بسم الله الرحمن الرحيم. يسر مشروع كبار العلماء ان يقدموا لكم الدرس التاسع والثلاثون. قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتاب الدروس المهمة لعامة الامة الايمان بالملائكة ويدخل في الايمان بالملائكة الايمان المجمل والمفصل فالملائكة قسمان قسم نعلمه لانهم قد سموا لنا فنؤمن بهم وباسمائهم تفصيلا. كجبرائيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت. وما اشبه ذلك من الملائكة والبقية نؤمن بان لله ملائكة كما اخبر عنهم سبحانه وتعالى كما قال عز وجل بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون ونؤمن بانهم اقسام منهم موكل بنا لحفظ اعمالنا وكتابتها. ومنهم موكل بالسياحة في الارض. يحضرون مجالس الذكر ويستمعون ومنهم الذين يتعاقبون فينا ليلا ونهارا ومنهم حملة العرش ومنهم غير ذلك وقد جاء في الحديث الصحيح انه يدخل البيت المعمور الذي في السماء السابعة كل يوم سبعون الف ملك ثم يعودون اليه اخر ما عليهم وهذا يدل على كثرتهم وانهم جنود لا يحصيهم الا الله عز وجل فنؤمن بهم اجمالا وتفصيلا وانهم عباد مكرمون ليسوا بشرا وليسوا جنا. ولكنهم خلق اخر خلقوا من النور كما في الحديث الصحيح خلقت الملائكة من النور وخلق الجان من مارج من نار. وخلق ادم مما وصف لكم رواه مسلم في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم وهم يتشكلون كما يشاء الله عز وجل. ولهم اعمال ولهم صفات تليق بهم. بعضها علمناه من السنة كما جئ جبريل تارة في صورة فلان وتارة في صورة فلان وتارة في صورته التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح. وتارة في صورة انسان مجهول لا يعرف لما جاء يسأل عن الاسلام والايمان الى غير ذلك المقصود انهم يتلونون بالالوان التي يريدها الله جل وعلا. ويشاؤها سبحانه وتعالى. ولهم خلقة يعلمها الله عز وجل وهم لهم اجنحة كما اخبر الله في كتابه العظيم في سورة فاطر. الى غير ذلك مما اخبر الله به عز وجل في الكتاب والسنة فنؤمن بما جاء في الكتاب والسنة تفصيلا. ونؤمن بهم على سبيل الاطلاق والاجمال فيما لا نعلم من شأنهم صفاتهم الايمان بالكتب وهكذا مسألة الكتب. الباب واحد يؤمن المؤمن بكتب الله اجمالا وان لله كتبا انزلها على رسله وانبيائه لا نحصيها نحن ولكن تؤمن بها اجمالا ونؤمن بما فيها اجمالا اما تفاصيلها وما فيها فالى الله سبحانه وتعالى ومنها ما سمي لنا كالتوراة والانجيل والزبور وصحف موسى وابراهيم والكتاب العظيم وهو القرآن الكريم. نؤمن بهذه الكتب التي سميت لنا واما ما لم يسمى لنا فنؤمن بان لله كتبا انزلها على رسله وانبيائه. لا يحصيها الا الله جل وعلا. ولا يعلمها الا هو الا بنص يثبت لنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في بيان شيء من ذلك وهكذا الرسل عليهم الصلاة والسلام فيهم تفصيل واجمال فنؤمن بهم ايمانا مجملا وان لله رسلا ارسلهم الى الناس مهمتهم دعوتهم الى الله كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فلله سبحانه رسل ارسلهم لعباده مبشرين ومنذرين اما احصاؤهم وبيان اسمائهم فهذا اليه سبحانه وتعالى. لكن جاء في حديث ابي ذر وجاءت له شواهد من حديث ابي امامة وغيره ما يدل على ان الرسل ثلاثمئة وبضعة عشر لكن اسانيدها لا تخلو من مقال. المكتبة الصوتية لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبد ابن باز رحمه الله