عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه. فقلت له لما تصنع هذا يا رسول الله؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. قال افلا احب ان اكون معدا شكورا متفق عليه. هذا لفظ البخاري ونحوه في الصحيحين من رواية المغيرة بن شعبة. وعن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر احيا الليل وايقظ اهله وجد وشد المأزر متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز. وان اصابك شيء لا تقول لو اني فعلتك كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح وملأ الشيطان. رواه مسلم. وبالله التوفيق. صلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهدى. اما بعد هذه الاحاديث ثلاثة تدل على عن عظيم اجتهاده صلى الله عليه وسلم وعنايته بطاعة ربه وعباده مع انه مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر عليه الصلاة والسلام ومع ذلك على ابعد الناس واكثر الناس اجتهادا في العبادة. في الحديث الاول تقول عائشة رضي الله عنها كان صلى الله عليه وسلم يتهجد من الليل هدت هالطرق دمعة هذه المغيرة المشبة حتى تليم قدماه فقالت له بذلك يا رسول الله لم تفعل هذا؟ قال غفر الله لك ما تقدم من ذنب وما تأخر. قال افلا احب ان اكون عبدا شكورا اني احب ان اكون عبدا شكورا يعني هذا العمل وهذا الاجتهاد من شكر الله على نعمته من شكر الله على مغفرته ما تقدم من ذنبه وما تأخر في اللفظ الاخر يقول صلى الله عليه وسلم اما والله اني لا اخشاكم لله واتقاكم لله ولكني اصلي واصوم واصوم ولكني اصلي واقوم ولكني اصلي وانام واصوم وافطر وازوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني وهو يجتهد في العبادة ولكن يعطي بدنه ونفسه بعض الشيء حتى تقوى العبادة لما بلغهن بعض الصحابة قال اما انا فاصوم ولا افطر وقال بعضهم اما انا فاقوم ولا انام قال بعضهم اما انا فلا اتزوج النساء. قال بعضهم لا اكل اللحم. قال النبي صلى الله عليه وسلم اما والله اني لاخشاكم لله واتقاكم الله ولكني اصلي وانام واصوم وافطر واتزوج النساء واكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني فهذا يبين ان الاجتهاد في العبادة ليس معناها ترك الراحة بالكلية وتكليف الناس ما لا تطيق لا بل تارة وتارة تارة يعمل ويجتهد وتارة يعطي نفسه حظها من الراحة حتى تقوى على العمل كما في الحديث الاخر ان لنفسك عليك حقا وان ليهلك عليك حقا وان لعينك عليك حقا وان لضيفك عليك حقا فاعطه كل ذي حق حقه وكان صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد مئزره واحيا ليله وايقظ اهله عليه الصلاة والسلام العشر الاخيرة من رمظان كان يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها يحي ليلها بالعبادة عليه الصلاة والسلام ويعتزل النساء ويعتكف يطلب فضل الله ويطلب احسانه وجوده وكرمه فالمؤمن هكذا يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم الجد والعبادة والعمل الصالح والرغبة فيما عند الله لكن من غير تكليف لنفسه ما لا يطيق كما في الحديث الصحيح اكلفوا من عملا تطيقون ليس له من العمل ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا ولما قال قيل له ان فلانة تصلي من الليل تربط حبلا فوق حتى اذا تعب تعلق بالحبل قال لا وقطع الحبل قال اكله فان الله لا يمل حتى تملوا فينبغي للمؤمن هذا ان يعمل العمل الذي يستطيع من دون مشقة حتى لا يمل حتى لا يكره العبادة بيعمل بطاعة الله ويجتهد في طاعة الله في النوافل مع الفرائض يرجوا ثواب الله ويخشى عقابه لكنه لا يتكلف بالشيء الذي يشق عليه ويملها العبادة وربما تركها بعد ذلك للتعب خير الامور اوسطها كذلك حديث ابي هريرة يقول صلى الله عليه وسلم المؤمن قوي خير واحب الله ينوي الى الضعيف وفي كل خير يعني في كل واحد منهما خير قوي والضعيف فهمه قوي الذي يجتهد في طاعة الله يأمر بالمعروف ينهى عن المنكر يدعو الى الله ويعين على النواب بالحق افضل من الضعيف الذي حدث نفسه ما عنده توسع في العمل وفي كل خير في كل واحد خير لكن الذي عنده نشاط بالمعروف والنهي عن المنكر الدعوة الى الله مساعدة الضعيف وغير هذا من وجوه الخير اقوى ايمانا واكثر اجرا من المؤمنين الضعيف. وفي كل خير ثم قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك احرص ايها المؤمن على ما ينفعك واستعن بالله يعني لا تكن كسولا ولا مرضا فليحرص على ما ينفعك من امر الدين والدنيا بامر دين من العبادات في امر الدنيا من الكسب الحلال والرزق الحلال ولا تعجز ترك العمل كعجز والانسان يترك العمل ليشهد الناس هذا هو العجز والكسل راح يعمل في التجارة بعمل عامل يعطى اجر في الزراعة في اي عمل من اعمال المباحة حتى يستغني بها عن مفائد الناس حتى نستعين بهذا عن سؤال الناس سئل الرسول اي الكسب اطيب قال عمل الرجل بيده وكل بيع مفروغ عمل الرجل بيده لجارة حدادة غير ذلك من عملية وكل بيع مبرور للتجارة السليمة فيها كذب ولا غش ايضا في اسم طيب قال صلى الله عليه وسلم ما اكل احد طعاما خيرا من ان يكمل عمليته ما اكل احد طعاما خيرا من ان يأكل من عمليته وان نبي الله داوود عليه الصلاة والسلام كان يأكل من عمليته اخرجه البخاري في الصحيح الان فيه فضل عظيم ما اكل احد طعاما خيرا من ان يأكل من عمليته وان نبي الله داود كان من عمل اليه كان يصنع الدروع يبيع ويأخذ من عمليته فانت كذلك تعمل نجار خراز هدال بناء ماشي بالعمل من عمليتك او بالتجارة السليمة البعيدة عن الكذب والغش كله طيب فالانسان لا يجعل الوقت كلا في الدنيا ولا كله للاخرة من يعطي الاخرة حقها ويؤدي الفرائض ويعمل ما تيأس من الطاعات والعبادات ويعطي حظه من الدنيا ولا تنسى نصيبك من الدنيا مثل ما قال الله في نصيحة المؤمن لقارون وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة. ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك. هكذا مؤمن لا ينسى صفة الدنيا مثل ما قال صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك فاستعن بالله ولا تقل لو اني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا قدر الله وما شاء فعل يعني اذا فات المطلوب فعلت الاسباب ولا نجحت قل قدر الله وما شاء. قدروا يعني هذا قدر الله. محذور. او قدر الله هذا قدر الله فعل. وما شاء الله فعل سبحانه وتعالى فان لو تفتح اعمال الشيطان لا تقول لو اني لو اني رحت للطبيب ما اصابني هذا لو فلان راح للطبيب ما مات هذا غلط عليك بالاسباب ولا تقول لو اذا قدر نزل رضا لكن افعل الاسباب فان نجحت الحمد لله ما نجحت اما تقول لو اني فعلت كذا لكان كذا لو اني ما سافرت سواء ما اصابني كذا لو اني ما زرت ما اصابني كذا هذي امورهم سبق بها علم الله وقدره سبحانه وتعالى انك انت عليك الاسباب تسأل ربك التوفيق وتقول اللهم يسر امري اللهم اعني فان حصل المطلوب والا فقل قدر الله وما شاء فعل انا لله وانا اليه راجعون. وفق الله الجميع. احسن الله اليك