واراده ان يكون على شعر النبي صلى الله عليه وسلم ونوى بهذا الامر هذه السنة سنة الزوائد ونقول بسنة الزوائد هي السنن التي اذا فعلت لم تكن من العبادات انما تكون اقتداء محضا بالنبي على عادة خلقية او عادة يومية حياتية ليست من باب العبادات فالنبي صلى الله عليه وسلم حينما حلق شعره في الحج عبادة يؤجر عليها الانسان حينما يفعلها لكن كتربية الشعر او حلق الشعر خارج المناسك هذا من العادات لكن القاعدة ان من فعل العادات مقتديا بالنبي يؤجر قال بعيد ما بين المنكبين اي ان منكبي النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونا قصيرين والعرب تعيب اذا كان اذا كان كتف الانسان صغيرا وكان ما بين المنكبين قريبا. فالنبي صلى الله عليه وسلم قد جعله الله على احسن خلقة قال لم يكن بالقصير ولا بالطويل اي ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ذا طول مفرط وهو الطول البائن ولم يكن قصيرا فكان النبي صلى الله عليه وسلم قد خلقه الله تعالى ربعة من القوم اي وسطا بين الطول والقصر الى الطول اقرب فان الله قد حبى نبيه صلى الله عليه وسلم بالاخلاق الحسنة والانسان حينما يسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في جميع احواله وفي جميع اموره فان الله سبحانه وتعالى ييسر له اليسرى ويهيئ له محبة في قلوب الخلق طبعا هذا الحديث قلنا عنه في التعليق اسناد صحيح سفيان الثوري من اوثق الناس في ابي اسحاق وهذا الخبر اخرجه الترمذي في جامعه ايضا وقال حسن صحيح فهو من الاحاديث الصحاح وسنده هذا من الاسانيد الجيدة المشهورة وهذا الوصف من البراء بن عازب وصف في غاية الجمال نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرحمنا اجمعين وامة محمد صلى الله عليه وسلم وان يدفع عنا وعنكم وعن جميع المسلمين في حلب وفي الموصل وفي كل مكان وفي اليمن وفي ليبيا هذا بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد