الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد لا نزال في شرح كلمة الامام الطحاوي رحمه الله تعالى عن الحدود والغايات والاركان والاعضاء والادوات وتكلمنا عن قوله وتعالى عن الحدود ونكمل ان شاء الله تعالى ما تيسر من التعليق على هذه اللفظة على هذه الكلمة من المسائل قوله رحمه الله تعالى والغايات والغايات جمع مفرده غاية وهي منتهى الشيء والحكمة منه والحكمة منه وهي منتهى الشيء والحكمة منه ونفي الغايات عن الله عز وجل لم يرتضيه اهل العلم رحمهم الله تعالى لان الغاية من الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل فهي من جملة الفروع المندرجة تحت قاعدة الالفاظ المجملة عند اهل السنة والجماعة والتي قررنا في مواضع كثيرة بانها لا تقبل مطلقا ولا تنفى مطلقا. بل هي موقوفة على الاستفصال حتى يتميز حقها فيقبل من باطلها فيرد الا ان الذي نجزم به ان الامام الطحاوي رحمه الله تعالى لا يريد بنفي الغاية عن الله الا نفي المعنى الباطل الذي ابتكرته الجهمية من اهل البدع ولكن من باب اعطاء كل ذي حق حقه لابد من التفصيل فهل لله غاية؟ الجواب لا نقول بان لله غاية على وجه الاطلاق ولا نقول ان الله ليس له غاية على وجه الاطلاق. وانما نحن نفصل في ذلك فان كان يقصد بلفظة الغاية اي المصلحة من الخلق والحكمة من ايجاد هذه الكائنات فلا جرم ان لله عز وجل غاية وحكمة ومصلحة عظيمة في ايجادهم فالله عز وجل انما خلق هذه المخلوقات لحكمة عظيمة وغاية سامية عالية وهي عبادته وافراده بالتوحيد عز عز وجل وقد وقد ذكر الله عز وجل هذه الغاية بقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون واللام هنا هي لام التعليل. اي ان العلة والغاية والحكمة والمصلحة من وجود الانس والجن انما هي عبادته فاذا كان يقصد بنفيه الغاية نفي هذا المعنى فلا جرم انه نفي باطل. لان الادلة دلت على اثبات الغاية بهذا المعنى فاذا قيل هل لله غاية؟ فقل نعم لله غاية في ايجاد مصنوعاته ومخلوقاته من الثقلين وهي عبادته وافراده التوحيد عز وجل قال الله تبارك وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم وقد نص العلماء على ان هذه هي غاية الله الشرعية من ايجاد الثقلين فلله في خلقه غاية شرعية وهي عبادته ولله غاية اخرى تسمى بالغاية الكونية. وهي المصلحة والغاية والحكمة من خلق هذه المصنوعات والمخلوقات كونا. فما الغاية الكونية الجواب الغاية الكونية هو وجود الاختلاف وتمييز المخلوقات. فيتميز الكافر من المؤمن والبر من الفاجر والصالح من الطالح والمؤمن من الفاسق فالله عز وجل خلق المخلوقات لغاية كونية هي وجود هذا الاختلاف فان قلت وما برهانك على هذا؟ الجواب البرهان على ذلك هو قوله عز وجل ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم واللام هنا لام التعليل في بيان الغاية الكونية. فاذا لله عز وجل حكمة في خلقه كونية ولله عز وجل حكمة وغاية في خلقه شرعية. فان قيل لك ما الغاية الكونية في خلق الخلق؟ فقل لوجود التمييز والاختلاف حتى يتميز المؤمن من الكافر والبر من الفاجر الى غير ذلك. وان فان قيل لك وما الغاية من خلق الخلق وما الغاية الشرعية من خلق الخلق؟ فقل هي عبادته وحده سبحانه. وبناء على ذلك فهاتان الغايتان مثبتتان لله عز وجل. الغاية الكونية من ايجاد الخلق والغاية الشرعية من ايجاد الخلق فاذا قول الامام الطحاوي وتعالى الله عن الغايات لا يقصد بها نفي الغاية الكونية لانها ثابتة بالادلة ولا يقصد نفي الغاية الشرعية لانها ثابتة بالادلة. وما كان ثابتا بالادلة فان الامام رحمه الله لا يمكن ان ينفيه لانه عالم من علماء اهل السنة والجماعة وهنا مسألة وهي انك لو سئلت كيف نجمع بين التعليل بخلق الخلق في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون وبين تعليل الخلق بقوله الا من رحم ربك ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم في الاية الاولى بين ان الحكمة من خلق الخلق هي عبادته وفي الاية الثانية بين ان الحكمة من خلق الخلق وجود الاختلاف والتمييز. فكيف تجمع ايها الطالب بين هاتين الايتين الجواب احسنت هو اننا نفرق بين الارادة الكونية والارادة الشرعية. وبين الحكمة الكونية والحكمة الشرعية. وبين القضاء الكوني والقضاء الشرعي. وبين الحكم الكوني والحكم الشرعي وبين الامر الكوني والامر الشرعي. ومن لم يفرق في هذا الاشياء بينما كان من قبيل الكون منه بينما ما كان من بينما كان داخلا تحت الكوني منها وبينما كان داخلا تحت الشرعي منها فانه سيظل ضلالا عظيما وسوف يتوه في مسائل اعتقادية كثيرة. اما نحن معاشر اهل السنة فنحن نفرق بينها ولله الحمد على ما قضت به الادلة فالتعليل في قوله ولذلك خلقهم هذا التعليل الكوني يعني الامر الكوني والحكم الكوني والقضاء الكوني في ايجاد الخلق هو وجود التمييز والاختلاف. واما التعليل في قوله الا ليعبدوني فهذا الحكم الشرعي والامر الشرعي والقضاء الشرعي والارادة الشرعية فلا تعارض ولا تناقض بينهما فهاتان الغايتان مثبتتان لله عز وجل على ما اثبتتها الادلة واما اذا كان يقصد بقوله تعالى الله عن الغايات اي عن غاية الحاجة الى شيء من مخلوقاته ومصنوعاته نعم الله لم يخلق خلقه ليحتاج لهم لانه محتاج لهم. فليس غايته من خلق الخلق ان يطعموه. ولاء ينفعوه ولا ان يرزقوه كما قال الله تبارك وتعالى ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون. وقال الله عز وجل وهو يطعم ولا يطعم. فاذا كان المقصود من نفي الغاية عن الله هذا المعنى فنعم. هذه ليست غاية ولا حكمة من خلق المخلوقات ارادها الله عز وجل في خلقه او من خلقه. فالله ما خلق الخلق ليستكثر بهم من قلة ولا ليستعز بهم من ذلة. ولا ليستطعم بهم من جوع. ولا ليستقوي بهم من ضعف وانما خلقهم كونا ليختلفوا وليتميز الصف وشرعا ليعبدوه فاذا صارت هذه الغاية منفية عن الله عز وجل لان الادلة نفتها. فصار نفي الغاية في كلام الامام الطحاوي انما يحمل على ماذا على نفي الغاية بالمعنى الثالث لا على نفي الغاية بالمعنيين الاوليين. من باب احسان الظن به رحمه الله تعالى فصارت الغايات المنسوبة لله عز وجل ثلاث. غايتان مثبتتان وغاية منفية. فالغاية الاولى انه خلق الخلق لعبادته وهذه الغاية الشرعية من ايجاد الخلق. والغاية الثانية الغاية الكونية من ايجاد الخلق وهي الاختلاف والتمييز والامر الثالث او الغاية الثالثة انه خلقهم محتاجا لهم ان ينفعوه او يكشفوا عنه شيئا او يوصلوا اليه فان تلك الغاية منتفية عن الله تبارك وتعالى. فلا يتصور العبد ان الله عز وجل في لحظة من اللحظات سيحتاج الى احد من خلقه كما انه لا يتصور العبد انه في لحظة من اللحظات سينفك فقره عن ربه فالله تعالى هو الغني الغنى الذاتي عن سائر عباده. والعباد هم المفتقرون اليه الافتقار الذاتي فلا يتصور ان ينفك غناه فيحتاج الى احد من خلقه ولا يتصور ان ينفك فقرهم فيستغنون عن ربهم بهم في لحظة من اللحظات فالفقر وصف ذات لنا ملازم ابدا. كما ان الغنى وصف له ذاتي ابدا لا ينفك عنه ولكن فقر العباد الى الله هو فقر العز. واما الفقر الى المخلوقين فهو فقر فهو فقر الذل والمهانة ومتى ما استشعر العبد انه استغنى عن الفقر لله فانه يطأ. كما قال الله عز وجل كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى اي استغنى عن هذا الفقر. ولم تستشعر نفسه انه مفتقر لله عز وجل بسبب قوة بدنه ووفور صحته وكثرة ماله وكثرة عدده وعتاده وحسبه ونسبه فيستشعر باطنا انه مستغن عن الله تبارك وتعالى فهذا الاستغناء يوقعه في الطغيان وضح هذا؟ المسألة الثانية في هذا الدرس قوله رحمه الله تعالى والاركان اي وتعالى الله عن الاركان قوله والاعضاء والادوات. اي تعالى الله عز وجل عن هذه الامور الثلاثة والاركان جمع مفرده ركن. والادوات جمع مفردها اداة. والاعضاء جمع مفرده عضو وهذا النفي لم يرتضيه العلماء رحمهم الله تعالى لم لان الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في ظاهر هذه الالفاظ وافق النفي عند اهل البدع. في ظاهر الالفاظ فقط وافق النفي عند اهل البدع فالذي جعل المعتزلة ينفون الصفات عن الله عز وجل. لان اثبات الصفات يستلزم الجسمية المستلزمة لوصف الله عز وجل بالاعضاء الاركان والجوارح والادوات فيجعلون اثبات الوجه لله مستلزم لوصف الله بان له بعضا. وان له ركنا وان له اجزاء ان له ادوات واعضاء وهذه الصفات لا تليق الا بالمخلوقات فحتى ننزه الله عز وجل عن مماثلة المخلوقات ننفي هذه الصفات. فوقعوا في نفي هذه الصفات حذرا من وصف الله بالاعضاء وحذرا من وصف الله بالاركان وحذرا من وصف الله بالادوات. فاذا لا يجوز لنا ان نطلق نفي كان عن الله عز وجل ولا نفي الاعضاء ولا نفي الادوات حذرا من موافقة اهل البدع في اطلاق النفي ولا يجوز لنا ان نثبتها ايضا. لان لان هذه الاشياء او هذه الالفاظ من جملة الالفاظ والعبارات اجمله التي تحتمل الحق الذي يجوز على الله عز وجل وتحتمل الباطل الذي لا يجوز على الله وما كان من قبيل الالفاظ المجملة فانه لا ينفى مطلقا ولا يثبت مطلقا وانما هو موقوف على الاث تفصال حتى يتميز حقه فيقبل من باطله فيرد. وما اجمل واعبق والذ وافخم واعظم هذه القاعدة ولي فيها رسالة مختصرة مشروحة بادلتها وكلام العلماء ومفرع عليها اكثر من خمسين فرعا من باب توضيح فلعلكم تراجعونها وسنذكر جملا من الفروع المندرجة تحت هذه القاعدة اذا انتهينا من عبارات الامام الطحاوي فمن قال لك ان لله ركنا وعضوا واداة واطلقت فقل اخطأت بالاطلاق ومن قال لك ان الله ليس له اركان ولا اعضاء ولا ادوات فقل اخطأت في اطلاق النفي فان قال لك ولم اخطأت في الاطلاق في اطلاق الاثبات فقل لانك اثبت لله عز وجل الفاظا لم يرد اثباتها له لا في كتابه ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولا على لسان اصحابه ولا على لسان احد من سلف الامة وائمتها فان قال لك ولم اخطأت في اطلاق النفي فقل لانك نفيت عن الله عز وجل شيئا لم تنفه. الادلة لا من كتاب الله ولا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد نفيه عن الله في كلام الصحابة ولا في كلام احد من سلف الامة وائمتها فان قال لك وما الواجب علي في مثل هذه الالفاظ؟ فقل هو ان تتوقف وتستفصل عن من اثبت او نفى هذه الاشياء فان كان يقصد بالاركان والاعضاء والادوات ما يخص المخلوقات فان نفي هذه المعاني عن الله عز وجل هو الحق فالله عز وجل ليس كمثله شيء. فمن قال انا انفي عن الله الاركان والاعضاء والادوات التي تستلزم مماثلة الله للمخلوقات فهذا فهذا نفي حق قد دلت عليه الادلة الشرعية واجماع اهل السنة والجماعة رحمهم الله لان الله يقول ليس كمثله شيء. ويقول الله عز وجل ولم يكن له كفؤا احد ويقول الله عز وجل فلتعلموا له سميا. وقد اجمع اهل السنة ان الواجب في صفات الله ان تثبت اثباتا بلا تمثيل وان ينزه الله عز وجل عن صفات النقص تنزيها بلا تعطيل. هذا هو الواجب علينا وهذا هو المعنى الذي اراده الامام الطحاوي في نفي الاركان والاعضاء والادوات. واقسم بالله العظيم انه هو المعنى الذي اراد الامام الطحاوي. لانه يرد على هؤلاء المبتدعة الذين وصفوا الله بالاركان التي تخص المخلوقات والاعضاء والادوات التي تماثل المصنوعات المحدثات. فاراد ان يرد عليهم وقال لا تصفوا الله بالاركان. فتعالى الله عن الاركان والاعضاء والادوات ولكنه اخطأ فقط في اطلاق هذا النفي. والا فان فان امامة لا يقصد الا نفي هذا المعنى وهو نفي الاركان والاعضاء والادوات التي تستلزم مماثلة الله عز وجل بمخلوقاته واما ان كان يقصد بنفي هذه الاشياء تعطيل الرب عز وجل عن صفاته الذاتية اللائقة بجلاله وعظيم كبريائه وعظمته فان هذا النفي باطل فمن قال ان الله ان الله تعالى عن الاركان والاعضاء والادوات ويقصد انه لا وجه له ولا عين له ولا يد له ولا اصابع له ولا قدم له ونحو ذلك من الصفات الذاتية فان هذا النفي باطل لانه يستلزم تعطيل الله عز وجل عن صفات عن صفاته الذاتية الثابتة له بالكتاب والسنة واجماع اهل العلم رحمهم الله ولكن لا يجوز لنا مع اثباتنا لهذا المعنى لا يجوز لنا ايها الاخوان ان ان نسمي او نطلق على تلك الصفات الثابتة لله، عز وجل، بانها اركان ولا اعضاء ولا ادوات بل نسميها بما سمتها الادلة به. وهي ان لله ذاتا ذات وصفات ان لله ذات وصفات. ان لله ذاتا وصفات. هذا هو الذي اطلقته الادلة. كما قال الله عز وجل ولله المثل الاعلى اي الوصف الاعلى. وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها في قصة الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على سرية فكان يقرأ باصحابه فيختم بقل هو الله احد. فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لاي شيء يصنع ذلك؟ فقال لانها صفة الرحمن. فانا احب ان اقرأ بها فقال اخبروه ان الله عز وجل يحبه فسمى صمدية الرحمن واحدية الرحمن وصفات الرحمن بانها صفات فاقره النبي صلى الله عليه وسلم على اطلاق لفظ الصفة على الله عز وجل. فاذا لا نسمي صفات الله باركان لان الاركان لفظ مجمل والصفات ليست لفظا الملل ولان الاركان والاعضاء والادوات الفاظ بدعية محدثة تحتمل الحق والباطل. واما قولنا الله له ذات وصفات فانها الفاظ واضحة ظاهرة الدلالة ليست مجملة ولا محتملة للحق والباطل. والتعبير عن المعاني الشرعية والمسائل العقدية بالفاظ نصوصي اولى هذا هو الذي يجب علينا في عقيدتنا فمن قال ان لله اركانا واعضاء واعضاء وادوات. ان كان يقصد ما يخص المخلوقات فهو باطل ان كان ما يخص الصفات الذاتية الثابتة لله في الكتاب والسنة. على ما يليق بجلاله وعظمته فهو حق. ولكن لا نسمي هذا بتلك الالفاظ البدعية المحدثة وانما نطلق على هذا المعنى الحق ما اطلقته الادلة وهي ان لله ذات وصفات ومن قال ان الله ليس له اركان ولا اعضاء ولا ادوات فان كان يقصد الاشياء التي تخص المخلوقات فهذا النفي حق. ولكننا ننكر عليه هذا التعبير لانه عبر عن المعنى الحق بتعبير باطل. وانما نعبر عنه بما عبرت عنه به الادلة فنقول الله لا يماثله شيء من مخلوقاته او نقول ليس كمثله شيء وان كان يقصد اثبات الصفات الذاتية الواردة في الكتاب والسنة فهذا الاثبات حق. ولكن لا نعبر عن هذا المعنى الحق بماذا يا ايها الاخوان؟ بالفاظ البدعية. فالامام الطحاوي رحمه الله تعالى لم يرد نفي كان والاعضاء والادوات الا ويقصد نفي المعنى الباطل الذي ابتكرته الجهمية والصقته بصفات الله عز وجل زورا وكذبا وبهتانا والحادا وتحريفا فاراد ان ينصب على فاراد ان ينصب نفيه على هذا المعنى الباطل بدليل انه من اهل السنة وقد اثبت في اوائل عقيدته صفات كثيرة لله عز وجل وشرحناها اليس كذلك فهو لا يريد نفي هذه الاشياء الا لما تكلمت بها المبتدعة ووصفوا الله عز وجل بها وحرفوا بوصفهم لله بها كثيرا من صفات الله الواردة في الكتاب في الكتاب والسنة ولكننا لا نوافقه رحمه الله في اطلاق النفي فقط واما قصده فان قصده ونقسم على ذلك انه لا يريد الا نفي المعنى الباطل. والحاصل ان هذه الالفاظ من قوله الحدود والاركان والاعضاء والادوات وهي الالفاظ التي ساقها المصنف فيها اجمال لانها تحتمل الحق والباطل والواجب فيها عندنا معاشر اهل السنة والجماعة اننا لا نثبتها مطلقا ولا ننفيها مطلقا حتى يتميز حقها فيقبل من باطلها فيرد. ولكن يحمل كلامه ونفيه فيها على المعنى الحق لانه رحمه الله تعالى من اهل السنة ولانه رحمه الله ايضا من ائمة المحدثين فلا يمكن ابدا ان يقصد بنفيه هذا الا نفي المعاني السيئة لا المعاني الحسنة الصحيحة الجائزة على الله عز وجل وهنا ينبغي لنا ان نقف وقفة خفيفة وهي ان العالم اذا كانت منطلقاته سنية واخطأ في بعض الفاظه او تعبيراته فالواجب على السامعين لكلامه او القارئين لهذا الخطأ ان يحملوه على الاصل الذي انطلق منه وان يعتذروا له بالاعتذار الحسن. فهذا من حق الامام الطحاوي وغيره من ائمة اهل السنة اذا صدر خطأ من احدهم ولا يسلم من الخطأ احد فما دامت منطلقات العالم شرعي وحاله المعلومة عنه تعظيم الكتاب والسنة وتعظيم السلف الصالح وتعظيم الحديث. ورجالاته. فمتى ما زلت او اخطأ لسانه او ندى بنانه. في في في كلمة لم عليها عليها لم يوافقه عليها اهل العلم. فالواجب على من جاء بعد من يأتي بعده ان يعتذر له. وان يحمل كلامه على احسن المحامل والا يجعل خطأه مجالا للقدح فيه او التثريب او الطعن فيه. او تبديعه او اخراجه عن دائرة السنة واما من كانت منطلقاته اصلا بدعية بعيدة عن الحق والتأصيلات السنية السلفية. وكان مبغضا لاهل السنة. لا يقرر العقائد على الاصول المنبثقة من المذهب الحق السلفي. فهنا اذا اخطأ فليس من الحكمة الاعتذار له. لانه اصلا في تأصيله قد ذل قدمه. ولذلك ايها الاخوان ينبغي لنا ان نعتذر عن الاخطاء العقدية التي وقع فيها الامام النووي. والامام ابن الجوزي والامام ابن حجر رحم الله الجميع واسعة وغفر لهم واجزل لهم الاجر والمثوبة. وجعل قبورهم روضة من رياض الجنة وجمعنا بهم في جنات ونهر. في مقعد بصدق عند مليك مقتدر فينبغي لنا ان ننظر الى اخطاء هؤلاء الثلة ممن ثبتت ممن ثبت عنهم محبة الادلة. وتعظيم وتعظيم الحاملين لها. وتعظيم الصحابة وتعظيم مناهج السلف الصالح. والموافقة العظيمة في كثير من من عقائد اهل السنة والجماعة. ينبغي لنا ان ننظر الى خطأهم بنظرتين بنظرتين بنظرة الاعتذار وبنظرة الرد اما نظرة الرد فلا يجوز لنا ان نقبل اخطاءهم لاننا نحسن الظن فيهم. لا. لان المتقرر عند اهل السنة والجماعة ان الخطأ مر ممن جاء به وان جاء به اصدق الناس. الا ترى ان الله عز وجل امرنا الا نقتدي بابي الانبياء واعظم الموحدين وهو ابراهيم عليه الصلاة والسلام. في استغفاره لابيه. فقد امرنا الله عز وجل ان نتخذ ابراهيم قدوة الا شيئا واحدا نهانا الله ان نقتدي بابراهيم فيه لأنه شيء لا يرضاه الله عز وجل. في قوله الا استغفار الا قول ابراهيم لابيه لك. فالله عز وجل امرنا ان نتخذه قدوة. واستثنى هذا الامر فلا نتخذ ابراهيم فيه قدوة لان الله عز وجل يقول ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى فاذا كانت منطلقات العالم شرعية وزل قدمه وزلت قدمه في بعض الاخطاء العقدية فالواجب على احاد الامة ان يعتبروا له بالاعتذارات المناسبة وان يردوا خطأه ولا يقبلونه. ولا تخلطوا بارك الله فيكم بين حسن الاعتذار عن وبين السكوت او عدم التحذير من الخطأ. فنحذر من الخطأ لذات الخطأ ونرد الخطأ لذات الخطأ ولا اقبلوا الخطأ لذات الخطأ ولكن قائله اذا كانت منطلقاته سنية سلفية شرعية فالواجب علينا ان نتقي الله في شخصه فلا نجعل هذا الخطأ هو الجيران في مجالسنا وديدننا في التثريب والقدح في هذا الرجل فهذا من الظلم العظيم ومن العدوان الذي لا يحبه الله عز وجل. وما وضع القبول للامام النووي والامام ابن حجر؟ والامام ابن الجوزي وسير مؤلفاتهم في الامة سير الشمس. ولا تزال الامة تتفيأ ظلال بركة هذه المؤلفات. ولا تذكر اسماؤهم الا الا وتترحم الامة عليهم. الا اكبر دليل على قبول الله عز وجل لاعمالهم ان شاء الله لا نتألى على الله عز وجل ولكن من باب حسن الظن في الله عز وجل. فان الله اذا احب عبدا نادى يا جبريل اني احب فلانا فاحبه فيحبه جبريل في نادي جبريل في ملكوت السماء ان ربكم عز وجل يحب فلانا فاحبوه. فيحبه اهل السماء توضع له القبول في الارض فالعالم اذا رأيت اذا رأيت القلوب تحبه. والاذان تعشق سماع كلامه. الامة بمؤلفاته واقواله واختياراته وتقبل نصائحه. فهذا قد وضع له القبول في الارض باذن الله عز وجل واما من كانت منطلقاته بدعية اصلا كابن عربي الطائي. هذا ما تترحم الامة عليه. ولا تزال تلعنه. ولا تزال تحذر من اخطائه فليس من الحكمة ولا من الحصافة ولا من الدين ولا من الشرع والعقل ان تأتي تعتذر عن الاخطاء التي وقع فيها بن عربي. او تعتذر عن الاخطاء التي وقع فيها الجهم من صفوان. او تأتي تعتذر عن الاخطاء التي وقع فيها واصل ابن عطاء. او غيرهم من صناديد اهل البدع. ممن كانت منطلقاتهم اصلا واصولهم غير سلفية. هذا من الخطأ. فاذا معاملة من كانت منطلقاته شرعية في اخطائه كمعاملة اخطاء من كانت منطلقاته غير شرعية هذا من الظلم العظيم والعدوان الذي لا يحبه الله عز وجل ولا سيما اذا خرج هذا التحذير في سورة نصح الامة. فيسقط علماءها من باب النصيحة لها هذا انحراف عن عن الاعتدال ومنهج الوسطية. فان قلت كيف نعامل الطائفتين؟ نقول نعامل الطائفة الاولى وهي من كانت منطلقاته شرعية اننا نرد خطأه ونحذر من الوقوع في اخطائه بل ولو جمعنا اخطاءه من كتبه في مؤلف من باب تحذير منها فهذا لا حرج فيه لانه قد مات ولا يمكن ان نراجعه فيها حتى يحذفها من مؤلفاته. فلم يبقى دور لنا الا التحذير من هذه الاخطاء لكن تحذير اهل الادب مع العلماء تحذير من يعرف مقامات هؤلاء القامات والنجوم التي يعتدي بها الناس في ظلمات البر والبحر. اهتداء معنويا وحسيا فاما ذواتهم فلا نتكلم فيها. لا بتثريب ولا بقدح ولا بغمز ولا بلمز ولا بهمز واما اخطاؤهم فنحذر منه ونردها ونبينها للامة ونقول لا تقبلوها. لان الخطأ يرد ممن جاء به والضلال يرد ممن جاء به. انتم معي ولا لا؟ واما واما تعاملنا مع الطائفة الاخرى. وهي من؟ وهي اخطاء من كانت طلقاته اصلا غير شرعية فالتحذير من اخطائه ومن ذاته وان نقدح في ذاته وان نقدح في شخصه. لان منطلقاته اصلا غير شرعية وغير سنية سلفية لعلكم فهمتم هذا؟ وهذا ليس في العلماء السابقين الذين ماتوا. بل نتعامل به حتى مع العلماء المعاصرين. فان العالم اذا كانت منطلقات السنية سلفية. ووقع في بعض الهنات او الزلات التي لا نرتضيها. فنحن نردها ونحذر منها ونناصحه فيها ونأمره بالتراجع عنها او الفنا فيه رسائل تحذر الامة من اخطائه في مؤلفاته ان لم يتراجع واصر ولكن اما هو في ذاته اما هو في شخصه فنعتبر فنعتذر له الاعتذار الحسن الجميل ونحن في هذا المنهج بين طائفتين قد ابتلينا بها في هذا الزمان. بين طائفة غلبت جانب حسن الظن تغليبا او قبول الخطأ وهذا خطأ. عظيم جدا. وبين طائفة غلبت جانب التحذير من الخطأ. حتى وقعت في حتى وقعت في سوء الظن واتهام واتهام النيات ونسف الحق جملة الذي مع هذا الشخص جملة وتفصيلا وكلا الطائفتين قد اخطأت خطأ عظيما. وضلت ظلالا مبينا. وخالفت المنهج السلفي. المبني على الوسطية والاعتدال وهو التفريق بين من كانت منطلقاته شرعية ووقع في خطأ فنحذر من الخطأ ولا نقبل الخطأ ولكن نعتبر له عن خطأه ونحسن الظن فيه. كل الامام الطحاوي رحمه الله في سيرنا في شرح هذه العبارات الاربع بينا وجه الصواب فيها ورددنا الخطأ ولكننا اعتذرنا عنه في ذات في خاصة نفسه وبين من كانت منطلقاته بدعية واخطاؤه مبنية على هذه المنطلقات الفاسدة التالفة فهذا نحذر من خطائه ومنه ذاته وشخصه هذا الذي ادين الله عز وجل به هذا الذي ادين الله تبارك وتعالى به. ولذلك لا يعتب علينا احد اذا دافعنا عن بعض العلماء المعاصرين. لا دفاعا عن اخطائهم مع التسليم بانها بان ما جاءوا به اخطاء. ولكن للدفاع عن اشخاصهم ونياتهم وانهم ما ارادوا الا الخير ولكن هذا ولكن ليس كل مريد للخير لابد ان يصيبه. وليس كل مجتهد مصيبة فيجعلون دفاعنا عن هؤلاء العلماء مسبة لنا. واننا انما نريد تسويق تلك الشخصيات لتسويق اخطائهم حتى تظل الامة وهذا والله عين عين سوء الظن ولذلك احذروا من الطائفة المسماة بالجامية. او المسماة بادعياء السلفية لابد ان نصرح بهذه بهذه الطائفة وانها قد ناصبت العلماء او كثيرا من العلماء العداء بحجة انه قد صدرت منهم بعض الهنات او بعض الزلات. التي قد نوافق الناقض على انها زلة وخطأ ولا يمكن ابدا ان نبرر الخطأ حتى ينقلب صوابا. فالخطأ خطأ واضح. لكننا ننكر على هذه الطائفة ان تنسف هذا الشخص جملة وتفصيلا وان تجعله ابليس من ابالسة الامة. وان تجعل التحذير من شخصه. وعامة من اجاء به هذا الشخص دينا تدين الله عز وجل به. فهذا هو الذي يجب علينا ان نحذر منه. فان كانوا يقصدون احياء منهج السلف فاقسم بالله انهم بهذا الغلو في النقد والتجريح والقدح قد اماتوا منهج السلف في قلوبهم فان منهج السلف الذي عليه اهل السنة والجماعة هو رد الخطأ لذات الخطأ والاعتذار عن المخطئ اذا كانت منطلقاته شرعية. فلا نجعل الاعتذار عن المخطئ ها سببا لقبول خطئه ولا نجعل التحذير من خطئه سببا للقدح في ذاته وشخصه ونسف ما عنده من الحق والصواب والله اعلم ولذلك فالاعتذار للعلماء من شيم الكرام من طلبة العلم ممن اتسع افقهم لمثل هذا المنهج العظيم في النقد فاذا وجدت نفسك تحب الاعتذار لمن وافقك في المذهب السني السلفي الحق فاعلم انك رجل كريم النفس كريم الطباع قد اراد الله عز وجل بك خيرا وانك تسير على المنهج الحق ولذلك اهل السنة من اكثر الطوائف اعتذارا للمخالفين فهم يحبون العذر والله عز وجل ايضا يحب الاعتذار لعباده. قال ما احد احب اليه العذر من الله عز وجل يعني اعذرهم في انفسهم فبعث الرسل انزل الكتب. حتى لا يكون لاحد على الله عز وجل حجة يوم القيامة بان الحق لم يستدله فالاعتذار للعلماء عن هفواتهم من شيم الكرام واهل الادب في الطلب. واما قلة الادب ورفع على العلماء وانزالهم عن مقاماتهم العالية السامية التي انزلهم الله عز وجل فيها بحجة التحذير من الاخطاء فلا والله هذا ليس منهجا سلفيا. واقسم بالله انه ليس منهجا سلفي ومن المسائل ايضا في كلمة الامام الطحاوي ولا ادري هل الوقت بقي عشرون قوله رحمه الله لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات لابد اولا ان نعلم ما الجهات الست الجهات الست هي جهة الامان والخلف وجهة اليمين والشمال وفوق وتحت. هذه جهات ست هذه الجهات الست ما من مخلوق في الاعم الاغلب الا وتحويه هذه الجهات فانا مخلوق فالجهات ست تحوين. عندي امام انت يا فهد امامي والحاجز الزجاجي خلفي والكرسي عن يميني والكرسي الاخر عن شمالي وسقف المسجد فوقي وارضية المسجد تحتي فاذا احتواء الجهات الست من طبيعة المخلوقات فالمخلوق هو الذي تحويه الجهات الست. انتبهوا ايها الاخوان لما ساقوله الان اذا فهمتموه ستفهمون نفي الامام الطحاوي. مع انه من النفي المجمل ايضا. لكن لابد ان نعلم ما الذي يقصده الجهات الست التي تحيط بالمخلوقات مخلوقة. يعني من امامك مخلوق؟ ومن خلفك مخلوق ومن فوقك هذا اللي فوقي الان. مخلوق وارضية المسجد مخلوقة. ومن على يميني مخلوق ومن على يساري مخلوق. فهذه الجهات الست مخلوقة والمخلوق يحيط بالمخلوق فاذا انا تحويني الجهات الست المخلوقة لانني مخلوق وهذه الجهات الست مخلوقة ثم اعلم شيء اخر وهي ان هذه الجهات الست ليست مطلقة وانما نسبية ما معنى نسبية؟ يعني ان هذا الجدار امامي. لكنه امامي بالنسبة لي لكن هذا الجدار خلف بالنسبة لدورات المياه. فاذا كون الجدار اما مي هذه الجنا نسبية بالنسبة لي. امام بالنسبة لي. لكنه خلف بالنسبة لمن هو خلفه وجهة الخلف ايضا نسبية. فهذا الزجاج خلفي لكن هذا الزجاج امام لما وراءه فهو خلف بالنسبة لي وامام بالنسبة لما خلفه فاذا ما من امام الا وامامه شيء هو خلف بالنسبة له. وما من خلف الا وخلفه شيء هو امام بالنسبة له. وما من يمين الا وعن يمينه شيء. هو شمال بالنسبة له وما من شمال الا وعن شماله شيء هو يمين بالنسبة له وما من فوقك الا وفوقه شيء هو اسفل هو اسفل بالنسبة له وما من تحت الا وتحته شيء اخر. هو اعلى بالنسبة له فاذا هذه الجهات الست فيها صفتان اذا فهمتموهما علمتم ما معنى نفي الامام الطحاوي الجهات الست عن الله وهي انها جهات مخلوقة. اذا يجمعها وصف الخلق. وهي انها جهات ست نسبية يعني ان هذا الشيء امام لكن هل هو امامك امام كل شيء؟ امام مطلق؟ يعني ما عاد امامه شيء؟ الجواب لا هو امام بالنسبة لمن خلفه. لكنه خلف بالنسبة لمن؟ امامه. وانا ارى والله اعلم ان اعينكم بدأت تدور كالذي يغشى عليه من سوء الفهم الجهات الست فيها صفتان. الصفة الاولى انها مخلوقة والصفة الثانية انها نسبية. فهمتم هذا؟ وهذا يحل اشكال عظيم جدا. ذكروني به جاء في الذهن اشكال في مسألة علو الله بالنسبة لمن قابلنا في اسفل الارظ من الجهة الاخرى في الكرة الارضية ذكروني به فبما اننا وصفنا هذه الجهات الست بانها مخلوقة فاذا لا يتصور ان تلك الجهات المخلوقة تحيط بالله عز وجل فلا يتصور ان يكون فوق الله شيء مخلوق من هذه الجهات. ولا تحت الله شيء مخلوق من هذه الجهات ولا عن يمين الله شيء مخلوق من هذه الجهات. ولا عن يسار الله شمال الله عفوا شمال الله شيء مخلوق من هذا الجهاد؟ لم؟ لان الله فوق هذا العالم. وليس ثمة شيء يوصف بانه جهة امام او خلف او شمال او يمين فوق العالم. وانما تلك الجهات الست من خصائص هذا العالم. من خصائص هذا العالم والله ليس حالا في هذا العالم حتى تحويه الجهات. وانما هو فوق هذا العالم. لم؟ لان العلو الذي نظيفه لله ونصف الله به ليس هو العلو النسبي. وانما هو العلو المطلق الذي ليس ثمة شيء اعلى منه ولكن علو هذا السقف علو نسبي. ففوقه الهواء وعلو الهواء شيء نسبي. لان فوقه السحاب علو السحاب شيء نسبي لان فوقه السماء الدنيا. والسماء الدنيا شيء نسبي علو النسبي. لان فوقها السماء وهكذا حتى علو العرش. علو نسبي. اما علو الله عز وجل فهو العلو المطلق حق فالعلو المطلق لا يدخل في الجهات الست لان العلو المطلق لا يمكن ان يتصف احد به من المخلوقات الا اه عفوا لا يمكن ان يتصف به احد من المخلوقات. وانما هو صفة من صفات الباري عز وجل فلا يوصف احد بانه في العلو المطلق الا الله تبارك وتعالى انتم معي ولا لا؟ ولذلك من كان في الدور الثالث هو عالم علو مطلق ولا علو بالنسبة لمن تحته؟ لكن بالنسبة لمن في الدوري السابع هو اسفل منه فاذا ان صدق كلام الامام الطحاوي لا تحويه الجهات الست لما؟ لانها مخلوقة والله لا يحيط به شيء من مخلوقاته لعظمه وكبر صفاته تبارك وتعالى. هو الكبير ذاتا والكبير صفات عز وجل وما هذه السماوات السبع والاراضين السبع التي نراها على اتساع اقطارها واتساع افلاكها الا كخردلة في كف الرحمن وما السماوات السبع والاراضين السبع بالنسبة للكرسي الذي هو موضع قدمي الرب الا كحلقة صغيرة القيت في ارض الفلات فاذا الله عز وجل لا يمكن ان تحويه هذه الجهات. لان هذه الجهات انما هي داخل السماوات والارض بس. وتلك السماوات والارض ليست شيئا عند الله عز وجل فكيف نقول بان الجهات الست تحويه لا يتصور ابدا لا يتصور ان تحويه الجهات الست اقصد اقصد الجهات الست النسبية في المخلوقة فهمتم ما معنى النسبية؟ وفهمتم ما معنى مخلوقة؟ فاذا الامام الطحاوي لما قال لا تحويه الجهات الست كان يقصد ماذا؟ نفي الجهات الست النسبية المخلوقة. لكن لو انه قيد لاصاب في هذا النفي الا انه اطلق وقد اخطأ رحمه الله تعالى في اطلاقه اخطأ في اطلاقه ولذلك ان قيل لك هل يقال بان الله تحويه الجهات او لا فنقول هذا لفظ مجمل لان الجهة صارت على حسب استعمال الطوائف لها من الالفاظ المجملة التي تحتمل الحق والباطل وما كان محتملا للحق والباطل فلا يجوز لنا ان نثبته مطلقا ولا ان ننفيه مطلقا بل هو موقوف على الاستفصال حتى يتميز حقه فيقبل من باطله فيرد فان كان يقصد بنفي الجهات عن الله عز وجل نفي الجهات النسبية المخلوقة فهذا نفي حق. لان ان هذه الجهات النسبية المخلوقة انما تحيط بالمخلوقات لا بالخالق جل وعلا. وان كان يقصد بنفي الجثة عن الله نفي العلو المطلق فهذا باطل. لان العلو المطلق من صفات الله عز وجل الثابتة له بالكتاب والسنة واجماع اهل العلم رحمهم الله تعالى باجماع اهل العلم رحمهم الله تعالى. ولكن كما قلت لكم من باب الاعتذار على العلماء ما المقصود بنفي الجهات الست في كلام الامام الطحاوي نقول انما اراد ان ينفي الجهات الست النسبية في المخلوقة واما صفة العلو فان لنا ان نحمل كلامه عليها وقد اثبت في عقيدته علو الله عز وجل. في مواضع ستأتينا ان شاء الله تبارك وتعالى ونرجع ونقول بان اعظم ضلال الخلق في مسائل الاعتقاد انما كان بسبب ما تنزيل الادلة الشرعية على تلك الالفاظ المشتركة المجملة المحتملة للحق والباطل فصاروا يحاكمون الفاظ الكتاب والسنة على هذه الالفاظ المجملة المحتملة. مثال قال المعتزلين. في قول الله ويبقى وجه ربك من لوازم اثبات الوجه لله اثبات الجسم والجسم ممتنع فاذا نحرف صفة الوجه. فجعل اللفظ الشرعي فحاكم اللفظ الشرعي بتلك القاعدة بهذا اللفظ البدعي. وهو لفظ الجسم وكذلك من نفى علو الله عز وجل. قال لو اثبتنا ان الله في العلو لاستلزم ان يكون الله في جهة والجهة ممتنعة على الله فاذا نحرف صفة العلو. فالذي جعلهم يحرفون الادلة الشرعية ويخرجونها عن مدلولاتها الصحيحة هي محاكمة الفاظ الوحيين بهذه الالفاظ الملعونة المجملة التي تحتمل الحق والباطل. فصار اصل عقيدتهم انما هو هذه الالفاظ المجملة المشتركة المحتملة. فما وافقها من الفاظ الوحيين اخذوا به وما عارضها من الفاظ الوحيين ردوه. ردوه. وهذا هو الذي اوجب لهم اوجب لهم ذلك. كما نص عليه الامام ابن تيمية رحمه الله تعالى. ومن باب الفائدة لا بد ان نختم لا بد ان نختم الكلام على قاعدة في المجملات بشيء من فروعها بزيادة على ضرب فروعها لانها من اعظم ما ضل عفوا ولان الاخلال بتطبيقها من اعظم ما ضل به اهل البدع وقد ذكرنا عليها اربع فروع في كلام الامام الطحاوي وهي الفرع الاول الحدود والفرع الثاني الاركان والفرع الثالث الغايات والاعضاء والادوات. صارت كم؟ الحدود والاركان والاعضاء والادوات والغايات هذي خمس خمس عبارات مجملة بينا وجه الحق فيها من الباطل والدرس القادم ان شاء الله نضرب لكم جملا من الفروع المخرجة على قاعدة الالفاظ المجملة والواجب فيها من باب زيادة التوظيح والبيان. والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم