المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الولي ولايته تعالى وتوليه لعباده نوعان ولاية عامة وهو تصريفه وتدبيره لجميع الكائنات وتقديره على العباد ما يريده من خير وشر ونفع وضر واثبات معاني الملك كلها لله تعالى والنوع الثاني في الولاية والتولي الخاص وهذا اكثر ما يريد في الكتاب والسنة كقوله الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور وان تولوا فاعلموا ان الله مولاكم ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم وهذا التولي الخاص يقتضي عنايته ولطفه بعباده المؤمنين وان الله يربيهم تربية خاصة يصلحون بها للقرب منه ومجاورته في جنات النعيم فيوفقهم للايمان به وبرسله ثم يغذي هذا الايمان في قلوبهم وينميه وييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى ويغفر لهم في الاخرة والاولى ويتولاهم برعايته وحفظه وكلاءته فيحفظهم من الوقوع في المعاصي فان وقعوا فيها بما سولت لهم انفسهم الامارة بالسوء وفقهم للتوبة النصوح فاذا تولوا ربهم تولاهم ولاية اخص من ذلك وجعلهم من خواص خلقه بما يهيئ لهم من الاسباب الموصلة لهم الى كل خير قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة فاخبر في هذه الاية عن الاسباب التي نالوا بها ولاية الله وهي الايمان والتقوى والفوائد والثمرات العظيمة التي يجنونها من هذه الولاية وهي الامن التام وزوال ضده من الخوف والحزن والبشارة الكاملة في الدنيا بما يبين لهم ويبشرهم به من اللطف والعناية والتوفيق للخيرات والحفظ من المخالفات وبالثناء الحسن بين العباد وبالرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن او ترى له والبشارة عند الموت وفي القبر وفي عرصات القيامة فهذا تنبيه جامع متوسط بين الاختصار المخل والطول الممل وفيه من التفصيلات النافعة والنكت اللطيفة والفوائد والفرائد ما لا تكاد تجده مجموعا في محل واحد ولنتبع هذا المقصد الجليل ببقية المقاصد من علوم التوحيد فنقول بيان الاصول التي كثر الكلام فيها بين السلف وبين اهل الكلام وهي متفرعة على اسماء الله الحسنى وصفاته ولكن لزيادة الايضاح نبين دلالة القرآن عليها بخصوصها