عن اول من صنف في المصطلح وقد استدرك على ابن الصلاح وتعقب في مواطن عديدة من الكتاب وابن مازن ابن كثير في مختصره بالاصالة اذ لم يقلد ابن الصلاح في كثير من الامر كما في ترتيب انواع علوم الحديث اذ رتبها على ما هو الانسب عنده وقد ادمج بعضها في بعضا ونبه على مناقشات كثيرة مهمة اغفل الكلام عنها ابن الصلاح وقد استدرك على ابن الصلاح بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد السؤال من من العلماء غير من ذكروا سابقا قد ذكرنا الخطيب البغدادي وابن الصلاح والحافظ ابن حجر والمحنا الى الكلام عن الحاكم في معرفة علوم الحديث السؤال هنا من من العلماء له دور واثر كبير وتأثير في مصطلح الحديث الجواب من العلماء الذين برزوا بهذا الشأن وكان لهم اقوال لها اهمية ومكانة واجتهادات والحافظ ابن كثير وهو العالم الكبير الحافظ ابو الفداء اسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي المتوفى عام اربع وسبعين وسبعمائة له كتاب اختصار علوم الحديث. اختصر فيه كتاب ابن الصلاح ولكن هذا الاختصار بميثات فمن ميزاته انه اقتصر الكتاب بمثابة الشطر اي نصف الكتاب وينماز كتابه بزوائل كثيرة في كلامه كثيرا وزوائله وايظاحاته كثيرة جدا قدر كثيرا منها بقوله قلته وقد بلغت هذه ستين موضعا حذف اسانيد ابن الصلاح وخدم ابن كثير القارئ اذ بلل بعض التعاريف التي ربما تأثر على القارئ فساقها بثياب جديد كما في تعريفه للحديث الصحيح طاقة كثيرة من الفوائد والزوائد وصدرها بقوله فائدة اي انه قد بين الكتاب بفوائد جديدة اختصر ابن كثير كتاب ابن الصلاح المعروف باسم معرفة انواع علم الحديث واختصره اختصارا غير مخل اكثر ابن كثير من تعقب ابن الصلاح لا سيما في طريقة الاستدلال كما رد على ابن الصلاحي مسألة الاحاديث الزوائد التي في المستدرك ثم ذكر الاستدلال عنده بطريقة متينة ترجيحاته الكثيرة كما اعلن عن مذهبه في جواد التصحيح لاصحاب الاعصار المتأخرة اذ قال ويجوز له الاقدام على ذلك. وان لم ينص على صحته حافظ قبله موافقة للشيخ ابي زكريا يحيى النووي وخلافا للشيخ ابي عمرو وحقيقة هذه المسألة يعني ابن الصلاح ما اراد ان يغلق باب التصحيح انما اراد ان يبين عسورة الامر وشدة الامر وكذلك وافق ابن الصلاح في مسألة القطع في احاديث الصحيحين وخالف في هذا النووي. فهذا يدل على ان ابن كثير كانت له الاصالة وهذه الاصالة قد جاءت بسبب رسوخ ابن كثير في العلم وتمكنه من العلوم المتنوعة ان مات ابن كثير بتفصيل الحكم على كثير من القضايا كما في الحكم على احاديث المستدرك اذ فصل فيها تفصيلا بديعا ذكر ابن كثير زيادات كثيرة على ابن الصلاح لم يميتها كما في كلامه على موطأ الامام مالك ان ماذا ابن كثير انه كان يشير الى كتبه وهذه فيها فائدة فقد بين لنا اسماء بعض مؤلفاته التي قد طبعت مؤخرا بعد طباعة اختصار علوم الحديث ذكر زوائد من عندي صدرها بقوله حاشية فهو يذكر قلت ويذكر فائدة ويذكر حاشية وهكذا اجال في زوائد كثيرة جبرها ابن كثير بقلمه من حر لفظه وشريف معانيه كما في مطلع كلامه على الحديث الحسن فقد تكلم بكلام حسن عن الحديث الحسن كثرة اعتراضه على ابن الصلاح كما اعترض عليه في تنزيل كلام الترمذي في تعريف الحسن فهو لم يقلد ابن الصلاح تقليدا في كل شيء انما تبعه فيما يكون صوابا اعترض على قضايا مهمة ذكرها ابن الصلاح وذكر وجه الاشكال لكنه لم يأتي من القول الفصل في المسألة بل ترك ذلك لاجتهادات المجتهدين كما في الكلام على سكوت ابي داوود وكانه اراد ان يقول للباحثين ابحثوا في هذه المسألة حتى ينمي ملكة الطالب على الاجتهاد ودليلي على هذا ان ابن كثير في مصنفاته واحكامه لم يعتمد على سكوت ابي داود فهو اراد الباحث ان يبحث كانت ابن كثير في كثير من الاحيان يصدر قوله ابن الصلاح بقوله قال حس في ظهر للقارئ ان المقصود به ابن الصلاح انفرد ابن كثير باجتهادات لم توجد عند غيره كما في كلامه على قول الترمذي حسن صحيح رأى انها فوق الحسن ودون الصحيح وهذا من اجتهاداته يرحمه الله ذكر ابن كثير بعض الفوائد صدرها بقوله تنبيه وهذا التنويع مما اعطى الكتاب حلة جميلة تنبيهه وترجيحه لدقائق مهمة كما في كلامه في ان الامام مسلما اراد بتشنيعه في اشتراط اللقيمة المعاصرة علي ابن المديني بان علي بن المديني يشترط ذلك في اصل الصحة والبخاري اشترط ذلك في الصحيح. طبعا هذا رأي ابن كثير. والصواب انه قد اراد البخاري هذا هو الصواب وان البخاري اشترط هذا في اصل الصحة وليس في الصحيح فقط كما يدل عليه صنيع البخاري في مصنفاته الاخرى حكمه على بعض الاحاديث بما يليق بها كما في حكمه على حديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فقال هذا حديث متواتر فهو قد افاد بفوائد وعوائد انفرد ابن كثير في مختصره بنقله نفائس عن شيخه ابي الحجاج المزي عالم من كبار العلماء وله خدمة عظيمة في حديث رسول الله ولطلاب الحديث كما في صحبة الاشراف وتحفة الاحمدي فقد اتى بالفوائد والعوائد استدل بادلة لبعض القضايا العلمية المختلف فيها كما استدل على الوجادة وساق في ذلك حديثا يدل على صحتها ان ما ذا الحافظ ابن كثير بالتحقيق والنظر اذ انه لم يكن يترك الامور على عواهنها بل انه كان يقود الحق وينصره كما دافع عن عثمان ابن ابي شيبة بزعم من قال انه يصحح فقال غريب جدا بان له كتابا في التفسير اذا كان الحافظ ابن كثير احد العلماء الاجلاء الذين لهم الدور الكبير والاثر البارز في خدمة مصطلح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نسأل الله ان يرحمنا واياه وان يرحم امة محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته