تعاظم وسعة عطاياه التي لم يبق في قلوب اهل الجنة امنية ولا ارادة الا وقد اعطي فوق ما تمنى. كل ما يتمناه الانسان في الجنة يناله ويناله اكثر مما تمنى وطلب فانت حينما تكون في هذه الدنيا قد يؤخذ حقك ويسلب مالك وتصبر لان تعلم ان ثمة معاد يقتص فيه من الظلمة ولذا ربنا قال واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد فنبدأ باذن الله تعالى بهذه السورة سورة سبأ وهي من السور المملوءة بالحمد لله والسور المجزوءة بحمد الله خمس سور وقد جاءت هذه السور مفرقة في كتاب الله تعالى سورتان في النصف الاول وسورتان في النصف الثاني وديباجة الكتاب سورة الفاتحة وكل بدء من هذا البدء يتضمن الكلام عن الخلق بدء الخلق او على الاعادة ولذا ربنا يحمد في الاولى والاخرة ويحمد في الدنيا والاخرة ويحمد لبده خلق الخلق ويحمد ايضا لاعادة الخلق لاجل الجزاء والحساب والقصاص اقرأ يا شيخ مصطفى بصوتك العالي اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي له ما في وما في الارض ولكم الحمد في الاخرة وهو الحكيم اعلم ما يلد في الارض وما يخرج منها وما من السماء وما يخرج فيه وهو الرحيم عيدي وهو واريدك ان تظهر ضمة الهاء وهو الرحيم احسنت ايها القارئ المتقن عندما تتقن اي شيء يخوض فيها تتقن جميع الاشياء من العربية والتركية والتفسير وغيرها فاحمد الله يا بني واحفظ هذه النعم فيما رزقك الله بها فاستعمل كل نعمة في مرضاة نسقيها قال الشيخ علينا وعليه رحمة الله الحمد الثناء بالصفات الحميدة والافعال الحسنة اول حمد وصف المحمود بالكمال محبة وتعظيما فلله تعالى الحمد لان جميع صفاته يحمد عليها لكونها صفات كمال وافعاله يحمد عليها لانها دائرة بين الفضل الذي يحمد عليه ويشكر والعد الذي يحمد عليه ويعترف بحكمته فيه وربنا جل جلاله حمد نفسه هنا لنتعلم كيف نحمد الله سبحانه وتعالى. فربنا حمد نفسه هنا على ان له ما في السماوات وما في الارض ملكا وعبيدا يتصرف فيهم بحمده وانت تضيف لها ملكا وخلقا وعبيدا وله الحمد في الاخرة لان في الاخرة يظهر من حمده والثناء عليه ما لا يكون في الدنيا. يعني الان اصحاب البصائر تظهر لهم محامد الله فيحمدونه. ويوم القيامة تظهر على الجميع. فيحمده الجميع ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم امام الحماديين في هذه الامة ما يحصل من الشفاعة ومقام محمود يحمده عليه الاولون والاخرون وربنا جل جلاله يوم القيامة له الحمد في الاخرة يظهر فظله للجميع فيحمده الجميع فاذا قضى الله تعالى بين الخلائق كلهم ورأى الناس والخلق كلهم ما حكم به وكمال عدله وقسطه وحكمته فيه حملوه كلهم على ذلك حتى اهل العقاب ما دخلوا النار الا وقلوبهم ممتلئة من حمده وان هذا من جراء اعمالهم وانه سبحانه وتعالى عادل في حكمه بعقابهم واما ظهور حمده في دار النعيم والثواب فذلك شيء قد تواترت به الاخبار وتوافق عليه الدليل السمعي والعقلي فانهم في الجنة يرون من ثواني نعم الله هم تتوالى عليهم نعم الله وتزداد وادراره خيره ربنا جل جلاله يذر خيره على اهل الجنة وكثرة بركاته ربنا جل جلاله تبارك بل يعطون من الخير ما لم تتعلق به امانيهم ولم يخطر بقلوبهم فما ظنك بحمدهم اذا كان هذا النعيم نعيمهم فما ظنك كيف سيحمدون الله سبحانه وتعالى فما ظنك بحمدهم لربهم في هذه الحال مع ان في الجنة تضمحل العوارض والقوارض. لا لدينا عوارض عديدة تمنع اللذائذ وقواطع عديدة تقطع عنك اللذائذ. اما في الجنة فلا توجد قواطع ولا عوارض يقول مع ان في الجنة تضمحل العوارض والقواضع التي تقطع عن معرفة الله ومحبته والثناء عليه ويكون ذلك احب الى اهلها من كل نعيم والذ عليهم من كل لذة ولهذا اذا رأوا الله تعالى وسمعوا كلامه عند خطابه لهم اذهلهم ذلك عن كل نعيم هؤلاء الذين راقبوا الله في قلوبهم فيرقبوه بابصارهم يوم القيامة وكما تلذذوا في الدنيا بمراقبته بقلوبهم يتلذذون يوم القيامة بالنظر اليه والنظر الى الله اعظم اللذات جعلنا الله واياكم منهم ويكون الذكر في لهم في الجنة كالنفس متواصلا في جميع الاوقات ولذا تنشرح الصدور بذكر الله لان الله اعظم مذكور هذا اذا اضفت ذلك الى انه يظهر لاهل الجنة في الجنة كل وقت عظمة ربهم وجلاله وجماله وسعة كماله ما توجب لهم كمال الحمد والثناء عليه يعني يظهر له من الايات ما يدل على عظمة العظيم سبحانه وتعالى وهو الحكيم في ملكه وتدبيره الحكيم في امره ونهيه الخبير المطلع على سرائر الامور وخفاياها ولهذا فصل علمه بقوله بين ربنا من علمه ما يلج في الارض اي من مطر وبذر وحيوان. واي شيء يدخل في هذه الارض فربنا يعلمه وما يخرج منها من انواع النباتات واصناف الحيوانات وما ينزل من السماء من الاملاك والارزاق والاقدار. وما يعرج فيها من الملائكة والارواح وغير ذلك فهذا الملك ملك الله لا يحصل فيه شيء الا باذن الله سبحانه وتعالى ولما ذكر مخلوقاته وحكمته فيها وعلمه باحوالها ذكر مغفرته ورحمته لها فقال وهو الرحيم الغفور. اي الذي الرحمة والمغفرة والصف ولم تزل اثارهما تنزل على العباد كل وقت بحسب ما قاموا به من مقتضياتها ولذا يوم امس مظرنا بفضل الله وبرحمته. وانظر الى قطر الماء حينما يتساقط وينزل وعليك ان تتخيل انها رحمات من الله تعالى ورزق للعباد وقال الذين كفروا اقرأ يا شيخ مصطفى وقال الذين كفروا لا تأتينا سبعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب ولا ولا اكبر من ذلك اكبر الا في كتاب بيده الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك لهم مغفرة والذين سعوا فيه آياتنا معاهدينا احسنت لما بين تعالى عظمته بما وصف به نفسه وكان هذا موجبا لتعظيمه وتقديسه والايمان به ذكر ان من اطناف الناس طائفة لم تقدر ربها حق قدره ولم تعظمه حق عظمته بل كفروا به وانكروا قدرته على اعادة الاموات وقيام الساعة ولذلك ايها الاخوة ربنا جل جلاله يأتي بالايات ليبين للناس انها اية وقد يألف الناس شيئا من الاشياء فيأتيهم الله بما يخالفه حتى يعني رحمة من الناس لاجل ان يتبصروا الايات خذ على سبيل المثال قصة اصحاب الفيل فبعض الملاحدة حينما ينكر الصيح والصعق والخسس وينسبها الى اي شيء ينسبها الى اشياء طبيعية ربنا جل جلاله قد جعل اهلاك اصحاب الفيل اهلاكنا عن طريق الطيور طيور جاءت وهذه الطيور تحمل حجارة وتسقط الحجارة على هؤلاء فتهلكهم بطيور المعتاد انها لا تقتل وحصلت هذه الاية وصارت كال متواتر الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل فربنا يأتي بالايات وينوع الايات لاجل ان يؤمن البشر فهؤلاء بل الذين كفروا به وانكروا قدرته على اعادة الاموات وقيام الساعة وعارظوا بذلك رسلا يعني ليسوا فقط انهم لم يؤمنوا بل انهم قد خالفوا الرسل وخاصموا الرسل وحاربوا الرسل وقتلوا الرسل فقال تعالى وقال الذين كفروا اي بالله وبرسوله وبما جاءوا به فقالوا بسبب كفرهم لا تأتينا الساعة. هذا الكفر جعلهم ينكرون الساعة ومجيء الساعة مظهر من مظاهر رحمته سبحانه وتعالى وربنا يمدح على هذا الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ما لك يوم الدين ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه قبلها كتب ربكم على نفسه الرحمة ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه اية عظيمة جاءت بان من كان لا يسأل في الدنيا سيسأل يوم القيامة ومن كان لا يسمع له في الدنيا سيسمع له يوم القيامة لا تأتينا الساعة اي ما هي الا هذه الحياة الدنيا نموت ونحيا. فامر الله رسوله ان يرد قولهم ويبطله ويقسم على البعث وانه سيأتيهم واستدل على ذلك بدليل من من اقر به لزمه ان يصدق بالبعث ظرورة وهو علمه تعالى الواسع العام فقال عالم الغيب اي الامور الغائبة عن ابصارنا نحن والا فربنا لا يغيب عنها شيء وعن علمنا ففيه بالشهادة سبحانه وتعالى. ثم اكد علمه فقال لا يعزب قد نأتي الى الدرس ونجد وائل عازر هناك فنقول ما لواء العادل؟ عازب مثل الاعذب عازب نقول غضب عليك لانك تسأله كثيرا في الدرس فيخشى اذا سألته فلم يجيب. فعذب فربنا لا يعزب عنه شيء اي لا يغيب عن الله ولا يذهب عن علمه وملكه شيء لا لا يعزب اي لا يغيب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض اي جميع الاشياء بذواتها واجزائها حتى اصغر ما يكون من اجزاء وهو المثاقيل ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين اي قد احاط به علمه وجرى به قلبه. فربنا يعلم الشيء قبل ان يكون ومكتوب عنده في اللوح المحفوظ ويعلم الاشياء حال حصولها قد احاط به علمه وجرى به قلمه وتضمنه الكتاب المبين الذي هو اللوح المحفوظ فالذي لا يخفى عن علمه مثقال ذرة فما دونه من في جميع الاوقات يعني مثقال ذرة لا يخفى عليها وهاي لغة تكون نافعة الك او غير نافعة لك حاجة او ليس له حاجة لها قيمة وليس لها يعلمها وما تسقط من من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين. ربنا جل جلاله كله يعلمهم فكيف بالانسان الذي خلق وجعلت الارض له وعاء والسماء له كالقبة هذه السماء الزرقاء التي تحاكي زرقتها زرقة البحر كيف بالانسان الذي سخر له ما في السماوات وما في الارض؟ كيف لا يعلم الله قوله وفعله ويعلم ما في صدره وهو الذي قد جعل صدره هكذا يحفظ وهكذا يتكلم وهكذا يعبر عن نفسه قال الشيخ ويعلم ما تنقص الارض من الاموات. حتى الميت لما يوضع وتذهب منه المياه ثم الدهون ثم الشحم ثم اللحم ثم الجلد كله يعلمه الله تعالى فيما ينقص منه وما يبقى من التامهم قادر على بعثهم من باب اولى وليس بعثهم باعجب من هذا العلم المحب. اذا كان العلم سهل عليه وربنا محيط به فالاحياء بعد الاماتة اسهل من هذا العلم تليفون يتحمل ولا لا اما الف ما فيش هاي الهاتف محمد هم جيد احسنت اذا شوف البشر لهم مقدرات وطاقات لكن ربنا جل جلاله هو الذي خلق البشر وهو الذي امد فعلمه محب فاذن هذه يعني احنا قديمة لما نقول كيف تنطق اليد وكيف تشهد الا رجل؟ وكيف الارظ تتكلم؟ فربنا قد اعطانا هذي الحديثة صغيرة جدا تمضغ ساعات طويلة. نعم ثم ذكر المقصود من البعث فقال ليجزي الذين امنوا اي امنوا بقلوبهم صدقوا الله وصدقوا رسله تصديقا جازما اي ليس تصديقا فيه شك وعملوا الصالحات باعتبار ان الايمان ثمرة يعني بذرة وان ثمارها العمل الصالح وعملوا الصالحات تصديقا لايمانهم يعني انت الصدقة تسمى صدقة لان الانسان يدل بها على صدق ايمانه حينما يتصدق المحبوب على محبوب يقدم محبة الله على محبة المال والصداق في الزواج ايضا يدل على صدق المتقدم الذي يقول انا ساعطيها كذا واعطيها كذا ويأتي بالمهر دل على صدقه فالمؤمنون يعملون الصالحات تصديقا للايمان اولئك لهم مغفرة لذنوبهم بسبب ايمانهم وعملهم يندفع بها كل شر وعقاب ورزق كريم اي باحسانهم يحصل لهم به كل مطلوب ومرغوب وامنية والذين سعوا في اياتنا معاجزين اي سعوا فيها كفرا بها وتعجيزا لمن جاء بها وتعجيزا لمن انزلها كما عجزوه في الاعادة بعد الموت اولئك لهم عذاب من من رد اليم اي مؤلم لابدانه وقلوبهم. اذا الكفار حينما نفوا هذه الصفات يأثمون بعدم الايمان ويأثمون بالنفي والمؤمنون يؤجرون على ايمانهم ويؤجرون ببث علوم هذا الايمان عملا وارشاده اقرأ ايها الشيخ ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق ويهدي الى صراط العزيز الحميد لما ذكر تعالى انكار من انكر البعث وانهم يرون ما انزل على رسوله ليس بحق. ذكر حالة الموفقين من العباد. وهذا طبعا من معاني القرآن انه مثاني حينما تذكر صفة تذكر صفة المخالفين لهم تحذيرا من اهل الشر وترغيبا في اهل الخير قال ذكر حالة الموفقين من العباد وهم اهل العلم وانهم يرون ما انزل الله على رسوله من الكتاب وما اشتمل عليه من الاخبار هو الحق. اي الحق منحصر فيه وما خالفه وناقضه فيه فانه باطل لانهم وصلوا من العلم الى درجة اليقين ويرون ايضا انهم في اوامره ونواهيه يهدي الى صراط العزيز الحميد وذلك لانهم جزموا بصدق ما اخبر بها من وجوه كثيرة من جهة علمهم بصدق من اخبر بها ومن جهة موافقتها للامور الواقعة والكتب السالفة ومن جهة ما يشاهدون من اخبارها التي تقع عيانا ومن جهة ما يشاهدون من الايات العظيمة الدالة عليها في الافاق وفي انفسهم ومن جهة موافقتها لما دلت عليه اسماؤه تعالى واوصافه ويرون في الاوامر والنواهي انها تهدي الى الصراط المستقيم هكذا يعلم الانسان ان جميع الاوامر تهدي الى الصراط المستقيم وجميع النواهي نهي عنها لاجل ان لا يضل الانسان عن الطريق المتضمن الامور بكل صفة تزكي النفس وتنمي الاجر وتفيد العامل وغيره كالصدق والاخلاص كالصدق والاخلاص وبر الوالدين. شف هذي الاشياء كلما كانت عند الانسان كلما ازدادت ولذا لما الانسان يصلي في الصلاة من اذكار الصلاة بعد الصلاة اللهم اعني على ذكرك وشفرك وحسن عبادتك من حسن العبادة الاخلاص ولذا يأتي الانسان في اذكار الصلاة نقول لا اله الا الله وحده لا شريك له بلا اله الا الله ومعناها وحده لا شريك له لكن يؤتى بها تحقيقا للاخلاص وبر الوالدين حسنة يؤجر عليها الانسان كلما عمل بها. بل حتى بعد وفاتهما حينما يسير على طريقتهما ويصل اصدقائهم يؤجر عليه الانسان وصلة الارحام ولذا صلة الرحم محبة في الاهل مسراد في المال منسأة في الاجل والاحسان الى عموم الخلق واذا اراد الانسان ان يبلغ الخير للجميع فهو في مرتبة الصديقين لان الصديقين هم الذين يريدون ان يبلغوا الخلق دين الله وامر الله ونحو ذلك وتنهى عن كل صفة قبيحة تدنس النفس وتحبط الاجر وهذا باب خطير جدا حبوط الاجر بسبب الذنوب التي يختلفها الانسان فكما ان الحسنات يذهبن السيئات فبعض السيئات يذهبن الحسنات كما في الاية الثالثة والستين بعد المائتين من سورة البقرة فهي لمن عمل عملا صالحا ثم افسده بعمل سيء بعده وتوجب الاثم والوزر من الشرك والزنا والربا والظلم في الدماء وهذا اخطر شيء الظلم في الدماء عياذا بالله تعالى والاموال والاعراب وهذه منقبة لاهل العلم وفضيلة وعلامة لهم وانه كلما كان العبد اعظم علما وتصديقا باخبار ما جاء به الرسول واعظم معرفة بحكم اوامره ونواهيه كان من اهل العلم الذين جعلهم الله حجة على ما جاء به الرسول احتج الله بهم على المكذبين المعاندين كما في هذه الاية وغيرها اقرأ ايها الشيخ قال الذين كفروا ينبئكم اذا منطقتم كل ممزق الصلاة على الله كذبا. بل الذين لا يؤمنون بالاخرة في والضلال افلم يروا الى ما بين ايديهم وما خلفهم السماء والارض اني نشأ نفسي السماء ان في ذلك لاية لكل عبد احسنت ايها الشيخ الجليل اي وقال الذين كفروا على وجه التكذيب والاستهزاء والاستبعاد ولك في وجه الاستبعاد اي قال بعضهم لبعض هل ندلكم على رجل ينبئكم اذا مزقتم كل ممزق انكم لفي خلق جديد لاننا بذلك الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه رجل اتى بما يستغرب منه حتى صار بزعمهم فرجة يتفرجون عليه. واعجوبة يسخرون منه وانه كان يقول انك مبعوثون بعدما مزغكم البلاء وتفرقت اوصالكم واضمحلت اعضاؤكم يقولون هذا مستغربين مستنكرين جاحدين حق النبي صلى الله عليه وسلم فهذا الرجل الذي يأتي بذلك هل افترى على الله كذبا؟ فتجرأ عليه وقال ما قال ام به جنا فلا يستغرب منهم فان فان الجنون فنون وكل هذا منهم على وجه العناد والظلم. ولقد علموا انه اصدق خلق الله واعقلهم ومن علمهم انهم ابدوا ابدوا واعادوا معاناتهم. ابدوا واعادوا معاناة. ادى بمعنى اظهروا وبذلوا انفسهم واموالهم في صد الناس عنه فلو كان كاذبا مجنونا لم يندغ لكم يا اهل يقول غير الذاكية ان تصغوا لما قال ولا تحتفلوا بدعوته فان المجنون لا ينبغي للعاقل ان يلفت اليه نظره. او يبلغ قوله ولبيت. نعم او يبلغ قوله منه كل مبلغ ولولا عناية وظلمكم لبادرتم لاجابته لبادرتم لاجابته ولبيتم دعوته ولكن ما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون ولهذا قال تعالى بل الذين لا يؤمنون بالاخرة ومنهم الذين قالوا تلك المقالة في العذاب والضلال البعيد. اي في الشقاء العظيم والضلال البعيد الذي ليس بقريب من الصواب ولذا سمي الشقاق شقاقا لان الانسان يكون في شق والطرف الاخر في شق فهؤلاء في الظلال بعيد اي في الشقاء العظيم والظلال البعيد الذي ليس بقريب من الصواب واي شقاء وظلال ابلغ من انكارهم لقدرة الله على البعد وتكذيبهم لرسولهم الذي جاء به واستهزائهم به وجزمهم بان ما جاءوا به هو الحق فرأوا الحق باطلا والباطل والضلال حقا وهدى ثم نبههم على الدليل العقلي الدال على عدم استبعاد البعث الذي استبعدوه وانهم لو نظروا الى ما بين ايديهم وما خلفهم من السماء والارض فرأوا من قدرة الله فيها ما يظهر العقول ومن عظمته ما يذهل العلماء الفحول وان خلقهما وعظمتهما وما فيهما من المخلوقات اعظم من اعادة الناس ما في الكون الان اعظم من اية الاعادة اعظم من اعادة الناس بعد موتهم من قبورهم فما الحامل لهم على ذلك التكذيب مع التضييق بما هو اكبر من ازدهار الشمس تسير وتتحرر حتى تغيب كلها ايات هذه الايات العظيمة التي نشاهدها الان اعظم من اية الاحياء بعد الموت وان كان تلك اذا اية عظيمة فانما هي زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة فما الحامل لهم على التكذيب مع التصديق بما هو اكبر منه نعم ذلك خبر غيري الى الان ما شاهدوه فلذلك كذبوا قال تعالى ان نشأ نخسس بهم الارض او نسقط عليهم كثفا من السماء. اي من العذاب لان الارض والسماء تحت تدبير يعني تحت تدبير له فان امرناهما لم يستعطيا فاحذروا اصراركم على تكذيبكم فنعاقبكم اشد العقوبة ان في ذلك اي خلق السماوات والارض وما فيهما من المخلوقات لاية لكل عبد منيب فكأنه كان العبد اعظم انابة الى الله فكلما كان العبد اعظم انابة الى الله كان انتفاعه بالايات اعظم لان المنيب مقبل الى ربه قد توجهت ارادته وهماته لربه ورجع اليه في كل امر من اموره فصار قريبا من ربه. ليس له هم الا الاشتغال بمرضاته فيكون نظره للمخلوقات نظر فكرة وعبرة لا نظر غفلة غير نافعة والزم الحرمان الكبير انه انت تمر على الايات او تمر بك الايات ولا تعتبر هذه الايات واياته سبحانه وتعالى في كل شيء يرزق احتياج بار