التعب فمتى ما وجد في القلب حب لله عز وجل وخضوع له سبحانه كان القلب سليما. وبقدر الحب لله عز وجل وبقدر نقصان الخضوع لله عز وجل في القلب ينقص تنقص العبادة فانه لا يستلزم الحب وان كان فيه انقياد وذل في الظاهر. الدين الباطن الذي يكون في القلب لابد ان يشمل الامرين. ان يشمل الحب. وان يشمل الخضوع. الحب التعبدي والخضوع الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنستأنف درس في كتاب الداء والدواء او الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي. وقد سبق وان ذكر الامام العلامة ابن رحمه الله ان المحبة الصحيحة او المحبة الفاسدة هي التي تنتج الارادة. فان المحبة صحيحة انتجت ارادة صحيحة. وان كانت المحبة فاسدة انتجت ارادة فاسدة هذا في امور الدنيا كذلك في امور الدين. وهذا الفصل عقده المصنف لبيان ان المحبة الصحيحة المحبة الدينية هي التي تنتج الخيرات العظيمة والبركات الدينية الكثيرة فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والصلاح في القلوب وفي الاعمال والمحبة الصحيحة. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاللهم اغفر لنا ولوالدينا ومشايخنا المسلمين يا رب قال ابن القيم رحمه الله تعالى ونختم الجواب بفصل متعلق واوصلناه. فصل وكما ان المحبة والارادة الفصل اللي قبله. فصل المحبة نعم سلام عليكم. وكما ان المحبة والارادة اصل اصل كل فعل كما تقدم. فهي اصل كل دين سواء كان حقا او باطلا فان الدين هو من من الاعمال الباطنة والظاهرة والمحبة والارادة اصل ذلك كله. والدين هو الطاعة والعبادة والخلق فهو الطاعة اللازمة الدائمة التي صارت خلقا وعادة. ولهذا فسر الخلق بالدين في قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم قال الامام احمد قال الامام احمد عن ابن عيينة قال ابن عباس اعلى دين عظيم. يعني الانسان اه لابد ان يدرك ان الدين يشمل ثلاثة امور. الدين يشمل الطاعة المطلقة. والعادة التي يطاوعها الانسان وفق الشريعة والخلق الحسن. هذا هو الدين. واذا كان الانسان عنده محبة وارادة صحيحة فان طاعته تكون صحيحة وعاداته تكون مطواعة واخلاقه تكون عالية ولذلك الله سبحانه وتعالى مدح خليله محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله وانك لعلى خلق عظيم. وما ذاك الا لعظيم محبته التعبدية لله رب العالمين ولهذا جاء في تفسير وانك لعلى خلق عظيم. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما انك لعلى خلق عظيم اي على دين عظيم فالخلق معناه الدين. لان من ليس له خلق فليس له دين. وان زعم الدين فدينه ناقص نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله تعالى وسئلت عائشة عن خلق ان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن والدين فيه معنى الاذلال وقهر وفيه معنى الذل والخضوع والطاعة. فلذلك يكون من الاعلى الى الاسفل كما يقال دنته فدان اي قهرته فذل. قال الشاعر هو هو دان الربا هو دان الربابي اذ اذ كريه. اذ كرهوا الدين فاضحوا وصيالي هو دانا الرباب اذ كرهوا الدين مو الدين. اذ كرهوا الدين فاضحوا بعزة وصيان اذا معنى هذا ان معنى الدين يشمل الامرين الاذلال والقهر دين قهري. دين ينشأ اه عمن لا محبة له. والثاني الخضوع والطاعة مع المحبة وهذا هو المطلوب نعم. احسن الله اليك. ويكون ويكون من الادنى الى الاعلى كما يقال اتقوا الله ودنت لله وفلان لا يدين لا يدين الله دينا ولا يدين الله بدين فدان الله اي اطاع الله وحب فهو خافه ودان الله تغشى له لله هدى كان الله. لا. الاولى دان الله الثانية ودان لله في فرق بين امرين ما الفرق لما يقول الانسان دينت الله ودينت لله لما يقول دنت يعني اطعت الله عز وجل. ودنت لله اي اذعنت لله عز وجل فالام مفيد الخشوع والخضوع وادان الله اي اطاعه واحبه وخافه. ودان لله اي خضع وذل وانقاد. نعم. احسنت. ودان لله تخشع له وخضع وذل وانقاد. والدين الباطن لا بد فيه من الحب والخضوع كالعبادة سواء بخلاف الدين عند الانسان. واما العبادات الظاهرة فهذه لا تستلزم الحب العبادات الظاهرة لا تستلزم الحب. فان المقصود منها هو ايجاد الفعل فان وجد الفعل مع الحب كان خيرا وبركة. نعم. احسن الله اليكم. وسمى الله سبحانه او يوم القيامة يوم الدين فانه اليوم الذي يدين فيه الناس فيه باعمالهم ان خيرا فخير وان شرا فشر فذلك يتضمن جزاؤه وحسابهم فلذلك فسروه بيوم الجزاء ويوم الحساب. نعم لو قال لنا قائل لماذا سمي يوم القيامة بيوم الدين كما في قوله تعالى مالك يوم الدين. وكما في قوله تبارك وتعالى آآ وما ادراك ما يوم الدين فنقول سمى الله يوم القيامة بيوم الدين لانه اليوم الذي يظهر فيه دين الناس. هل كان دينهم عن حب وطاعة هل كان دينهم القلبي كدينهم الظاهري؟ هل كان دينهم مبنيا على الحب والخضوع او لا في ظهر للناس دين كل انسان كما قال عز وجل يوم تبلى السرائر ما يوجد شيء في الباطن الان قد يخفي انسان عن انسان شيئا مثل ما الناس يخفون في جوالاتهم اشياء حتى ان بعضهم لا يريد اولاده او اباه او امه او زوجته وان تعلم ما الذي فيه وكذلك يخفي الانسان في قلبه ما يخفي لكن يوم القيامة لا يمكن الاخفاء. لانه يوم الدين. يوم الجزاء فما من انسان الا ويظهر ما في قلبه. نعم. احسن الله اليكم. وقال تعالى فلولا ان كنتم غير ترجعون ترجعونها ان كنتم صادقين. اي هلا تردون الروح الى مكانها ان كنتم غير مربوبين مقهورين. ولا مجزئين ولا ولا مجزيين. نعم. وهذه الاية ان كنتم غير مدينين. ما معنى غير مدينين غير مدينين اي انكم غير مربوبين. ليس لكم رب كما تزعمون. غير مدينين غير مقهورين ليس هناك من يذل يذلكم ويقهركم. غير مدينين اي غير مجزيين. ليس هناك جزاء اذا كنتم تزعمون انه ليس هناك رب ولا انتم مقهورون وليس هناك يوم القيامة فاذا جاءت الملائكة لاخذ روح الميت قولوا له لا تأخذوا روحه. امنعوا الملائكة من اخذ الروح. فاذا لم تقدروا على منع الملائكة من اخذ رح حبيبكم وقريبكم ومحبيكم فهذا اكبر دليل انكم مربوبون مقهورون وانكم مدانون. مجزيون باعمالكم لذلك الموت من اعظم دلائل الربوبية الموت من اعظم دلائل قدرة الله على عباده. تجد انسان معافى ليس فيه اي شيء. حتى الاطباء لما يريدون ان يكتبوا سبب الوفاة لا يعرفون ماذا يكتبون ما فيه الا العافية. لماذا مات؟ لا يدرون لا يدرون ولا يعلمون فيكتبون ما سكت قلبي هذا الحل الوحيد عندهم طيب ما الذي اسكت قلبه؟ لا يعرفه الكافر منهم لا يعرف المؤمن يعرف ان اجله انتهى فسكت قلبه ووقف فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم ترجعونها الظمير راجع الى الروح التي تخرج من البدن فيصبح البدن بعد خروج الروح جيفة لا حراك فيه ولا خير. نعم يحسن عليكم وهذه الاية تحتاج الى تفسير فان سيقت للاحتجاج عليهم في انكارهم البعبع بعث والحساب. ولابد ان يكون الدليل مستلزما لمدلوله بحيث ينتقل الذهن منه الى المدلول لما بينهما من التلازم فيكون الملزوم دليلا على لازمه ولا يجب العكس فكل ملزوم دليل على لازمه ولا يجب العكس. هذه قاعدة من قواعد الاستدلال ان كل شيء لازم للشيء فانه يدل على ملزومه. مثلا اذا رأينا اثار اقدام فان اثار الاقدام لازمه انها هنا من مشى فكل ملزوم هذا معنى هذه القاعدة كل من ملزوم دليل على لازمه. كل اثر دليل على مؤثرين مثل ما نقول كل مخلوق دليل على خالقه كل اية دليل على من اتى به ولا عكس فليس اللازم دليل على الملزوم. فالله الخالق وهو سبحانه وتعالى لا يلزم من كونه الخالق انه لابد ان يخلق لا يلزم مثلا الانسان صاحب الاثر اذا رأينا صاحب الاثر لا يلزم انه لابد ان يمشي حتى يصبح له اثر قد لا قد يركب هذا معنى هذه القاعدة كل ملزوم دليل على لازمه ولا عكس. نعم. يعني السماء والانسان والجماد والحيوان والنباتات كلها تدل على الخالق سبحانه وتعالى لانها ملزومات والملزوم دليل على لازمه وهو الخالق سبحانه ولا عكس. نعم. احسن الله اليك ووجه الاستدلال انهم اذا انكروا البعث والجزاء فقد كفروا بربهم. وان كروا قدرته وربوبيته وحكمته. فاما ان يقروا بان لهم ربا قاهرا فيهم كما سيميتهم اذا شاء يحييهم اذا شاء. ويأمرهم وينهاهم ويثيب محسنهم ويعاقب مسيئهم. واما الا يقر برب هذا شأنه فان اقروا به امنوا بالبعث والنشور. والدين والدين الان والجزائي نعم والجزائري وان انكروه فكفروا به فقد زعموا انهم غير مربوبين ولا محكوم عليهم ولا لهم رب يتصرف فيهم كما اراد هلا يقدرون على دفع الموت عنهم اذا جاءهم وعلى رد الروح الى مستقرها اذا بلغت الحلقوم وهذا خطاب للحاضرين وهم عند وهم يعاينون موته اي فهلا تردون الروح الى مكانها ان كان لكم قدرة وتصرف ولستم بمربوبين ولا ولا بمقهورين لقاهر قادر تمضي عليكم احكامه وتنفذ اوامره فهذه غاية التعجيز لهم اذ بين عجزهم عن رد نفس واحدة الى ولو اجتمع على ذلك الثقلان فيا لها من اية دالة على وحدانيته وربويته وسبحانه وتصرفه في عباده ونفوذ احكام فيهم وجريانها عليهم. بالنسبة اه كون الانسان يدرك ان له ربط وانه مقهور وانه مدان هذا امر مشاهد. فان الانسان ليس عنده القدرة على اشياء كثيرة وهذا اكبر دليل على انه مقهور. وانه مربوب. وانه مدين يقدر الانسان على حمل صخرة بوزان خمسين كيلو. فان قوي بميزان مئة كيلو. فان قوي فبميزان مئتي كيلو وهذا حده لكن لا يستطيع ان يحمل جبلا فاذا كان لا يستطيع ان يحمل جبلا فمن الذي حمل الجبل ووضعه؟ من الذي يقدر عليه انسان حده ان يصنع بيتا يؤويه. ولا يقدر ان يصل الى السحاب ولا يقدر ان يصل الى المنخفظ الجوي والمنخفظ العلوي ولا ان يصل الى القمر آآ فيه يوقفه يمشيه ولا الى الشمس فيتصرف فيه ولا الى النجوم ولا الى الكواكب فضلا عن السماء. اذا هو مقهور وما دام هو مقهور فهذا اعظم دليل على الربوبية هذا مثال واضح في الدنيا حينما يقول ملك من ملوك الدنيا للرعية انتم تحت التصرف فيقول احد الناس انا لست تحت تصرفك فيقول له تصرف كما يحلو لك فسترى. فحينما لا يستطيع ان يتصرف لانه بالسجن او لانه مغلول اليدين او لانه مكفوف اللسان. او لانه معصوم العينين او لانه مختوم الاذنين فكيف سيسمع؟ كيف سيبصر؟ كيف سيتكلم؟ كيف سيمشي؟ كيف سيفعل لا يستطيع قد كبله الملك وجعله عاجزا. فلما تبين له عجزه علم ان هناك ملكا يقهره فاذا كان هذا حال الناس مع ملوك الدنيا فهم يرون شدة عجزهم وعظيم ضعفهم امام الخالق سبحانه وتعالى من ذا الذي يستطيع ان يغير مثلا زمانه فلا يولد في الزمان الذي ولد فيه ليغير اجله فلا يموت في الزمان الذي يموت فيه يغير اباه وامه. من يستطيع؟ لا يستطيع. اذا هذا اعظم دليل على انه مقهور وانه مدين. نعم احسن الله اليكم الدين دينان والدين دينان دين شرعي امري ودين حسابي جزاهي وكلاهما لله وحده فالدين كله لله امرا او جزاء. والمحبة اصل كل واحد من من الدينين. فانما شرع ما شرعه وتعالى وامر به يحبه ويرضاه وما نهى عنه فانه يكرهه ويبغضه. بمنافاته لما يحبه ويرضاه فهو يحب ظده هذا دينه الامري كله الى محبته ورضاه. دين الله عز وجل هو مثل امره سبحانه امر شرعي وامر كوني. ودين الله عز وجل دين شرعي ودين كوني. الدين شرعي الامري هو الذي يحبه الله عز وجل ويرضاه والدين الحسابي الجزائي فالله قد يعاقب الكافر بالنار وهو لا يحب ان يعاقبه بالنار احب منه الايمان لكنه ابى واصر الكفران. فادخله النيران اذا لا تلازم بين الدين الحساب الجزائي والحب واما الدين الشرعي الامري فان بينه وبين الحب تلازم نعم احسن الله اليكم قال ابن القيم رحمه الله تعالى ودين العبد لله به انما يقبل اذا كان عن محبته ورضاه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. فهذا مدين ابن حبة وبسببها شرع ولاجلها شرع. وعليها اسس. دين العبد اي طاعة العبد تدين العبد لله عز وجل. متى يكون مقبولا على وجه الكمال؟ اذا كان ناشئا من العبد عن محبة ورضا فمتى ما كان التدين ناشئا من العبد عن محبة ورضا كان عند الله عز وجل له لها اي لهذه العبادة المقامة العليا. نعم. احسن الله اليك. وقال رحمه الله تعالى وكذلك دينه الجزائي فانه تضمن مجازاة المحسن باحسانه والمسيء باساته وكل من الامرين محبوب للرب. فانهما عدله وفضله من صفات كماله وهو سبحانه يحب صفاته واسماؤه اسماؤه ويحب من يحبها. بالنسبة للدين الجزائي او الحسابي هل هو محبوب لله او ليس محبوبا لله؟ ان كان المقصود ما تضمن الدين الجزائي من عدل الله فلا شك ان العدل محبوب لله عز وان كان المقصود بالدين الجزائي هو معاقبة الكافرين. معاقبة المشركين. فان هذا العقاب للمشرك لا يحبه الله عز وجل. الا لاجل مقصد اقامة العدل. فهذه مسألة اخرى نعم وكل واحد من الدينين فهو صراطه المستقيم الذي هو عليه سبحانه فهو على صراط مستقيم في امره ونهيه وثوابه وعقابه كما قال تعالى اخبارا عن نبي هود عليه الصلاة والسلام اذ قال لقومه ان قولوا الا اعتراك بعض آليتنا بسوء. قال اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون. اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا واخذ من ناصيتها ان ربي على صراط مستقيم. ولما علم نبي الله هود عليه السلام ان ربه على صراط مستقيم في خلقه وامره ونهيه وثوابه وعقابه وقضائه وقدره ومنعه وعطائه. وعافيته وبلائه وتوفيقه وخذلانه. لا يخرج في ذلك فعن موجب موجب كماله المقدس الذي يقتضيه اسماؤه وصفاته من العدل والحكمة والرحمة والاحسان وملح الاحسان والفضل. الانسان المؤمن يجب ان يعتقد ان كل ما يجري في كون الله عز وجل فانه مبني على عدل الله سبحانه وتعالى يعافي هذا ويعاقب هذا ويرزق هذا ويضيق على هذا كل هذا مبني على العدل وعلى حكمة والرحمة والاحسان والفضل. نعم. احسن الله اليك. ووضع الثواب مواضعه والعقوبة في موضعها اللائق بها ووضع التوفيق والخذلان والعطاء والمنع والهداية والاظلال. كل ذلك في اماكنه ومحاله محالة اللائقة به بحيث يستحق على ذلك كمال الحمد والثناء. اوجب له ذلك العلم. اوجب له ذلك العلم والعرفان اذ نادى على رؤوس الملأ من قومه جنان ثابت وقلب غير خائف بل متجرأ بل متجرد لله اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا. ثم لا اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا واخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم. ثم اخبر عن عموم قدرته وقهره لكل ما سواه وذل كل شيء لعظمته. فقال ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها. ان ربي على صراط مستقيم فكيف اخاف من ناصيته بيد غيره وهو في قهره وقبضته وتحت قهره وسلطانه وسلطانه دونه. ولهذا الا من وهل هذا الا من اجل الجهل واقبح الظلم؟ يعني الانسان المسلم يجب عليه ان يدرك ان ما من مخلوق الا وهو تحت قهر الله عز وجل فحين اذ لا يتأتى من جهة شيء الا ان اراده الله سبحانه وتعالى فلماذا يخافه؟ لماذا يرغب فيه ويرغب منه فالمؤمن الكامل الايمان لا يكون رغبة رغبة ورهبه الا من الله سبحانه وتعالى وما سوى ذلك فانما هي اسباب قد تنتج وقد لا تنتج. نعم. احسن الله اليكم. ثم قال رحمه الله تعالى ثم اخبر انه سبحانه على صراط مستقيم. فكل ما يقضيه ويقدره فلا يخاف العبد جوره ولا ظلمه. فلا اخاف ما دونه فان ناصيته بيده ولا اخاف جوره وظلمه. فانه على صراط مستقيم. فهو سبحانه ماض في عبده حكمه. عدل فيه قضاء له الملك وله الحمد ولا يخرج بتصرفه في عباده عن العدل والفضل ان اعطى واكرم وهدى ووفق فبفظله ورحمته ان منع واهان وضل وخذا واشقى فبعدله وحكمته. هو على صراط مستقيم في هذا وهذا. في الحديث الصحيح ما اصاب عبدا قط قط هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي الا اذهب الله همه وغمه وابدله مكانا فرجا قالوا يا رسول الله الا نتعلمهن؟ قال بلى ينبغي لمن سمعهن ان يتعلم ان يتعلمهن. وهذا يتناول حكم الرب الكوني والامري وقظاؤه الذي يكون باختيار العبد وغير اختياره وكلا الحكمين ماض في عبده وكلا القضاءين عدل فيه. فهذا الحديث مشتق من هذه الاية بينما اقرب نسب حقيقة هذا الحديث من اعظم الاحاديث التي تجلب للقلب الفرح وتجلب للقلب السرور بعد الهم والحزن فمن كان في قلبه هم او حزن فعليه ان يكرر هذا الدعاء. اللهم اني عبدك ابن عبدك ابنك ناصيتي بيدك ماض في حكمك. عدل في قضاؤك. اسألك بكل اسم هو لك. سميت به نفسك او انزلته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونورا وصدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي. قال صلى الله عليه وسلم الا اذهب الله همه وغمه وابدله مكانه فرجا وفي رواية وابدله مكانه فرحا فهذا الحديث العظيم يدل ايها الاخوة ان الانسان عليه ان يستيقن ان الامور بيد الخالق سبحانه وتعالى يتصرف فيها كيف يشاء. فان منع فبعدله. وان اعطى فبفظله ان عاقب فبعدله وان عافى فبفظله ان امرض فبعدله وان عافى فبكرم وجودي ولهذا ينبغي على العبد دائما ان يسأل الله تبارك وتعالى من فضله. نكتفي بهذا وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين