بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان شرح كتاب الملخص الفقهي من الفقه الاسلامي للدكتور صالح بن فوزان فوزان الدرس الرابع. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على رسول الله لا خير الا دل الامة عليه ولا شر الا حذرها منه. وعلى اله واصحابه من تمسك بسنته وسار على منهجه الى يوم الدين ايها المستمع الكريم اعلم وفقني الله واياك وجميع المسلمين ان ديننا كامل متكامل ما ترك شيئا مما يحتاجه الناس في دينهم ودنياهم الا بينه ومن ذلك اداب قضاء الحاجة ليتميز الانسان الذي كرمه الله وشرفه عن الحيوان بما اكرم الله به الانسان فديننا دين النظافة ودين الطهر ودين النزاهة ودين الحياء والعفة فهناك اداب شرعية تفعل عند دخول الخلاء وحال قظاء الحاجة. فاذا اراد المسلم دخول الخلاء وهو المحل لقضاء الحاجة فانه يستحب له ان يقول بسم الله قبل الدخول اعوذ بالله من الخبث والخبائث ويقدم رجله اليسرى حال الدخول وعند الخروج يقدم رجله اليمنى ويقول غفرانك الحمد لله الذي اذهب عني الاذى وعافاني وذلك لان اليمنى تستعمل فيما من شأنه التكريم والتجميل واليسرى تستعمل فيما من شأنه ازالة الاذى ونحوه واذا اراد ان يقضي حاجته في فضائل اي في غير محل معد لقضاء الحاجة فانه يستحب له ان يبعد عن الناس بحيث يكون في مكان خال ويستتر عن الانظار بحائط او شجرة او غير ذلك ويحرم ان يستقبل القبلة او يستدبرها حال قضاء الحاجة بل ينحرف عنها لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة وعليه ان يتحرز من رشاش البول ان يصيب بدنه او ثوبه فيرتاد لبوله مكانا رخوا من الارض حتى لا يتطاير عليه شيء منه. فينجس بدنه او ثوبه. ولا يجوز له ان يمس فرجه بيمينه وكذلك لا يجوز له ان يقضي حاجته في طريق الناس او في ظلهم او موارد مياههم لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لما فيه من الاضرار بالناس واذيتهم ولا يدخل موضع الخلاء بشيء فيه ذكر الله عز وجل او فيه قراءة او فيه قرآن ولا يدخل الخلاء بشيء فيه ذكر الله عز وجل او فيه قرآن فان خاف على ما معه ما فيه ذكر الله جاز له الدخول به ويغطيه ولا ينبغي له ان يتكلم حال قضاء الحاجة. فقد ورد في الحديث ان الله يمقت على ذلك ويحرم عليه قراءة القرآن فاذا فرغ من قضاء الحاجة فانه ينظف المخرج بالاستنجاء بالماء او الاستجمار بالاحجار او ما يقوم مقامها وان جمع بينهما فهو افضل اي بين الاستجمار والاستنجاء وان اقتصر على احدهما كفى مع الانقاء والاستجمار يكون بالاحجار او ما يقوم مقامها من الورق الخشن والخرق ونحوها مما يلقي المخرج وينشفه ويشترط ان يمسحه ثلاث مسحات منقية فاكثر اذا اراد الاقتصار عليه ولا يجوز الاستجمار بالعظام ورجيع الدواب اي روثها لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وعليه ان يزيل اثر الخارج وينشفه لان لا يبقى شيء من النجاسة على جسده ولان لا تنتقل النجاسة الى مكان اخر من جسده او ثيابه ان الاستنجاء او الاستجمار شرط من شروط صحة الوضوء لابد ان يسبقه اذا كان على المخرج نجاسة فلو توضأ قبل الاستنجاء او الاستجمام لم يصح وضوءه لحديث المقداد المتفق عليه قال صلى الله عليه وسلم يغسل ذكره ثم يتوضأ قال النووي والسنة ان يستنجي قبل الوضوء ليخرج من الخلاف ويأمن انتقال طهره. ايها المسلم احرص على التنزه من البول فان عدم التنزه من البول من موجبات عذاب القبر عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استنزهوا من البول فان عامة عذاب القبر منه رواه الدارقطري قال الحافظ صحيح الاسناد وله شواهد واصله في الصحيحين قد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير اما احدهما فكان لا يستبرئ من بوله. واما الاخر فكان يمشي بالنميمة ايها المسلم ان كمال الطهارة يسهل القيام بالعبادة ويعين على اتمامها واكمالها والقيام بمشروعاتها روى الامام احمد رحمه الله عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الصبح فقرأ الروم فيها فاوهم فلما انصرف قال انه يلبس علينا القرآن ان اقواما منكم يصلون معنا لا يحسنون الوضوء فمن شهد الصلاة معنا فليحسن الوضوء قد اثنى الله على اهل مسجد قباء بقوله فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المطهرين ولما سئلوا عن صفة هذا التطهر قالوا انا نتبع الحجارة الماء رواه البزار وهنا امر يجب التنبه له وهو ان بعض العوام يظن ان الاستنجاء من الوضوء وهو وهو ان بعض العوام يظن ان الاستنجاء من جملة الوضوء. فاذا اراد ان يتوضأ بدأ بالاستنجاء ولو كان قد استنجى بعد قضاء الحاجة وهذا خطأ لان الاستنجاء ليس من الوضوء. وانما هو من شروطه كما سبق ومحله بعد الفراغ من قضاء الحاجة ولا داعي لتكراره من غير وجود موجبه وهو قضاء الحاجة او تلوث المخرج بالنجاسة ايها المسلم هذا ديننا دين الطهارة والنظافة والنزاهة اتى باحسن الاداب واكرم الاخلاق استوعب كل ما يحتاجه المسلم وكل ما يصلحه ولم يغفل شيئا فيه مصلحة لنا الا وبينه فلله الحمد والمنة نسأله الثبات على هذا الدين التبصر في احكامه والعمل بشرائعه مع الاخلاص لله في ذلك حتى يكون عملنا صحيحا مقبولا والى الحلقة القادمة باذن الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته